الحل المطروح لحل مشاكل بلاد السودان ؟
ثروت فاسم
[email protected]
مقدمة
نستعرض في هذه الحلقة الاولي من مقالة في ثلاثة حلقات , تداعيات عمليتي الأستفتاء في أبيي وفي الجنوب , مفترضين قيام عمليتي الاستفتاء في مواعيدهما , او بتأخير لاسباب لوجستية وفنية !
هناك سيناريوهان متدابران ل التداعيات المتوقعة لعمليتي الاستفتاء :
+ السيناريو الكارثي ,
+ وسيناريو الانقاذ !
بعد أستعراض السيناريوهين المذكورين أعلاه , نتناول في ايجاز الحل المطروح لحل , ليس فقط تداعيات عمليتي الاستفتاء السالبة , بل لحل مشاكل بلاد السودان كافة !
السيناريو الكارثي ؟
السيناريو الكارثي المتوقع حدوثه في عمليتي الاستفتاء يبدأ بأن يقوم جيش الحركة الشعبية ب خج عملية الاستفتاء ( أسوأ من تزويرها ) , كما نجح في خج عملية أنتخابات أبريل ! وعلي عينك يا تاجر ! وبالمكشوف والمفتشر !
عند انتخابات ابريل , لم تصدر من المؤتمر الوطني , ولا من المجتمع الدولي , وقتها , أي بغم ات , سوي همهمة غير مسموعة بأن عملية الانتخابات لم تكن حسب المعايير الدولية , ولكنها مقبولة في ظروف السودان القاهرة ! لم يستطع المؤتمر الوطني ان يرمي الحركة الشعبية بالحجارة , وبيته من زجاج مخجوج ؟
وبعد نجاح عملية الانتخابات المخجوجة في الجنوب , وقبول المؤتمر الوطني والمجتمع الدولي لها ! وبعد الخبرة المكتسبة , والبروفات اللاحقة , وتوجيهات روجر ونتر , سوف يقوم جيش الحركة الشعبية بأعادة أخراج فيلم الأنتخابات المخجوجة في عمليتي الأستفتاء في ابيي وفي الجنوب !
وكما قال الحكيم فأن أهم نتيجة سالبة للانتخابات الابريلية , أنها ألقت بظلالها علي الاستفتاء , باعتبار أن من يسيطر علي جهة ما ( الشمال أو الجنوب ؟ ) بعد الانتخابات , سوف يسيطر علي التصويت فيها عند الاستفتاء .
المؤتمر الوطني ليست له عيون في رمبيك , وطمبرة , ونيمولي , ومئات مراكز الاقتراع الاستفتائية الأخري في احراش الجنوب , ولن يستطيع مراقبة الخج , دعك من أيقافه !
حسب السيناريو الكارثي المتوقع حدوثه , فأن موقف المؤتمر الوطني , هذه المرة , من عملية الخج , سوف يكون مختلفا جدأ , عن موقفه السلبي عند الانتخابات الابريلية ! أو كما يتنبأ المراقبون الكارثيون ! عند الانتخابات الابريلية , لم يجد المؤتمر الوطني الوقاحة الكافية لرفض نتيجة الانتخابات المخجوجة في الجنوب !
اذ كيف يتأتي لخجاج أن يتحرش بخجاج أخر ؟
يتوقع المراقبون الكارثيون , هذه المرة , أن يتخذ المؤتمر الوطني عملية الخج ذريعة لعدم قبوله بنتيجة الاستفتاء في الجنوب , وكذلك في ابيي !
حسب السيناريو الكارثي المتوقع حدوثه , فأن الاختلاف بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حول نتيجة الاستفتاء المخجوجة في أبيي والجنوب , وعدم الثقة المتبادل , والتحميرات والحدران المتبادلان ... كل ذلك , ومثله معه , سوف يكون بمثابة الشرارة التي تفجر القنابل الموقوتة النائمة الاخري من ترسيم حدود , بترول وهلم جرا !
وتهب العجاجة ؟
بين الشمال ( المؤتمر الوطني ) والجنوب ( الحركة الشعبية ) ! وداخل الشمال ( بين المؤتمر الوطني من جانب , وفي الجانب الاخر , حركات دارفور الحاملة للسلاح , وحركات الانقسنا ونوبة الجبال المسلحة التي سوف تتوالد وتتكاثر , بعد أنفصال الجنوب , كما تتوالد الفطريات في الندي ) ! وداخل الجنوب ( بين الحركة الشعبية والمليشيات الجنجودية الجنوبية المدعومة انقاذيأ ) !
ثم تدخل يوغندة في المعمعمة بذريعة مكافحة جيش الرب ! وتدخل تشاد عندما تشم دم حيوان الانقاذ الجريح , بذريعة القضاء علي بواقي المعارضة التشادية المسلحة في دارفور ! وتدخل في المعمعة اريتريا بذريعة القضاء علي المعارضة الارترية المسلحة في شرق السودان !
ويطل الثعبان الاسرائيلي برأسه في الجنوب , ودارفور , وجنوب كردفان , وجنوب النيل الازرق , وكذلك في الشرق , كما صرح بذلك وزير الامن الاسرائيلي السابق افي دختر في محاضرة عامة قي هرزليا في سبتمبر 2010 !
يقول الحكيم ان الاستفتاء المضروب ـ أيا كانت نتائجه ـ سوف يسمم العلاقات بين الشمال والجنوب , ويجعل السودان جبل مغناطيس يجذب إليه جميع تناقضات المنطقة ... نزاعات القرن الإفريقي وحوض النيل ـ وغرب إفريقيا ـ والشرق الأوسط !
ويفور التنور !
ويصبح عاليها سافلها !
ويصير مصير ابناء بلاد السودان كما مصير ابن نوح عليه السلام !
وتتفتت بلاد السودان ! وتصير الي صومال ثانية ! بل أضل سبيلأ !
أعلاه السيناريو الكارثي الذي يتوقعه معظم المراقبين , بما في ذلك حكيم الأمة !
ولكن أراك , يا هذا , تجذم بأن هذا السيناريو لن يحدث الا في المخيلة الخصبة للمراقبين الكارثيين ! السيناريو الانقاذي الذي تتوقع حدوثه في الواقع , يتدابر تماما مع السيناريو المذكور اعلاه !
السيناريو الانقاذي !
بناء علي أفعال وتصرفات نظام الانقاذ طيلة ال 21 عاما المنصرمة , فأن السيناريو الانقاذي المتوقع حدوثه هو ان يدير نظام الانقاذ وجهه الناحية الاخري , ويترك جيش الحركة الشعبية يخج عمليتي الاستفتاء , كما خج من قبل عملية الانتخابات الابريلية !
سوف يقفل نظام الانقاذ دي بطينة ودي بعجينة !
ويعمل اضان الحامل طرشة !
سوف يعترف ويقبل نظام الانقاذ بنتيجة الاستفتاء المخجوج في ابيي وفي الجنوب , كما بصم علي ذلك في الوثيقة المكتوبة والممهورة بتوقيع الاستاذ علي عثمان محمد طه , والتي تم تسليمها للسناتور كيري في الخرطوم يوم الاحد الموافق 17 اكتوبر 2010 !
في هذا السياق , يذكرنا الحكيم بان هناك :
( ... قضايا سياسية كل منها قابل لإشعال الحرب إذا لم يعالج بطريقة صحيحة , السيدان عمر البشير وسلفا كير ما برحا يؤكدان عزمهما علي عدم استئناف الحرب , وأنا - الحكيم - أصدقهما لأسباب موضوعية .
فمعلوم أن الجيوش التي تحكم , تشغلها مصالح الحكم عن الحرب ! ولا أحد يريد أن يتهم بشن الحرب!
ولكن هناك أطرافا ثالثة وحلفاء هم الذين يمكن أن يشتبكوا , ويجروا الآخرين . ) !
انتهي حديث الحكيم !
ورغمأ عن كلام الحكيم , وكله حكمة , فسوف يترك نظام الانقاذ ابيي تذهب للجنوب !
وللمسيرية رب يتولاهم بعنايته , كما قال عبدالمطلب لأبرهة عظيم الاحباش , وهو يتقدم بافياله نحو الكعبة :
أنا أحافظ علي وأحمي بعيري , ورب الكعبة يحافظ علي ويحمي كعبته !
سوف يترك نظام الانقاذ كل الجنوب ( ومعه ابيي ) يذهب الي حاله , وفارزا لعيشته في دولة منفصلة عن الشمال !
مقابل ... ؟
مقابل ان يتكرم الشيطان الاكبر بالسماح لنظام الانقاذ بالاستمرار علي كرسي السلطة في الخرطوم , حاكمأ مستبدأ متسلطأ علي بعض البعض المتبقي من بلاد السودان !
سوف لن يجازف نظام الانقاذ بفقدان كرسي السلطة في الخرطوم بالدخول في مغامرة حربية غير مضمونة العواقب ضد الحركة الشعبية المدعومة بالشيطان الاكبر ! وهو يعرف ان اعدائه في الداخل يتربصون به في دارفور , وجنوب كردفان , وجنوب النيل الازرق , والشرق !
وحتي قوي الاجماع الوطني ... الكديسة بدن أسنان ... سوف تفنجط !
نعم ... سوف يقلب نظام الانقاذ هوبة , وينكفئ علي نفسه في الشمال المتاكل !
وكفي الله المؤمنيين شر القتال ضد الحركة الشعبية وولي امرها , الذي يرمي بحجارة من سجيل !
القبول باقل الضررين ! والمال تلتو ولا كتلتو !
هذا امر مقضى !
نقطة علي السطر !
شيلني واشيلك ؟
نظام الانقاذ مستعد للتفريط في الجنوب ومعه ابيي ليضمن استمراره علي سرج السلطة في الخرطوم حاكمأ مطلقأ لدولة دينية ( لفظأ ؟ ) في بعض البعض مما تبقي من بلاد السودان ! ومستعد لهكذا تفريط حتي يتركه الشيطان الاكبر يستمر , في هدؤ وبدون مسالة , في أرتكاب الفظائع الاتية :
+ الاستمرار في أبادة شعبه جماعيأ في دارفور ,
+ قتل المشورة الشعبية في جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق ,
+ تغييب واذلال قوي الاجماع الوطني الشمالية ,
+ والاستمرار في قهر الشعب السوداني .
الحل السحري ؟
وتسأل , يا هذا , قي عفوية :
لكن ماهو الحل ؟
ويأتيك الرد مدويأ من عاصمة الضباب :
تفكيك نظام الانقاذ هو الحل !
ولكن كيف ؟
بالانضمام الفوري والفاعل للجبهة الوطنية العريضة بقيادة البطل علي محمود حسنين !
كون فرعأ للجبهة في قريتك أن كنت قرويأ , أو في حيك أن كنت من ساكني المدن ! وأتصل بالبطل في لندن لمزيد من التفاصيل والتوجيه !
اذا كنس كل واحد منا امام منزله , فسوف تصبح قريتنا خالية من الاوساخ في دقائق ! واذا تطوع كل واحد منا بدفرة خفيفة , فسوف يتهاوي هيكل الانقاذ الكرتوني في دقائق ! المشاركة الجمعية التراكمية من كل واحد , كل حسب أستطاعته , تحاكي جبل الكحل الانقاذي الذي كملته المراويد الشعبية !
وتذكر ان كل عمل عظيم في مسار الانسانية بدأ بحلم ( كما حلم البطل علي محمود حسنين ) , ثم رؤية , قبل ان يسير علي الارض بين الناس !
من كان يحلم , حتي مجرد حلم , بسقوط جدار برلين ؟
من كان يحلم , حتي مجرد حلم , بسقوط نظام شاه أيران الاستبدادي ؟
من كان يحلم , حتي مجرد حلم , بسقوط نظام منقستو هايلي مريم الدموي ؟
من كان يحلم , حتي مجرد حلم , بسقوط السفاح نميري ؟
ولكن الارادة الجمعية التراكمية للشعوب - دفرة من كل واحد – قمينة بتدمير معاقل الكبت والارهاب التي تسعي علي ارجل من طين !
ودعنا لا لا نمل , في هذا السياق , من ترداد كلمات الشاعر التركي ناظم حكمت :
( إذا لم تحترق أنت , إذا لم أحترق أنا , إذا لم نحترق نحن , فمن أين يأتي الضياء ؟ ) ! ...
الوعي الشعبي ؟
أطلق البطل علي محمود حسنين صفارة البداية , وسوف يطلق الشعب السوداني الصيحة التي تترك ابالسة الانقاذ في ديارهم جاثمين !
نجاح مبادرة البطل علي محمود حسنين الخيرة لن يتم الا من خلال حشد وتجييش وعى وطنى وشعبى , يشمل كل قطاعات الشعب السوداني ! وتقع المسؤلية في ذلك الحشد والتجييش علي عاتق كل فرد من افراد الشعب السوداني !
ولا تسمعن , يا هذا , الي تثبيطات وتخذيلات عملاء الانقاذ , وحارقي بخور المليارديرات , الذين لا يعملون , ويؤذيهم كثيرا ان يعمل الناس ! هؤلاء واؤلئك , محرشون من أبالسة الانقاذ , ويسعون الي تخويف الشعب السوداني بأن مبادرة البطل علي محمود حسنين سوف تعود عليه ( الشعب السوداني ) , في المحصلة النهائية , بمزيد من التضييق والكبت والارهاب ! ولكن هذه الفزاعة سوف ترتد الي نحورهم البائسة !
هؤلاء واؤلئك المثبطون قوم مسرفون , من أهل القرية التي انزل عليها الله سبحانه وتعالي رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ!
وما كان جواب هؤلاء واؤلئك المسرفين ألا ان قالوا اخرجوهم من قريتكم أنهم اناس يتطهرون !
وخرج البطل علي محمود حسنين وقومه المتطهرون من قرية السؤ التي امطر الله عليها مطر السؤ ! وتَّرَكْ مِنْهَا سبحانه وتعالي آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ! فأنظر كيف كانت عاقبة المسرفين المتخاذلين !
وقد وصف سبحانه وتعالي في الاية 81 والاية 82 من سورة الاعراف المسرفين المتخاذلين , فأحسن وصفهم :
) .... بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ . وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوهُمْ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ . ) !
( 81 و82 - الاعراف )
وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقأ ! |