القيادية بحزب الامة القومي السوداني
د. مريم الصادق المهدي في حوار صريح ( الجزء الثاني )
التناحر والتنافر السياسي يكسر الوطن لأن السودان في خطر
________________________________
حاورتها : عواطف عبداللطيف - اعلامية مقيمة بقطر
عشر سنوات او تنقص قليلا منذ ان حاورتها .. ومريم الطبيبة والعسكرية ومدربة السباحة الشاعرة والمتحدثة تمتهن السياسة التصادمية وتجيد التصالح الاجتماعي .. انها وجه لامرأة لا محالة مهمومة بالشأن الوطني وشائك القضايا السياسية وبقضايا رفاهية المواطن واستقراره ..
وبرغم انها وجه مألوف لدي الكثيرين إلا ان الحديث معها يشكل اهمية كبيرة لانه مشحون بالمرارات ومليء بالامال في سودان متعاف إن تم التلاقي مع الخصوم السياسيين في بوتقة الهم العام والخروج من الماذق ومريم بشيمة اهل السودان عموما وفلسفتها التي عاهدت النفس عليها تعتبرهم اخوتها وعمومتها .. ورؤيتها ان السودان بلد يستحق ان تتمدد اليه ايادي كل المناضلين والخيرين وكل المؤهلين لقيادة سفينته لتصل لبر الامان لذلك سعينا لمحاورتها خلال زيارتها الاخيرة لدولة قطر رغم ضيق الوقت وارتباطاتها الكثيرة .. علما بان الحوار ينشر وانفراج يلوح في الساحة السياسية حيث تم لقاء بين الرئيس عمر احمد البشير والامام الصادق المهدي وهناك لقاءات عمل قادمة ايضا مع بقية القوى السياسية السودانية وصولا الى تفعيل الحوار للوفاق الوطني وتشكيل حكومة وطنية ذات قاعدة عريضة مما يبشر بان هذه المرأة المهمومة لا محالة ستحمل لذات التلاقي الذي طالبت به جملة من الملفات الساخنة التي اثارتها خلال هذا الحوار الذي نركز فيه جزئه الثاني على القضايا السياسية والاقتصادية ومسالة اعزال الصادق المهدي وقضايا اخرى فالى مضابط الحوار :
إن ذهبنا في مزيد من التغابن السياسي سنكسر وطننا
الساحة السياسية الان في حالة ضجيج .. وانت تتحدثي عن القيم الفلسفية التي نشأت عليها .. ورؤيتك الاجتماعية التي تتمسكين بها كنهج قاصد.. اذن ما هي رؤيتكم لوطن مستقر وذو قيم وسماحة وتسامح ؟
الروية السياسية يمكننا ان نتحدث عنها لاحقا .. ولكن رؤية التعامل معها اننا لو ذهبنا في مزيد من التغابن سنكسر وطنا سنضيع مصالح شعبنا ونفرج علينا العالم ونجعله قيم علينا وبالتالي احد قيادات المؤتمر النافذين يشتم ويسي فنرد عليه.. احد الكبار يسيء فنرد عليه.. مثل هذا السلوك سيوقعنا في مزيد من التغابن ومن نموذج هذه المسالة .. وبعد الانتخابات المريرة و المزورة التي بهدلت و جرحت قيم السودان وليس سياساته فقط .. صمت نعم سكت عن الحديث.. لان مافي “ خير إتقال” ولم يكن هناك مسار إلا الرد على الحديث السيء بمثله ..
سكت فعلا .. لكي لا ارد على الكلام السي انها لغة غير بناءة ولا تشبهنا .. ولا فائدة منها .. و الان المسالة مسالة فعل ايضا مشين فحين يصل الامر قوة من الشرطة على رأسها ضابط وأنا احادثهم عزلا ذاهبة لصلاة الجمعة.. اسال عن ما هي المشكلة ونحن خارجين للصلاة كالمعتاد فيكون ردهم محاولة لتهشيم راسي .. وبالفعل تهميش يدي تعلمي ان اكثير ما اساء لي ليس هذه الحادثة بل ماسأني هو صمت القائمين على النظام صمت كبار رجال الشرطة .. ولكن وبنفس هذه الاساءة ما طمأنني شدة هول وتهول المجتمع السوداني وبكل قطاعاته..
اذن نحن ذاهبون لحاجة ما لم نقم نحن لاعادة الفعل السوداني لمساره الصحيح والثابت في منظومته .. فنحن اهل الكرم واهل الهمم السماحة والشهامة والتسامح والانفتاح على الاخر .. ما لم نقم نحن لشاننا ففعلا حديث الامم المتحدة عن جرائم الابادة وهي تقوم الان بالدور الاساسي تحمي اهلنا في دارفور مننا نحن فان ذلك يؤلمني جدا جدا
لا نحتاج لمحاسبة فالسودان سيد الاسم نفسه في خطر
نحن ما زلنا وعلى المستوي السياسي رؤيتنا ان المخرج بسيط اننا لا نحتاج لمحاسبة اليوم .. لان السودان سيد الاسم نفسه في خطر اليوم .. فكلنا يتوقع ان الجنوب الحبيب في طريقة لانفصال انه جزء عزيز علينا جميعا ظلت حكوماتنا القومية وجيشنا القومي وكل قدراتنا ذاهبة للحافظ عليه بالحرب .. وبالسلام فشلنا تماما ان نحافظ عليه .. اذن لو سلمنا بهذه الامر فاخطر ما نواجهه ليس بالتسليم بالانفصال لان الخطر الداهم ان نعود للحرب مرة اخرى بعد انفصاله .. وان اجزاء اخرى من السودان تسلك نفس المسلك لذلك نحن لا نمشي لمنحى يقود لمواجهات وملاومات ..
المخرج في اجندة وطنية تجمعنا .. اجندة لكتابة دستورنا
نحن نقول ا ن المخرج لا يزال في برنامج به اجندة وطنية تجمعنا كلنا اجندة وطنية لكتابة دستورنا في الشمال بصورة تستوعب الدروس نجعل المواطنة فعلا لا قولا اساس للحقوق والواجبات .. نتفق ونتواضع على اسس لادارة تنوعنا الموجود والقائم في الشمال ان نعمل تقاسم حقيقي للثروة والسلطة ولا مركزية تكون واقع معاش .. وان نتواثق على هذا الامر ونذهب لعهد وميثاق لتوامة بين الدولتين متكاملتين لتحقيق الجدوة والقدوة .. نتحدث على ضرورة حل حقيقي لقضية دارفور لا حل يقوم على اجتزاز القضية .. وإبعاد قضية العدالة وتاجيل قضايا اخرى ولا تجزئية اصحاب المصلحة في دارفور .. ان كانت حركات مسلحة او من منظمات المجتمع المدني ..
ان نعطي اهل دارفور حقوقهم المشروعة المعلومة التي يعرفها الجميع ومن خلال الجهود الكبيرة التي تمت داخل وخارج السودان .. و ان نتواثق على برامج اقتصادي مجدي يخرج الوطن من ازمته الحالية التي كسرت القطاعات الزراعية المهمة ورفعت سقف المعيشة خاصة وأن البترول سيذهب بانفصال الجنوب .. سياسات ادخلت المواطن في ضائقة معيشية راهنة بصورة غير مسبوقة تحتاج لمعالجات جذرية وان نعمل الحريات بيننا كواقع معاش لتامن البلاد فعليا ..
هذا كله تقوم عليه الية حكومة قومية او حكومة وحدة وطنية لتنفيذ هذه البرامج وفي هذا لدينا اختلاف مع اخوانا في المؤتمر الوطني .. الان صحيح اطلقوا نداء ان يدخل معهم الناس في حكومة هنا الاختلاف .. كما تعلمي نحن اصلا نعرف ان المقاعد ستخلى 34 % بانفصال الجنوب والمؤتمر الوطني يريد من يسد شواغر هذه المقاعد التي ستشغر بالانفصال .
الاشكالية ليس من يحكم السودان .. بل كيف يحكم
الاشكالية ليس فقط في من يحكم السودان بل في كيف يحكم السودان .. نحن نفتكر ان قبل المشاركة سويا “ وليس واحد مع الثاني “ بل كلنا سويا نتشارك ولازم نتفق اولا هذه الحكومة التي تقوم لتعمل ماذا ؟ .. نتفق على البرامح الذي ذكرناه اولا لنكون بذلك متفقين على البرنامج .. هذه هي نقطة الاختلاف الاساسية ..
هم يعتقدوا ان يمضوا في نفس سياساتهم والذي يريد ان يلتحق بهم لا مانع .. وبهذه الصورة والذي لا يريد هم سيواجهوه بالسحق والقتل وهذا تهديد لم يطلقه فقط وزير الداخلية اوالشرطة إنما اطلقه السيد رئيس الجمهورية نفسه يتحدثون بلغة التهديد والمواجهة الخطيرة هذه لا تحل الاشكاليات السياسية لان مشكلتنا مع المؤتمر الوطني ليس لدينا معهم غبينة و ليس مشكلتنا هي ازاحتهم فلو كانوا طيلة ال22 قدروا امنوا واوضاع السودان كان جيدا .. فهم جاووا قبل 22 سنة وقالوا جينا بالانقلاب عشان حرب الجنوب لا تصل لمدينة كوستي والدولا ر لا يصل عشرين جنيها سودانيا وعشان عايزين العلاقات الدولية تتحسن ..
الحرب لم تصل لمدينة كوستي لكن الجزء كله انفصل
الحرب لم تصل لمدينة كوستي لكن هذا الجزء كله “ انفصل راح “ الدولار وصل اليوم لسعر 3400 جنيه وعلاقاتنا الدولية من السوء على المستوي الاقليمي والدولي بحيث اننا اول دولة طالتها بحيث تطالب المحكمة الدولية بالقاء القبض على راس الدولة هذا هو الشكل الذي وصلنا له هذا ليس محل للشماته او محل لانكاء الجراحات .. فالمشكلة بتاعتنا مع اخوتنا من المؤتمر الوطني ليس مع اشخاصهم بل سياساتهم فهم سودانيون واولاد سودانيين ومن حقهم كاي مواطن اخر ان يحكموا وان يكونوا اسياد في بلدهم وان يكون لهم الفعل في اوطانهم .. مشكلتهم سياسيتهم هذه هي التي او اذهبت السودان لدروب التهلكة ولو لم تتغير سياستهم هذه فالسودان سيكون مجزى ومفتت تماما ..
مشروع الجزيرة أتقطع " تقطيع المرارة "
د. مريم وأنت تتحدثي بلغة الارقام وهذه المرارات هل تستصحبي الوضع الدولي والاقليمي وافرازاته على الوضع المحلي .فالتضخم العالمي معروف والمتغيرات خانقة ومتسارعة .. والسودان ليس بمنعزل عن ذلك والحكومة ليس لها كبير يد في كثير من هذه المتغيرات باعتباره جزء من منظومة عالمية ؟
نعم اعرف يا استاذة عواطف .. لكن التضخم العالمي حصل للعالم كله ولكنه وجدنا في اسوء اوضاعنا .. بحيث ان القطاع الزراعي المجدي والذي كان يحمل الخزينة العامة على اكتافه وجده مريض مشروع الجزيرة الاكبر في كل العالم الان بيع بيع “ واتقطع تقطيع المرارة “ كما نقول باللهجة السودانية وبيع لمستثمرين من الخارج وليس هو فقط بل كل القطاعات .. نحن سادس اكبر دولة من حيث الثروة الحيوانية في العالم ليس لديها حاليا أي عطءا للدخل القومي دي سياسات افشلت هؤلاء خلت اقتصادنا مرتهن بنسبة ال 60 % للبترول الذي يربطك بالعالم وتذبذبه ويبعدك عن الكفاية الذاتية ويبعدك عن حق مواطنيك وعلى كل فالبترول مرتبط بجزء يطالب بالانفصال والان ماشي في هذا الطريق ..
القطاع الزراعي هو الذي يوظف غالبية اهل السودان
القطاع الزراعي في السودان قطاع مهم جدا هذا القطاع هو الذي يوظف غالبية اهل السودان ما هي مصلحتنا ان نبيع مشروع يشكل الاساس لغالبية اهل السودان ما لم تكن “ سياسة فرق تسد” انت تريد ناس فقراء ما عندهم راي عشان تشتريهم هذا هو الواقع الان بحيث انه اليوم البند الاول بند الصرف على الاجور يعادل او يزيد على 60 % من الميزانية بوظائف لا داعي لها سوى نوع من الرشاوي السياسية فحين تنظري لتغول العالم عليك وارتهان سياستك ..
الا تعتقدي ان الترضيات السياسية تحتم توسيع المواعين بالتالي تزداد بنود الصرف في مثل هذا بند في الميزانية ؟
المفروض ان تخلقي الادارة المجدية التي تدير لك الامور والازمات لا تعملي المناصب كمدخل للترضيات السياسية فبند الصرف لا يكون لترضية الناس لكن المفروض تذهب الاموال لصالح التنمية ولكن وللاسف تذهب لشراء الولاء على مستوي يومي لمعتمدين وموظفين ووزراء لا حاجة للدولة لهم ...
السودان دولة مهمة من ناحية الموقع والقدرات والموارد والعمل الامني
في نفس الوقت بالنسبة للتامر السياسي بالتاكيد هناك قوة دولية وكل قوة دولية تكون مساعيها بكل اجهزتها ان تعمل سيطرة استراتيجية لتحقيق مآربها و السودان دولة مهمة من ناحية الموقع و القدرات والموارد مهمة جدا من ناحية العمق الامني لكثير من الدول التي تريد ان يكون لديها سيطرة على العالم .. السودان في افريقيا يتنافس عليه العملاقين امريكا والصين لانه دولة محورية بالتاكيد لابد ان يكون هناك جهود كبيرة للسيطرة على السودان .. اذن ليس ذلك بمستغرب امريكا الصين واسرائيل واجبها ان تدعم سياساتها في الدول الاخري وان تعمل كل ما من شانه ان يقوي توجهها وهذا واجبها إن لم تفعل ذلك يكون ذلك غريب .. ولكن نحن لدينا واجب لانفسنا .. لبلدنا لدينا واجب لاجندتنا .. ولكياننا وسيادتنا .. لكرامتنا لوطنيتنا ..
نحن ماذا فعلنا ؟ .. نحن قائمة علينا مجموعة مستغرقة تماما في مصالحها الخاصة وليست لمصلحة السودان بالتالي هي ليست مهتمة لخلق اي قدر من التصالح الوطني بحيث الان يجرى الاستفتاء وغالبا ما سينفصل الجنوب ومكوناته البشرية تقريبا 20 % من سكان السودان و30 % من المساحة الجغرافية .. لكن لو نظرتي بتمعن بسيط سنجد كثير من شرائح المجتمع السوداني .. أنتم مثلا المغتربين عملتوا تقرير مصيركم على مستوى الشخصي بالاغتراب والهجرة بحيث ان السودان وبصورة غير مسبوقة الخروج منه كله كان في التسعينات .. الان التقديرات في اكبر واقوى تعداد سكاني قام بتمويل دولي وباعتراف واشراف قرر لا ينظر للسودانيين في الخارج بالتالي نحن لا نعرف عدد السودانيين بالخارج كم تعدادهم .. لكن التقديرات تقول انهم لا يقلوا عن 20 % هم قرروا مصيرهم بان يبتعدوا عن السودان وللاسف كسودانية انت تعلمي انه منذ 2010 هناك موجة جديدة للهجرة والاغتراب ..
منذ 2005 مجموعات قرروا مصيرهم بالاغتراب
فمنذ 2005 هناك مجموعات من اللذين قرروا مصيرهم بالاغتراب والهجرة ان يعيدوا حساباتهن وتفالوا خيرا ورجعوا للسودان ولاسباب لم يستطيعوا ان يكونوا مواطنين لهم حق المواطنه رجعوا هولاء الان زائد اعداد أكبر تخرج خروج غير مرشد .. هل كان اي انسان يصدق ان سودانيين يهاجروا لاسرائيل !! الان شبابنا بموت في مغامرة الوصول لاسرائيل .. وهذا وضع خطير نحن الان 20% مننا قرر مصيره لصالح الانفصال وقبلهم حوالي 20% قرروا مصيرهم بالاغتراب بالمفرد وللاسف يتزايد العدد .. هذا يستدعي الوقفة والمراجعة ولكن في ظل هذا الوضع هل تصدقي ان شابا سودانيا طالب جامعي في عمر الطفر والطموح هذا الشاب قدم طلب لوزارة الداخلية للتخلي عن الجنسية وبدلا من ان يجد كبير يهمه امر .. هذا المواطن يجلس معه شخص كأب كعم كأخ كبير يحتضن همومه وطموحاته.. يحصل على رد رسمي يقول له اذهب علك تجد جنسية اخرى... تنكس رأسها وتضغض على ساعدها وكأني بها لا تريد لدموع ان تنهمر .. لماذا هذه المالات ولماذا الاستهانة بهذه الدرجة بالمواطن السوداني ...
اتجاهل النظر لساعدها المعطوبة .. وامرمي بسؤال .. د. مريم انت تتحدثي عن هذه المالات والالام وبما لديكم من ارث اجتماعي وتاريخي .. ما هي رؤيتكم للمساهمة في حل هذه الازمات إن اسلمنا بها .. مما يتطلب بعض التنازلات للخروج بل المساهمة في حلها ؟
نعم .. لابد ان نقبل على بعضنا بعض .. المواطن يواجه الحكم والسياسة هي ادارة الحياة .. اذن نحن محتاجين لادارة الحياة ودفتها بشكل يراعي كل هذه الظروف المحيطة ونحن قدمنا المقترحات للتلاقي للاخوة في المؤتمر الوطني لكن للاسف الردود التي نتلقاها غير كريمة هي نفسها غير سودانية” كحلم الجعان عيش “ ويجربوا يلحسوا كوعهم “ كلمات تدل على الاستغراق في شهوة السلطة والحكم ولا تدل على أي وعي بالمخاطر المحيطة بالسودان ..قلنا بعد مهلة حزب الامة التي اعلنها ومعنا الاخوة في القوى السياسية ما لم يتدرك الامر لازم نعمل على طريقة لعزل هذا النظام والاطاحة به لصالح حكم يحفظ كرامة السوداني وسيادة الوطن
الامام ليس فرد انما هو استثمار لصالح السودان
الامام الصادق وضع شرطين من ضمنهم اعتزال العمل السياسي يوم 26 يناير .. هل توافقي على هذا الرأي .. وفي حالة تنفيذه من سيكون الخاسر الاكبر الوطن ام المواطن ام كيان الانصار والحزب ؟
اولا اسمحي لي توضيح ما قاله الامام فهو عرض الرؤية التي ذكرتها لكم الامام هو شخصيا لديه خيارين يوم 26 يناير سيختار احدهما إما يعتزل العمل السياسي او ينضم مع اللذين يعملون على الاطاحة بالنظام ..واما الحزب فيدعوه عبر دعوة للمؤتمر العام ليقرر خياراته .. بالنسبة لي فان خيار الامام اعتزال العمل السياسي خيار لان الامام هو ليس مجرد فرد انما هو نفسه استثمار لصالح السودان و بالتاكيد لا واوفق على اعتزاله
دعينا نكون اكثر تحديدا ..فلو تم الاعتزال من سيكون الخاسر الاكبر؟
بالتاكيد الوطن لانه حينما يبتعد الامام عن العمل السياسي ليس معنى ذلك الابتعاد عن كيان الانصار.. لانه هو امام هذا الكيان وبالتالي سيتفرغ للعمل الانصاري ويمكن يكون بالنسبة لنا الفائدة الكبرى .. لكن ما الفائدة التي يمكن ان نجنيها ككيان انصار او كحزب امة في منعزل عن مصلحة الوطن والمواطن !!! الامام مصدر للمصادقية .. مصدر للاعتدال وفي السودان ووسط الغضب الشديد والاستقطاب الحاد الامام الصادق المهدي معروف عالميا واقليميا كما هو في شخصه يلم استقطابات السودان الاجتماعية والسياسية والدينية بالتالي بالتاكيد اعتزاله فقد كبير للسودان ..
ود لوال دينق القيادي بالحركة الشعبية وزير النفط قال في حوار سينشر تباعا ان تجربة النضال عبر الانتفاضة التي المح لها الامام غير مجدية بالذات في هذا المنعطف من تاريخ السودان.. وقال بالتحديد ان الامر يتطلب الحوار ما يتعليقكم ؟
احترم راي د. لوال وتجربته ..
لكن بعتقد .. وبالتاكيد اننا كلنا سعينا هو ان الحوار هو الاجدى .. لكن الحوار بدون احترام للغة الحوار ودون اعتبار للراي الاخر بالطريقة التي يصرح بها قادة المؤتمر الوطني .. ودون سقوف والبلد يتداعي على مستوي يومي يكون ايضا نوع من عدم المسؤولية .. بالتاكيد نعم الحوار لا شك هو الاجدي .. والحل السياسي الشامل عن طريق التفاوض هو الخيار الافضل .. نحن نسعى لذلك وطيلة الزمن المشكلة الحوار يتطلب ارادة سياسية وفي كل التجارب ثبت ان المؤتمر لا يشارك في رفد ذلك تجربة التجمع الوطني وكذلك تجربة الحركة الشعبية اثبتت ان المؤتمر الوطني لا يشارك وايضا تجربة جبهة الشرق اثبتت ان المؤتمر الوطني لا يشارك ولا يلتزم .. نحن في حزب الامة في اتفاقاتنا في نداء الوطن والتراضي الوطني اثبت ان المؤتمر لا يوفي بالعهود ..
اذن المشكلة ان كل الاخرين مجمعين على ان الحوار هو الافضل ما يدفع للبدائل هو ان الزمن اصبح خطير والسودان يتداعي والمؤتمر غير مستعد لقبول الاخر .. يحترم ويرى الاخر وغير عابي بمصلحة السودان فوق ذلك مستغرق تماما في مصلحة بعض افراده ..
كثير من المراقبين يقولون ان حزبكم كان على دفة الحكم لثلاثة مرات ويستدعون الملامح السالبة لهذه الفترات من ازمات سياسية وامنية وغلاء معيشة .. ما تعليقكم ؟
هذا الحديث كان نوع من التعبيئة السياسية بابواق اعلامية عالية من الشموليين ليجدوا الشرعية لانفسهم وبعد ان حصحص الحق وجلس كل انسان " يسبح في مسبحته " ماذا حدث تجدي انه مع ان العهود الديمقراطية والتي نحن كحزب امه حكمنا فيها كانت ادارة للايتلا ف وبالاليات ديمقراطية تاخذ وتستغرق كثير من الزمن .. تجدينا نحن في حزب الامة واخوتنا في الاتحادي الديمقراطي مع كل المعوقات كان تحرينا للديمقراطية الا ان العهود الديمقراطية وبازمانها المتقطعة وليست متصلة كانت حوالي احدى عشر عاما من 55 عام منها 44 عاما استغرقتها الانظمة الشمولية وبالتالي تاثيرها اقل إلا ان كل المشاريع التنموية الحقيقية تمت في العهود الديمقراطية .. اجندة الصلح والتصالح والوصول لسلام تمت في عهود ديمقراطية لم يتم التخلي عن حيادية القوات المسلحة إلا بتغولها وتآمرها مع بعض السياسيين .. ولم يتم التخلي عن قوميتها .. لم يتم التخلي عن قومية الخدمة المدنية وتأهيلها بحيث يكون التوظيف لكل بني السودان .. لم يتم ابدا استغلال القضاء .. لم يتم ابدا التدخل في حرية الاعلام او انتهاك حقوق الانسان .. قامت اقوى المشاريع التنموية والوصول اليها ولم في عهود الديمقراطية ..
سيادة البلد لم تنتهك بتاتا الى العام 1999 ولم تكن محل تفاوض او حديث عن تدخل اجنبي لم يكن يدخل مع السودانيين في اي مرحلة من المراحل اي طرف للحديث حول شانهم دعيك ان يكون المشرف على شأنهم .. يوم استقلاله اخرج السودان ستة الاف جندي اجنبي بالتالي كل هذه التعبئات السياسية غير مجدية التي استغرق فيها الشموليين خاصة زمن الانقاذ .. الابواق الاعلامية الان حصحص الحق البلد في طريقه للانقسام .. سيادته منتهكة بحيث ان الجيوش الاجنبية من دول الجوار تغولت على كل حدود السودان و اخذت ما شاءت في اغماض وصمت من الحكومة المركزية .. الجيوش الاجنبية من افقر دول العالم واقل خبرة هي التي تجوب انحاء السودان الذي حرر وفي يوم استقلاله عام 1956 أخرج ستة الاف جندي اليوم تدق على اراضيه في قلبونا ما لا يقل عن 30 الف جندي ..
كرامة المواطن السوداني لم يكن محل غلاط بحيث ان العالم اصدر عن ما يزيد عن 20 قرا ر دولي من مجلس الامن و لم تصدر فترة الديمقراطيات ولا حكم قرار واحد اممي بشأن السودان..
اقاطعها مرة اخرى .. الانجازات .. البترول سد مروي .. الطرق والجسور كثير من الانجازات التي استهدفت البنية التحتية .. لا تتحدثوا عنها فاحديثكم كلها تنصب فقط على السلبيات ؟
يا سيدتي نحن لا نتحدث فقط عن السلبيات نحن تحدثنا ولكن في حقيقة الامر في التقديرات التي صدرت عن الدول والمنظمات الدولية ان بترول السودان خلال العشر سنوات الماضية اخرج 50 مليار وما تم من تنمية لم يتم بهذه الخمسين مليار التي دفعت ضريبتها من دماء الشعب الجنوبي في ولايتي الوحدة وجونقلي وغيرها وبالدين المؤجل من مؤسسات صينية وغيرها بصورة لم يشرك فيها الشعب بالتالي كل هذه المشاريع والمنشاءات التنموية قامت بديون باستنهاك لمزيد من سيادة السودان الطرق التي عملت تمت بصورة بعيدة عن المواصفات والجودة بحيث اصبح الان القتل في الطرقات هو المدخل .. هناك محسوبية وفساد بحيث السودان اسوة دولة في العالم العربي في الشفافية والفساد ..
السودان حينما لم يكن دولة بترولية لم يكن محل نقاش كان دولة تكفل الرعاية الصحية والتعليم .. السودان الان كل الخدمات الاساسية ابتعدت عنها الدولة ورفعت يدها استجابة لمطالبة المجتمع الدولي .. السودان الان تسير السياسة فيه الولايات المتحدة الامريكية عبر مبعوثيها كما تشاء .. غريشن هو الامر الناهي وهو الذي يوجه القيادات في السودان بالتالي هناك مبهريات تم تحريها بعيدا عن اولويات المواطن .. تحدثوا بان ياتوا بيخت رئاسي بعشرات الملايين من الدولارات اتضح انه حتى لا يصلح ان يسير في النيل .. الان وفي ظل هذه الظروف وفي ظل هذا العنت يتحدثوا عن عمل قصر رئاسي جديد ..
د. مريم هل لديكم استراتيجية لاسترداد الجنوب لحضن الوطن الام وإن تم الانفصال ؟
نعم لدينا استراتيجية كاملة ونعتقد بان مسالة التؤامة والظروف التي تتم فيها الفعل السياسي يمكننا ان نتحديث ونعتقد ان طريقة الباب مفتوح امامنا الان نستطيع ان نخلق دولتين عدوتين ونستطيع ان نخلق دولتين تؤامتين .. نستطيع ان نخلق الكندرفالية بينهما نستطيع الحديث عن اعادة الوحدة ولكن هذا كلة مربوط بطريقة فعلنا السياسي الرشيد ...
هذه هي المرة الاولى التي لا ألبي مناداة ابي بالسرعة المطلوبة ..
الحديث والحوار مع امراة بقامة الدكتورة مريم الصادق المهدي سليلة بيت السياسة والدين والحسب والنسب .. يبقى حديث متشعب من الصعب ان تجد له نهايات .. تماما كما لم تجد هي نفسها بدايات لدلوفها لبوابة العمل العام .. وللحبيبة مريم دائما ردود تجعلك تعيد النظر في رزنامة الاسئلة وترتيبها .. صدرها رحب وخجلها الاجتماعي بالفطرة .. اسئلتنا لم تنتهي ولكن كان هناك اتصالات تلاحقها لاجتماع آخر .. وقالت هذه المرة الاولى في حياتي ألا البي مناداة الوالد بالسرعة المطلوبة .. فقط لأجل حديث مباشر وصادق معكم اختي عواطف ..فكان الختام ..
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة