المراة والزمن
قلنا يوما ا اثنان لا نعرف قيمتهما في السودان ولا نقدرهما حق القدر ؛ بل لا نحترمهما كثيرا بالرغم من اننا بدونهما تنعدم حياتنا ؛ انهما المراة والزمن ؛ في مسيرة المعاصرة نحو مجتمع مدني معاصر تسوده مفاهيم الاحترام المتبادل والمساواة ؛ مشبع بثقافة العمل والحرية اننا في حاجة الى اعادة النظر حول وضع المراة ومسالة الزمن بعقل مفتوح وضمير صافي ؛ يعمل السودان منذ خروج الانكليز والمصريين منه بما نسبته 6 % من طاقته البشرية الكلية ؛ يعطل جهود المراة الذي تقدر ب 50 % من طاقة الدولة والمجتمع ؛ و توزع بقية الطاقات التي هي للرجل بوضعه في الصراعات وعدم العلمية في ادارة الاعمال ؛ والعقل المحسوبي ؛ والونسات والنوم . ان هذا السودان الملقب من قبل الرفيق كمال بشاشا "سودان الصيغة المصرية " يجب ان يتبدل
غير ان المراة السودانية بدا تهميشها ,و تهشيمها منذ امد بعيد ؛ منذ ان نسب الرجل القادم الى ارضنا سواء من خلف البحر المالح مع الاستعمارات الكثيرة من الشمال كل انتاجه البشري -برغم سودانيتها- الي سلفه متجاهلا بكل ازدراء امهاتهم سوداوات البشرة ؛ بقدر من التهميش اوغل في التعامل مع نسل صاحب الارض الاصلي الرجل السوداني فيما يعبر عنه المفكر السوداني ابكر ادم ماكنيزمية النفي البيلوجي للرجل .الافريقي هنا . وكانما كانت جداتنا مزارع يحصد مزروعه هذا المهاجر ثم يتركها لعافات الزمن
تعريف السودانية
حين اقول المراة السودانية ؛ او الثقافة السودانية ؛ والامة السودانية اعني به المعنى الحقيقي للسودان( ارض السود ) ؛ وبالتالي فان اهل الهامش بصفتهم السكان الاصليين وتستمد السودان الجغرافية والتاريخ اسمه وكيانه من لون بشرتنا فانهم هم السودانين ؛ ثمة مصطلحات تضليلية تتفق معنا في النطق وتختلف في المعنى ؛ وتسمعون الية النفاق التي تعمل بمثل تلك العبارت ؛ وتنفق بتكاليف باهظة . استمعوا ما شئتم لكن لا تصدقوهم لان الواقع اول من يكذب قائلها .
ان سكان منطقة ( اعلى عليين ) بوصفهم لحالهم الاستعلائي ؛ جعلونا نحن في (اسفل السافلين ) بوصفهم لحالنا الدوني طوال السنوات الطويلة من حكمهم . انهم مستهبلون جدا اذا يقولون تسمع لقولهم كانهم خشب مسندة ؛ فهم منتجي تلك التعابير المشابهة للحقيقة من ضمائر جوفاء .
لقد كانوا قبل خمسن سنة يلقبون انفسهم (اولاد العرب ) ويكرهون جدا ككراهيتهم لنا ان يناديهم احد ( بالسودانين ) .. طبعا في ذلك الوقت كان سيدنا و سيدهم المستعمر الابيض (خالص ) ينادي السوداني (العبد السوداني ) او (سودانيز اسليفري) تجده في كل كتبه المؤرخة لحقبته ؛ للتميز بين السوداني (الاسود) او (العب ) وبين المستعرب ( العربي ) الذي سلمه هو ومهد له حكم بلدنا بعقليته الاستعمارية .
سيدنا الابيض لم يترك في بلادنا او لمن خلفه فكر تحرري ؛ لا ؛ بل ترك له فكر استعماري يستعين بها في جهاز الدولة وفي ثقافة ادارة مؤسساتها وفي مناهجها التعليمي وفي و سائل اعلامها.
(سوداني ..وخليك سوداني )
لم يتطور هذا الوطن طوال ركوب الرجل المتارئي بالسودانية او السودانوية (رياء بالسودان) بترميزاته التضليلية الا بمقدار خراب البلد ودماره وتراجعه الى الوراء ؛ السودان سير بهذا الرجل مثل الحمار الذي يساق بعقلية راكب الحصان ؛ عقلية تفرقية في عالم الدواب :
يا أيها الوطن المحاصر بالعبارات التوابل والوعيد.
من أين يبتدئ انتماؤك للجذور؟
أم ليس للجذر انتماءٌ للتشكل في امتداد الحيز في البصر الحسير؟
إذ كلما صعدت إلى عينيك أغنيةٌ لها معناك-
أسقطك انتماؤك للجذور؟
أم ليس للجذر انتماءٌ للتشكل في امتداد الحيز في البصر الحسير؟
إذ كلما صعدت إلى عينيك أغنيةٌ لها معناك-
أسقطك انتماء في وعاء البرجواز..
وكلما أوجزت ترتيب الحكايات القديمة في المسافة،
احتواك الريح، أو ألقى حذاءك في عميق الارتواز..
فإلى متى..
ستظل رابعة الأثافي موقعاً حتماً لمنطق سيركَ الأزلي؟
وإلى متى…
سيظل صبرك واحتمالك مستبداً بالهوى خلف الشبابيك العصية؟ فليكن..
بيني وبينك ما تبقى من مدادٍ في دمي،
او هكذا ايضا ما افهمه من اشعار الظاهرة الثورية ابكر ادم اسماعيل .
نساء الهامش قادمات ؛
سيقلب القاف خاء عند (العليين ) في ابراجهم الاعالي .
اننا ضيوف هذا العمل ؛ وضيوف اخواتنا في هذا البرنامج ايضا منذ البداية . وتفسيرنا للعبارة انه يعني ذلك لنا السودانيات قادمات للمشاركة في حكم بلادهن بانفسهن ؛ وتقرير مصيرهن بانفسهن ؛ الى هنا يكفي التشرد واللجؤ والابادة والتطهير للسكان الاصليين.
كان بالامس ( اهل الهامش قادمون ) ؛ لقد اتى الرجال ولم تاتي النساء ؛ طبعا بذهنيتنا المحلية المجتعمية هي الاخرى المستعلية على النساء ؛ لكن الرفقاء في مركز الدراسات رفضوا الذهاب وحدهم الا مع النساء شقيقاتهن ؛ وغدا تسمعون (نساء السودان في الميدان) ؛ ويمكن ان يسمها مركز السودان المعاصر (نساء الهامش في الميدان) ؛ وذلك اسوة بشعار : (رجال الهامش في الميدان ) في ذات الوقت الذي كانت فيه ( نساء الهامش قادمات) .
لها التقدير
من المفاهيم الجميلة التي يجب ان نطلقها بعد الاهانات و الاساءت البليغة لامهاتنا وشقيقاتنا السودانيات من قبل رجل الدولة وعقليته ومسنده العرقي والثقافي ؛ هو الاهتمام بالمراة كما ورد في خطب الرفيقات ؛ ام وزوجة واخت وابنة وحفيدة و زميلة وصديقة وكل ما قالتها الرفيقة اخلاص مكي اهتماما عمليا لذا قلنا منذ البدية في هذه الورش ان ياتي كل رجل مع سيدة من اهل بيته زوجة او اخت او ابنة ؛ والذي لا يملك مثل الاخ ابكر و ادم وحميد ايضا ياتي !!!
المراة هذا الكائن الراقي ؛ والمخلوق الجميل الذي لم نقدره حق تقديره معنا و عقلا ونفسا وروحا وجسدا ؛ قصدنا بهذه المعاملة الحسنة (بفهمنا ) ان تكون بمثابة تعويض لجمائلها ؛ وردا لكرامتها التي انتهكت بشدة وبعنف خلال فترة الحروبات الطويلة في وطننا ؛ من فكر ناقص اورثنا اياه تاريخ هذا البلد الساخر ؛ وايضا وتاهيلا لها لتكون الى جوار الرجل بالمساواة في مقاعد الادارة والحكم ؛ وموضع القرار واجهزة التطوير ؛ دفعة لثورة التنمية القادمة .
الزمن . نحتاجه بعشق جنوني لان ضبطه في تلك الثورة التنموية يحقق الاحلام والامال .
وهذا العمل سيدفع ببعض سكان (العليين) في عليائهم نحو التطور والنزول الى حيث نحن لنكون سودانا جديدا سويا مثل كل بقاع خلائق الارض الارض ؛ وانهم لا شك رافضون النزول وهم على رؤوسنا لزمن لا يتدفق منهم سوى السيئات ؛ يفعلون بنا وفق غائلة التفكير المترسب في مخيلتهم من نية وتصور .
لقد شاهدتم شريط اطفالنا المعذبون في الرمضاء ؛ وسمعتم وقراتم قصص الناجين من محابس ما بعد العاشر من مي تلك هي صورة الاعمال المنتظرة من اهل (الاعليين ) ضد سكان ( السافلين) اسفلهم . انه والحالة هذه فان امر معالجة حالة السودان هذا المثيرة للسخرية مسالة جد ضرورية حتى اشعار اخر
الدفعة الخامسة
اليوم يوم ختام اعمال المركز للدفعة الخامسة من رواده والدراسين به من مهمشي السودان بالمهجر في القاهرة؛ و قد ضم 80 سيدة ورجل من مناطق الهامش الست حضروا جلسات الورش منذ اليوم الاول 4. افريل المنصرم بينهم 53 وستون امراة والباقي شباب . وهي جنوب السودان ؛ وجبال النوبة ومنطقة الانقسنا ودارفور والمناطق الوسطة التي شملت (كردفان والاوسط ) وشرق السودان واضافت الرفيقات خلال الدورة منطقة ابياي ومناطق اقصى شمال السودان .
طبعا (المناطق المهمشة ) حين نتحدث بهذا المفهوم يقصد به الناس دوما (المهمشة اقتصاديا) . ومشكورة الكاتبة امنة مختار ؛ المحاربة التي قدر لها مشاركتنا اليوم ؛ في تعريفها للتهميش وتوضيح نسب ودرجات التهميش في السودان ؛ ذلك في مقال لها نشرته (بمحرابها المقدس) كما تلقب مدونتها على شبكة الانترنت ؛ وامنة مختار ايضا ا وضحت شكل التهميش في السودان ومن المسئول منه . بذا فان مناطق كثيرة وقوميات اخرى تكون ضمن هذا الحيز التعريفي .
و في دراسة للرفقاء بقسم الدراسات بالمركز في نشر ( نظرية التهميش ) يتفقون على ذلك ؛ غير اننا كثيرا ما نميل الى التركيز حول النظرية الاخرى في شرح ظاهرة الحالة في السودان ؛( نظرية الاستعمار الداخلي ) وهذا يخرج مناطق وقوميات الشمال من الحيز التهميشي المعرف في النظرية الاولى .
الدفعات الخمسة الذين تخرجوا بفرع مركز السودان بالقاهرة خلال العامين الحالي والماضي ؛ شملت مدارس الكادر بمناطق الهامش تمثل اضافة الى مدارس مركز السودان السابعة عشر في الجماهيرية الليبية ؛ التي انطلقت منذ 2003 ف ؛ طبعا هناك يدرس بها الابسماك السودانين في ليبيا علوم اولية بعضها ابجدية كاللغات وعلوم الكمبيوتر .
بيننا الرفيق حميد عبد الله ورفقائه جمال على جاءوا من ليبيا ليشاركوكم هذا الاحتفال ؛ لتخريج الدفعة الخامسة لم يشاركوا في الدفعات الاولى ؛ لانه هذه الدفعة خاصة انهن النساء ؛ طبعا هذا لاهمية المراة لدينا ؛ كان مقدر ان ياتي من المكتب الرئيسي بنيالا بعض الرفقاء لكن للظروف الحرجة بالخرطوم لم يتمكنوا ؛ انهم يشاركونا بقلوبهم من بعيد .
لوست بوي
ورش العمل هذه ناقشت وضع الاسر السودانية بالمهجر ؛ وركزت حلقات النقاش كثيرا في مسالة الاسر ة السودانية ومسائل تربية الاطفال ؛ وقد اخذت حالة الشماسة في المدن بالخرطوم واللوست بوي والاوت لو الذين هم جميعا من عائلات هامشية مكانة واسعة في الدراسات ؛ وخرجت بالتوصيات ؛ يمكن ان تعيننا تلك التوصيات في معالجة الوضع في السودان .
يطيب لي ان انقل اليكم مشاركة بعض الرفقاء ممن تسمونهم لوست بوي في اعمال هذه الورشة ايجابيا بطريقة جيدة ؛ وفي فعاليات اليوم الختامي فهم من جمعوا الصور كلها التي عرضت خلال حديث الرفيقات على شاشة العرض (البروجيكتر) ؛ كما قدموا الي امهاتهم وشقيقاتهم هذه اللوحات الكثيرة المكتوبة عليها شعارات "نساء الهامش قادمات" "لن تمثلني امراة بعد الان " ومسائل التعليم .. الخ .
بحكم اني كنت احد الشماسة ولوست بوي طبعا ؛ اعرف العالم الذي يعيشه اشقائي ؛ انهم مسكونون بمواهب جبارة ؛ يتمتع هؤلاء الاطفال بروح عالية وعقول سريعة ؛ و هذه القدرات اذا ما وظفت بطريقة حسنة ستعين المجتمع ؛ فهم اناس مبدعون حقيقة في كل المجالات ؛ ولديهم اسهامهم في الفن والادب والغناء والموسيقى واالتمثيل والتصوير ؛ كما انهم سياسيون جيدون؛ وبعضهم يجيد التحدث باكثر من لغة حية لتوصيل افكاره ؛ ونشره عبر المواقع الالكترونية التي صمموها ؛ المطلوب منكم دخول عالمهم الذي لا يعرفه الكثير منكم او تفاصيله ؛ لقد صنعوا عالما خاصا بهم لكنه عالم جميل .
الاخوة ابراهام دين وسانتو شاكرين لكم ان قرروا مشاركة امهاتهم بهذه اللوحات الفنية . وشكرا للرفقاء في فرقة البلاك شاين الغنايئة التي تمكن الاخ حسان حسن في جمعيته النهر الخالد . من انشائها ونشرها بهذه الصيغة المعاصرة
شهادات حضور
هناك شهادات الحضور للمشاركات في هذه الورش ؛ -ما المشاركين - قالو الاخ المدير العام بالانابة انه بالامكان منح بعض الرجال شهادة حضور مكتوبة عليه صيغة انثوية .
كما قرر المركز تقديم شهادات تقدير والعرفان للكثير من الشخصيات السودانية التي شاركت وقدمت مساهمات جيدة لهذه الدورة الدرة من دورات مركز السودان المعاصر للدراسات والانماء ؛ كما ان هناك شهادات تقدير لبعض الاخوات والاخوة من الجالية السودانية المقيمة بالقاهرة اللذين تفانوا كثيرا في انجاح هذا العمل .
شكرا لكم . ونلتقيكم في مساء كهذا قريبا .
مركز دراسات السودان المعاصر
قسم الرصد الصحفي
20 جونيه 2008 افرنجي