زفرات حرى
الطيب مصطفى
[email protected]
هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته
عجائب عرمان!!
الجلابي ياسر عرمان ما انفك يثير الزوابع والعكننة في الشارع السوداني منذ هروبه من الخرطوم والتحاقه بالحركة الشعبية المتحالفة مع الحزب الشيوعي خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي على
خلفية اتهامه في قضية مقتل بلل والأقرع عندما كان طالبًا في جامعة القاهرة فرع الخرطوم منتميًا للحزب الشيوعي السوداني وما ان عاد الرجل بعد توقيع اتفاقية نيفاشا رافعًا علامة النصر من سلم الطائرة حتى عاد إلى دور (خميرة العكننة) الذي يجيده إجادة تامة مستندًا على
خاصية مركوزة في شخصيته المثيرة للجدل ألا وهي عشق الاضواء الذي يدفعه الى
طرق أبواب الصحف والفضائيات للتحدث وعقد المؤتمرات الصحفية بسبب وبلا سبب.
آخر
تقليعات عرمان المعادي لله ورسوله الرافض حتى لإيراد البسملة في صدر
الدستور الانتقالي قبل أن يُجاز من قبل المجلس الوطني ما تفوه به
بالأمس عند مناقشة مشروع القانون الجنائي من داخل البرلمان فقد هاجم
عرمان الشريعة الإسلامية ووصفها بالمهينة بل إن الرجل طالب بإسقاط عقوبة
الزنا اتساقًا مع بعض الأعراف القبلية على
حد تعبيره الأمر الذي أغضب
كتلة النواب المسلمين الذين عبر عنهم د. غازي صلاح الدين مهاجمًا
عرمان بقوله إن الزنا مرفوض حتى في النظم الأمريكية والأوروبية وإنه
محرم في الديانة المسيحية والأديان الأخرى وإنه محرم كذلك حتى في
الأعراف القبلية في شتى أنحاء السودان.
بربكم
هل يحق لهذا السفيه بسلوكه المعروف داخل الخرطوم... أن تبلغ به
الجرأة درجة أن يهاجم الشريعة الإسلامية ويصف قوانينها باللا إنسانية
بدون أن يتعرض للمحاكمة كما تعرَّض أستاذه محمود محمد طه وزميله
الشيوعي قديمًا والذي سبَّ عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
هل يحق له أن يتفوه بمثلما تفوه به بالرغم من أن ما قاله يتعارض مع
اتفاقية نيفاشا التي منحت السودان الشمالي حق
التحاكم
إلى
الشريعة؟! هل يظن عرمان أن الشمال والشماليين معجبون بما يحدث
في الجنوب الذي يترنح السكارى في طرقاته بالليل والنهار والذي
تحول الى ماخور كبير للرذيلة وإلى ساحة للاقتتال القبلي والجوع والخوف
والمرض؟!
أعجب
والله من تطاول هذا العرمان على
الله تعالى وشريعته إذ كان المفترض
إن كان للرجل عهد ووعد واحترام للمواثيق أن يرفض أي نكوص عن اتفاقية
نيفاشا وأن يرغي ويزبد مدافعًا عن الشريعة في الشمال إذا تجرأ أحد
وعارض تطبيقها ليس التزامًا بالإسلام الذي ظل يكيد له طوال عمره وإنما
التزاماً واستمساكًا بنيفاشا التي منحت الحركة ما لم تكن تحلم بمعشاره
لكن متى كان للرجل عهد ومتى سخر في حياته لفعل خير أو أداء واجب أو
الدعوة إلى فضيلة؟!
في مؤتمره الصحفي الأخير كرر عرمان إدانته لما أسماه بالتشويش على
موقف الحركة من المحكمة الجنائية الدولية الذي
أعلن أنه مُعبَّر عنه من خلال تصريحات الفريق سلفاكير رئيس الحركة والجنوب.
في
الحقيقة لست أدري هل يقصد عرمان بالتشويش رفاقه في الحركة باقان
وادوارد لينو ومالك عقار الذين أدلوا بآراء تختلف عن رأي سلفاكير أم
يقصد صحيفة »الانتباهة«؟!
معلوم
أن سلفاكير يتبنى موقف الاتحاد الافريقي الداعي الى
التعامل مع
المحكمة الجنائية وليس الموقف الحكومي الرافض للتعامل معها كما يدعو
سلفاكير إلى
تأجيل مثول الرئيس أمام المحكمة لمدة عام أما مجموعة أولاد
قرنق التي يعتبر عرمان من أهم أعضائها فإنها معبَّر عنها من خلال
تصريحات باقان الذي يدعو إلى التعامل الفوري مع مذكرة التوقيف وليس
بعد عام بمعنى أنه يدعو الى
التوقيف الفوري للرئيس البشير ويؤيده
الرجل الدموي الآخر ادوارد لينو الذي عبر عن مواقفه بصورة تنم عن حقد
دفين يملأ جوانح الرجل الذي بشر بأحداث الاثنين الأسود في الخرطوم
قبل اندلاعها بعدة أشهر أما الرأي الثالث فقد عبر عنه مالك عقار الذي
يتبنى موقف الحكومة في التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية كما تبنى
رأيها حول طرد المنظمات التجسسية وهو ما لا تراه الحركة الشعبية التي
رفضت طرد تلك المنظمات التي يعمل بعضها في جنوب السودان ولا يسري
عليها قرار
الطرد ذلك أن
الجنوب دولة أخرى لا تسود فيها القرارات التي يتخذها رئيس جمهورية
السودان الذي جردته اتفاقية نيفاشا من حكم الجنوب بينما منحت الحركة حصة
مقدرة من المشاركة في حكم الشمال!!
عرمان
قال كذلك خلال مؤتمره الصحفي إن (مواقفنا من الوحدة والانفصال لا
تحكمها أهواء الانتهازيين)!! لم أفهم والله ما يعنيه الرجل
بالانتهازيين!! هل هم يا ترى من داخل الحركة أم من خارجها؟!
أعلم
أن إيمان عرمان بالوحدة لا يتزعزع فالرجل يعلم تمامًا أنه سيكون في
وضع صعب للغاية إن حدث الانفصال الذي لا يتيح له العيش في الجنوب
الذي لا ينتمي إليه حتى وإن ظل مدافعًا عنه معليًا من قدره ومحاربًا
للشمال متنكرًا له منتقصًا
من حصته لمصلحة الجنوب الذي نالت الحركة حكمه
وحصلت على حصة مقدرة من حكم الشمال فعرمان بالرغم من أنه من قيادات الحركة
لا صوت له في استفتاء تقرير المصير المقتصر على الجنوبيين فقط وحتى إن
أُستضيف من قبل الحركة في جنوب السودان المنفصل عن الشمال نظير خدماته
الجليلة التي قدمها للجنوب بعد أن عقَّ أهله ووطن آبائه وأجداده فإنه
بالطبع لا يأمن على
حياته بعد أن جرّب قطع أذنه عضًا إبّان وجوده في
جنوب السودان ولعل من حسن حظ عرمان أنه لم يكن في الشارع حين اندلعت
أعمال الشغب في الخرطوم التي أستُهدف بها الشماليون في يوم الاثنين
الأسود وإلا لفُتك به كما فُتك بالكثيرين من الشماليين (الجلابة).
لذلك
أقول إن عرمان يعتبر أكثر أولاد قرنق دفاعًا عن الوحدة حماية لمستقبله
المحفوف بالمخاطر وبالرغم من حرصه على
الوحدة فإن عرمان يعمل على
تقوية قطاع الشمال والانفراد به عند اللزوم إذا تمخض عن استفتاء تقرير
المصير انفصال الجنوب متبنياً مشروع السودان الجديد العلماني
الافريقاني المعادي لهوية الشمال والذي سيعمل على انفاذه في
الشمال من خلال قطاع الشمال الذي يفكر عرمان في تحويله الى
حزب
كامل الدسم في حالة حدوث الانفصال!!
لذلك
يغضب عرمان ويضيق صدره من أي حديث حول الانفصال سواء جاء من منبر
السلام العادل أو من رفاقه في الحركة الشعبية بالرغم من أن تقرير المصير
الذي يتيح
لأبناء الجنوب
اختيار الانفصال لم يطرح إلا من الحركة التي أصرت على هذا الخيار
لسببين أولهما ابتزاز الشمال وشريكها في الحكم حتى تدفعه لاسترضائها من
خلال تقديم المزيد من التنازلات في سبيل تحقيق الوحدة وجعلها جاذبة
وثانيهما هو أن الحركة أرادت ان تسترضي بعض قياداتها خاصة من العسكريين
الذين يؤمنون بالانفصال ويدافعون عن رؤيتهم بأنهم ما قاتلوا إلا من
أجل استقلال جنوب السودان.
من
أسف فإن بعض قيادات المؤتمر الوطني لا تعلم أن مياهًا كثيرة قد جرت تحت
الجسر منذ توقيع نيفاشا وأن الشمال والشماليين ما عادوا حريصين على الوحدة
بل انهم اليوم أكثر زهدًا فيها من أبناء الجنوب بعد أن تمددت أفكار منبر
السلام العادل ووصلت لكل بيت في السودان وبعد أن رأى الشماليون نموذج
الوحدة في يوم الاثنين الأسود وفي أحداث أخرى كثيرة ورأوا كذلك نموذج
السودان الجديد الذي ظلت الحركة تبشر به بينهم... رأوه في حكم شريعة
الغاب التي تمسك بخناق الجنوب!!
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة