احتجاج طلبة في شمال السودان على ارتفاع الاسعار
الخرطوم (رويترز) - قال شهود عيان ان طلبة اشتبكوا مع قوات الشرطة يوم الخميس لليوم الثاني بسبب ارتفاع الاسعار في احتجاج نادر على الحدوث في أكبر الدول الافريقية مساحة حيث يجري الجنوب المنتج للنفط استفتاء على الانفصال.
ونظم طلبة احتجاجات في جامعتي الخرطوم والجزيرة في قلب ولاية الجزيرة الزراعية بالشمال يوم الاربعاء بسبب خفض مقترح في الدعم الحكومي لمنتجات البترول والسكر وهما سلعتان استراتيجيتان في السودان.
وقال احد الطلبة ان خمسة اشخاص أصيبوا باصابات طفيفة والقي القبض على عدد غير معروف من الاشخاص.
وقال الفاضل علي وهو طالب يدرس الصحافة "قوات الامن كانت موجودة بالفعل هناك ولها وجود قوي جدا جدا.
"انهم يخشون أن يؤدي ذلك الى ثورة."
وانتشرت الاحتجاجات يوم الخميس في مدينة واد مدني والحصاحيصا في ولاية الجزيرة حيث اشتبك طلبة مع قوات الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع في تفريق المتظاهرين.
وتأتي خطوة خفض الدعم الحكومي في وقت بالغ الحساسية من الناحية السياسية لحكومة الرئيس عمر حسن البشير الذي سيفقد سيطرته على الجنوب بعد الاستفتاء الذي يجري في اطار معاهدة عام 2005 لانهاء الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب.
كما ارتفعت أسعار مواد أخرى نتيجة ارتفاع الاسعار العالمية لمواد الغذاء وانخفاض في قيمة العملة المحلية.
وفي الحصاحيصا قال شاهد عيان طلب عدم الكشف عن هويته خشية التعرض للاعتقال لرويترز ان ما يقرب من 500 طالب خرجوا عنوة من ابواب الجامعة مساء اليوم الخميس فتعرضوا للضرب بعنف على ايدي عشرات من رجال الشرطة الذين كانوا يحملون الهراوات ويطلقون الغاز المسيل للدموع.
وفي واد مدني قال الطالب محمد حسن لرويترز ان الشرطة اجبرت عشرات الطلبة على العودة مرة أخرى الى داخل الجامعة باستخدام العصي والغاز المسيل للدموع ثم قامت بحراسة البوابات.
وقال حسن متحدثا من داخل حرم الجامعة "هناك حوالي 14 عربة شرطة تحيط بالجامعة ولديهم عربات فوقها مدافع الية... موجهة الينا."
وقالت شذى عثمان عمر من الحزب الديمقراطي الوحدودي المعارض في الجزيرة ان عدة طلبة أصيبوا خلال اشتباكات يوم الاربعاء مع الشرطة التي حذرت الطلبة من الخروج من الجامعة. ولم يتسن الوصول الى متحدث باسم الشرطة للحصول على تعليقاته.
وشهدت الجزائر وتونس اشتباكات شديدة بين الشرطة والمتظاهرين الذين يحتجون على صعوبات اقتصادية والتي ترقبها عن كثب دول أخرى في شمال افريقيا وفي أنحاء الوطن العربي والتي من الممكن أن تؤدي لاضطرابات اجتماعية.
وبعد مقتل عدة أشخاص واصابة المئات في الجزائر وعدت الحكومة بخفض الاسعار.
وقالت صحيفة ان الحكومة الليبية خفضت الرسوم على الواردات الغذائية وقال المغرب انه أدخل نظام تعويض لمستوردي القمح اللين وقال مستوردون ان الهدف من ذلك هو الابقاء على استقرار الاسعار. كما اتخذ الاردن خطوات للحفاظ على استقرار أسعار المواد الغذائية والوقود.
وتتعرض الحكومة في الخرطوم لضغوط هائلة بسبب الاستفتاء. ونشر السودان نحو 17500 فرد من الشرطة لتأمين عملية التصويت في الشمال حتى على الرغم من أن عددا محدودا من أبناء الجنوب يدلون بأصواتهم هناك.
وقال السياسي المعارض ياسر عرمان ان الامر لا يتعلق بالاستفتاء بل ان هذه الاجراءات تهدف الى منع وقوع اضطرابات.
وأضاف أن الشمال يشعر بأن الحكومة خانت كل أحلامه في ميلاد مجتمع جديد ووجود مسار مختلف كان من الممكن أن يحافظ على وحدة السودان.
ومنعت الشرطة تعبير المواطنين عن حزنهم بعد عدة مظاهرات ضد الاستفتاء ومنعت أيضا مسؤولي المعارضة من اجراء مقابلات تلفزيونية على الهواء.
ومن ناحية أخرى أرسلت جماعة لم تكن معروفة قبل ذلك في ولاية سنار بوسط البلاد بيانا لصحيفة محلية تقول فيه انها أحرقت خمسة الاف فدان من قصب السكر احتجاجا على السياسات "الفاسدة" للحكومة المركزية.
وقالت الجبهة الثورية لابناء الاقاليم الوسطى انها تمثل المزارعين الشبان في البيان الذي اطلعت عليه رويترز لكن لم يتسن التحقق من هوية هذه الجماعة.
وذكرت شركة السكر السودانية المملوكة للدولة أن حريقا شب في حقولها في سنار لكنها قالت انها لم تفقد سوى 200 فدان وان المحصول كان قد تم جنيه بالفعل.
وستسعى الخرطوم لتعزيز سلطتها بمجرد انفصال الجنوب. وانسحبت من محادثات سلام لحسم التمرد القائم منذ ثماني سنوات تقريبا في منطقة دارفور غربا. وتصاعد القتال مع المتمردين.
وامتدت تلك الاشتباكات الى ولاية كردفان المجاورة وترغب الخرطوم في اخماد أي شكل من أشكال المعارضة الى حين انتهاء الاستفتاء وعملية الانفصال المعقدة في الجنوب.
وتوجد شكاوى مشتركة بين المتمردين في كافة المناطق السودانية وهي أن الحكومات المتعاقبة في الخرطوم لم تتمكن من تطوير مناطقهم أو نشر التعليم والثروة.
من أوفيرا مكدوم
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة