(كلام عابر)
مخصصاته ومخصصاتهم
ورد في موقع مكتوب في الانترنت وهو الطبعة العربية من موقع ياهو أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل نشر على موقع الفيسبوك الاجتماعي على الانترنت نسخة من تفاصيل راتبه الحكومي واتضح أن راتبه 15 ألف سيقل إسرائيل شهريا أي 4200 دولار امريكي لكن راتبه الاجمالي يبلغ 44 ألف شيقل ويعادل حوالي 12 ألف دولار لكن الراتب ينخفض بفعل ما يخصم منه من ضرائب وتأمين صحي ومدفوعات الأمن الاجتماعي بالإضافة لخصم شهري يزيد عن ثلاث ألف دولار سدادا لأقساط سيارته الخاصة المدرعة.
وسخر معارضوه من نشره تفاصيل راتبه وأوضحوا أنه لم يذكر بعض النفقات الشخصية التي تغطيها الحكومة ووصفوا الخطوة بأنها حملة علاقات عامة لتجميل صورته ولكنهم في نفس الوقت فوجئوا بضآلة الراتب الذي يتقاضاه نتنياهو مقارنة بغيره من زعماء العالم ، فقد نشرت مجلة إيكونومست أن رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونج يتصدر زعماء العالم من حيث الراتب إذ يتقاضى راتبا أساسيا سنويا يتجاوز المليوني دولار.لكن كل مخصصات نتنياهو أقل بكثير مما كان يتوقعه خصومه ولم يثبت أن له مواردا مالية أخرى خارج نطاق مما تدفعه له الدولة تحت عيون المحاسبين والمراجعين ولم يثبت كذلك أن مركزه عاد بمنفعة مالية على أي من أقاربه أو أصدقائه أو جيرانه وإلا لكان ذلك قد ظهر في العلن ، وأعداؤه كثر، وهم لم يتورعوا من اقتياد رئيس الدولة ورئيس الوزراء للمساءلة القضائية في مبالغ تقل عن مائة وخمسين ألف دولار. يد نتنياهو نظيفة داخل بلاده إسرائيل رغم أنها ملطخة بدماء ضحياه الفلسطينيين. ذمة نتنياهو المالية تصلح لأن تكون نموذجا يحتذى في بلدان كثيرة، للأسف.
رواتب ومخصصات شغلة المناصب السياسية القيادية التي نطلق على شغلتها مسمى الدستوريين وهو مصطلح سوداني المنشأ والصنع، غير معروفة أو غير محددة في معظم بلدان العالم الثالث، والتساؤل عن حجمها وحدودها غير مستحب وقد يجر المتاعب على السائل، خصوصا حينما تزول الحدود بين المال العام والمال الخاص والحزب والدولة.حالتنا ليست استثناء وقد نكون أفضل من بلدان أخرى، لكن الصورة لا تتضح تماما في البلدان النامية إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس مثلما وقع في تونس فتظهر حقائق الثروات المهجّرة المستلبة بدون وجه حق من الثروة العامة، ومن ثم تبدأ سلسلة طويلة من الإجراءات عبر الحدود لاسترداد هذه الثروات وقد تطول السنين ولا تسترد.
الرئيس الإيراني أحمدي نجاد نموذج آخر ، فهو رجل زاهد في مخصصات وظيفته، وكان أول مظاهر تقشفه هو نزع السجاد الفارسي الفاخر الذي كان يزين المقار الرئاسية وحوله للمساجد ومرافق عامة أخرى، فضلا عن كونه ما يزال يقيم في مسكنه القديم المتواضع ،ويحتفظ بسيارته الخاصة التي كان يستخدمها قبل تولي منصب الرئاسة وهي من ماركة بيجو 504 موديل 1977م وعرضها قبل أيام للبيع في مزاد عام يخصص عائده لمؤسسة علاجية إيرانية.
(عبدالله علقم)
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة