مسودة بيان حول تصريحات الوالي
ظللنا نطالب المسؤولين على جميع مستوياتهم بالتراجع عن التعميم وعدم الشفافية التي صاحبت كل مراحل مشروع سد دال الذي تزمع وحدة تنفيذ السدود إقامته في منطقة السكوت الولاية الشمالية دون علم ودون موافقة أهل المنطقة.
وها هو السيد والي الولاية الشمالية يُعلن عن اكتمال الدراسات ويعلن أن المشروع ذا جدوى ويقول أن التنفيذ سيكون خلال هذا العام (جريدة الوطن 29/7/2008م العدد 1859). ولقد صرح السيد الوالي في أكثر من مناسبة أن أهالي منطقة دال يؤيدون قيام السد، وهذا بهتان عظيم كيف يؤيد السد من لم يسمع حتى اليوم شيئاً عنه، ولماذا الكيل بمكيالين عندما نسأل عن الضرر يقولون لم تكتمل الدراسات ثم يقولون أهالي المنطقة يؤيدون السد أيبصمون دون أن يعلموا منافعه؟
إننا ندين بأقوى عبارات الإدانة هذا الاستخفاف بأهالي المنطقة وندين اتخاذ قرارات مصيرية تتصل بحياتهم وأرضهم وإرثهم وحضارتهم وكأنه لا وجود لهم.
كيف يصلون لمرحة الدراسات النهائية والمشروع فيما يبدو من تحركاتهم ـ في التنفيذ دون إشراك أحد من أهل المنطقة في معرفة الضرر أو النفع المزعوم ألم يكن في علم من يقومون على هذا الأمر ومن دراساتهم المبدئية ومن خططهم، ألم يكن لهم علم بارتفاع السد المقترح ومدى الغرق المتوقع؟ دعك من هذا ألم يكن لهم علم بمشاريع التنمية المستهدفة في هذا المشروع [ ليبشروا به أهل هذه المنطقة !!ٍ]؟ إنه لأمرٌ عجب.
إن ما تقوم به وحدة تنفيذ السدود ومن خلفها الوالي هو تعتيم متعمَد لأن المخطط هو إفراغ المنطقة من أهلها، ولأنه لا توجد مشاريع تنموية مرتبطة بغرق أعرق بقعة في السودان.
إنهم يبيعون أرض الحضارات ببضع عشرات من (الميغاوات).
وإن كانوا لا يقيمون وزناً للإنسان فإنهم بالطبع لا يقيمون وزناً (للأوثان) إن كانت هذه هي رؤيتهم لأثار أعرق حضارة عرفها التاريخ الإنساني. لم نسمع شيئاً بعد ولا نظن أننا سنسمع عن إنقاذ آثار المنطقة المهددة بالغرق جرَاء ثاني أعلى سد يقام في السودان.
أننا نرفض قيام هذا السد جملة وتفصيلاً ونرفض إدعاءات السيد الوالي الباطلة التي يدعي فيها أنه يقوم بهذا العمل بالتنسيق ومباركة أهل المنطقة وليعم الجميع أن أهالي (سكوت) في أرضهم ومهاجرهم يرفضون هذا السد رفضاً قاطعاً ويرفضون أن يباع إرثهم ببضع دولارات.
لا يمكنهم أن يزّيفوا الحقائق ببضع أكف ترُفع بالهتاف ممن يريدون بيع أرضهم فقط لإرضاء حزبهم. الأغلبية التي كانت صامته والتي لن تظل صامته ترفض قيام هذا السد وستتخذ من الوسائل المتاحة ما يمنع قيامه.
إننا نرفع ندائنا لكل أهل السودان، هي ليست قضية نوبية فحسب هي قضية أهل السودان جميعهم أرض الحضارات تغرق، والعجب أن الماء الذي يغرق لا يستخدم لتنمية ولا لاستثمار.
سد دال خزان ينزع الحياة ولا يهب الحياة
لا للإغراق لا للتهميش.
لجنة مناهضة سد دال
المملكة العربية السعودية
5 أغسطس 2008م
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة