بسم الله الرحمن الرحيم
هيئة شئون الأنصار للدعوة والارشاد
منشور داخلـى
أحداث العاشر من مايو التى هزت أم درمان تعتبر نقلة نوعية للصراع ستترتب عليها آثار ينبغي على العقلاء أن يحتووها ويوجهوا الأنظار نحو الأهداف الوطنية التى ينبغى أن يعمل الجميع على تحقيقها، وبعد دراسة متأنية للذى حدث ترى هيئة شئون الأنصار الآتي :
أولاً : نرفض رفضاً باتاً اتخاذ العنف وسيلة لتحقيق الأهداف ، ويكفي ما رأينا من عنف وعنف مضاد أدى إلى إزهاق أرواح مئات الآلاف من أهلنا في دارفور وتشريد أضعافهم وتمزيق النسيج الاجتماعى في بلد القرآن والسلام.
ثانياً : ينبغى أن ندرك أن لأهلنا في دارفور قضية عادلة ومطالب مشروعة سيتم تحقيقها بإجماع أهل دارفور ولا يجوز أن يتولى فصيل واحد أمر تحقيقها بوسائله التى لا يتفق معه الآخرون عليها كما أنه غير مقبول أن يملى هذا الفصيل أو ذاك شروطه على الآخرين بالقوة، فمصير أهل دارفور يحدده أهل دارفور بكامل قواهم الاجتماعية عبر ممثليهم.
ثالثاً : الحكمة تقتضى احتواء آثار ما تم بسرعة ولا يجوز أن يؤخذ الناس بالشبهات ويجب احترام حقوق الانسان وصيانة كرامته قال تعالى : (( ..وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )) ولا يجوز توقيف الناس على أساس ألوانهم أو جهتهم أو لهجتهم قال تعالى : (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )) فينبغى مراعاة الحق والعدل في كل الظروف ومعاملة المتهم معاملة كريمة ويعتبر بريئاً حتى تثبت إدانته، ويجب أن تكون وسائل التحقيق مشروعة ورحيمة.
رابعاً : المناخ السياسي انتقل من حالة رفض الآخر واقصائه إلى اعتراف متبادل وتطلع لمستقبل أفضل وبدأت سلسلة من الحوارات على كافة الأصعدة يبنغى ألا نسمح بأي عمل من شأنه أن يعيدنا إلى الوراء فظروف السودان لا تحتمل صب مزيد من الزيت على النار المشتعلة أصلاً بل يجب على الجميع دعم الحوار وإزالة العقبات من طريقه وتمهيد السبل له حتى يصل إلى نهاياته المنطقية.
خامساً : علينا أن ندرك تعقيدات الموقف وامتداداته الإقليمية والدولية وتشعباته الداخلية مما يتطلب حصافة وحنكة في التعامل تمنع التصنيف الإثني "العرقي والجهوي" فالوطن على حافة الانهيار مطلوب من الجميع صيانة وحدته وكرامة أهله وحمايته من التمزق والانهيار، ومعلوم في ظل هذه التعقيدات أن أي انهيار للنظام الدستورى بالقوة سيتبعه انهيار للوطن، ووقتها لن يجد المتصارعون وطنا يتصارعون فيه.
سادساً : إن مطالب أهل السودان تتلخص في إيقاف حمامات الدم وتحقيق السلام العادل وإقامة الحكم الراشد القائم على المشاركة والشفافية والمساءلة وإقرار مبدأ التداول السلمى للسلطة، والتقسيم العادل للسلطة والثروة بحيث يصبح الحكم مرآة يرى الجميع نفسه فيه، وتحقيق التنمية المستدامة، وإقامة علاقات إقليمية تراعى حسن الجوار وعدم التدخل في شئون الغير وعلاقات دولية قائمة على التعاون وتبادل المصالح، هذه الأهداف يجب أن يعمل الجميع على الاسراع بتحقيقها عن طريق التراضى الوطنى عبر الحوار الجاد والهادف والناجز.
سابعاً : هذه البلاد بناها أجدادنا بالعرق والدماء وطهّروها من الاستعمار وحموها من التمزق وأورثونا مجتمعاً متسامحاً متكافلاً متعاوناً متراحماً متجانساً فإن لم نحافظ على هذا الإرث نكون قد خنا الأمانة وفقدنا شروط استحقاق الاستخلاف قال تعالى : (( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ))
ختامـاً : ينبغى ألا يغيب عن بالنا أن كياننا يقوم على ركائز ثابتة هي:
1. التوحيد في العقيدة والإتقان للعبادة والإخلاص في العمل والتطلع إلى الفوز في الدار الآخرة "فاجعل مطمح قلوبنا إليك ولا تجعل نظرها إلى ما كان من عدم".
2. الأخوة الإنسانية والمحبة الإيمانية ونبذ العصبية القبلية والعنصرية والتمييز الجهوى فعلاقتنا علاقة عقيدة وليست علاقة قبيلة ولا جهة ولاعنصر قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) ، وقال صلى الله عليه وسلم عن العصبية القبيلية ( دعوها فإنها منتنة ).
3. الإستنارة الفكرية القائمة على الطرح الشامل للإسلام الذى يلبى حاجات الإنسان الفطرية العشر ويوفق بين الأصالة والمعاصرة وبين العقل والنقل وبين الدين والدنيا (( فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ )).
4. كياننا يمثل جسر التواصل بين أبناء السودان في الشرق والغرب والوسط والشمال والجنوب فهو كيان لكل أهل السودان لا فضل فيه لأحد على أحد ولا يقدم فيه الشخص إلا حسب الكفاءة وتوفر شروط المسئولية على قاعدة : "من تقلد بقلائد الدين ومالت إليه قلوب المؤمنين" وأهدافه واضحة ومحددة :إحياء الكتاب والسنة، وتوحيد أهل القبلة، والجهاد بمفهومه الواسع لإقامة الدين في الحياة الخاصة والعامة، والاجتهاد لمواجهة التحديات، وربط الأعمال بجذور وأغوارروحية، والقيادة المؤهلة المرتبطة مع القاعدة بالبيعة المبصرة لتحقيق أهداف الكيان وفق الشورى المسنونة والإلهام الصائب.
5. علينا جميعا التعامل مع كل الأحداث وفق المبادئ السابقة وعلاقتنا مع الآخرين تحكمها تلك المعايير وهي التى تحدد قربهم وبعدهم منا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل..
قال تعالى : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) صدق الله العظيم
الأمير : عبد المحمود أبّو
الأمين العام لهيئة شئون الأنصار
البقعـة : 15 مايو 2008م
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة