الله واحد ... عبدالواحد
ثروت قاسم
[email protected]
مقدمة
أكد الرئيس سلفاكير ( نيويورك – الجمعة 24 سبتمبر 2010 ) , فشل استراتيجية نظام الانقاذ الجديدة لاحلال السلام في دارفور من الداخل . لأنها , وحسب وجهة نظره , مبنية , وحصريأ , على الحل العسكري الذي يهدف إلى تفكيك الحركات الدارفورية المعارضة المسلحة ! كما اشار الرئيس سلفاكير الي أنعدام الأرادة السياسية لنظام الانقاذ لتحقيق السلام في دارفور ! ولنا في انتكاسات اتفاقية ابوجا ( 2006 ) واتفاقيات الدوحة الاطارية ( 2010 ) خير مثال !
في الحلقة السابقة استعرضنا العنصر الاول ( الأمن ) , في الاستراتيجية الجديدة في دارفور . ونواصل في هذه الحلقة استعراض بقية عناصر الاستراتيجية الاربعة الباقية وهي :
أعادة التوطين , المصالحة , المفاوضات , والتنمية .
العنصر الثانيً :
اعادة التوطين :
تعمل الاستراتيجية الجديدة علي تفريغ ( بالاكراه والغصب , وليس طوعاً ) كل معسكرات النازحين في دارفور , وكذلك كل معسكرات اللاجئين الدارفوريين في شرق تشاد ! تفريغ هذه المعسكرات من النازحين واللاجئين , وترحيلهم قسراً الي قري الانقاذ النموذجية الوهمية الورقية , حيث يتم تجريدهم من اي سلاح , يحمله اي عنصر منهم ! وتشرف علي اغاثة من يسمع الكلام منهم , ويبوس الأيادي , منظمات ( الاغاثة ؟ ) الانقاذية الاسلاموية ( طبعأ بعد مغادرة ( طرد ) منظمات الاغاثة العالمية ؟ ) !
سوف يتم حرق جميع هذه المعسكرات الحالية ! وترحيل النازحين واللاجئين , كرها وقسراً , الي قري الانقاذ النموذجية ( الموجودة علي الورق ) ! الترحيل الذي يعني في الواقع , رمي هؤلاء المساكين في اطراف مدن دارفور الكبري , بعد تجريدهم من سلاحهم . وتركهم لمصائرهم ؟
القال ليكم منو اتولدوا زرقة ؟ سجمكم اكان كده ؟
تتسال الأنقاذ : لماذا يجب تفضيل هؤلاء واولئك علي ساكني العشوائيات المحيطة بالخرطوم , والتي تفتقر لكل شئ ؟
في هذا السياق , صرح معالي السيد عبدالحميد كاشا , والي جنوب دارفور ( الاثنين 9 أغسطس 2010 ) , بأن شرطته بصدد قفل معسكر كلمه , وترحيل جميع نازحيه , بالقوة العسكرية !
وهذا أول الغيث !
وزاد الطين بلة , تصريح اليوناميد بأنهم بصدد تسليم ستة من النازحين في معسكر كلمه , لشرطة والي جنوب دارفور , حسب طلب الأخير ! وكان هؤلاء الستة نازحين قد طلبوا حماية اليوناميد , من أنتقام وتهديد شرطة والي جنوب دارفور لهم , بعد تفلتات أمنية في معسكر كلمه الشهر المنصرم !
قوات اليوناميد قد أصبحت خاتم في يد نظام الأنقاذ !
وقد بدأ العد التنازلي لقفل , وترحيل بقية معسكرات النازحين في دارفور الكبري , ومعسكرات اللجؤ في شرق تشاد ! قسرأ بالقوة العسكرية , وبدون الموافقة الطوعية للنازحين والاجئين ! ولكن بموافقة اليوناميد !
ولم يقل بغم ... لا الجنرال غرايشون , ولا أمبيكي , ولا الوسيط باسولي , ولا المجتمع الدولي , ولا حتي حلوم .
عاد ده كلام يا حلوم ؟
سكوت أجرامي من الكل , حتي لا تتشقلب ريكة الأستفتاْء ( الأحد 9 يناير او مايو 2011 ) !
في فترة الاربعة أشهر ( 8 ؟ ) القادمة المتبقية للاستفتاء , يمكن لنظام الأنقاذ ان يبرطع في رمال دارفور الكبري زي ما عايز , ولن يساله سائل ... تلت التلاتة كم ؟
خلال هذه الأشهر الحرم , يمكن للرئيس البشير ان يسافر , في سلام , ليس فقط الي طرابلس القريبة دي , بل الي بلاد الواق واق , ويخرج لسانه لاوكامبو !
ويمكن تجميد تفعيل ( وليس شطب ) امر القبض ؟
حقأ وصدقأ , هذه اشهر حرم ! وحتي ميلاد دولة جنوب السودان الجديدة !
وفي سبيل ذلك ( ميلاد دولة جنوب السودان الجديدة ! )
تهون المرحلة الثانية للابادة الجماعية في دارفور !
في سبيل ذلك يهون موت عشرات الالاف من الدارفورين في معسكرات النزوح واللجؤ !
في سبيل ذلك تهون معاناة وأذلال أربعة مليون نازح ولاجئ دارفوري !
في سبيل ذلك تهون عمليات الأغتصاب في معسكرات اللجؤ والنزوح
الدارفورية !
في سبيل ذلك تهون عمليات تفريغ ( بالاكراه والغصب , وليس طوعاً ) كل معسكرات النازحين في دارفور , وكذلك كل معسكرات اللاجئين الدارفوريين في شرق تشاد !
في سبيل ضمان عقد الأستفتاء في سلاسة ويسر , يهون كل شئ ؟
كل شئ !
كل شئ !
هذا ما قال به القس فرانكلين جراهام , واذا قال القس فرانكلين جراهام فصدقوه , ان القول ماقال القس فرانكلين جراهام !
العنصر الثالثً : العنصر الثالثً :
المصالحة :
تسعي الاستراتيجية الجديدة لعقد مؤتمرات صلح ومصالحة جديدة , في أطار ما يسمي بالحوار الدارفوري – الدارفوري , بين النازحين واللاجئين الذين يقبلون بشروط نظام الانقاذ ( خصوصاً تسليم السلاح للسلطات الحكومية ) , وبين القبائل العربية ! تتم المصالحة في مؤتمرات قبلية ديكورية هوائية يجتمع فيها مؤيدوا نظام الانقاذ من الزرقة , مع مؤيدي نظام الانقاذ من العرب , ويتم قراءة اي من الذكر الحكيم , وحق الله بق الله , والعفو والعافية , ويذهب كل فريق الي قطيته , وهو يسبح بحمد نظام الانقاذ الذي قتل الفتنة , واعاد المحبة بين اهل دارفور !
حوار أهل الأنقاذ مع ناس الأنقاذ !
بعضهم مسلمون , وأغلبهم فاسقون !
في هذا السياق , سوف يحرص نظام الأنقاذ علي الأتي :
أولأ :
أنعدام أي ارادة سياسية لتنفيذ توصيات ومقررات مؤتمرات الصلح والمصالحة الجديدة , التي سوف يتم عقدها في أطار الأستراتجية الجديدة ! وعدم الأعتراف بأي حقوق للقبائل المتضررة !
هل تذكر في هذا السياق توصيات ومقررات ملتقي كنانة للصلح والمصالحة في دارفور ؟
ماصتها القبائل المتضررة , وشربت مويتها !
ثأنيأ :
سوف يحرص نظام الأنقاذ علي العمل علي انعدام أي آليات لتنفيذ توصيات ومقررات مؤتمرات الصلح والمصالحة التي سوف يتم عقدها في أطار الأستراتجية الجديدة ! سوف تظل التوصيات والقرارات معلقة في الهواء ! ولن تستطيع عفاريت الأنس والجن أنزالها الي أرض الواقع !
ثالثأ :
سوف يحرص نظام الأنقاذ علي العمل علي عزل , وتغييب , وعدم مشاركة القبائل والفصائل المتضررة والمعارضة لنظام الانقاذ ( أصحاب المصلحة الحقيقية في الوصول الي سلام مستدام في دارفور ) , في مؤتمرات الصلح والمصالحة التي سوف يتم عقدها في أطار الأستراتجية الجديدة ! تمامأ كما كان الحال دومأ في مؤتمرات الصلح والمصالحة الهوائية التي تم عقدها في الماضي , والتي تم عزل المعارضين لنظام الأنقاذ من المشاركة فيها !
بالمناسبة ... ذكرني , يا هذا , مرة ثانية , بما تم في تنفيذ توصيات ومقررات ملتقي كنانة , الذي ترأسه الرئيس البشير شخصيأ , وكان أكبر مظاهرة أعلامية للحوار الدارفوري - الدارفوري ؟
ماذا تقول ؟
قبض الريح ؟
أذن ... باي باي مشكلة دارفور !
العنصر الرابع :
المفاوضات :
حسب الاستراتيجية الجديدة , سوف تستمر المفاوضات العبثية في منبر الدوحة , من اجل المفاوضات العبثية , مع حركة التحرير والعدالة ! وسوف يتكرم نظام الانقاذ ببعض الوظائف علي بعض قيادي حركة التحرير والعدالة , بما يسمح به الوضع التشريعي الجديد بعد انتخابات ابريل 2010م , التي جاءت , حسب مفهوم الانقاذ , بممثلي شعوب دارفور الشرعيين في المواقع التنفيذية والتشريعية في دارفور الكبري !
سوف تستمر المفاوضات العبثية حتي نهاية هذه السنة , وتنتهي قبل عقد الاستفتاء في يوم الاحد 9 يناير 2011م !
وبعدها الجوة جوة والبرة برة !
كدايس ( بدون اسنان) حركة التحرير والعدالة , ربما قنعت من الغنيمة , بفتات وظائف لئام الانقا ذ , وامنت علي مقولة الانقاذ :
( الحكم تلتو ولا كتلتو ) !
رغم أن الدكتور التجاني السيسي , رئيس حركة التحرير والعدالة , لم يخف تطلعه ليكون رئيس جمهورية كل السودان ( عن طريق الانتخابات الحرة ) , وليس النائب الاول بعد أنفصال الرئيس سلفاكير ! كما كرر رفضه للوحدة الابتلاعية التي اقترحتها عليهم حركة العدل والمساواة !
العنصر الخامسً :
التنمية :
احتوت الاستراتيجية الجديدة علي وعود باستقطاب الدول العربية والاسلامية لتقديم دعم مالي ( شختك بختك ؟ ) لبناء قري نموذجية لاعادة توطين النازحين واللاجئين , الذين يتعهدون بالتزام الهدوء والادب , ويقدمون البيعة للمؤتمرأونطجية ! وسوف يتم صرف تعويضات لكل نازح ولاجئ يبوس الايادي الانقاذية , ويعتزل مقاومة نظام الانقاذ , ويبتعد عن الاعمال الكعبة .
هذا ما تقول به الأستراتيجية الأنقاذية الجديدة !
الله واحد ... عبدالواحد
أما الزعيم عبد الواحد النور ( الذي أثبتت الأيام صدق حدسه وأكتمال رؤيته ) فيقول أنه لكي ننقل الدارفوري اللاجئ أو النازح , نقلة طوعية وبدون أكراه أو غصب , من حالة الأغاثة والأعتماد علي الغير الحالية , الي حالة التنمية والعمل والأنتاج المستقبلية , فيجب ان يوفر نظام الأنقاذ , وهو القادر , ستة مستحقات قبلية , لا يمكن بدونهأ , اتمام عملية النقل هذه , بنجاح .
يمكن تلخيص هذه المستحقات القبلية في الأتي :
أولا :
الترحيل خارج دارفور للقبائل الوافدة والاجنبية التي عمل نظام الأنقاذ علي توطينها , طيلة السبعة سنوات المنصرمة , في حواكير واراضي النازحين والاجئين الدارفوريين ,
ثانيأ :
نقل قوات الحدود ( اسم الدلع لمليشيات الجنجويد والنهب المسلح ؟ ) من الحدود الدارفورية الي الحدود السودانية الأخري مع مصر واثيوبيا واريتريأ ,
ثالثأ :
نزع السلاح من كل مليشيات الجنجويد والميليشيات الاخري في دارفور ,
رابعأ :
وقف كامل وشامل لأطلاق النار , مع ايجاد اليات لمراقبته وحفظه ,
خامسأ :
صرف تعويضات مجزية , جماعية وفردية , لمتضرري الحرب , للمساعدة في التوطين وتدشين عمليات الأنتاج .
سادسأ :
السماح للمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني والأغاثي مواصلة العمل في دارفور , حتي تتم عملية النقل السلس من منطق الأغاثة الي منطق التنمية والانتاج .
يدعي عبد الواحد أن نظام الانقاذ قادر علي تفعيل المستحقات القبلية الستة المذكورة أعلاه ! وبعدها تكون مشكلة دارفور قد تم حلها دون مفاوضات ولا يحزنون !
ولكن لم يقبل المؤتمراونطجية بشروط الزعيم عبد الواحد المنطقية لانهم يعتقدون ان تطبيقها فيه هلاكهم , وضياع سلطتهم ؟ ولذلك فقد قرر المؤتمراونطجية أعادة أنتاج وتدوير وأدارة ازمة دارفور بدلأ من حلها ؟
أثبتت الأيام صدق حدس عبد الواحد .
ماذا حدث لاتفاقية ابوجا التي أبرمها ( 2006 ) مني اركوي مناوي مع أبالسة الأنقاذ ؟ بعد أن فرتق من عبد الواحد , وأرتمي في أحضان ابالسة الأنقاذ ؟
مني اركوي مناوي سافر الاسبوع المنصرم , وسرأ , الي جوبا , لكي يبدأ تمردأ جديدأ من جنوب السودان , بعد أن أقفل الرئيس دبي شرق تشاد , في وجه كل الحركات الدارفورية المعارضة الحاملة للسلاح !
وبهذا التطور الجديد , رجعت حركة وجيش تحرير السودان ( جناح مني أركوي مناوي ) بقضية دارفور الي المربع الاول ... مربع عبد الواحد !
الدكتور خليل ابراهيم لم يسمع كلام عبد الواحد , ووقع اتفاقية أطارية للسلام ( الدوحة – فبراير 2009 ) , مع أبالسة الأنقاذ ! وأنتهت هذه الأتفاقية الي أن يطلب ابالسة الانقاذ من الانتربول القبض علي المجرم خليل ابراهيم , وأن يضطر دكتور خليل , مرغمأ , الي الانحشار في جحر ضب , تحت رحمة ملك الملوك , الذي لا يعرف الرحمة !
في هذا السياق , تكونت ( القاهرة – الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 ) الجبهة الدارفورية العريضة ، باسم ( قوى المقاومة المسلحة بدارفور ) , والتي تحتوي علي 5 حركات دارفورية مسلحة كما يلي :
+ حركة العدل والمساواة ،
+ حركة وجيش تحرير السودان - قيادة الوحدة ,
+ حركة وجيش تحرير السودان - قيادة بابكر عبدالله ,
+ حركة وجيش تحرير السودان - قيادة خميس عبدالله أبكر ,
+ وجبهة القوى الثورية المتحدة .
أدانت ورفضت قوى المقاومة المسلحة بدارفور المذكورة اعلاه , الاستراتيجية الجديدة , وكذلك منبر الدوحة التفاوضي .
وبهذه الادانة الثنائية , رجعت القوى الخماسية للمقاومة المسلحة بدارفور بقضية دارفور الي المربع الاول ... مربع عبد الواحد !
ومن ناحية أخري , ورغم الاتفاقية الاطارية للسلام التي وقعها الدكتور التجاني السيسي , رئيس حركة التحرير والعدالة , مع ابالسة الانقاذ في الدوحة , فقد قام نظام الانقاذ , بمساعدة متمردي حركة « جيش الرب » الأوغندية بالهجوم على مناطق حركة التحرير والعدالة في منطقة دافاك في ولاية جنوب دارفور، يوم الاثنين 13 سبتمبر 2010 . كما قام نظام الانقاذ بحرق 14 قرية في منطقة جبل مرة يومي 26 و27 سبتمبر 2010 , مما أدي الي نزوح أكثر من 5 الف دارفوري .
وبرغم العدوان المذكور أعلاه , وربما كتابع له , سوف يبدأ نظام الانقاذ معاودة المفاوضات ( العبثية ؟ ) مع حركة التحرير والعدالة ( الكديسة بدون أسنان ؟ ) في الدوحة , هذا الاسبوع , لكي تبصم بالعشرة علي مسودة أتفاقية سلام , اعدها نظام الانقاذ , ثنائيأ , مع الوساطة القطرية – الدولية , وبدون مشاورة الحركة , كما أعلن بذلك , وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد بن عبدالله آل محمود , والوسيط الدولي جبريل باسولي , في بيان أصدراه قي الدوحة يوم الأربعاء 22 سبتمبر 2010 !
أستهجن معالي الدكتور التجاني السيسي ( الدوحة – يوم الأحد 26 سبتمبر 2010 ) صدور بيان الوساطة الأستفزازي , بدون أي مشاورة مسبقة مع حركتة ! كما أستنكر اتجاه نظام الانقاذ والوساطة , لتصفير حركته , وكأن التفاوض معها في الدوحة لا معنى له !
أعطني تهميشأ اكثر من ذلك ؟
هل هذا يكفي لتقييم عبثية منبر الدوحة ؟
وبهذا الاستهجان الثنائي , رجعت حركة التحرير والعدالة بقضية دارفور الي المربع الاول ... مربع عبد الواحد !
وفي هذا السياق , فقد أنكر عبدالواحد أن قواته قد قتلت زعيمأ من زعماء قبيلة التاما في معسكر السلام بالقرب من نيالا يوم الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 ؟
ماذا قال لكم عبدالواحد في عام 2006 في ابوجا , وأستمر يكرر في نفس الأسطوانة , منذ ذلك العام وحتي تاريخه ؟
مالكم ياقوم لا تسمعون ؟
حقأ وصدقأ الله واحد ... عبد الواحد !
|