رصد دولى لتحركات هارون بطائرة حربية و المسيرية يواجهونة و يطالبون بحماية دولية
واشنطن/ وكالات
فى مراقبة دولية لرصد تنفيذ ما تبقى من اتفاقية السلام كاحد البنود الاساسية لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب و التطبيع الدولى و اعفاء الديون و النظر فى قضية المحكمة الدولية و غيرها من القضايا الاخرى، تأتى المشورة الشعبية وتطبيقها الجيد فى و لايتى جنوب كردفان و النيل الازرق كواحد من القضايا الاساسية التى عمل المؤتمر الوطنى على الممطالة حولها و تجاوز سقفها الزمنى الذى كان من المفترض ان يسبق استفتاء جنوب السودان باكثر من عام، و قد عمد المؤتمر الوطنى لذلك التاخير ظنا منه تعقيد وضعية الولايتين بعد انفصال الجنوب، الا ان المجتمع الدولى و الدول الشهود و المراقبة و الداعمة لتطبيق اتفاق السلام رغم اشادتها بتنفيذ الاستفتاء بجنوب السودان و احترام رغبة 99.57% من ابناء جنوب السودان فى نيل استقلاله و تكوين دولته المستقلة التى سيتم الاعتراف بها دوليا فى التاسع من يوليو 2011م، الا انها ترى ان قضايا مهمة متضمنة داخل اتفاقية السلام الشامل يجب حسمها اولا و بصورة مثالية و على رأسها المشورة الشعبية و الحدود و ابيي و دارفور و الدستور و التحول الديمقراطى و الحريات و حقوق المراة و الطفل و الانسان.
و فى اول انتهاكات واضحة قد تعقد وضعية السودان دوليا و رئيسه بصورة خاصة، يرصد المجتمع الدولى تحركات احمد محمد هارون والى ولاية جنوب كردفان المطلوب للعدالة الدولية لارتكابه جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية بما فيها القتل و الاغتصاب و التهجير و الابدال السكانى بدارفور و جبال النوبة و ذلك بزجه عشرات الالاف من الجنود و تسليحة للمليشيات منتهكا بذلك بند الترتيبات الامنية،و رفضه مبدأ التناوب على منصب الوالى المتفق علية حسب برتكول الاقليم، و محاولاته تزوير السجل الانتخابى فى بعض المراكز و تحركة بطائرة عسكرية حربية و استغلاله مركبات الدولة و المال و السلطة لاغراء الناخبين و ترهيبهم بغرض ترجيح كفته فى للانتخابات القادمة فى مايو ظانا ان ذلك سيحميه من مواجهة العدالة الدولية، منتهكا بذلك الجداول الزمنية للدعاية الانتخابية و استغلاله المال العام و آليات الدولة و سلطاته كمحاولة فاشلة لتحقيق نصر مزور، محاولا تشبيه وضعيته كمطلوب دوليا بوضعية الرئيس البشير التى تختلف تماما عنه كما اشار الى ذلك محلليين سياسيين دوليين باعتبار ان هارون هو المنفذ الميدانى الفعلى للانتهاكات، كما ان البشير بالتزامه و اعلانه نتيجة استفتاء جنوب الاسبوع الماضى قد مهد لتغيرات كبيرة حسب وعود دوليه خلال السته شهور القادمة كما اشارت الى ذلك الولايات المتحدة الامريكية مرتبطة بتنفيذ بنود اتفاق السلام الشامل و حل قضية دارفور بصورة عادلة، و يرى كثير من المراقبين ان استمرار هارون بطريقة او باخرى على قمة ولاية جنوب كردفان قد يعيد اجزاء من السودان الى مربعات الحرب، و يعقد من وضعية السودان و رئيسه دوليا، و سيوقف دعم المجتمع الدولى تنمويا للاقليم و سيعيق ابرام اتفاقيات دوليه مع الاقليم فى مجالات التعاون فى مجال التعليم و الصحة و الطرق و الخدمات و الاكتشافات و التصنيع، مما سيكون خصما على المواطن و الاقليم، كما ان وجود هارون على السلطة سيعيق تطبيق القضايا التى يجرى تنفيذها بين الجنوب و الشمال و قد يقود الى خلافات كبيرة بين دولتى السودان و جنوب السودان التى تحد ولاية جنوب كردفان اربعة من الولايات الجنوبية بما فيها الغنية و المنتجة للبترول كما ان معظم انابيب البترول تمر بولاية جنوب كردفان الى مصافى التكرير فى شمال السودان، مما سيؤثر على معيشة اكثر من 40 مليون شخص اقتصاديا و سياسيا، خاصة فيما يتعلق بالبترول و التعايش السلمى بين القبائل الحدودية و الرعى و الزراعة و التجارة و فوق ذلك قضايا الامن.
و فى تطور للاحداث غير متوقع دوليا واجه المسيرية بمدينة الفولة حاضرة ولاية غرب كردفان سابقا فى يومى الاربعاء و الخميس الموافق الثانى و الثالث من فبراير 2011 الوالى احمد محمد هارون فى مسيرة هادرة يتقدمها الشباب و بقية المواطنيين بميدان الحرية مطالبين برحيلة و اعادة الولاية بشكل او بآخر معتبرين هارون شخص يفتقد الرحمة باهله بدارفور مما وضعة فى قائمة مجرمى الحرب دوليا فانى له ان يكون راعيا لمصالح غرب و جنوب كردفان، و تحدى المسيرية العقلية الامنية التى يتعامل بها هارون مع المسيرية و ذلك من خلال احاطته لميدان الحرية الذى كان يروج فيه لنفسه للانتخابات القادمة باكثر من 36 سيارة عسكرية محملة بالاسلحة والثقلية و الجنود بجانب 24 سيارة اخرى وزعت فى مواقع اخرى داخل مدينة الفولة، و رغم ذلك فانها لن توقف ارادة ابناء المسيرية من مواصلة مسيرتهم و ترديد هتافات ضد هارون الذى كان يعتقد ان المسيرية سيكونون لقمة سهلة يسهل ابتلاعها من خلال الوعود المضللة التى ظل يرددها خاصة قبل يوم من المظاهرة فى اجتماعه الذى استمر لساعات طويلة مع الفعاليات السياسية بمدينة الفولة مخاطبا الجمع و منهيا الاجتماع بطريقة غير مقبولة، و قد وصف الحاضرين اجتماع هارون بالفعاليات السياسية استخفافا بالعقول فى الزمن الضائع معتبرا اياهم تلاميذا عليهم الاستماع و التصفيق و التنفيذ، مستبعدا حق الانسان فى التفكير و التحليل و التعبير عن ارائه و الاسئلة و الاستفسار و متجاهلا الوعى الشعبى الكبير الذى عم الهامش السودانى، و ان عقلية استغلال الاخرين ليكونوا خميرة عكننة فى اقليمهم على اساس اثنى او دينى قد ولى من غير رجعة، و هو الدرس الذى قدمه شباب و مواطنوا المسيرية و مازالوا يقدمونه رغم الاغراءات المالية و الوظائفية التى قدمت لهم من وفود و وسطاء من الخرطوم و الابيض و غيرها مؤكدين ان ارادة الشعوب و الشباب لا تباع و تشترى.
وفى اطار سياسة الترغيب و الترهيب التى تعرض لها شباب و مواطنوا المسيرية بالفولة و بعض مناطق الولاية الاخرى اتصل نشطاء من شباب المسيرية بناشطين سياسيين من ابناء الولاية بالولايات المتحدة الامريكية مطالبين بعكس قضيتهم و توفير حماية دولية من التحركات الامنية و الفتنه التى يقودها هارون ضد ابناء الولاية و محاولات استقطابه للمسيرية على اساس اثنى، و محاولاته خلق فتن مع اخوانهم النوبة فى الجزء الجنوبى من الولاية باعتبارهم مشتركين فى التهميش و التخلف التنموى، مؤكدين انهم لا يعرفون عائدات بترول الولاية و نصيبهم من 2% المتفق عليها و لا ينخدعون بكيلومترات الطرق غير المكتملة و لا بصندوق التنمية الفاشل و ان البترول قد لوث المنطقة و خلف اثارا سالبه بيئيا و اثر التلوث غير المعالج كيميائيا فى حالات الحمل و الطفولة و المواطنيين و الحيوانات و الغابات كما ان ابناء الولاية و مواطنيها حرموا من التعيين فى وظائف شركات البترول رغم تاهيلهم و حتى المهن العمالية يصدر لها عمالة من مناطق اخرى من السودان، بجانب مناقشة رؤيتهم المستقبلية حول ادارة الاقليم و انتزاع الحقوق من المركز عبر المشورة الشعبية متضمنة الحكم الذاتى فى ادنى سقوفه و حق تقرير المصير فى حالة مماطلة المركز فى تحقيق طموحات و تطلعات شعب الاقليم ، بجانب اهمية وضع ابناء الولاية يدهم فى بعض لانتزاع ثروتهم و سلطتهم الفعلية من المركز و المشاركة فى صياغة دستور دائم للسودان يضمن المشاركة الدورية للاقاليم فى رئاسة السودان و يحافظ على تنوعه ،و اكدوا انهم مستعدين للنضال بكافة اشكاله اذا دعت الضرورة لذلك مع تأكيدههم للحل السلمى، و قد اكد المسيرية ان البيانات التى صدرت باسم مجموعات البقارة ضد النوبة بجنوب كردفان و فى كادقلى خاصة هى محاولة امنية يعرفون مصدرها و لن تنطلى عليهم و يديرها هارون تهدف الى خلق حالة من التباعد بين المجموعات الاثنية فى الاقليم لتحقيق مصالح شخصية انانية. و اشار المسيرية انهم لن يلتفتون الى الاغراءات الاخرى و لا التهيديدات و لا الى حالات النفى باسم المسيرية التى سيصدرها بعض ابناء المسيرية الذين باعوا ضمائرهم للمركز مقابل و ظائف و اموال و تعليم ابنائهم فى الخارج ، و لن يقبلوا بالمحاولات التلفيقية للسيطرة عليهم من خلال البدائل التى يتحدث عنها بعض ضعيفى الارادة و قاصرى النظر فى البدائل المطروحة بخلاف هارون.
و بعد توصيل قضية المسيرية للمجتمع الدولى و بعض المؤسسات الرسمية و الراعية و المراقبة لاتفاق السلام الشامل، قال وسطاء و مقربين من دوائر التفاوض فى اتفاقية السلام الشامل ان الارادة الفعلية لشعب المسيرية قد بيعت عبر ابنائهم المنتمين للمؤتمر الوطنى الذين مثلوهم فى التفاوض فى نيفاشا. حيث كانت رغبة ابناء جبال النوبة تسمية الاقليم بجبال النوبة غير متضمنا مناطق المسيرية مع المطالبة بحق تقرير المصير التى رفضها المؤتمر الوطنى و قبل بفكرة المشورة الشعبية مشترطا حل ولاية غرب كردفان و تغيير تسمية الولاية بشقيها بولاية جنوب كردفان، و ان يكون هنالك تداول لجلسلات المجلس التشريعى بين كادقلى و الفولة و ان تكون هنالك مؤسسات بدرجات مديريين عاميين و غيرها موازية بالفولة لتقصير الظل الادارى بل ان المؤتمر الوطنى كان يسعى الى تغليب حصة 55% من نصيب السلطة لصالح المسيرية المبرمجين مع السلطة المركزية بالاضافة الى تخصيص نسبة 2% من نصيب البترول لصالح المسيرية كمجموعة اثنية و تجاهل اى نصيب للنوبة كمجموعة اثنية على الرغم من انهم ناضلوا لاكثر من عقدين من الزمان و بسبب نضالهم وقعت الاتفاقية، كما ان اتفاق السلام الشامل نص على انشاء صندوق للتنمية قومى يذهب 75% لولايتى جنوب كردفان و النيل الازرق و لم ينشا المؤتمر الوطنى ذاك الصندوق لانه لا يريد تطورا حقيقيا لولاية جنوب كردفان، خاصة ان معظم اموال الصندوق ستاتى من المانحين و بمراقبتهم، لذلك فان المؤتمر الوطنى حينما احس ان مليارات الدولارات التى ستاتى من المانحين لتنمية تلك المناطق ستكون خارج سيطرته و ستنمى بصورة كبيرة و سريعة تلك المناطق تماطل فى انشاء الصندوق و تعلل بان المانحين لم يفوا بعهودهم، بل عمل على انشاء صندوق تنمية لغرب كردفان و كلها محاولات لاستفزاز النوبة و خلق تباعد بينهم و المسيرية بل و الدخول فى صراعات، و يشير خبراء دوليين ان ابناء جبال النوبة درسوا تلك المخططات بعناية و قرروا عدم الالتفات لتلك الاستفزازات الاثنية مؤكدين اذا حدثت تنمية فى غرب كردفان فهو امر جيد باعتبارهم مهمشين كجنوب كردفان، و واقعيا لا مال البترول و لا صندوق تنمية غرب كردفان و لا الوظائف الولائية و المركزية لابناء المسيرية قد خدمت منطقتهم و الثورة الحالية مؤشر لذلك، و ان ما لم يتحقق خلال ستة اعوام لا يمكن تحقيقه فى شهرين قبل الانتخابات حتى لو حدثت معجزة، و لقد شبه الخبراء هذه التجربة بقضية الوحدة الجاذبة لجنوب السودان التى لم يفطن اليها الا فى الزمن الضائع، مما ادى لانفصال جنوب السودان بنسبة حقيقية و نزيهة بشهادة محلية و اقليمية و دولية لم يشهدها تاريخ الاستفتاءات دوليا. كما يرى محلليين و خبراء سياسيين و فى مجال حقوق الانسان ان ارادة الشعوب لن تهزم طال الزمن ام قصر، و يرون ان ابناء ولاية جنوب كردفان اذا ما وضعوا ايديهم فى بعضهم فانهم سيحققون تطلعات شعبهم و سيجدون تجاوبا محليا و اقليميا و دوليا و يشيرون ان تجربة جنوب السودان نموذج حى لذلك، و هو ما يتطلب مزيدا من الحوار و التنسيق فى القضايا المصيرية التى تخص شعب الاقليم، و العالم كله يسعى الان الى احترام التجمعات الاكبر، و الانفراد الضيق سيقود لحالات استقطاب على اسس مصالح شخصية، و هو ما سيهدد مستقبل الاجيال القادمة.
و فى ردود من العديد من المنظمات الدولية و المؤسسات و الهيئات اكدوا انهم يرصدون بشكل دورى يومى ما يدور فى ولاية جنوب كردفان، و يرحبون بكل التقارير الموثقه و الموثوقة لتدعيم تقاريهم التى ستقيم الرؤية الدولية تجاه السودان بصفة عامة خاصة وان العالم اصبح قرية صغيرة بفضل ثورة تكنولوجيا المعلومات.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة