حدد حزمة خطوات تنجز في 6 أشهر
مبيكي يرسم خارطة طريق لما بعد استفتاء الجنوب
الخرطوم: عادل حسون
رسم الرئيس السابق لجنوب أفريقيا رئيس لجنة الخبراء رفيعة المستوى بالاتحاد الأفريقي، ثابو مبيكي، خارطة طريق للسلطات السودانية لمرحلة ما بعد استفتاء الجنوب الأحد القادم. قال مبيكي لدى تقديمه محاضرة بالخرطوم، أن "السودان إذا انقسم فإنه لن ينقسم إلى جنوب أفريقي وشمال عربي ولكن سينقسم إلى قطرين جنوب وشمال كليهما أفريقي على قدم المساواة ويحتضنان التنوع". ورأى بضرورة أن تعمل الدولتين- حال انتهاء الاستفتاء إلى قيام دولة سودانية في الجنوب- على تحقيق قسطاً من القدرة على البقاء في كافة مناحي النشاط الإنساني، بما في ذلك الاقتصاد، الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية وسلامة أراضيهما. وشدد مبيكي في محاضرة بعنوان (السودان وأفريقيا: رؤية المستقبل) بالقاعة الرئاسية- قاعة الصداقة، نظمها معهد أبحاث السلم ومنبر السياسات بجامعة الخرطوم، وأمها جمع غفير من السفراء الأجانب وممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية إضافة إلى أساتذة جامعة الخرطوم وطلابها، ظٌهر أمس، على أهمية أن تكون دولتي السودان- حال انتهاء الاستفتاء إلى دولة سودانية في الجنوب- قادرتان على الصمود ومتعايشتان في سلام، تدفعهما أهداف الصداقة والتعاون المتجددين بين شعبي شمال وجنوب السودان. ونبه إلى أهمية أن تتخذ الحكومتان كافة الإجراءات الضرورية لضمان ألا يتأثر الجنوبيين المقيمين في الشمال والشماليون في الجنوب سلباً بالانفصال فيما له صلة بحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، ويعني هذا ضمن أمور أخرى، ألا يترك أي شخص دون جنسية. ودعا إلى أن تحافظ الدولتين على "حدود مرنة" للسماح للناس في كلا الدولتين بالاستمرار في التفاعل والتواصل مع بعضهم البعض دون أثر سلبي على علاقاتهم الاقتصادية والاجتماعية وعلى احترام حقوق الرعاة والرّحل. ونوه إلى أهمية تنفيذ الالتزامات الأخرى العالقة بما فيها قيام المشورة الشعبية لولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وحل مسألة أبيي وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب. ورهن النجاح في كل ذلك بالتوصل خلال 6 شهور قبل انتهاء الفترة الانتقالية في التاسع من يوليو القادم، إلى قرارات ضرورية تمكن من صنع بداية جديدة. وقال بأنه "وحتى إن صوت شعب جنوب السودان للوحدة سيعني هذا أن السودان ملزماً مرة أخرى بصنع بداية جديدة وتأسيس على ذات الأهداف". وأمل أن تتحقق هذه العملية وتلك الخطوات قبل نهاية الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام مطلع يوليو المقبل، معتبرا أن لا "سبب يمنع من إنجاز هذا الهدف". وكان مدير معهد أبحاث السلم بجامعة الخرطوم، البروفيسور الطيب حاج عطية، قال بأن المحافظة على السير في السلام يأتي بإتباع نمط للتكامل الأفريقي بصورة جديدة، إذ يمكن أن تقوم أكثر من حكومة في الشمال والجنوب في تشاد وإثيوبيا والقاهرة. داعيا إلى التأسي بنموذج أوربا متعددة البلدان ولكنها أصبحت دولة واحدة تسمى بدولة الأمة ومظاهرها، الجواز الموحد، البرلمان الواحد والاقتصاد المشترك، وهذا وحده ما يضمن السلام والأمن ويحث هذا على استدامة السلام.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة