بيان من أبناء المسيرية بالمنطقة الشرقية
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {13}
صدق الله العظيم
إدراكاً لواجباتنا واستشعاراً لمسئولياتنا التاريخية واستهدافاً لتوحيد صفوفنا وللمساهمة في تحقيق السلام والأمن الاجتماعيين والاستقرار وإعادة بناء النسيج الاجتماعي في المنطقة، لا يسعنا نحن أبناء المسيرية بالمنطقة الشرقية - السعودية - إلا أن نعرب عن سعادتنا الغامرة بتكوين اتحاد أبناء المسيرية بالمنطقة الشرقية كرافد وامتداد لتكوينات أبناء المسيرية بالوطن وخارجه وسنبزل ما في وسعنا في سبيل بلوغ الغايات المرسومة ونسرج آمالاً ممتلئة باليقين لخدمة المنطقة والوطن (الرقع نعاله رقع قلبه).
الناظر بعين فاحصة للوضع في السودان الحالي وما آل إليه من متغيرات اجتماعية وسياسية كبرى، دائمة التغيير ينتابه القلق في ظل الإحن والبلايا التي آلمت بنسيجه المجتمعي المعافى وتضاءل كثير من القيم مع وجود مشكلات مجتمعية حادة علينا مواجهتها بشجاعة باترة لتفضي بنا لسيرتنا الأولى حتى نقف في خط البداية مع ما نراه ونلمسه من قصور كبير لا يوصف في التعامل مع قضايا الوطن والمواطن.
فياله من زمان كلما انصرفت صروفه فتكت فينا عواقبه
ما يجرى من أحداث نتيجة للاجتهادات السياسية والاقتصادية والأمنية التي مرت بالمجتمع السوداني قاطبة ودار المسيرية خاصة بحكم الموقع الجغرافي للمنطقة المتماس مع أخوتنا الدينكا في آبيي واخوتنا النوبة في جبال النوبه، الذين تربطنا بهما قيم مشتركة ومواثيق ومصالح عامة تتشابك في بعض الأحيان وتتصالح في معظم الأحيان ما جعلنا ننظر بمنتهى الريبة لما يحدث من نزاعات في المنطقة. والجميع يعلم أن المنطقة كانت الحزامة الساترة لعورة الوطن إبان حرب الجنوب (ده ببكي وده بلحس الدموع).
نؤمن تماماً وننشد التعايش السلمي بالمنطقة المبني على رعاية الحقوق والواجبات ولكوننا جسر للتواصل بين الشمال والجنوب تحتم علينا هذه الوضعية الحفاظ على وحدة البلاد وحيث كنا مذ كان الوطن يزكمه بارود الحرب نتعايش مع جيراننا _ أسواق السلام - وإلى حينه. وبما أن تلك الحرب كانت نتيجة انفعالات عاطفية غير مبررة والقضية بأبعادها قضية سياسية وحلولها في قاعات الحوار وليس على فوهة البندقية فإننا ندعو جميع الأطراف فك الاختناقات التي يعانيها الوطن.
لم يفت على أحد أن للحرب أثار سيئة مدمرة على الأرض والبشر والمسيرية لم ينعموا بالطمأنينة المشروعة طيلة هذه الفترة ووقع عليهم الضرر المباشر وفقدوا الآلاف من شبابهم وثرواتهم أثناء فترة الحرب وبعد السلام وتدنت الخدمات الأساسية في المنطقة من صحة وتعليم، هجر أبناءنا المدارس بسبب فقد العائل وتأميم الداخليات وغياب دولة الرعاية الاجتماعية (تكل على تكل لمن المرفعين أكل).
رحبنا بالسلام عندما سكت صوت المدفع وتأملنا أن ينعكس هذا السلام على الوطن والمواطن رغم أن مائدة التفاوض بها كثير من الملاحظات وقلنا رأينا فيما تم من اتفاق وخاصة في وضعية المنطقة وأزمة بروتوكول آبيي الموقع عليه من شريكي الحكم وبما أنه كان بعيداً عن شجرة المسيرية العامرة بحضور أعيانها وعقلائها ونظارها وشيوخها ترتب على ذلك أخطاء جسيمة وترك شعوراً نلخصه في الأتي:-
1- شعور أبناء المسيرية بالتهميش والإقصاء وعدم الاعتراف بدورهم في شأن بلادهم.
2- الشعور بالتغييب الممنهج من قبل شريكي الاتفاق لأبناء المسيرية.
3- مصادرت اعتباريتنا الدستورية التي تشكلها ولاية غرب كردفان.
4- التحايل على نصيبنا المنصوص عليه في الاتفاقية 2% من البترول.
5- غياب برنامج تنمية المنطقة المتضررة من جراء حروب السنين الماضية.
6- خلق أجواء مشوهه بالتمييز في استيعاب أبناء المسيرية في شركات البترول العاملة في منطقتهم في جميع المستويات وتصويرهم كأنهم غير قادرين على العمل على كل المستويات مما أحدث غبناً مميت.
7- استمرار تغييب أبناء المسيرية في الحلول التي توصل إليها شريكي الحكم بشأن آبيي في يونيو 2008 والتي بموجبها سيمثل الشريكين أمام محكمة العدل الدولية ولا ندرى كيف يكون مصير المنطقة.
8- إهمال اسر الشهداء وأبناء الشهداء إلى درجة التشريد.
لهذه الظروف والأحداث المتواترة في المنطقة فإن أبناء المسيرية في المهجر قلقين على واقع المنطقة كونها أضحت بركة طمله، تحتاج لرؤية ثاقبة وإعادة النظر فيما يجرى على أرض الميلاد والأجداد مع وجود خطة تنموية شاملة جادة لاستيعاب هذه التوترات والسماع لصوت المنطقة من خلال المنطقة بمنتهى الشفافية دون السطو على مكتسباتنا (الخشم ودكه والليد كدكه).
ألينا على أنفسنا نحن أبناء المسيرية بالمنطقة الشرقية بالرغم من ضغوط الحياة في غربتنا أن نحرص على المساهمة الجادة والفاعلة في قضايا المنطقة ونهيب بجميع أبناء المسيرية في المهجر والداخل لتحقيق مستوىً ولو ضئيلاً من الاهتمام وسنمد يدنا بيضاء لكل مكونات المنطقة في شكلها الكبير ولكل أبناء الوطن أينما كانوا دون تمييز وننبذ الحرب والعنف وننادي بالسلام العادل وسنعمل بكل جد وتفان من أجل خدمة المنطقة بمبدأ التعاون التام بين جميع الاتحادات والروابط السودانية بقدر المستطاع (دار انفرقنا ولا دار العايرنا).
عبدالرحمن سليمان طبيق
رئيس الاتحاد
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة