طبول الحرب ... بين المستشار مصطفي والوالي هارون ؟
ثروت فاسم
[email protected]
مقدمة
أسر الوالي احمد هارون لبعض خاصته , انه شاهد الفيلم الامريكي ! وككل فيلم امريكي هناك البطل الذي يمثل الحق والخير , وفي مواجهته الخائن الذي يرمز للباطل والشر . وفي الفيلم الامريكي سلفاكير هو البطل الذي يجب دعمه والتصفيق له , والرئيس البشير هو الخائن الذي يجب محاربته والتصفير ضده . هكذا ... ابيض واسود , بدون اي منطقة وسطي ! ويزعم الوالي هارون أن أرض المعركة في الفيلم الامريكي هي منطقة ابيي , التي تتبع لولايته منذ عام 1905 , برضاء قاطنيها !
وذكر الوالي انه , ولاسباب لوجستية بحتة , وكما أكد رئيس اللجنة الدولية للاستفتاء , فأن المفوضية القومية للاستفتاء لن تتمكن من عقد أستفتاء أبيي في ميعاده ( 9 يناير 2010 ) !
ومن هذه الاسباب اللوجستة :
+ مفوضية استفتاء ابيي لم يتم تكوينها حتي تاريخه ,
+ لم يتم الاتفاق علي تعريف من يحق له التصويت ,
+ أستمارات التسجيل لم تصل الخرطوم بعد من جنوب افريقيا .
أكد الوالي ان حكومته لن تعترف بأي استفتاء تعقده الحركة الشعبية لوحدها , بدون مشاركة مفوضية أبيي للاستفتاء ! كما هددت بذلك الحركة الشعبية , في تجاوز لاتفاقية السلام الشامل !
وأكد الوالي انهم مستعدون لأي طارئ , حتي لو اضطرتهم الظروف القاهرة للتضحية بأخر مسيري , أزرق وكمان أحمر ! تحديأ لمخرجي الفيلم الامريكي , وأسياده الصهاينة , وللمدعو اوكامبو!
وليبقي السودان موحدأ تحت راية الانقاذ ! ولتبقي أبيي شمالية ضمن ولاية جنوب كردفان !
أنتهي الكلام المنسوب لمعالي الوالي !
كلام الوالي , رغم أنه مغتغت وغير موثق , يحملنا للهتاف مع قادة وزعماء قبائل المسيرية ( الحمر والزرق ) , ومع كارل ماركس :
( يا زعماء ورجالات قبائل المسيرية ! اتحدوا ضد التضحية بكم قرابين واكباش فداء , فلن تخسروا شيئاً سوى قيودكم الانقاذية , وواليكم الاخرق ! ) !
ظاهرة الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل
يجمع المراقبون علي ان الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل مقرب جدا , بل صديق شخصي حميم , بل لعله كاتم لاسرار الرئيس البشير ! وهو مستشار حقيقي ( وليس مساري - من المستشار مسار الذي لا يستشيره أحد ) للرئيس البشير , الذي يبعثه حاملا رسائل خاصة ( بخط يد الرئيس البشير شخصيأ ) وفي مسائل غاية في الحساسية , لرؤساء العالم , متخطيأ الدبلوماسية الرسمية التقليدية ! وكمثال من بين مئات , فقد وصل الدكتور مصطفي الي الدوحة يوم السبت الموافق 16 اكتوبر 2010 في مهمة رئاسية , حاملا رسالة خطية خاصة من الرئيس البشير الي امير قطر !
ولأهمية الرحلة , فقد وصلت بدل سفريتها الي 58 الف دولار , حسب عصفورة حسن طه ؟
ويرافق الدكتور مصطفي الرئيس البشير في جميع رحلاته الخارجية , وكان هو ( وليس وزير الخارجية كرتي ) الي جانبه في مؤتمر القمة العربي الاخير في سرت !
ولا ينكر الا مكابر قدرات ومساهمات الدكتور مصطفي في صياغة السياسة الخارجية , بل الداخلية , في سودان الانقاذ .
ونختصر ادناه بعض المحطات التي تؤكد طول باع الدكتور مصطفي ومحوريته في صناعة القرار الانقاذي :
+ ظهرت مقدرات الدكتور مصطفي الفكرية والتنظيمية مبكرأ , وهو بعد طالب في بريطانيا , اذ تم انتخابه رئيسأ لاتحاد الطلاب العرب في بريطانيا . ثم اصبح رئيسأ للدبلوماسية الشعبية في دولة الانقاذ , وبعدها رئيسا للدبلوماسية الرسمية التقليدية كوزير للخارجية .
وقد علم نفسه بنفسه الاسماء كلها , وانبأهم بها ! وهو ممن يقولون للناس حسنأ ! لم نسمع أنه صفع معلمه ! ولم نسمع أنه أمتن ب حقنة علي مريض , حتي لو كان جنوبيأ ! كما لم نسمع انه عير زعماء بلاده بأنهم سجمانين !
هذا رجل علي خلق كريم !
ويمكن الاشارة هنا الي ان الرئيس البشير قد عينه وزيرا للخارجية دون ان يخطره مسبقأ بذلك , للثقة الكاملة التي يضعها الرئيس البشير في شخص الدكتور مصطفي . ومن المفارقات ان وزير الري المصري السابق , الدكتور محمود ابوزيد , الذي كان في زيارة للسودان , وكان يصحبه الدكتور مصطفي في رحلة خارج الخرطوم , هو الذي سمع من راديو امدرمان بخبر تعيين الدكتور مصطفي وزيرأ للخارجية , وكان من نقل الخبر السار للدكتور مصطفي , الذي لم يكن يعرف به !
هذه الواقعة تؤكد قرب الدكتور مصطفي الشخصي من الرئيس البشير !
+ لعب الدكتور مصطفي الدور الحصري في مفاوضة والوصول الي اتفاق مع متمردي الشرق , وفي عقد اتفاقية السلام الشامل في شرق السودان ( اسمرة – اكتوبر 2006 ) !
+ لعب الدكتور مصطفي الدور الرئيسي في تفتيت حزب الامة , بأقناع السيد مبارك المهدي بالهجرة الي سفينة الانقاذ وهجران القيصر ! وكان الدكتور مصطفي , وقتها , يذهب من المطار مباشرة الي منزل السيد مبارك المهدي , حاملأ الهدايا ... خفيفها وثمينها !
كما لعب الدكتور مصطفي دورأ مفتاحيأ في تفكيك الحزب الاتحادي الديمقراطي شذر مذر , وجذب الدكتور الدقير وصحبه الكرام الي قاطرة الانقاذ ! وان كان الحظ لم يحالف الدكتور مصطفي في كسر محارة الحزب الشيوعي السوداني السميكة , رغم محاولاته العديدة !
+ كانت للدكتور مصطفي مبادرات مقدرة , عندما كان الرئيس البشير رئيسأ لدورة رئاسة القمة العربية , لحل المشكلة اللبنانية , وعقد مصالحة بين فتح وحماس , وعقد صلح بين الحوثيين والنظام اليمني, وفك عقدة الغلوطية العراقية .
ولكن اولاد بمبة أفشلوا كل مبادراته , وقتلوها في المهد !
تلفن الرئيس مبارك للسيد عمرو موسي الذي كان في مامورية في نيويورك وقتها :
الحق , يا عمرو , الود السوداني مصطفي في بيروت عاوز يبوظ الطبخة , ويدعم حزب الله !
وكان ان قطع عمرو رحلته , وطار مباشرة الي بيروت لتكسير ركب الود السوداني مصطفي , قبل ان يجيب ضقلها يكركب ؟
أسهبنا في سرد الخلفية اعلاه للدكتور مصطفي , عن قصد . وذلك لكي نطلب من القارئ الكريم ان يتدبر في كل تصريح من تصريحات الدكتور مصطفي , لانه داخل المطبخ الانقاذي , بل كبير طباخي دولة الانقاذ . وهو من قبل ومن بعد , رجل عقلاني , براجماتي , سياسي متمرس لا تعرف العاطفة الي قلبه سبيلا .
رجل يزن كلماته بميزان الذهب .
وتأكد , يا هذا , ان كل تصريح يدلي به الدكتور مصطفي , سوف تشم من ورائه رائحة الرئيس البشير النافذة والنفاذة , ذلك أن الدكتور مصطفي , ليس فقط صوت سيده , بل محرش عديل من الرئيس البشير , ليقول ما يقوله ويصرح به ! تماما كما يفعل الدكتور مفيد شهاب مع الرئيس مبارك !
دعنا نختار بعضأ من تصريحات الدكتور مصطفي , الرجل العارف لبواطن الامور الانقاذية ...
التصريحات التي تؤكد , بما لايدع مجال لاي شك , بأن عملية الاستفتاء سوف تقود في المحصلة النهائية الي حرب بين دولة شمال السودان ودولة جنوب السودان الوليدة !
أذا لم يستر الستار !
أفتح عويناتك فتحة خشوم تماسيح الانقاذ , يا هذا , وانت تقرأ ما يلي :
+ أتهم الدكتور مصطفي جيش الحركة الشعبية بتزوير انتخابات ابريل 2010 . وقال إن المراقب الدولي يعلم ذلك , وأن نتيجة ذلك كانت انفلاتات أمنية في الجنوب , وانقسامات وظهور قيادات متمردة !
+ شدد الدكتور مصطفي ً على ضرورة إبعاد جيش الحركة الشعبية من عملية الاستفتاء , وأن يكون في حالة سكون تام ! والا صارت عملية الاستفتاء , كعملية انتخابات ابريل , غير نزيهة , بل مخجوجة , وبالتالي غير مقبولة للمؤتمر الوطني !
وطبعأ يعلم الدكتور مصطفي , قبل غيره , أستحالة إبعاد جيش الحركة الشعبية من عملية الاستفتاء , واستحالة أن يكون في حالة سكون تام ! الامر الذي يؤكد ان تصريح الدكتور مصطفي لا يعدو ان يكون ذريعة وسبوبة مسبقة لعدم قبول المؤتمر الوطني لنتيجة الاستفتاء ( الانفصال) , لان المؤتمر الوطني سوف يدعي لاحقأ ( وحسب تصريح الدكتور مصطفي السابق ) , أن الاستفتاء لم يكن نزيهأ , لتدخل جيش الحركة الشعبية في عملية الاستفتاء !
وبالتالي لن يقبل المؤتمر الوطني بنتيجة الاستفتاء ( الأنفصال ) !
وطبعأ عدم قبول المؤتمر الوطني لنتيجة الاستفتاء معناها , في المحصلة النهائية , الحرب !
+ ولتأكيد فرضية الحرب , هدد الدكتور مصطفي بان :
( سيناريو الحرب وارد ً، وإن حكومتنا مستعدة لذلك ) !
... لذا نحن نهيئ شعبنا للحرب ونستعد لها ) !)
+ بل ذهب دكتور مصطفي ابعد من ذلك , وتخطي جميع الخطوط الحمراء عندما طلب , صراحة وعلي رؤوس الشهود , ومن علي منابر الاعلام كافة , من الطلبة والشباب الاستعداد للحرب ... هكذا بكل وضوح وفضوح !
أعطني شحن , واعلان تعبئة وجهوزية للحرب , بل اعلان حرب صريح , اكثر وضوحأ وأثارة من كلمات دكتور مصطفي , وهو يحشد في طاقات الشباب , ويحولهم الي كرات نار حمراء !
+ أكد دكتور مصطفي أن هناك مجموعات ضغط أميركية مرتبطة بإسرائيل هي التي تتحدث وتدفع للانفصال ! وكأنه يتهم قادة الحركة الشعبية بأنهم عيال بريالات سائلة علي صدورهم , لا يعرفون مصلحة بلادهم , وانهم اراجوزات في أيادي اسرائيل ! وعليه يجب حرابتهم لردهم الي سواء السبيل ... ولمصلحة بلادهم في المقام الاول !
+ يكثر الدكتور مصطفي من الحديث عن مفهوم المؤامرة واللوبيات الصهيونية المعادية لنظام الانقاذ , والتي تسير السياسة الخارجية الامريكية ؟
نعم ... دكتور مصطفي يردد كثيرأ مسلمة وجود تآمرٍ متواصلِ ضد نظام الانقاذ ، ويتناسي بديهيّة أنَّ أيَّ تآمرٍ لا ينجح ، ولا يقوم أصلاً ، إلا في بيئات صالحة له ؟ والا لتمكن هو من كسر محارة الحزب الشيوعي السوداني !
نظام الانقاذ يتبرع بتقديم البيئة الصالحة , والحاضن الدافئ الذي يسهل علي اللوبيات الصهيونية تفريخ مؤامراتها ؟
نظام الانقاذ , بسياساته الخرقاء طيلة العقدين المنصرمين , يوفر بيئة مُثْلى لانتعاش المؤامرات والاستهدافات ضده !.
.
الحاضن الدافئ الانقاذي لتفريخ المؤامرات الصهيونية يتمثل أساسأ , في أصرار نظام الانقاذ الاسلاموي , علي الدولة الدينية , بدلأ من الدولة المدنية الديمقراطية .
ومن نافلة القول , أن هناك معينات وروافع أنقاذية أخري كثيرة لتسهيل تفريخ المؤامرات في السودان , منها اعتماد نظام الانقاذ , البندقية , لحل مشاكل السودان ... ودونك دارفور !
نظام الانقاذ الاسلاموي يصرعلي رفض مبدأ الدولة المدنية الديمقراطية , وعلي رفض مشاركة القوي السياسية الاخري في حل مشاكل البلاد , بل يصر علي استعمال القوة حصريأ لحل هكذا مشاكل ! يفعل نظام الانقاذ كل ذلك , وأكثر بكثير , رغم المخاطر والاهوال التي سوف تتعرض لها بلاد السودان واهل بلاد السودان , جراء هذه السياسات الخرقاء !
وأقل هذه المخاطر انفصال الجنوب , والحرب الكونية المحتملة ضد نظام الانقاذ , وتفتيت بلاد السودان شذر مذر !
ياله من سعر جد عال يقبل نظام الانقاذ بدفعه , طواعية , ليبقي أبالسته علي كرسي الحكم في بعض البعض المتبقي من بلاد السودان !
+ وفي هذا السياق نذكر بان رفض المجتمع الدولي للدولة الدينية الانقاذية لا علاقة له البتة ولا يعني رفض الاسلام .
وهنا أقول لكم كما ْ قَالَ مُوسَى لأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ . وسوف اترككم تصطلون ( من التدفئة الباردة ) مع كلمات المبدعة :
( لكننا نعتقد أن كراهة أوباما للشمال لا علاقة لها بالإسلام إلا كعلاقة محبة اليانكي لآل سعود كونهم يعلنون الاحتكام للإسلام ! (هي أشياء تـُشترى) ... بعكس أشياء أمل دنقل :
أترى، حين أفقأ عينيك،
وأثبّت جوهرتين مكانهما،
هل ترى؟
هي أشياءٌ لا تـُشترى! ) .
أعطني , يا هذا , ما هو احلي من هذه الكلمات !
+ هل تحتاج , يا هذا , بعد التلخيص اعلاه لوقائع ماثلة للعيان , وصحيحة , وليس تلخيصأ لتحليل سياسي معرض للخطأ أو الصواب ؟ هل تحتاج لدرس عصر , لاستيعاب خطورة الموقف المتازم الحالي , والي حتمية لجؤ نظام الانقاذ الي الخطة ( ب ) لافشال عملية الاستفتاء ! بأفتعال مشكلة في اقليم أبيي , لصرف النظر عن مشاكله الاستفتائية , وتقديم قبيلة المسيرية كبش فداء لاستمرار بقائه في السلطة , علي بعض البعض مما يتبقي من بلاد السودان !
أذا كنت مصرأ , فأن البت استيلا الجنوبية سوف تعطيك هكذا درس عصر !
البت استيلا الجنوبية
رجعت البت ستيلا الجنوبية باكية الي امها , ( الانانيا بت الانانيا ) , وشعرها ممعوط , واشتكت من أن سارة بت العرب دقتها !
قالت الام وهي تجضم البت ستيلا الجنوبية :
يا بت ستيلا ! بت عرب يدقو اتا ؟ أتا أوير ؟ في عرب بدق جنوبي ؟ يا مجنون اتا ؟ أتا غنماية ولا شنو؟ أسمع هنا يا استيلا تاني مرة كان اتا جا قول في بنية عرب دقاك , أنا ياهو بدقوا اتا دق لمن اتا بيبولوا في اتا ! حسح اتا أرجع دق بت عرب زي ماهو دقا اتا !
انا نجركوك بتاع انا بدقوا مطرة بس !
مطرة ياهو بس بدق آنينا !
السي بي ااي في !
سوزان رايس في !
حقارة عرب مافي !
وخرجت البت أستيلا الجنوبية تبحث عن سارة بت العرب ... وخلف البت أستيلا الجنوبية , وعلي جنبيها , ومن امامها قوات التحالف الاممية الجديدة المنتشرة علي المناطق الحساسة الساخنة الحدودية بين الشمال والجنوب , بقيادة الجنرال الامريكي بترايوس الثاني !
والدرونات الامريكية تحلق فوقهم بحثأ عن سارة بت العرب !
وبدأ فصل جديد من فصول المسلسل الكارثي العبثي في بلاد السودان !
بالمناسبة الما ليها مناسبة ... البت أستيلا الجنوبية جابت ولد !
|