بين القبول والرفض والتحفظ
تباين مواقف المعارضة السودانية تجاه دعوة البشير لتشكيل حكومة عريضة
الخرطوم " أفريقيا اليوم" صباح موسى [email protected]
تباينت ردود أفعال الأحزاب المعارضة بالسودان حول دعوة الرئيس البشير أول أمس إلي تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة, وفي الوقت الذي طلب فيه الحزبان الكبيران : " الأمة والاتحادي " دراسة الدعوة والحوار حولها والتحقق من جديتها, رفضت أحزاب أخرى مجرد الحديث عنها بدعوى أنه كلام غير جدي, مؤكدين رفضهم المشاركة كديكور في حكومة للمؤتمر الوطني لإعطاء الشرعية له ، فقد ذهب البعض الآخر إلى التأكيد علي أن حكومة قاعدة عريضة حقيقية بالسودان تتمثل في ثلاث أحزاب هم الوطني والأمة والاتحادي.
وقال اللواء "فضل الله برمه" نائب رئيس حزب الأمة القومي لـ" أفريقيا اليوم" www.africaalyom.com
إن الحزب سوف يناقش هذه الدعوة في اجتماع هيئة القيادة في الأيام المقبلة, مشير إلي ا أن الرئيس البشير سبق وأن دعا إلى حكومة ذات قاعدة عريضة, ولم تكن هذه هي المرة الأولى, معربا عن أمله في أن يتسع طرح البشير للأفكار الأخرى التي قدمتها المعارضة, للخروج برؤية مشتركة تضع مصلحة السودان فوق مصلحة الجميع.
وأضاف " برمه" أنه من الأهمية أن نقبل بالرأي والرأي الآخر, ولابد من الحوار إذا كنا جادين, مشيرا إلي ضرورة أن يضع كل طرف طرحه ويدور نقاش حول كل الأفكار، لصالح الوطن وبهدف المحافظة على ترابه, داعيا إلى مؤتمر تطرح فيه كل الآراء بنية صادقة, ويكون الهدف فيه مصلحة أهل السودان, مؤكدا أن أي كلام بدون عمل لا قيمة له من كل الأطراف حكومة ومعارضة.
كما دعا برمة قوي المعارضة إلي التريث قبل إطلاق تصريحات برفض الدعوة دون التحقق مما إذا كانت هناك جدية أم لا , وقال أن الرفض المطلق لا يقدم ولا يؤخر, وعلى الجميع أن يرتفع لمستوى المسئولية, حتي يخرج السودان من العقبات والمخاطر. مؤكدا أن حزب الأمة هو الذي صنع تاريخ السودان, وأنه سوف يناقش بمسئولية مستقبل الوطن, معتبرا أن أي جهة تزايد على ذلك لا يهمها المصلحة العامة.
من ناحية أخري أكد " علي السيد" القيادي البارز بحزب الإتحادي الديمقراطي موافقته على تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة ببرنامج يشارك فيه الجميع, وقال لـ " أفريقيا اليوم" الحكومة ببرنامج للجميع نوافق عليها, أما المشاركة لمجرد هيمنة حزب واحد على السلطة, واستيعاب الآخرين فقط فهو أمر نعترض عليه, مضيفا ليس لدينا اعتراض على الرئيس البشير, لكننا نطالب بحكومة ذات برنامج وخطط في التنمية والعلاقة مع الجنوب ودارفور والاتفاق على الدستور.
وفي المقابل يؤكد " كمال عمر" الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي أن المخرج للسودان يكمن في تشكيل حكومة انتقالية وليست قومية من محايدين تكنوقراط ، وقال عمر لـ " أفريقيا اليوم" لن نشارك في حكومة يحكمها البشير, وبها مجلس وطني وولائي مطعون فيهم, مشيرا إلي أن حزبه يتحدث عن حكومة انتقالية تؤسس دستورا جديدا وتعقد انتخابات وتحل أزمة دارفور, ويكون لها علاقات طيبة بالجنوب, موضحا أن هذه هي مطالب المعارضة في اجتماعاتهم الأخيرة, منوها أن مشاركة الوطني معناها أن تكون المعارضة مجرد ديكور له , مضيفا : لا يمكن أن نعطي شرعية للبشير وحكومته, واصفا دعوة البشير بأنها عبارة عن دغدغة للمشاعر, ومحاولة لإجهاض فكرة الساحة السياسية بإجهاض الحكومة, وأن مقصود منها الضعف. وقال أن الحكومة انفض سامرها بالدوحة, وفصلت الجنوب.
ويوضح " د. الشفيع خضر" عضو هيئة القيادة بالحزب الشيوعي أن إجتماع الأحزاب قبل أسبوع طرح برنامجا للمرحلة القادمة, وأنه الآن بصدد الإنتهاء من طرح حكومة قومية بناءا على هذا البرنامج. وقال لـ " أفريقيا اليوم" إن المرحلة القادمة هي مرحلة وفاق وطني وحكومة قومية, والوطني لا يتحمل هذا الأمر, وظللنا ندعو لحكومة قومية وبرنامج وفاق وطني, معربا عن أمله أن يتم ذلك في مؤتمر شامل للقوى المعارضة, موضحا أنه قد تم قطع شوط كبير للتنظيم لهذا المؤتمر الشامل, وبصدد الوثيقة الوطنية الآن, منوها أن المؤتمر الوطني طرح هذه الفكرة كثيرا من قبل لكن دون جدوى.
ويري " مكي بلايل" رئيس حزب العدالة لـ " أفريقيا اليوم" أن هناك ضغوط على البشير جعلته يدعو إلى حكومة قاعدة عريضة, وأن هناك تركة ثقيلة وراء الانفصال, وذيول سوف يخلفها الاستفتاء من أمور عالقة بين الشمال والجنوب, مضيفا أن أزمة دارفور مرشحة للتصاعد بعد إنهاء مفاوضات الدوحة, كما أن هناك الأزمة الاقتصادية, معتبرا أن دعوة البشير ليست سوي التفاف حول ما تطلبه المعارضة , وقال نريد حكومة عريضة بإلحاق الآخرين برؤية جماعية, وبتوافق على برنامج وطني.
وقلل" الهندي عز الدين" رئيس تحرير جريدة الأهرام اليوم السودانية من رفض بعض الأحزاب لدعوة البشير لحكومة ذات قاعدة عريضة ، وقال " عز الدين" لـ " أفريقيا اليوم" أعتقد أن حكومة القاعدة العريضة التي يدعو لها الرئيس تمثل ثلاثة أحزاب وهم المؤتمر الوطني وحزب الأمة وحزب الإتحادي الديمقراطي, مضيفا أن الأحزاب الثلاثة هم الذين يمثلون السودان القديم, فالمؤتمر الوطني ظل حاكما منذ 21 عاما, وله قاعدة عريضة بالشارع, وله تاريخ ، وقد كان الحزب الثالث في آخر انتخابات تعددية عام 86, وحزب الأمة هو الحزب الحائز على أكبر عدد من النواب في برلمان تعددي عام 86 أيضا, وكذلك الاتحادي بزعامة الميرغني وقاعدته العريضة, موضحا أن باقي الأحزاب السودانية إما أحزاب يسار ضعيفة, وإما أحزاب أخرى لا تريد أي تفاهم مع الحكومة, وتريد فقط إسقاطها, مؤكدا أن الحزبين الكبيرين الأمه والإتحادي طالما أنهما لم يعلنا ردهما النهائي على دعوة الرئيس فهي سارية إلى الآن, وقال أن الإتحادي سيكون أكثر جدية في التعامل مع هذه الدعوة, وربما يكون هناك تردد من الصادق المهدي كعادة حزب الأمة, مؤكدا أن من مصلحة الحزبين قبول هذه الدعوة, لأنه ليس هناك إمكانية لقيام إنتخابات جديدة. لافتا إلي أن الدستور ينص على استمرارية ولاية الرئيس لخمس سنوات مقبلة.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة