يسم الله الرحمن الرحيم
اتحاد عام نازحي و لاجئي دارفور
بيان رقم (1)
لقد مر إقليم دارفور طيلةالعقود الماضية بجملة من الإبتلاءات و المصاعب الكبيرة التي أقعدته رغم إمكاناته الطبيعية و البشرية من اللحاق بركاب التنمية و التقدم إمّا بفعل التحولات الطبيعية و المناخية أو بفعل سياسات الحكومات المركزية المتلاحقة و التي قصدت افقار الاقليم بحرمانه من اي مشروع تنموي حيوي من شأنه أن يسهم في رفع مستوي معيشة و رفاهية إنسانه و يسهم بالتالي في تحوّل أنماط الحياة و النشاط الاجتماعي البدائي فيه الي أنماط يتمتع فيها مواطن الإقليم بكافة الخدمات الأساسية من مياه شرب نقية و صحة و تعليم و أمن اجتماعي و فرص عمل ومشاركة حقيقية في إدارة البلاد و موارده.
بالإضافة إلي ذلك نجد أن إنسان دارفور قد شهد في السنوات الأخيرة جملة من المآسي و الآلام تمثلت في استهداف المدنيين العزل و حرق قراهم و سلب ممتلكاتهم و اغتصاب نسائهم وتقتيلهم دون تمييزلطفل ل أو إمرأة أو شيخ مسن بقصد الإبادة الجماعية و التطهير العرقي و بقصد اجبارهم على ترك قراهم و ديارهم حتي يتسني لحكومة المؤتمر الوطني توطين المجموعات المستجلبة من دول الجوار الاقليمي في قري و حواكير السكان الاصليين كجزء من المشروع العروبي الذي يقوم علي مبدأ النقاء و التفوق العرقي، مستخدمة في ذلك كافة امكانيات الدولة من مال و اجهزة امنية و مليشيات موالية من جنجويد و غيرها , بجانب ممارسة كافة اساليب الاستقطاب العرقي الحاد الذي يمايز بين أبناء الإقليم الواحد و يفرق بينهم و يزرع بذور الفتنه بين ما يسميهم زرقة و عرب!! ضاربين بحقائق التاريخ وواقع الحال عرض الحائط. كنتيجة حتمية لهذا الاستهداف نجد أن الملايين من سكان دارفور يعيشون في معسكرات اللجوء و النزوح المنتشرة في كل ركن من الإقليم ناهيك عن مئات الآلاف من القتلي الذين سوف تجري محكمة الجنايات الدولية التحقيق في شأنهم. والحقيقة الذي يجب تبيانه هنا هو أن أهلنا في هذه المخيمات و علي مدي أكثر من خمسة أعوام يعيشون واقعا انسانيا مريرا يتمثل في:
أولاً: الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها كل يوم من شح في المأكل و فقرفي المأوي الذي لا يتجاوز مظلات الخيش الممزق التي لا تقي حر شمس إفريقيا و لا زمهرير شتاء الصحراء اذ ان ما يتلقاه الفرد حالياً لا يزيد في أحسن الأحوال عن 25% من جملة احتياجاته الغذائية و التمونية الضرورية و هي مخصصات تقل كثيراً عما كان يتلقاه سكان معسكرات النازية.
ثانيا: حالة الانفلات الأمني التي تعيشه مخيمات النازحين و المناطق المحيطة بها و الضغوطات المتكررة التي يتعرضون لها من قبل أجهزة الدولة الامنية بالمشاركة و التنسيق مع منظمات الحكومة المسماة طوعية ذات الاسماء الهلامية التي تسعي لافراغ المعسكرات و اعادة النازحين من خلال ما يسمي ببرنامج العودة الطوعية دون أدني مراعاة لاستحقاقات العودة من أمن و تعويضات فردية كانت او جماعية و اعادة اعمار وتوفير خدمات الأساسية.
ثالثا: الظروف الصحية و التعليمية. نجد ان الظروف الصحية هي الاخري ليست باحسن حال من الظروف المعيشية و الأمنية إذ أنه لا يتوفر لهذه الأعداد الهائلة القاطنة في المعسكرات أطباء مقيمون أو حتي زائرون من خلال وحدات طبية أو علاجية متحركة لمقابلة احتياجات و مطلوبات النازح و اللاجئ الصحية و الضرورية بطبيعة الحال. أما بالنسبة للتعليم فالمشكلة أكبر و أعقد إذ يستحيل على التلميذ في هذه المعسكرات الانتقال من مرحلة تعليمية إلى المرحلة الأعلى لعدم توفر المرحلة المطلوبة في المعسكر في غالب الاحوال مع عجز مريع في عدد المعلمين المؤهلين و أيضا عدم توفّر الكتاب المدرسي و سائر مقومات التعليم.
علاوة على كل ما سبق، نجد أن النازحين و اللاجئين كانوا و ما زالوا يمثلون محورا أساسيا لتداعيات الصراع الدائر في دارفور و كذلك يمثلون و بالدرجة الاولي الضحية و العمود الفقري لترتيبات ما بعد السلام سواء كان ذلك بالمساهمة الفاعلة في جهود اعادة الاعمار و البناء او من خلال الدور الواعد في حمل لواء التغيير الاجتماعي الذي يبشر بغد زاهر للأجيال القادمة. مع ذلك يلاحظ أنهم أهل حق ضائع و صوت مخروس. فمن هنا جاءت فكرة اتحاد عام نازحي و لاجئي دارفور و الذي انعقد بوادي هور في الفترة ما بين 22 يوليو – 27 يوليو 2008 تحت شعار "فلنوحّد رؤيتنا من اجل قضيتنا" بمشاركة ممثلين ينوبون عن أكثر من 33 معسكرا للنازحين و اللاجئين. و قد تبنّي هذا المؤتمر فكرة انشاء اتحاد عام لنازحي و لاجئي دارفور ليكون ممثلهم الشرعي صوتهم الحقيقي و المعبر عن إرادتهم و همومهم و أشواقهم في كل ما يتعلق بحاضر أمرهم و مستقبل أيامهم و بالفعل قد تمّ تكوين هذا الاتحاد بعد اكتمال مؤسساته بإجازة دستوره و نظامه الأساسي و تكوين مكتبه التنفيذي
نجم الدين موسى عبد الكريم
أمين الاعلام و الثقافة و التراث الناطق الرسمي
وادي هور 30 يوليو 2008
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة