حوار
مع رئيس حركة التحرير والعدالة الانتفاضة
عمر بخيت بابكر
القاهرة،
حوار:سحر رجب
**لا تزال أزمة دارفور على رأس الأحداث في السودان دون تقدم حاسم في التوصل لتسوية عبر منابر المفاوضات، أو عبر إستراتيجية الحكومة السودانية في التوصل لسلام شامل واستقرار ينهى سنوات من القتال والتشرد بالإقليم. ولعل آخر مستجدات ملف دارفور هو تهديد الحكومة السودانية بإيقاف التفاوض مع الحركات المسلحة بحجة عدم جديتها، مع إبقاء ما اتفق عليه مؤخرا بالدوحة كسجل لإمضاءات من أراد التوقيع لاحقا من هذه الحركات، ومحاولة تجفيف أي جبهة مساعدة لهذه الحركات بتحذير الدولة الجنوبية القادمة مقدما من مغبة التعامل معها، أما على صعيد الحركات نفسها فبعضها يتبنى وجهة نظر مخالفة تماما للإحداث عن رؤية الحكومة السودانية، وللوقوف على رؤية بعض هذه الحركات في مآلات الأحداث بدارفور،نلتقي: عمر بخيت بابكر،مؤسس حركة التحرير والعدالة "الانتفاضة"،فإلى مضابط الحوار:
*نبذة عن مؤسس حركة التحرير والعدالة الانتفاضة؟
** عمر بخيت ابكر، من مواليد 1973 بجرجيره بغرب دارفور، خريج جيولوجيا جامعة النيلين، عمل بالمجال السياسي منذ المرحلة الثانوية وكان نائب الامين العام بالاتحاد الثانويات في الجنينة ، أمين عام رابطة طلاب غرب دارفور، ورئيسا لمجلس التشريعي لرابطة طلاب وادي هور بالجامعات والمعاهد العليا، كذلك الأمين العام لاتحاد طلاب ولايات دارفور بالجامعات والمعاد العليا ثم عين كمسئول لقطاع الطلاب بحركة العدل والمساواة، خلال الفترة من 2001-2003،والتحق بالميدان بدارفور عقب التخرج، حيث عمل أمينا لقطاع المعلومات، وثم إلى ليبيا ضمن عضوية اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول لحركة العدل والمساواة،وبعده ظل في عضوية المكتب التنفيذي للعدل والمساواة حتى 2007، وبعده انشق وكونوا الجبهة المتحدة للمقاومة مع مجموعة من الحركات برئاسة بحر ابوقردة، وصار نائبا لأمينها العام حتى بداية هذا العام حيث انخرط في تأسيس حركة التحرير والعدالة بالدوحة، ثم لم يستمر طويلا بها حتى كون حركة باسم "التحرير والعدالة الانتفاضة".
*ما هي أسباب انشقاقكم الأخير عن حركة التحرير والعدالة ؟
**بحكم احتكاكنا بما يتداوله قادة حركة التحرير والعدالة، تأكد لنا رغبتهم في الذهاب للخرطوم بأي ثمن، ودون النظر للتضحيات التي قدمها رفقاء النضال في ارض دارفور،ومن هنا اتضح لنا وجود خيانة كبيرة لقضية دارفور ولأبناء دارفور ممن يعولون على هذه القيادات في تحقيق أمالهم وأحلامهم في السلام والاستقرار واسترداد حقوقهم، الأمر الآخر هو أننا وجدنا أن جزءا من هذه القيادات على علاقة وثيقة بنظام الخرطوم ، وحتى إذا حدث أي شكل من أشكال السلام فسيتم هضم جزء كبير من حقوق أهل دارفور،وبالتالي يصبح سلاما ناقصا لا يلبى طموحات أهل في دارفور ولا التضحيات الجسام التي قدموها على مدار ثمان سنوات ، لهذه الأسباب قررنا الانشقاق وتكوين حركة التحرير والعدالة " الانتفاضة "، ونحن نقوم بكل ما لدينا من جهد بالعمل على التنسيق مع تحالف قوى المقاومة السودانية، لكي تكتمل حلقات السلام في دارفور بتحالف قوى المقاومة السودانية .
*هل تم تكوين هيكل أو جسم متكامل يمثل هذه الحركة الوليدة ؟
** لقد اتفقنا مع كل القيادات السياسية والعسكرية على موعد لنلتقي في الميدان، لتشكيل هيكلة الحركة بصورة كاملة وربما هذه خطوة تكتمل بتكوين جسم سياسي وعسكري لتحالف قوى المقاومة السودانية لذا نحن الآن نتحرك كدوائر ( دائرة الميدان ، الدول الخارجية، داخل السودان ) والآن كل هذه الدوائر تتشاور فيما بينها لاتخاذ قرار نهائي، بشأن هيكلة الحركة وعملها .
* هل هناك وجود عسكري لحركتكم على ارض الميدان بدارفور؟
** رصيدنا الأساسي هو الميدان ، فلدينا تحركات ميدانية على مستوى دارفور، وفى المعارك التي دارت في الميدان في الأسبوع الماضي ، وكان جزءا كبيرا من القوات التى شاركت فئ هذه المعارك قوات حركة التحرير والعدالة " الانتفاضة " ضمن تحالف قوى المقاومة السودانية .
* ممن يتكون تحالف قوى المقاومة السودانية ؟
** تحالف قوى المقاومة السودانية يتكون من "حركة العدل والمساواة السودانية ، التحرير والعدالة بقيادة محجوب حسين ، الجبهة المتحدة للمقاومة ، حركة تحرير السودان جناح خميس عبدا لله بابكر ، جبهة القوى الثورية المتحدة ، حركة تحرير السودان جناح بابكر محمد عبدا لله ،حركة العدل والمساواة الديمقراطية بقيادة إدريس أزرق، و حركة التحرير جناح الوحدة .
* ولكن انشقاقكم يصب في اتجاه التشرذم والانشقاق الذي يطيل أمد الأزمة كما يرى معظم المحللون ؟
** الأسباب التي ذكرتها آنفا جعلتني أسرع في الانشقاق من التحرير والعدالة ، ونحن الآن في طور دراسة كيفية انضمامنا للتحالف الذي أنشئ بغرض توحيد العمل المسلح في دارفور وهو استرداد حقوق أهلنا المستضعفين من المركز، وعندما واجهتنا عدم جدية قيادات التحرير والعدالة نحو السلام الحقيقي والاستقرار بدارفور، بالإضافة لعدم جدية الحكومة لتسوية أزمة دارفور ، رأينا أننا نتنحى عن حركة تيجانى السيسى وبحر أبو قردة ، ونكون مع القابضين على جمر القضية منذ بدايتها حتى يحل السلام ونأتي بحقوق أهلنا التي رفعنا السلاح من أجلها .
*في ظل الوضع الراهن وتهديد الحكومة بسحب وفدها التفاوضي ما هي رؤيتكم المستقبلية بشان التفاوض ؟
** نحن نرى بأنه لا توجد حكومة بالسودان بل هم مجموعة من المجرمين وقاتلي البشر ارتكبوا إبادة جماعية في جنوب كردفان ودارفور ناهيك عمن قتلتهم من أبناء الجنوب كما يتميزون بأنهم ناهبي ثروات الشعب ، لذلك لا نتوقع منهم جديه جلوسهم في منبر سلام بنية تحقيق سلام حقيقي لأنهم قتلة وسفاحون، وإذا جاء سلام حقيقي فهم يعرفون بأن ذلك سوف لن يكون في صالحهم ، لذلك فليس من الغرائب طريقة انسحاب وفد الحكومة السودانية من الدوحة، وهو أمر يدل بطريقة واضحة على عدم جدية الحكومة السودانية في السلام، لذلك ومن هذا المنطلق نحن ندعو كل جماهير الشعب السوداني وأهل الهامش وكل نازحي ولاجئ دارفور وقوى وأحزاب المعارضة في الداخل ،إلى التوحد والانتفاض على هذه الحكومة، لأنه إذا تركنا السودان في أيدي هؤلاء المجرمين فأنهم سيقودون البلد إلى مصير أسوأ مما حدث في الصومال، وحتى لا نترك البقية الباقية من السودان تتجزأ كما فعلوا بجنوب السودان ، فنحن نطالب بوحدة داخلية على مستوى الأحزاب السياسية، والعمل المسلح خارجيا للإطاحة بالنظام واقتلاعه من جذوره ، كما ندعو المجتمع الدولي ما دام لا يستطيع إيقاف الحكومة عن جرائمها التي تمارسها في السودان ، فأن على هذه القوى ألدوليه أن تبارك تحرك قوى المعارضة السودانية من أجل الإطاحة بالنظام.
*إذن هدفكم ليس التفاوض بشأن دارفور بل تغيير نظام الحكم بالسودان؟
**نحن كتحالف لقوى المقاومة السودانية هدفنا الاستراتيجي هو السلام، والسلام الذي نسعى له ونرجوه هو سلام يحقق بالضرورة كل مطالب وحقوق أهلنا ولا نقبل بأي مساومة فيها ، ومن هنا فأننا ننبه حركة التحرير والعدالة بقيادة السيسى وأبو قرده أن عليهم الانتباه بألا يقوموا بأي مساومات في حقوق شعب دارفور، وعلى الوساطة التي نشيد بالدور الذي تقوم به ونتمنى لها التوفيق في جهودها وأن يرضخ النظام للسلام الحقيقي ( الحجاز بدوا عكاز ) ، لأن ثقافة الغش وقول مالا يفعل قد انتهى زمنها .
* إذن لماذا لم يتم توقيع اتفاق بين الحكومة وحركة السيسى طالما هم جزء من النظام؟
** كانت الحكومة تريد أن توقع مع التحرير والعدالة وأنها بذلك تتوقع أن تغيب بقية الحركات عن الدوحة وبالتالي تشوه صورة بقية الحركات المسلحة التي لم توقع بأنها لا تريد سلام ، وعندما وافقت كل قوى تحالف المقاومة السودانية على المشاركة في مفاوضات الدوحة بما فيهم حركة العدل والمساواة المتواجدة حاليا في الدوحة، أدى ذلك إلى إرباك خطة الحكومة التي لم تضع في حساباتها مشاركة هذه الحركات في مفاوضات الدوحة وعليه فأن أي سلام جزئي لا يحقق هدف أهل دارفور لذلك فأن على الحكومة التزام الجدية لتحقيق سلام شامل.
* لماذا تتخوف الحكومة من اتجاه الحركات الدار فورية لجنوب السودان ؟
** هناك هوس لدى الحكومة السودانية ، ليس هناك أي قوات حركات دارفور في جنوب السودان ، أما منى اركو مناوي موجود الآن في جنوب السودان منذ خمسة شهور وجيشه متواجد في دارفور ، ويوجد علاقة سياسية بين الحركات المسلحة وجوبا لأن جنوب السودان مازال جزء من السودان وأن استقرار الجنوب مرهون باستقرار دارفور وكذلك استقرار دارفور رهن باستقرار الجنوب مما يحتم علينا وجود علاقة سياسية بين جنوب السودان ودارفور ، كأي منطقتين متجاورتين في العالم يؤثر استقرار كل منها في الأخرى ، أما ما تقول به الحكومة السودانية من تمويل الجنوب للحركات الدار فورية فهذا هوس لدى الحكومة وما تبقى من شمال السودان الآن ليس هناك شخص أكثر أحقية به من الدار فوريين المتواجدين بكل شبر منه وهذا دلالة على الفهم الواسع للدولة وليس فهم البشير ومجرمي الحرب الذين يحيطون به .
* وماذا ستفعل الحكومة بشأن دارفور بعد انسحاب وفدها من المفاوضات؟
** يوجد خياران امام النظام أولهما أن يراجع البشير نفسه ويفوض وفد له المقدرة لاتخاذ قرارات حاسمة لحل أزمة دارفور . وإلا سوف يكون مصيره اسوأ من مصير صدام حسين.
وللعلم
لدينا معلومات مؤكدة بأن هناك محاولات جارية بين الحكومة ومجموعة السيسي لإكمال مشروع مساومتهم بغض نظر عن الباقي الحركات لتكرار مسرحية أسوء من ابوجا، فعليه سوف يدفعون الثمن الغالية كل الأطراف.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة