ميزانية التجويع تكشر عن انيابها

الشرفاء مواطني حي بيت المال و الملازمين

لا زالت  الحكومة و الاحزاب السياسية كافة تنشغل بملاحقة الاحداث السياسية المتواترة و التي حولتها الحكومة الي سيرك هتافي للدفاع عن سياستها الحمقاء في قضية دارفور ، و تغض النظر  عن الغلاء المستمر في السلع الاساسية و تأثيرات ذلك على الحياة اليومية للمواطن البسيط . ان هجمة رأس المال الطفيلي التي نشهد شراستها في الوقت الحالي و التي اصابت قوت المواطن من حيث ارتفاع اسعار المواد الغذائية الاساسية  لتبلغ معدلات خرافية ليست الا تأكيداً على أن ميزانية حكومة الجبهة لا زالت هي ميزانية الجوع التي استمرأت اجازتها وتمريرها منذ 89 و لما قلناه من قبل عند اجازة ميزانية هذا العام التي ولدت ميتة لتحكي فصل اخر من رواية الفساد و الخراب الانقاذي .

المواطنون الشرفاء يحق لنا أن نسأل عن اسباب هذه الارتفاعات غير المبررة و غير المنطقية في ظل العبث الذي تشهده ادارة الموازنة العامة و التي تصرح على لسان وزير المالية عن ان العجز في الربع الاول يبلغ 610 مليون جنيه في حين ان الايرادات البترولية بلغت في نفس الفترة3214.1  مليون جنيه بنسبة 114% عن المتوقع  و حجم الايرادات الكلي يبلغ 5071 مليون جنيه . وفي البال اصرار وزير المالية على اجازة الميزانية و رفضه لمناقشتها او تعديلها مع الاصرار الحكومي على الزيادة الفادحة في ميزانية الامن و الدفاع حتى تجاوزت سقف ال 800 مليون جنيه (و ليتها كانت ذات فائدة تذكر في رحاب وصول  الحرب الاهلية الي قلب امدرمان) و اختفاء عائدات الذهب التي يصل متوسطها الي 50 مليون دولار في العام من الميزانية  و الصرف الخرافي  على المنظمات التابعة للحزب الحاكم مثل شياخة البكري ( والله وحده يعلم ما تكون شياخة البكري ) و شركة الرواسي و تزكية المجتمع و المجلس الاعلى للذكرو الذاكرين  التي ترد اسماءها في اجازة الميزانية و لا ترد في تقرير المراجع  العام ، و التي  يصل الصرف عليها الي مليارات الجنيهات لا يستحي الموتمر الوطني من تمرير اجازته بالاغلبية في البرلمان بداية كل عام مع رفع اليد عن دعم المستشفيات و المدارس و الجامعات التي لا ترد حتى و لو عرضاً في تقرير الموازنة . ليرتفع سعر الطماطم و يصبح اغلى من سعر التفاح في وطن كان يوصف بسلة غذاء العالم.

الشرفاء مواطني بيت المال و الملازمين

ان ارتفاع الاسعار الخيالي الذي نشهده يؤكد على الحقيقة البينة للموتمر الوطني الذي  يبقى خادماً اميناً لمصالح الرأسمالية الطفيلية يراعي مصالحها و يحميها من الانهيار و يضاعف ارباحها و لو جاء ذلك على حساب حياة  المواطن و قوت يومه و على حساب افقار الاغلبية من ابناء شعبنا و تجويعهم . أن هذا النظام لا يزال يتسبب بعبثه غير المسئول و حضانته لغول الفساد المستشري في ارجائه في اغلاق كل مسارب الامل او الحلم في حياة كريمة او افضل لابناء شعبنا. و يثبت عملياً أن لا سبيل لمستقبل افضل لبلادنا الا بالخلاص منه و الانعتاق من اساره الخانق و الطريق الي ذلك يعرفه شعبنا  من خلال ارادة جماهيره الغلابة .

الحزب الشيوعي السوداني

فرع منطقة بيت المال و الملازمين

اغسطس 2008