جمهورية الزول الديمقراطية!
درج أحد أصدقائي الألداء من الجنوبيين على توجيه انتقادات حادة لشخصي الضعيف كلما نشرت مقالاً وحدوياً يؤيد وحدة السودان ويرفض انفصال الجنوب من الشمال، وحينما كتبت آخر مقال وحدوي وتقدمت بمرافعة الوحدة الختامية رد عليّ الصديق الجنوبي بما أسماه مرافعة الانفصال الختامية ، أكد فيها أن جنوب السودان يتحرق شوقاً للإنفصال من الشمال في اليوم التاسع من يناير 2011 ، وقد ورد في مرافعته الانفصالية أن تلفزيون جمهورية شمال السودان والفضائيات الشمالية الأخرى مثل زول والشروق والنيل الأزرق قد انهمكت في الأيام الماضية في تقديم رشوة اعلامية للجنوبيين فراحت هذه القنوات الشمالية ، التي كانت لا تستضيف الجنوبيين مطلقاً في السابق ، تتسابق على استضافة كل من هبّ ودبّ من الجنوبيين بما في ذلك الخفراء والفراشين وأكد أن هذه الرشوة مرفوضة لأن أهدافها مكشوفة ، فهذه الفضائيات لم تذهب للجنوب وتصور انعدام الخدمات كما فعلت قناة الجزيرة القطرية التي ذهبت للجنوب وكشفت للعالم كله أن أكبر مدينة منتجة للبترول في الجنوب لا يُوجد فيها شارع مسفلت واحد ، كذلك قال إن حكومة الشمال قدمت رشوة اجتماعية للجنوبيين عندما قامت بالترويج لما يُسمى زواج الوحدة الذي أثار ضحك العالم كله فكل العرسان الجنوبيين المشاركين في الحدث المفتعل قد اقترنوا بعروسات جنوبيات مقيمات في الشمال ، كما قال إن حكومة الشمال حاولت تقديم رشوة مالية للجنوب حينما قالت إنها ستتنازل عن نصيبها في نفط الجنوب لحكومة الجنوب إذا قبلت بالوحدة وهذا أمر مضحك فهي لا تملك أصلاً نصيباً في نفط الجنوب حتى تتنازل عنه ، كذلك أكد أن محاولات حكومة الشمال للضغط على الوساطة القطرية والجماعات الدارفورية المسلحة لانجاز سلام دارفور في يوم واحد وإلا فسيتم الانسحاب من المفاوضات هو أمر غريب بالفعل فقضية دارفور ليست حفلة زفاف حتى تستكمل في ليلة واحدة فهي قضية دولية أصبحت أكثير تعقيداً من القضية الفلسطينية وأخيراً قال لي الصديق الجنوبي في ختام مرافعته الانفصالية إن زوجة أحد زعمائكم الشماليين قد طالبت بتغيير إسم السودان بعد انفصال الجنوب لأنها زعمت أن سكان شمال السودان أكثر عروبة من سكان الجزيرة العربية وهي لا تريد أن يقترن الشمال العربي بالسواد الذي يرمز للزنوج وبإمكانكم الآن أن تسموا شمال السودان بجمهورية الزول الديمقراطية وتستوردوا للشماليين عقالات من المملكة العربية السعودية!
ولعل الصديق الجنوبي اللدود كان ينتظر مني رداً شمالياً لاذعاً إلا أنني خيبت أمله حينما رحت أهمهم سراً: اللهم إنا لا نسألك رد الانفصال وإنما نسألك اللطف فيه ، اللهم جنب السودانيين في شمال وجنوب السودان شرور الحرب الأهلية وأبعث في قلوب السودانيين الشماليين والسودانيين الجنوبيين ولو بعد حين حمية الألمان الشرقيين والألمان الغربيين الذين دمروا حائط برلين وأصبحوا أمة ألمانية واحدة بعد أطول انفصال سياسي في تاريخ القارة الأوربية ، آمين يا رب العالمين.
فيصل علي سليمان الدابي/المحامي
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة