صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
 
بيانات صحفية
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

بيانات صحفية English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


بيان من الجبهة المركزية لإستقلال إقليم كردفان - السودان
Aug 8, 2008, 09:58

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

الجبهة المركزية لإستقلال إقليم كردفان - السودان

هيئة القيادة العليا

المجلس السياسي - المجلس العسكري

 

بيان

 

حول أزمة دارفور وتداعيات الوضع السياسي الراهن

 

اقليم دارفور ومايحويه من تفجر للأزمة الإنسانية الطاحنة والتي وقفت حلول الإتفاقيات الثنائية التي أبرمت في نيفاشا والقاهرة وأسمرا وأبوجا وقفت دون إيجاد الحلول الناجعة لها، وهذه الأزمة هي نتاج طبيعي للأزمة السياسية التي يعيشها السودان منذ فجر الإستقلال في يناير 1965. لاننا منذ ذلك الوقت وحتي تفجر الأزمة بطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو، ظللنا ندور حول حلقة سياسية مفرغة، لم نستفد من الأخطاء السابقة حتي تراكمت، لم نعالج السلبيات حتي صارت إمتداداً للأزمة هذا فضلاً عن التجاوزات السياسية التي أدت الي الفساد السياسي والإجتماعي معاً في ظل كافة الأنظمة ديمقراطية كانت أم عسكرية، وهذا في تقديرنا ساهم الي حد كبير في عدم وجود دولة بمفهوم الدولة المبنية علي نظام المؤسسات في السودان، ومايمارس منذ الإستقلال هي أنظمة متعددة ذات طابع واحد وهو الإنجرار نحو السلطة ومن ثم محاولة التشبس بها، دون أدني مراعاة في إشراك المواطن في إيجاد الحلول  والتفكير سوياً نحو آفاق تساعد في إستقراره من خلال التخطيط السليم للدولة النابع من منهج سياسي محكوم بدستور دائم يراعي التنوع الأثني والثقافي والديني ومنهج إقتصادي يبشر بإزدهار الوطن وتقدمه حتي اللحاق بركب الحضارة الأنسانية والمدنية . خير دليل لنا ما يجول مؤخراً في الساحة السياسية بفضل ماأثاره طلب الإدعاء الدولي تقديم الرئيس عمر البشير وآخرون الي المحكمة الجنائية الدولية للمحاكمة  بتهمة إرتكاب جرائم إبادة جماعية في دارفور .. ونضيف للتذكرة فقط ماجري من قبل في منطقة جبال النوبة بوسط السودان من حرق للقري وتشريد الأهالي وإذلالهم وإضطهادهم والتصفيات التي جرت خارج إطار القانون التي مارسها سدنة نظام الجبهة الإسلامية القومية ( المؤتمر الوطني ) منذ أجهاضها للديمقراطية في 30 يونيو 1989. هذا فضلاً عن ما تم في شرق وجنوب السودان، وحتي ما جري للمواطنين في حزام الفقر حول أطراف الخرطوم من تهجير وإنعدام ابسط وسائل الحياة من مياه صالحه للشرب وكهرباء ومستشفيات وبنيات تحتية لابد منها، علينا ان نواجه الحقائق مجردة ونعلن صراحة بان هنالك إنتهاكات وقعت في دارفور والأقاليم الأخري ، وحتي في معتقلات الجبهة الإسلامية ( المؤتمر الوطني ) وسجونها السرية المشهورة ببيوت الأشباح، علينا أن نعلن كذلك أن أردنا للسودان أن يكون ، نعلن عن كافة التجاوزات السياسية منذ فجر الإستقلال في يناير 1956، لكي نزيل الظلومات وحالات الغبن والإمتعاض التي أورثت الغالبية العظمي من أبناء شعبنا الصابر الحقد والكراهية للذين تعاقبوا علي زمام الأمور في بلادنا، وهنا نعلن نحن في الجبهة المركزية لإستقلال إقليم كردفان اننا لانود مطلقاً الإصطياد في هذه الأثناء والسودان في حالة إستنفار رسمي وشعبي دفاعاً عن البشير وزمرته. فقط نفول من الذي يدافع عن حقوق الكادحين والفقراء والمعدمين في الريف والحضر ؟ واين كانت هذه اللجان القومية والإعلام المكثف والمواطنيين يتساقطون في دارفور ومن قبل في جبال النوبة  بقذائف المدفعية والطائرات المقاتلة .. ؟ لماذا والي متي ولمصلحة من يستمر مسلسل تغييب الشعب عن الحقائق الدامغة للإنتهاكات التي تمت في دارفور؟؟؟

نعم .. نحن مع تقديم كل من أرتكب جنائه في حق الشعب الي العدالة، إذاً نحن مع سيادة القانون، نحن مع السلام ووقف نزيف الدم المهدر بين أبناء الوطن الواحد ومع الديمقراطية والتنمية الإجتماعية والبشرية ومع وحدة السودان ومع تعويض كلاً من تضرر في كافة بقاع بلادنا من الأنظمة التي إستولت علي سدة الحكم ، نعني بذلك متي ماكانت هذه الشعارات اوتلك تساهم في إستقرار السودان .

وهذا في تقديرنا لايحدث إلا من خلال تأسيس دولة فدرالية إتحادية تتكون من أقاليم متعددة بحكومات متعددة وقيادة مركزية حقيقية تبداء بمعالجة سلبيات الماضي وتضع الخطط الإستراتيجية لبناء سودان موحد يشعر فيه الإنسان بأدميته.

نحن في الجبهة المركزية ندعو كافة التنظيمات السياسية والفئوية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية واعيان الإدارة الأهلية بترك العواطف جانباً ونحتكم جميعنا لروح الحكمة، لأن السودان الآن أصبح في مفترق طرق مابين تنفيذ إتفاقبات السلام المبرمة ومطالبة المدعي العام الدولي بتقديم الرئيس البشير   وآخرون للمحاكمة في المحكمة الجنائية الدولية والتي لعلمنا تتمثل الجرائم التي تدخل في إختصاصها جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإستعباد والإغتصاب والتعذيب والإضطهاد لأسباب عرقية أو عنصرية أو دينية والتهجير القسري.

لاننا نري ان الإعتماد علي الفيتو الذي يعول عليه سادة المؤتمر الوطني غير مجدي، لأن المحكمة الجنائية الدولية محكمة مستقلةذات إختصاصات محددة حتي مجلس الأمن الدولي يعتمد عليها في بعض الحالات المشابهه للدول غير الموقعة علي معاهدة روما في الأول من يوليو 2002. هذا إضافة الي أن دول العالم الأول وبخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لها مصالح إستراتيجية قلما يتم التضحية بها . إذاً الحل في تقديرنا هو التسليم بالأمر الواقع وأن نتعامل بالمنطق السليم وبالشفافية التامة أمام شعبنا وفقاً للأحكام الصادرة، ذلك لمجابهة تحديات المرحلة المقبلة والتي تستدعي وضع الحلول حتي لايحدث فراغ دستوري يدعو المغامرين في الإستيلاء علي السلطة كما حدث في نوفمبر 1958، وفي مايو 1969، وفي يونيو1989، عليه نقترح الآتي:

** تجميد العمل بإتفاقيات السلام المبرمة والتي في تقديرنا لم تبدد المخاوف، ولم تقرب شقة الخلاف بين المتخاصمين بل زعزعة الثقة التي باتت تتوفر في أثناء التفاوض الثنائي وبعده الي حين، لأن المؤتمر الوطني ذات الأغلبية الميكانيكية 52% بفضل نيفاشا، ظل يماطل في تنفيذ الإتفاقيات المبرمة بل إستخدم الأغلبية في تمرير العديد من سياساته حتي في قانون الإنتخابات الأخير والذي لم يحظي بالأجماع الوطني كما يشاع

**  تكوين حكومة وحدة وطنية حقيقية نشرك فيها الأحزاب والحركات الحاملة للسلاح والنقابات والقوات  النظامية الوطنية ومنظمات المجمتع المدني وأعيان الإدارة الأهلية . علي أن يتم تقسيم السودان الي ثمانية أقاليم فدرالية ذات حكم مستقل وبقيادة مركزية واحدة يمثل فيها الأقاليم الثمانية حسب ثقلها السكاني وحجمها الجغرافي.

**  نعلن عن فترة إنتقالية لثلاثة سنوات يتم فيها تثبيت شكل الحكم الفدرالي ، ووضع الدستور الدائم ، وإزالة الغبن والتعويضات عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمواطن السواداني في مناطق النزاعات وغيرها، نزع اسلحة الميلشيات وتفكيكها، وإقامة الإنتخابات الرئاسية والإقليمية لتشكيل الحكومة والبرلمان الفدرالي الإتحادي. هذا في تقديرنا يمثل البديل الناجع لوحدة الوطن والشعب ولدرء مخاطر الفراغ الدستوري المتوقع .

 

 

 

 

 

 هيئة القيادة العليا

المجلس السياسي

30 يوليو 2008 

دار فور صراع ثقافى ام حرب مصيرية للقبائل العربية

خلفية تاريخية :ابراهيم  محمد اسحق

تعتبر دارفور من السلطنات الإسلامية التي قامت في القرن الرابع عشر الميلادي جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا. وترجع أصول سكان دارفور الأصليين للقبائل النوبية والحامية والزنجية مع اختلاط ببعض الدماء العربية التي ذابت بفعل عوامل الجغرافيا والتاريخ في الكيانات المحلية. و منذ تأسيس دولتهم الإسلامية ة فقد ظل الفور كحكام يحافظون على نسيج المجتمع في دولتهم طيلة الخمسة قرون فترة حكمهم. وبالرغم من أن الفور من المجموعات النوبية فهم يعتبرون أقدم سكان السودان القديم[1].

وقد أدي دخول الإسلام بلادهم إلى استقرار مجموعات محدودة من القبائل العربية بدارفور. إلا أن المجموعات التي دخلت في الفترة الأولي كانت غالبيتها من طبقة العلماء ورجال الدين، واقتطعت لهم حواكير الجاه[2].

أما مجموعة القبائل الرعوية فقد كان يحتاج دخولهم إلى مناطق بعينها إلى فترة زمنية محددة (هذا فيما يخص القبائل الراحلة) أما القبائل الرعوية المستقرة فقد كانت تمتهن مهنة الرعي وتقوم برعي أموال الدولة وأرباب الدولة من القادة والأمراء. ويتم تحديد إقامتهم في حواكير رعوية خاصة تتبع لحاكم الجهة أو مندوب السلطان[3]وبهذه الكيفية اصبحت في سلطنة الفور ودولتهم خصوصية اعتبارية للعلماء وأهل الدين والصلاح. وتم تقسيم سكان دارفور إلى كيانات اجتماعية بحكم وظائفهم وحِرَفَهمْ ولا ينال شخص المكانة إلا حسب ما يقدمه من عطاء في خدمة الدين والعلم والثقافة.

لذلك نجد أن القبائل العربية التي دخلت دارفور صارت لها ديار ولم تكن لتحافظ على مكانتها إلا بما تقدمه من ولاء لسلاطين الفور, فكم من حرب طويلة خاضتها هذه القبائل لصالح تأمين السلطنة وحدودها. ومن أكبر الحروب التي خاضها الفور في التاريخ هي تلك الحرب التي خاضها السلطان تيراب لدفع غارات السلطان هاشم وحلفائه من القبائل العربية الرعوية على حدود السلطنة الشرقية في كردفان. فقد كانت هذه القبائل تقوم بالإغارة على قوافل التجارة ونهب القري، وتمارس تجارة الرقيق.ولم تكن تشعر القبائل العربية المتحالفة مع الفور والتي تقاتل في صفهم بأي تمايز أو فوارق في الانتماء لأرض دارفور وتاريخها. فكان التكاتف والحمية للدفاع عن الحق ونصرة المظلوم والعيش بسلام.

وعندما قام الأتراك بفتح السودان و اسقطوا مملكة الفونج لم يبق أمامهم إلا فتح دارفور. أرادت الحكومة التركية استغلال فرصة أن السلطان شاب لم يتجاوز السابعة عشرة فقررت غزو دارفور وشنت عدة حملات باءت جميعها بالفشل فقد استعصت عليهم و سطر التاريخ ذلك الموقف البطولى للسطان محمد الفضل الذي تولي الحكم في ريعان شبابه وخاطب محمد على باشا ب خطاب مشهور[4]. واستمرت دارفور مستقلة حتى عهد السلطان محمد حسين ابنه الذي قام بتأسيس أول جيش نظامي حديث مدرب ومسلح بأحدث الأسلحة في أفريقيا. وأجري له الرواتب – مما دفع تركيا لإقامة علاقات حميمة معه وصرفت وجهتها عن فتح دارفور.

وقد طلب محمد شريف شقيق سلطان وداى الحماية من السلطان محمد الفضل ولجأ إلى دارفور ونال الحماية وتم إكرامه وسيرت دارفور حملة ضخمة ونصبته سلطاناً على وداى وأبطلت العادة السيئة التي كانت سائدة في وداى، وذلك عندما يستولي الحكم أحد أفراد العائلة يقوم السلطان الجديد بقلع عيون أفراد العائلة المالكة مما أدى بمحمد شريف للفرار إلى دارفور وعندما تولي الحكم أبطل هذه العادة.

وخلفه ابنه السلطان إبراهيم قرض، الذي سعي لحماية كل قبائل دارفور وتلك التي لجأت للسلطنة نتيجة صروف الدهر. ولم يكن الفور يفرقون بين الفور والقبائل العربية الأخرى. حتى أن من أسباب سقوط سلطنتهم في 25 أكتوبر 1874م على يد الزبير باشا كان نتيجة الفتنة التي أثارها زعماء الرزيقات بعد اعتراضهم لطريق التجارة ونهبهم لقوافل الزبير باشا ونقضهم لاتفاقية الصلح بينهم والزبير. فقام الزبير باشا بمخاطبة سلطان دارفور إبراهيم قرض بتسليمه مشايخ وزعماء الرزيقات، إلا أن السلطان رفض تسليمهم حفاظاً على كرامتهم بحكم أنهم احتموا به. وعندما رفض إبراهيم قرض تسليمه زعماء الرزيقات أعلن الحرب على سلطنة دارفور. فخاض عدة معارك انهزم في أكثرها وكانت أغلبها في شمال دارفور. وعمل على تأليب هذه القبائل العربية التي تقف صفاً مع الفور حتى تخرج من حلفهم. ونجح الزبير باشا في ذلك وتمكن من الانتصار على جيش الفور في معركة منواشى بالقرب من نيالا. وأنهي سلطنة الفور الإسلامية وسلمها إلى تركيا. وقد دفع الفور استقلالهم ثمناً لحرية قبائل الرزيقات وصار حلفاء الأمس أعداء اليوم !!.

حكم التركية في دارفور :

لم يستمر حكم التركية في دارفور طويلاً لأنهم مارسوا المكر والخداع حتى على من سلمهم حكم دارفور فتم سجن الزبير باشا مكافأة له ومات مأسوراً في سجون القلعة بمصر.

أستمر الفور في ثورتهم على الحكم التركي وتمكنوا بحسن سياستهم من إعادة الحلف مع القبائل ذات الديار مرة أخري. واستطاع هذا الحلف من مواجهة الحكم التركي الظالم حتى ظهرت المهدية فتوسع حلف مقاومة الأتراك بهجرة المهدى إلى كردفان فصار الشمال السوداني شريكاً في الحلف بقيام الثورة المهدية التي كان وقودها قادة زعماء كردفان ودارفور بعشائرها المختلفة.

وتمكن المهدى من مصاهرة سلاطين الفور بزواجه من الميرم (الأميرة) مريم بنت نورين بن السلطان محمد الفضل وبالرغم من أن الثورة المهدية بدأت ثورة ضد الظلم والاستعمار في عهد المهدى، إلا أنها تحولت بمجرد وفاته إلى قمة للظلم وذلك في عهد خليفة المهدى. فاستطاعت القبائل العربية من البقارة ذات الولاء الأعمى للمهدية وقبائل الفلاتة القادمة من غرب أفريقيا للصعود إلى أعلى قمة جهاز الدولة المهدية وذلك في وجود الخليفة عبد الله التعايشى

وظهرت بوادر تمرد قبائل دارفور بزعامة الفور على سلطة المهدية. وتمكنوا من الحصول على الدعم العسكري من السلطنات الأفريقية المجاورة لدارفور !! وعادت معهم في الحلف القبائل العربية ذات الأصول بدارفور بدافع الحفاظ على مكانتهم وديارهم متى ما تمت للفور إعادة دولتهم. ولكن معسكر الخليفة وحلفاءهم كانوا على النقيض منذ ذلك الوقت فهل يكرر التاريخ نفسه للمرة الثانية؟! فبدأ انقسام قبائل دارفور إلى مجموعتين متحالفتين. وشعر الفور ومعسكرهم من القبائل الأصلية أن قبضتهم بدأت تضعف وأن سلطانهم على وشك الزوال. في ذات الوقت بدأت القبائل الغائرة على حكم

الفور تبدى رغبتها في إزالة السلطنة. وللأسف فإن معسكر الخليفة كانت قراءته للأحداث ولواقع الأمور خاطئة. وأعتمد في سياسته على البطش والتنكيل واستقطاب القبائل الصغيرة التي ليس لها أي وزن والمهاجرة من غرب أفريقيا والتي دفعتها ظروف القهر الاستعماري للبحث عن ملاذ آمن في السودان على حساب أهله الذين أصبحوا يعادون الخليفة واعتبروا انتماءه للتعايشة مجرد غطاء وقناع وأرجعوا أصوله للقبائل الوافدة من غرب أفريقيا بل أعتبروه من الفلاتة النوردو. وحقيقة فأن أصل التعايشة كقبيلة موجودة في تشاد وأفريقيا الوسطى.

كذلك انتفضت وثارت بعض القبائل العربية ذات الديار المستقرة في دارفور منذ قديم الزمان فشعر الرزيقات بالغبن من دولة الخليفة لأنه همشهم. وسيق التعايشة مكبلين إلى دار الهجرة فصارت الحكامات يغنين أغنياتهن (زمينوا بنيرانوا أخير من المهدى وجنانوا). وَصِرْنَّ يؤلبن الرجال على القتال في صف الفور ضد المهدى .. وتوالت الضربات على حكم الخليفة وأهله من الأعراب لأنه وسع الحرب شمالاً نتيجة إجباره لبعض القبائل للهجرة قسراً وشعر الأشراف بالإهانة لتفضيل الخليفة للأغراب عليهم كما شن الخليفة الحرب على قبائل الجعليين والشايقية والدناقلة وفروعهم وما أغاني التراث الشعبي لثقافة الوسط إلا ذاكرة للشعب السوداني لما خاضه الخليفة من الحروبات وبات ذلك دليلاً على بطش الخليفة الذي مارسه على القبائل ذات الأصول السودانية تاريخياً. وأنقسم السودان الكبير إلى حلفين، حلف السكان الأصليين والأشراف المناسبين لسلاطين الفور والقبائل المنضوية تحت لوائهم من عرب وعجم.

وعلى النقيض من ذلك حلف الخليفة التعايشى ومجموعة القبائل المنضوية تحت لوائه حتى جاءت الطامة الكبرى بدخول القوات الإنجليزية إلى الخرطوم. فوجدت قبائل السودان الشرقي الفرصة للتحرر من الخليفة وحكمه ووقفت في صفوف القوات الغازية. وانعكست الآية بعد أن حاربت مع المهدى ضد الاستعمار كذلك وجد الفور وحلفاؤهم من الرزيقات وبعض الدناقلة والمساليت والزغاوة الفرصة لإعادة عرش سلطنة الفور الى الوجود مرة أخرى وإعادة القوى الحيوية لها حتى تتمكن من الوقوف أمام السيل المتدفق من البشر القادم من غرب أفريقيا. بعد أن سمعت بقيام دولتهم في ارض الميعاد - أرض النيل

وستظل هنالك اسئلة كثيرة حائرة؟

لماذا شن الخليفة حملته على قبائل السودان الأصلية وحاول انتزاعها من جذورها؟! ويحس الإنسان بشعور ملئ بالاسى من تصرف الخليفة حيال النساء والأطفال. ففي مذكرات السيد/عبد الرحمن المهدى يحكى كيف لاقى الذل والهوان هو ووالدته من قبل الخليفة وكيف كان يعاملهم بالقسوة رغم أنه كان طفلا صغيرا ووالده هو الامام المهدى. وقد أدت بهم الظروف لأكل أوراق الشجر هو ووالدته وأخواله من الفور وعلى رأسهم السلطان على دينار. وكان رد الخليفة للطفل الصغير أنه يعامله بهذه القسوة حتى لا يتذكر أنه من سلالة سلاطين الفور - أي خواله. ولقد ذكر السلطان على دينار في مذكراته كيف أنه لاقي الاستفزاز في عهد الخليفة .. وقال أن الخليفة قام بتشريد جميع أهل دارفور وقام ببيع زوجاته واطفاله ..وان دارفور صارت قفاراً من شدة بطش الخليفة بالعلماء والقادة والمصلحين..مما ادى بالسلطان على دينارلوصف حكم الخليفة ودولته (بدولة العربان الضعاف)..

التقت وجهة نظر السلطان على دينار مع وجهة نظر عالم جليل هو ابن خلدون الذي وصف هذا الصراع بصورة دقيقة قبل موته عام 1406 م. عندما حلل الصراع بين الرعاة والمزارعين .ووصل إلى أن حياة الرعاة الرحل وثقافاتهم تشبه في أصولها حياة العرب و البربر والمغول وان من بين أنواع التحديات التي تواجه الدولة المنظمة في تاريخها هو تهديد الرعاة الرحل لأطراف الدول المستقرة..وتعمل على إضعافها وعندها تنهار تحت ضغط الرعاة, وحينما تنهار الدولة يسرع الرعاة بترك هذه الدولة لأنهم لا يستطيعون أن يفرضوا طريقة حياتهم ونظام حكمهم على شعب حيث أن ثقافتهم العابرة وأنظمتهم السياسية البدائية لا تمكنهم من معالجة المشاكل المعقدة لسياسة الدولة أو تتمشى مع مصالحهم الحقيقية.

ولهذا كثيراً ما يحدث أن يلجأ الرعاة إلى النهب والسلب ثم الانسحاب 5] وبالفعل هذا ما حدث لدولة الخليفة وأهله من الأعراب فبعد أن أسقطوا دولة الفور لم يستقروا وتمكنوا من الاستيلاء على السودان ولم يستطيعوا الاستمرار في الحكم طويلاً وانهارت دولة المهدية. وقد كان الناظر مادبو أكبر زعيم لقبائل العرب المستقرة (الرزيقات) يحمل نفس هذه النظرة وكان يحتقر الخليفة لأنه من قبيلة صغيرة احتمي بقبائل أصولها غير سودانية .. وجاهر الناظر مادبو بأن الخليفة أصلاً من الفلاتة القادمين من فولتا العليا. وأهم سؤال يجب الإجابة عليه هو هل كان المهدي هو المهدي المنتظر حقاً ؟! وأي عقيدة كان يعتنقها الخليفة عبد الله التعايشى عندما قام بقفل طريق الحج أمام حجاج السودان الغربي ؟! وهل كان محقاً بدعوته للحج إلى الجزيرة أبا بدلاً عن شد الرحال إلى مكة ؟!

وما هي القوي الخفية التي وقفت خلف الخليفة حتى يتمكن من الصعود على قمة جهاز الدولة المهدية. وساعدته على نشر أفكاره ومعتقداته.

يقول اللواء معاش أبو بكر أبو حراز في بعض محاضراته أن : الخليفة قدم أصلاً من غرب أفريقيا وكانت تسيطر عليه فكرة المهدية. وحاول تحقيقها في بعض ممالك أفريقيا ولكنها لم تجد قبولاً أو أرضاً خصبة. وللعلم فقد كان الخليفة جاهلاً بعلوم الشريعة والدين.

لذلك استهجن فكره كثير من العلماء وأغلبية السلاطين والأمراء من أفريقيا الغربية. وكذلك لم يتمكن الخليفة من نشر فكرة المهدية شمال أفريقيا لسيطرة الحركة السنوسية ولكن حينما حضر إلى دارفور[6] توجه إلى كردفان. فوجد ضالته في شخصية محمد أحمد المهدى. وقال له أنك المهدي في بادئ الأمر أنكر عليه الإمام ذلك وما كان من الخليفة إلا أن هجم عليه وألقاه أرضاً وقال له إنك أنت المهدى المنتظر فأضطر محمد أحمد للإقرار بأنه المهدى[7].

والشيء المهم أن الفور الذين كانوا يسيرون القوافل إلى بيت الله ويرسلون المحمل وكسوة الكعبة, وكانوا أدرى بالشريعة أنكروا على الخليفة سلوكه ذلك وأنكروا على المهدى أنه المهدى المنتظر إلا أنهم وصفوه بالشيخ في وثائقهم وقاوم أهل دارفور المهدية أشد المقاومة ومات منهم الآلاف. وتضررت كذلك القبائل العربية الراحلة من المهدية وأسلوبها في الهجرة وعارضت الخليفة الذى بطش ونكل بهم.

وكم كان الخليفة يسوقهم أسرى ومقيدين[8]. وبمجرد دخول قوات الاستعمار للسودان بدأ استقطاب نحو تكتل جديد لخلق حلف آخر. فتكتل الفور والرزيقات والدناقلة والشايقية وبقية حلفاء الفور. وانضموا للواء السلطان على دينار المتحرك من أمدرمان وكانت وجهته دارفور .. لإعادة عرش أجداده وسلطنة الفور إلى الوجود مرة أخرى. وكان لهم ما أرادوا في عام 1899م وقد انهارت دولة المهدية وحلفهم بانسلاخ أهل دارفور وقتل الخليفة وتشتت شمل أهله.

أما أهل دارفور وحلفاؤهم فقد عادوا إلى دارفور وأعلنوا دولتهم واعترفت بهم السلطة البريطانية بل عملت على حماية الحجاج وتأمين سير المحمل للحجاز نظير ما كانت تدفعه للحكومة الإنجليزية.

وبدأ السلطان على دينار في إجراء الإصلاحات الإدارية وتنظيم الدولة وأعاد الثقة في قادة القبائل المهاجرة إلى دارفور من كردفان وحارب تلك التي بدأت تعصي وتخرج عليه. كذلك بعض القبائل الصغيرة مثل التاما التي أغرت مناصب المهدية زعماءها فناصبوا الفور العداء فخاضت جيوش على دينار حرباً كبيرة ضدهم وبدأت أول محاولات القضاء على الدولة الوليدة في مهدها فكان حرب السلطان على دينار مع (على سمين وسنين فى كبكابية وعندما علم الإنجليز بعد خلافهم مع على دينار بدأوا في تغذية العداءات والكراهية بين قبائل دارفور لإضعاف سلطة الفور ومن ثم غزو دارفور.

وسلكت السلطة الاستعمارية سياسة تمكين الاقليات الوافدة على دارفور والغريبة بسلوكها عن طبائع أهلها الأصليين. وألّبت القبائل العربية المتحالفة معها مثل الرزيقات على سلطة الفور في محاولة للقضاء على السلطنة[9]. وسعت السلطة الاستعمارية في خلق الحواجز بين سكان السودان الشمالي وأهل دارفور. عندما علمت أن هنالك مخططاً رسمه السلطان على دينار يقضي بتوحيد السودان ودارفور تحت ظل مملكة واحدة يحكم الشمال الشرقي الأشراف المصاهرين لسلاطين الفور. وقد أعد على دينار ابن أخته السيد عبد الرحمن المهدى لهذه المهمة. وبدأ ينفق على تعليمه من ميزانية سلطنة الفور. وعندما اكتشفت السلطة الاستعمارية هذه الرسائل قامت بتهديد الإمام عبد الرحمن وأمرته بالابتعاد عن مواصلة أخواله. وبعد قتل السلطان على دينار. لم يتمكن السيد عبد الرحمن من زيارة دارفور مسقط رأس والدته إلى أن لحق بالرفيق الأعلى.

كان الاستعمار يصنع الانقسامات ويغذى الصراعات والخلافات لتحقيق مآربه. كما اتخذت سياسة تهجير الأمراء والعلماء والسكان الأصليين من موطنهم وتعذيبهم بالأشغال الشاقة فشهدت بداية القرن العشرين أكبر عملية لتهجير الفور و القبائل المتحالفة معهم وإخراجهم من أراضيهم فمنهم من هاجر إلى الحجاز والقدس ومصر وأوروبا. كما شهدت مناطق السودان المختلفة هجرة واسعة مثل القضارف (ديم بكر) وحلفا وعطبرة. وتم تغليب القبائل الوافدة عليهم (كالبرنو) الذين صاروا من أدوات الاستعمار وعيونه وأعوانهم من قبائل الفلاته. وقد حصل تفريغ لدارفور من سكانها الأصليين .. الذين كانوا يتمسكون بالأرض وكانت لهم عادات وتقاليد راسخة ساعدتهم في صنع حضارة شهد لها العالم فلاقى الثوار والقادة ورجال الدين الإسلامي التنكيل والعذاب والاضطهاد.

هجرة قبائل الغرب نحو دارفور :

تزامنت هجرات القبائل القاطنة في غرب أفريقيا مع الحملة الشديدة التي بدأت تشنها قوات الاستعمار الفرنسي على الممالك الإسلامية بغرب أفريقيا .. وبدأت وفودهم تترى على دارفور هرباً من جحيم الاستعمار. ومات أعداد كبيرة منهم في المعسكرات التي أقيمت في الحدود بين دارفور ووداى. وبالأخص في نقطة الجنينة [10]

وبدأت قبائل أخرى تطمع في الدخول إلى دارفور نتيجة غياب السلطة وحدوث الفراغ الإداري ! فاتجهت قبائل الرعاة الراحلة نحو دارفور هرباً من ضرائب الاستعمار وبحثاً عن المراعي .. ودون أن تقيدها أي قيود أو قوانين عرفية فصاحب ذلك هجرات لقبائل الترجم من تشاد عام 1928م. وتبعهم عرب المحاميد والجلول وكذلك وفدت قبائل الميما من تمبكتو إلى وداى ومنها إلى دارفور.

وكذلك بدأت هجرة مكثفة للفلاتة الامبرورو في عام 1928م نتيجة هجرة المدعو لامبيدو وعمار (اندامو) من سكوتو هارباً مع حوالي (200) رجلاً من أتباعه بمواشيهم وتمكنوا من الوصول إلى مركز نيالا في نفس العام. وقد كان عمر ناظر الفلاته عيسي بويا وقتها ستة سنوات[11]. كما حاول البرقو الدخول إلى دارفور في هجرات جماعية ولكنها أوقفت بعد القبض على (واراك) البرقاوي سنة 1939م.

وتتابعت مجموعات حديثة من الفلاته في الدخول إلى دارفور والانضمام لنظارة على الغالى والسمانى في جنوب دارفور مما دفع السلطة الاستعمارية لإلقاء نظارة الفلاته. وذلك إثر دخول ثماني فرق من الفلاته وعوائلهم ومواشيهم من الأبقار والأغنام وهم مجموعة (الهوسا – البرقو – المراريت – البرنو – المسيرية – الزرق (الرطانة) – التكارير[12] وتتابعت هجرات قبائل غرب أفريقيا ووداى نحو السودان عن طريق بوابة دارفور نتيجة سقوط دولة الفور وسلطنتهم – والتي كانت تفرض شروطاً صعبة لدخول الأجانب بهذه الطريقة الجماعية ونظمت طريقة الرعي وحركتهم عبر العرف الذي حكم قبائل دارفور لأكثر من سبعة قرون[13]. أصبحت الأرض تضيق بالأعداد الهائلة من المواشي وصار خطر الرعي الجائر كما يسمى بعشب الهوسا الذي أدخلته أبقار الامبرورو إلى دارفور – تعمل على تعرية الغطاء النباتي في فترة الأربعينيات وذلك على امتداد مساحات واسعة من الأرض الخضراء وبدأ خطر الجفاف والزحف الصحراوي يهدد دارفور بل كل السودان الشمالي وتحققت المجاعة التي توقعتها السلطات البريطانية[14] بل الأهم من ذلك أن هذه الأفواج المهاجرة نحو السودان أصبحت خطراً يهدد المجتمع السوداني المتماسك والقبائل ذات الحضارة بالتفكك والانهيار .. نتيجة لعاداتهم الغريبة التي لا تنسجم مع المجتمعات المدنية.

ويبدو أن مخططاً كان تقف من ورائه دول خارجية وأياد خفية تخطط لمثل هذه الهجرة المنظمة لمجتمعات بأكملها. والتي امتدت من دارفور إلى كردفان والنيل الأزرق والأنقسنا. فأصبحت هذه القبائل تشكل حزاماً من الوفداين, فأعلن الحاكم العسكري لمركز غرب دارفور عام 1960م بضرورة إخراج جميع قبائل الفلاتة من السودان سواء أكانوا من مالي أو امبرورو. وقال مفتش نيالا في يوم 4/1/1961م بضرورة عدم إعطاء كيان قانوني لقبيلة أجنبية تركت لتبقي في السودان نتيجة لظروف قهرية. وانتظمت معارضة واسعة لوجود هذا الحزام من القبائل الوافدة في جنوب كردفان والنيل الأزرق وعلى امتدا النيل الأبيض. وقام سكان رفاعة الهوى بتقديم شكوى بضرورة ترحيل الفلاتة من بلادهم لما يشكلونه من خطر لممتلكاتهم حيث كانت مواشيهم تدخل المزارع وتتلفها .. وقد دخلت هذه المجموعة إلى رفاعة عن طريق النيل الأزرق وكانت طبائعهم منفره واشتهروا بالغلظة والجفاء و فيهم بعض الدجل والشعوذة والسحر.ان من أخطر المفاهيم التي تمكنت السلطات الاستعمارية من كشفها خلال الوثائق السرية لرحلة الفلاته الامبرورو إلى السودان – إنهم كانوا يعتقدون أنهم موعودون بسكن أرض النيل (السودان وحكمه) 15]

وهذا الخطر الذي ظل يهدد الأمن القومي السوداني والذي تنبأت به الدوائر الاستعمارية من أن دخول قبائل الفلاته ومجموعات من القبائل الرعوية العربية سيعمل على تفتت المجتمعات الأصلية .. ودخول تلك المفاهيم والاعتقادات سوف تؤدي إلى خلق صراعات وحروبات ومجاعات في عقد الخمسينات من القرن الماضي وقد تحققت بالفعل بعد عقدين أو ثلاثة من هذه الرؤيا. وحتى تجد هذه القبائل موطأ قدم لها في السودان فقد سلكت نهجاً غريباً بالإدعاء بعروبة أصولهم. فكان أن بثت إشاعة من بعض مجموعات الامبرورو الفلاته أنهم تابعين لعرب أولاد حميد بمركز رشاد !! كما ادعي بعض المهرية الذين دخلوا إلى دارفور من تشاد في أواخر الثلاثينيات انهم عرب رزيقات شمالية.

وبهذه الطريقة تمكنت بعض القبائل الوافدة إلى دارفور بالانتساب إلى القبائل العربية التي استقرت بدارفور وتمكن المدعو هلال الذي كان والده من الفلاته القرعان أن يتزوج من عرب المحاميد حديثي الدخول إلى دارفور. فنسب نفسه إليهم وبمرور الوقت صار شيخاً عليهم في منطقة كتم بشمال دارفور إلا أنه كان يتبع لإدارة الفور في جبل سي وتحت سلطة الملك موسى امرودس. بل تطور الأمر إلى أكثر من ذلك بسبب استيطان الفلاته بمناطق السودان المختلفة. فدخلوا في مشاكل مع النوير في بحر الغزال في بداية الستينات كذلك صراعهم مع الدينكا أثناء تجوالهم في بحر الغزال بمواشيهم ذات القرون الطويلة هرباً من الضرائب والتكشيف. ودخلوا في صراع مع قبائل النوبة وقبائل المسيرية في غرب كردفان.

خطر الفلاته القادمين :

لقد رصد العلماء والباحثون هجرات الفلاته من موطنهم الأصلي منذ القرن الرابع عشر الميلادي. بسبب بحثهم عن المرعي، وهجرتهم الدائمة مع أبقارهم ذات القرون الطويلة بينما تتابعت مجموعات أخري عبر ديار برنو ووداى ودارفور وكردفان والنيل الأزرق.وقد تسببوا خلال رحلتهم الطويلة في تدمير ممالك عديدة وأدوا إلى إنحلال مجتمعات حضرية كانت أساس الحضارة الأفريقية. وكذلك تسببوا في العصر الحديث في مشاكل داخل الدول التي هاجروا إليها وأدوا إلى تفكيكها وبات الآن الخطر يهدد كيان الدولة السودانية.

ونلاحظ ذلك بمراجعة كتب صدرت حديثاً وتتحدث بدون مرجعية علمية موثقة عن تاريخ السودان. مثل كتاب الغرابة في السودان – الفلاته الفولانيين – رحلة إلى وداى الذي صدر في عام 2002م – كذلك الكتاب الأسود (الفتنة الكبرى) الذي يهدف لاستعداء المواطنين السودانيين ضد الشماليين، وذلك بعد فشل مخطط دولة البرنو الذي كان يتزعمه دكتور على الحاج، والذي أدي لتقسيم دارفور إلا ثلاثة ولايات قاصداً تشتيت الفور لإضعاف قوتهم. ويتأكد ذلك من خلال متابعة البيانات التي أصدرها زعيم الحركة الإسلامية الشيخ الترابي في أواخر الثمانينات والتي أدت إلى انسلاخ المثقفين من أبناء الفور من الحركة الإسلامية وإقصاء المرشد العام للحركة الإسلامية الرشيد الطاهر بكر بطريقة المؤامرة من قبل هذه المجموعة وكذلك محاربتهم لحاكم دارفور السابق أحمد إبراهيم دريج مما أدي لخروجه عن السودان. كما نادي الترابى بطرد الفور من جبل مرة وإعادة توطينهم في وادي صالح وكذلك ترحيل الزغاوة من شمال دارفور وتوطينهم في أم روابة

 



 

 

                    

     

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

بيانات صحفية
  • حركة جيش تحرير السودان بيان هام
  • جمعية الصحفيين السودانيين بالسعودية تنعى الكاتب الصحفي حسن ساتي
  • بيان تحالف القوي الوطنية الطلابية جامعة النيلين
  • هيئة شورى القبائل العربية بدارفور
  • بيان رقم (4) هام من قيادات ومكاتب حركة وجيش تحرير السودان بالداخل والخارج
  • بيان بخصوص المبادرة العربية من رابطة أبناء دارفور الكبرى
  • سودان المهجر بحزب الأمة القومي ينعى د. عبدالنبي علي أحمد الأمين العام للحزب
  • بيان من رابطة نهر عطبره
  • بيان من حركة تحرير السودان بخصوص مذكرة المدعى العام لمحكمة الجنايات الدولية فى مقتل جنود الاتحاد الافريقى بحسكنيتة
  • بيان هام من مكتب حركة/جيش تحرير السودان بكنداــ حول الهجوم العدوانى الغاشم على مواقع الحركة فى شمال دارفور
  • حركة وجيش تحرير السودان فصيل القائد سليمان مرجان بيان عسكري
  • بيان هام من رابطة إعلاميي وصحافيي دارفور
  • بيان صحفى -- الحركة الشعبية لتحرير السودان - القطاع الشمالى
  • بيان من حركة العدل و المساواة السودانية
  • بيان مهم حول استهداف ومحاولة اغتيال رئيس مكتب العدل والمساواة بالقاهرة
  • بيان من القائد العام لقوات جبهة القوى الثورية المتحدة
  • بيان مهم حول استهداف ومحاولة اغتيال رئيس مكتب العدل والمساواة بالقاهرة
  • بيان صحفي من السفارة البريطانية - الخرطوم رداً على تقاريرٍ عن مقابلةٍ مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند
  • بيان من حركة/جيش تحرير السودان بخصوص وقف إطلاق النار الفوري الذي وعد به رأس النظام
  • بيان من تجمع كردفان للتنمية بالسودان
  • المنظمة السودانية لحقوق الأنسان – القاهرة:خروقات جسيمة لحرية الصحافة وحقوق الصحفيين
  • بيان مشترك من لجنة مناهضة سد كجبار و دال
  • بيان من أمانة الطلاب الحزب الاتحادي الديمقراطي
  • بيان هام من الحزب الاتحادي الديمقراطي بمنطقة واشنطن الكبرى
  • بيان مهم من حركة وجيش تحرير السودان
  • بيان من جمعية الصحفيين بالسعودية حول الممارسات التعسفية ضد الصحافة والحريات العامة
  • بيان من أمانة الطلاب الحزب الاتحادي الديمقراطي
  • بيان من الهيئة الشعبية السودانية من اجل الحريات
  • بيان من الحركة الوطنية السودانية الديمقراطية حول ادعائات البشير لوقف اطلاق النار
  • بيا ن من حركة تحرير السودان العلاقة بين الانقاذ ونظرية تكميم الافواه
  • بيان من قيادة حركة و جيش تحرير السودان بالداخل حول خطاب البشير بشان دارفور
  • بيان من حركة العدل و المساواة السودانية حول إفتراءات مركز السودان للخدمات الصحفية SMC
  • بيان من حركة العدل و المساواة السودانية حول خرق نظام الخرطوم وقف اطلاق النار الذي أعلنه بالأمس القريب
  • بيان من مؤتمر البجا
  • أتحاد عام نازحي و لاجئى دارفور يرفض تصريحات البشير الخاصة بالتعوضات و العودة والأعمار
  • بيان حركة تحرير السودان حول خطاب البشير
  • بيان حول موقف تحالف نمور السودان تجاه دعوات البشير الأخيرة
  • بيان حزب البعث العربي الإشتراكي - قطر السودان - منظمات بحري وشرق النيل ( حول الأحداث بمنطقة العيلفون)
  • بيان هام من جبهة القوى الثورية المتحدة حول قرار حكومة المؤتمر الوطنى لوقف اطلاق النار
  • بيان من اتحاد ابناء دارفور بالمملكة المتحدة و ايرلندا بخصوص ما يسمى ملتقى مبادرة اهل السودان