كتبهاسمير بول ، في 26 يناير 2011 الساعة: 10:47 ص
«أخباراليوم» ترصد ندوة عن تداعيات الانفصال بجامعة عين شمس
باحث مصري ينصح الشمال والجنوب بإدارة الاستقلال بدلا عن ادارة الانفصال
القاهرة رصد : سميربول [email protected]
أكد الاستاذ والدكتور/ السيد فليفل ، العميد الاسبق لمعهد الدراسات الافريقية التابع لجامعة القاهرة ، أن على دولتي الجنوب وشمال السودان أن يتعاملا معاُ في المرحلة القادمة بإرادة الاستقلال وليس بإرادة الانفصال ، وبهذه الطريقة يمكن للاثنين أن يعبرا المرحلة القادمة بكل سلام وعبرها ايضا يمكن أن يعودا لسودان واحد من جديد. فليفل قال هذا الكلام خلال المحاضرة عن (تداعيات انفصال جنوب السودان) بمركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، أمس في القاهرة .
وأوضح فليفل في بداية حديثه أن انفصال الجنوب لم يكن مفاجئا ، لأن الترتيبات كانت معلومة على الاقل منذ ست سنوات، مشيرا الى انه في عام 1989 قد تمت دعوته من قبل بعض المسئولين في الحزب الاتحادي الديمقراطي للحديث حول مشكلة جنوب السودان ، وكان ذلك قبيل انقلاب البشير في الوقت الذي كانت فيها الحكومة السودانية برئاسة الصادق المهدي تحاول ان تتملص من اتفاقية (كوكادام ) للسلام بين الشمال والجنوب الذي وقعه قرنق مع الميرغني ، وكان الميرغني شريكا في ادارة الدولة السودانية ، حيث قال فليفل للحضور اذا لم يستجب الاخوة في السودان الى هذا الاتفاق فان عليهم ان يبدأوا في عد السنوات المتبقية حتى انفصال الجنوب ، وقال فليفل هذا الكلام كان في يونيو 1989 . ويضيف فليفل معنى هذا انه كان يتوقع ان التطورات ستؤدى الى نتيجة الانفصال ما لم يتم الاستجابة لمطالب الجنوب .
وشرح فليفل فترة الثمانينات كانت الحكومة السودانية في حالة مواجهة في جنوب وشرق السودان ، حيث أحتلت الحركة الشعبية بعض المناطق هناك مثل ( الكرمك) واقتربت من مناطق حساسة .
ويؤكد فليفل ان من الانصاف المطلوب من كل باحث ان يعلم ان السودان كون على مراحل طويلة لمخاض شاق تحملت مسئوليته مصر، فالسودان كان لديه حضارة في منطقة النوبة ، كانت صونا واخا وشقيقا للحضارة المصرية القديمة ، لكن في العصر الاسلامي انتشر الاسلام في السودان بدون فتح، حيث انتشر الاسلام بعد مخاض طويل لثمانية قرون منذ ان وقعت معاهدة (البقط) في 31 هجرية حيث سمحت هذه المعاهدة للعرب دخول السودان من دون سلاح ، وان يقوموا عن طريقة التجارة والتفاعل بالدعوة الاسلامية، وظل السودان على هذا الحال . الى ان انضم الجنوب الى السودان في القرن التاسع عشر .
وقال فليفل ان من المهم للحكام ان يعلموا جيدا ان دمج اي اقليم لسمة الغالبية في الدولة لن ينجح لانه في هذه الحالة الاختيار لن يكون مقبولا .
وجاء في حديث فليفل عن تاريخ السودان ان الانجليز أداروا السودان عرقيا في الوقت الذي اداره المصريون قوميا .
وأكد فليفل خلال حديثه أن عدم الالتزام بالشرط الفيدرالي المطلوب للجنوبيين منذ مؤتمر جوبا كان هو السبب الذي أوصل أهل الجنوب الى اختيار الانفصال ، فحزب الامة مثلاً أعطى وعدا صريحا للجنوبيين في المشاركة في السلطة والثروة ولكنه لم يفِ به . ومن ثم بدأ التخوف الى ان أشتعل نار التمرد في توريت فى 1955، واشار فليفل لمسئولية بريطانيا في انها هي التي قالت بأن تنمية الجنوب تحتاج لوقت طويل لذلك لم يهتم الشماليون بتنمية جنوب السودان ، وان استخدام السلاح في حل قضية الجنوب كان الخطأ الاكبر ، وهذه رسالة لاي قائد بان اللجوء للسلاح من اجل الامن هو الخيارالاخير.وفي ذات السياق أكد فليفل بالقول ان الرئيس عبود استخدم السلاح ضد الجنوبيين لكبت التمرد وكذلك نميري والصادق والبشير والترابي واوضح ان النميري استخدم السلاح في اطار الوطني ، اما الصادق المهدي فقد سلح القبائل العربية ضد القبائل غير العربية ، اما فترة الترابي مع البشير فكانت فترة السلاح بالجهاد واطلق على الجنوبيين لقب (الخوارج). وأن السودان لم يحصن الجنوب بالعدل. وقال ان هناك شماليين سودانيين ينادون بإصلاحات في السودان الا انهم يعيشون خارج السودان.
وانتقد فليفل التوجه في العالم العربي بتعليق كل مشاكله على إسرائيل ، موضحا ان اسرائيل اذا دخلت يكون قد دخلت من باب الغفلة . وقال ان المشكلة الثانية في السودان هي البترول الذي ظهر حيث لم يكن هناك انصاف وعدل في عائداته لتنمية الجنوب مع ان البترول يخرج من أرض الجنوب .
وكشف فليفل ان موقف مصر تجاه مشكلات السودان هو إمساك العصا من المنتصف ، مضيفا أن علينا نحن كمصريين ان نكف من وصف الجنوب بالدولة العميلة أو الدولة القائمة على رغبة الغرب ، مشيرا الى الذين يقولون ان اسرائيل هناك في الجنوب ، فهل نحن كمصر اقرب للجنوب ام اسرائيل هي الاقرب؟ . وقال ان هناك كثيرين يقولون ان الجنوب اذا ما أصبح دولة فستكون دولة فاشلة مع دولة الشمال ، واذا فشل الاثنان نكون نحن في مصر سبب ذلك لاننا بعدنا عنهما .
وقال فليفل ان تداعيات الانفصال كثيرة أولها موضوع ديون السودان ، فهل سيكون على الاثنين اما يقسم على حسب المواطنين بالاضافة لموضوع المناطق ما تسمى بالمهمشة مثل النيل الازرق ومنطقة أبيي .
وكرر فليفل بالقول يجب ان يتجه الاثنان في الشمال والجنوب الى ادارة الاستقلال وليس ادارة الانفصال البعيدة عن التفاهمات والمصالح المشتركة .
واكد فليفل أن دولة الجنوب اذا ما قامت ستنجح لان شعبها قائم على قدر أكبر من التسامح ولديها اراضي خضراء وغابات واشجار ، ولا يعقل ان شعبا حمل السلاح لسنوات ان يكون بغير ارادة ، واشار الى ان العبء الاكبر يقع على مصر وجامعة الدول العربية المطلوب منهم التوجه نحو الجنوب ، وقال ان مصر يقع عليها دور كبير، فهي تتمنى الوحدة حتى اخر نفس ، وفي نفس الوقت مع تكوين دولة جنوب السودان حتى الثانية الاخيرة .
وقال فليفل ان التقسيمات في افريقيا وبعض دول العالم خلقتها امريكا ، فامريكا لديها مخطط لتقسيم الصين ل9 قوميات وتقسم القارة الافريقية الى دول عديدة ، وان قارة افريقيا أكثر قارة في العالم عانت من التدخلات الاجنبية ،وان تلك الدول الافريقية تعاني أكثر من امريكا ، ففي احدى الاحصاءات للامم المتحدة بلغ حصة قطاع الصحة في 53 دولة أفريقية في2008م مقدار ما أكله الامريكان من (جاتوهات) 2008م.
وفي الختام قال فليفل ان أصعب قراراتخذه الرئيس المصري محمد حسنى هو القرار الذي لم يتخذه وهو ضرب السودان عندما تعرض لمحاولة الاغتيال ، وأوضح ان هذا القرار لو أتخذ لحدثت مشاكل في المنطقة ،و كان جيدا انه لم يتخذ هذا القرار لان المستفيدين من اي مشاكل في هذه المنطقة هم أسرائيل وامريكا .
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة