الخرطوم تنفي إرتباط زيادة الأسعار في الأسواق بالإستفتاء علي مصير الجنوب .
نائب رئيس البرلمان السوداني لـ " أفريقيا اليوم" البرلمان أجاز غلاء الأسعار بسرعة لأن معالجات الجهاز التنفيذي أقنعتنا
حركة التنمية والإستثمار لن تتوقف وسوف نركز على الزراعة والصناعة في المرحلة المقبلة
لن ندعم سلعا لصالح دول خارجية والأفضل أن نزيد الإحتياطي ليستفيد منه المواطن بصورة مباشرة
المواطن يعي مصلحته جيدا ومن يراهن على تفجير الشارع فليراجع برنامجه السياسي أولا
الخرطوم " أفريقيا اليوم " صباح موسى [email protected]
نفت الحكومة السودانية أن يكون لغلاء الأسعار الذي تشهده الأسواق السودانية هذه الأيام علاقة مباشرة بإستفتاء جنوب السودان ، وقالت " سامية أحمد محمد" نائب رئيس البرلمان السوداني في تصريحات خاصة لـ أفريقيا اليوم www.africaalyom.com
إن إرتفاع أسعار بعض السلع في السوق السودانية هو نتيجة لإرتفاع الأسعار العالمية, وليس له علاقة مباشرة بإستفتاء جنوب السودان المقرر بعد غد الأحد.
وأضافت أن الأسعار العالمية زادت بنسبة كبيرة في الفترة الماضية وخاصة على السكر والمحروقات, وأن الدولة تدعم هذه السلع لفترة, وكان هذا الدعم يصب لصالح دول مجاورة كانت تهرب إليهم بعض السلع الأساسية كالسكر, وزادت أن الخطورة تكمن في ندرة السلعة, مشيرة إلي أن رفع الدعم عن السكر سوف يحقق الوفرة لهذه السلعة نتيجة لإستيرادها, وعدم تهريبها, لافتة إلي أن الحكومة تحرص على أن يصب الدعم في إحتياطي يعود بشكل مباشر على المواطنين, وليس على دعم سلع تستفيد منها الدول الخارجية.
وأوضحت المسئولة السودانية أن السعر العالمي لبرميل النفط بلغ 91 دولارا, وأن مصفاة الجيلي بالخرطوم كانت تشتريه بسعر 49 دولارا, مشيرة إلي أن الجنوب كان يأخذ نصيبه من البترول بالسعر العالمي, وأن الدولة كانت تستورد الجازولين بالسعر العالمي أيضا , وتوفره مدعوما. وقالت ليست من مصلحتنا أن يوجد دعم لايصب في صالح المواطن, والأفضل أن يصب في خزينة الدولة لتتحكم في وصوله إلى الشرائح المحتاجة من الشعب, مشيرة إلي أن قررات رفع الأسعار قد تأخرت, وأن الحكومة كانت تسعى من وراء ذلك إلي أن تمتص بقدر الإمكان الغلاء والتحول الإقتصادي, , مؤكدة أن هذا الغلاء ليس له علاقة بالإستفتاء بنسبة كاملة, وذهبت في الوقت نفسه إلي أن المتغيرات السياسية بالتأكيد تؤثر بشكل أو بآخر على الإقتصاد.
وأكدت " سامية" أن حركة التنمية لن تتوقف بالسودان, وأن تقوية الإحتياطي وفقا لهذه الأسعار سوف يؤدي إلى عدم التضخم, وبالتالي ستكون حركة الإستثمار مستقرة, وقالت أنه من المتوقع أيضا أن تتم تقوية شبكات الضمان الإجتماعي والتي تصب بشكل مباشر في صالح المجتمع.
وعن سرعة إقرار البرلمان لهذا الغلاء قالت "سامية" أنه كانت هناك محاور تمت مناقشتها ليطمئن لها البرلمان, ومنها حزمة التقشف وكانت تحتوي على 16 بندا بشأن تخفيض المصروفات, وكانت معقولة وأساسية, وزيادة الإيرادات ومنها الضرائب , ودعم الزراعة والصناعة, والشرائح الضعيفة, مشيرة إلي أن المعالجات التي قدمت من الجهاز التنفيذي كانت سليمة ولبت رغبات البرلمان, ولذلك تمت إجازتها.
وحول ما إذا كان غلاء الأسعار في هذا التوقيت يمكن أن يؤدي إلي انفجار الشارع السوداني كما يرى البعض قالت " سامية" صحيح أن الشارع السوداني تعود على الإنتفاضة, ولكن الشارع الآن يرى أين المصلحة, حيث يلمس المواطن تطورا في التنمية والإتصالات والتعليم وغيرها من الأمور التي توجهت إليه بشكل مباشر مضيفة أن المواطن يفهم جيدا في السياسة, وقادر على التفريق بين مصلحته وعدمها, ولذلك أقول من يراهن على إنتفاضة الشارع فليراجع أولا تجربته السياسية.
وأوضحت أن الدستور الذي تم إعتماده عبر البرلمان وإتفاقية السلام أقر أنه في حال إنفصال الجنوب سوف يستمر في دورته, وأن البرلمان بعد الإنفصال مازال محافظا على نسب الأقليات, لأن النظام الأساسي لقانون الإنتخابات الذي وافقت عليه كل القوى المعارضة يعمل بطريقة النظام النسبي, والذي يكفل مقاعد لأي أقلية في البرلمان, مؤكدة أن هذا البرلمان جاء وفق إنتخابات, ولايمكن لأحد أن يطعن في صحتها ، لافتة إلي أن البرلمان قرر مد دورته الحالية, ولكنه علق الجلسات بسبب سفر النواب الجنوبيين للإدلاء بأصواتهم في الجنوب, مضيفة أن التوقيت يقتضي بأن يكون البرلمان في حالة انعقاد.
وقالت أن من حق المعارضة أن تنادي بتغيير الدستور وتغيير الحكومة نفسها, وأن تسعى لإثبات وجودها فقط من غير حرب, فيما عدا ذلك فعملها مشروع, مشيرة إلي أن دعوة الرئيس إلى تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة هي دعوة راشدة ومسئولة وصادقة في هذا الظرف التاريخي الذي تمر به البلاد, ودعت القوى السياسية السودانية إلي أن تنظر إلى هذه الدعوة بعيدا عن المكايدات السياسية.
ونوهت بأن تصريح البشير بتطبيق الشريعة الإسلامية بقوة في المرحلة المقبلة قد أخرج من سياقه, مشيرة إلي أن الرئيس كان يتحدث عن مسألة داخلية في إطار البنت التي جلدت, وكلنا تأكد بعد ذلك من أخطاء هذه الفتاة ، مؤكدة أن قرارت الشأن الداخلي في السودان يتم اتخاذها لمصلحة البلاد, وأن الرئيس البشير لا يكترث كثيرا بردود الفعل الأميريكية والغربية, وقالت أن موقف أمريكا ثابت تجاهنا, وأن موقفنا أيضا ثابت تجاهها.
وقالت أن الإستفتاء هو آخر مرحلة من إتفاقية السلام, وبه شقين فني وقانوني, وربما تكون هناك بعض الأمور في الجزء الفني, ولكنه لايمس الجوهر القانوني, فكان يجب التعامل مع هذا الأمر بمرونة من جانب البرلمان ، وتوقعت " سامية" أن يمر الإستفتاء بسلاسة, وأن يطغي التعايش الإجتماعي على التوتر السياسي, مؤكدة أن الفترة التي تلي الإستفتاء سوف تكون مستقرة لأن الجنوب لديه تحديات داخلية ببناء دولته الجديدة, كما أنه ليس من مصلحة أن المؤتمر الوطني إشعال الحرب.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة