بسم الله الرحمن الرحيم
من تجمع الضباط الوطنيين إلى جماهير الشعب السودانى
نخاطبكم اليوم والوطن يعانى إحناً ومحناً من جرائم وحماقات نظام الثلاثين من يونيو89 ... تلك الفئة التى جبلت على الخديعة والضلالة والكذب منذ ان دبرت امرها بليل , متدثرة برداء قوات شعبنا المسلحة ومؤتمرة بأمر قيادة الجبهة الاسلامية فخانت العهد واخلفت الوعد لله والوطن والشعب. لا تؤمن فى شريعتها بالوطن كياناً وارضاًوشعبا ولا بالديمقراطية سلوكاً ومنهجاً وفكراً ... فئة لم تنجبها حرائر النساء فى سودرى ومروى ومدنى وقيسا ن وسواكن وكبكابية وكاجو كاجى , فقد جاؤنا من بطون افكار رادكالية مستوردة اشرعوها سيوفا لافقارالوطن واذلال المواطن. فكانت ولاتزال جراحات الوطن تزداد نزفا فى جنوبنا الحبيب ودارفور وكردفان والشرق والنيل الازرق ومروى وكجبار جراء حماقات النظام وحروبه الجهادية الكاذبة... تارة يزف فيها الشباب الى الحور العين وتارة يوسمون بالفطاسة من ذات المرجعيات الدينية والسياسية فاضاعوا البلاد والعباد وكأن ابناء الوطن فى شرعتهم قطع شطرنج يتلهون بها اين ومتى وكيف شاءوا.... لقد أحال الإسلامويون دولة الوطن بالكامل لصالح دولة حزبهم المتخلّف فعاثوا فى البلاد فساداً منقطع النظير واستباحوها لأجندتهم الخاصة واعتبروا انفسهم هم الوطن ونفوا صفة المواطنة عن بقية أهله واكتوى الشرفاء من أبناء الوطن بنيران العسف والقتل والتعذيب والتشريد.
أيها المواطنون الكرام ، لقد قامت حكومة ما سمّى زوراً وبهتاناً بالإنقاذ بطمس و تخريب القومية التى كانت تسود جميع مرافق ومؤسسات الدولة السودانية فانتفت صفة القومية من قواتنا المسلحة واصبحت مليشيات تتيع للمؤتمر الوطنى تأتمر بأمره وتخضع لسلطانه وقوانينه فغابت المهنية وانعدمت الاحترافية من اداء ضباطها وجنودها ... وكذلك الخدمة المدنية التى صار فيها الولاء والتمكين فيصلا وحكما لا الكفاءة والمؤهل ... ومؤسسة القضاء التى كنا نفخر ونتعتز باستقلاليتها وحيدتها ونزاهتها , فاذا بها اداة من ادوات البطش والتنكيل وتكميم الافواه واذلال الشعب ... فغاب الامن وتلاشت العدالة ووئدت الحريات ... واصبحت القوات الاممية فى كل شبر من ارض الوطن ... فى الجنوب والشرق وكردفان ودارفور والنيل الازرق والخرطوم , لحماية المواطن من بطش الجلاد وقهر السلطان فأصبح الوطن بلا سيادة أو أمان.
أيها المواطنون الشرفاء،
ان قرار محكمة الجنايات الدولية الاخير بشأن رئيس النظام عمر البشير لهو بمثابة عدالة السماء التى تمهل ولا تهمل وأمتثالاً لقول المولى جلّ جلاله " ولكم فى القصاص حياة " صدق الله العظيم. فكان لابد للعدالة ان تسود ولابد للقصاص ان يكتمل ردا للمظالم ودفعا للضرر ... كما هى رسالة واضحة المعالم ... عظيمة المعانى... وعبرة وعظة لكل جلادى الشعوب الذين يحكمون بسطوة السيف والنار بأن ارادة الله والشعب هى الخلاص والملاذ والمبتغى , وان كان القرار معنى به رئيس النظام... فأننا نتطلع الى ثورة الشعب وقواته المسلحة من اجل استعادة الديمقراطية ومحاكمة جلادى النظام الذين لم يرحموا طفلا ولا شيخا ولا امرأة ... ولم يراعوا حرمة العشر الاواخر من رمضان حينما دفنوا زملاء اعزاء لنا احياء ...28 ضابطاً من خيرة ابناء الوطن وفاءً وأنتماءً ووطنية وكفاءة ... بغير ذنب جنوه الا من حب هذا الوطن الغالى واستعادة حرية شعبه المفقودة وديمقراطيته الموؤدة.
المواطنون الشرفاء
إن ما جرى ولازال يجرى فى دارفور من البشير وزبانيته من قتل وتشريد واغتصاب وتهجير لهو وصمة عار فى جبين كل المواطنين السودانيين وعلى القوى السياسية التى سارعت بإدانة القرار الدولى والعمل لإيجاد مخرج لهذا الطاغية بحسبانه رمزاً للسيادة أن تعى بأن البشير ليس هو الوطن ولا تنسى أنه قد تسلل سارقاً للسلطة تحت جنح الدجى ولا ينبغى الوقوف مع الخونة اللصوص.
إن على القوى السياسية أن تعى أن الإنقاذ لا تلجأ لهم ألاّ فى ساعة الشدّة التى تصيبها وعند الفرج فهم الخونة والطابور الخامس فمتى تعى هذه القوى الدرس؟
المواطنون الشرفاء
نناشدكم بكل الامل والرجاء وانتم فى الوطن العزيز حداة ركب وحماة ارض وعرض ... ان تنتظم صفوفكم وتتوحد كلمتكم لمنازلة نظام الثلاثين من يونيو89 بعزيمة لا تلين وارادة لا تقهر .
و نعاهدكم باسم الله والوطن والشعب ان نظل اوفياء للعهد والوعد والوطن وان تكون ثوابت الوطن فى شرعتنا عصية على المساومة او النخاسة ... وان تظل ارواحنا فى اكفنا دوما , مهرا لاستعادة الديمقراطية وعودة الحقوق ونبشركم بان ساعة الخلاص قد دنت ولحظة النصر قد ازفت ... عشتم وعاش الوطن حرا , موحدا ومستقلا .
تجمع الضباط الوطنيين بالخدمة والمتقاعدين – الخرطوم فى 20/7/2008
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة