· الحرب الكونية ضد نظام الانقاذ ؟
الحلقة الثالثة ( 3 -5 )
ثروت قاسم
[email protected]
مقدمة
أستعرضنا في الحلقة الاولي من هذه المقالة أزمة عدم الثقة بين الشريكين , التي تكاد تزول من هولها الجبال ! وكذلك ملامح الخطة ( ب ) لأفشال انفصال جنوب السودان عن شماله !
وأستغربنا رفض الحركة الشعبية القاطع لعرض الرئيس البشير السخي , بل الحاتمي , بتعديل اتفاقية السلام الشامل الصارخ ليستفيد الجنوب :
+ حصريأ , من كل بترول السودان ( شماله وجنوبه ) , أضافة الي جزء مقدر من مداخيل السودان غير النفطية , وكذلك من القروض والمنح والتسهيلات المالية الاخري !
+ مشاركة الجنوبيين في السلطة علي المستوي الولائي والمحلي في شمال السودان ,
+ مشاركة جيش الحركة الشعبية في الدفاع عن شمال السودان وجنوبه ,
+ أنهاء تهميش الجنوبيين !
كل ذلك , وأكثر , مقابل موافقة الحركة الشعبية علي خيار الوحدة , التي نصت أتفاقية السلام الشامل علي ان تكون الاصل , وأن يكون الانفصال هو النشاز !
ولكن الحركة وقفت تود ! رغم ان كل حركة معاها بركة !
ووصلنا الي قناعة بأن الحركة الشعبية مكجنة خيار الوحدة , حتي لو كان مكتوبأ في صحف ابراهيم وموسي , حتي لو نطق به من كلم الناس وهو في المهد صبيأ ! و سلمنا بأن الحركة الشعبية لن تؤمن بخيار الوحدة , حتي تري الله جهرة ؟ وتري الحركة ان خيار الاستقلال ( ولا تقول الحركة الانفصال ؟ ) قد أصبح أمرأ مقضيأ , يدعمه المجتمع الدولي , ويستعد للحرابة لتأمينه !
رفعت الاقلام وطويت الصحف !
الحركة الشعبية , ومن خلفها المجتمع الدولي , تؤمن بأن عملية التصويت في الاستفتاء عملية تحصيل حاصل ! عملية جرتق ومكياج رمزية لاضفاء شرعية قانونية ودولية علي أمر واقع علي الارض من يوم الاحد التاسع من يناير 2005 ! وبالتالي لا داعي لاي شوشرة فارغة حوله , دعك من تهديد بحرب , سوف يكون الشمال هو الخاسر الاوحد فيها !
منطق الاستقلال قد ترسخ في الوجدان والمخيلة الجنوبية ! بدأأ من أليسون مناني مقايا الزانداوي المؤتمرنجي , مرورأ بالحربوية لام اكول الشلكاوي , وحتي المتمرد الاكبر اللواء جورج اتور الدينكاوي .
الجنوبيون اصبحوا جميعا علي قلب رجل واحد مع الاستقلال , كما اكد مؤتمر الحوار الجنوبي – الجنوبي ( جوبا – الاثنين 18 اكتوبر 2010 ) ! اتفق الجنوبيون , كل الجنوبيين , علي المصالحة والعفو والعافية , وطي صفحة الماضي بمراراته ومؤامراته ! واتفقوا علي مبدأ تكوين حكومة أنتقالية جديدة , وعقد انتخابات جديدة لتكوين برلمان انتقالي جديد , ( لإقرار دستور جديد للدولة الوليدة ) , بعد الفترة الأنتقالية المنتهية في يوم 9 يوليو 2011 !
نعم ... الجنوبيون اصبحوا جميعا علي قلب رجل واحد مع الاستقلال ! ولا يقول بغير ذلك ألا مكابر , لا يري ضؤ الشمس من رمد , ولا يسمع هدير اهازيج الاستقلال من وقر , ولا يحس بنبض الشارع الجنوبي الاستقلالي من خرق !
حتي حلوم ... لم تقل بغم ؟
حتي ّ رئيس لجنة إفريقيا في الكونغرس الأمريكي السيناتور دونالد باين أكد ( يوم الجمعة 22 اكتوبر 2010 ) أن رحيل الرمز قرنق قد أضاع الي الابد حلم السودان الواحد !
طارت عصفورة الوحدة من القفص , وهرب حصان الوحدة من الاصطبل !
ولا ينبئك مثل خبير ) )
14 – فاطر ) )
أظهر الرئيس سلفاكير مقدرة أستراتيجية ثاقبة لتحييد المعارضة الجنوبية وتكسير أجنحتها , بينما يستمر المؤتمر الوطني في تأليب وأستفزاز وتغييب المعارضة الشمالية !
ونستعرض أدناه نجاحات أخري للرئيس سلفاكير , ومزيدأ من الانتكاسات لنظام الانقاذ !
نجاحات الرئيس سلفاكير
نجح الرئيس سلفاكير نجاحأ باهرا في أقناع مجلس الامن ( جوبا - الأربعاء 6 اكتوبر 2010 ) , بالتركيز حصريأ علي :
أولأ :
عقد الاستفتاء في يوم الاحد 9 يناير , 2011 تحت كل الظروف . هذه يوم مقدس لا يمكن التلاعب به !
وتناسي الرئيس سلفاكير ومعه مجلس الامن المعوقات اللوجستية والفنية التي تقف في طريق تحقيق حلمه المقدس , الذي سوف ينهار العالم اذا لم يتحقق ؟
وكمثال واحد لهكذا معوقات من بين عشرات :
وصل فقط يوم الاحد 24 اكتوبر 2010 , جزء من استمارات التسجيل والتصويت من جنوب افريقيا الي الخرطوم , ولم يبق علي يوم التصويت غير 75 يومأ !
ثانيأ :
أقنع الرئيس سلفاكير مجلس الامن بغصب المؤتمر الوطني ( بوسائل شتى ... ترغيباً وترهيباً ) علي قبول نتيجة الاستفتاء ( الأنفصال ) بدون مشاكل .
أقنع الرئيس سلفاكير مجلس الأمن بأن المتحدثين الرسميين باسم المؤتمر الوطني , وهم علي قفا من يشيل , يدلون بتصريحات متناقضة حول الاستفتاء , مما يجعل من المستحيل معرفة موقفه الحقيقي , ومن ثم التحسب لاي خرخرة من جانب المؤتمر الوطني , بعدم قبول نتيجة الاستفتاء!
ثالثأ :
قدم الرئيس سلفاكير طلبأ لمجلس الامن لدراسة أمكانية نشر قوات أممية جديدة ومقاتلة , تحت الفصل السابع , لفرض ( وليس حفظ ) السلام ( بالاضافة لقوات اليونمس الحالية في الجنوب البالغ عددها حوالي عشرة الف جندي أممي ) . أقترح الرئيس سلفاكير نشر هذه القوات في المناطق الحدودية الحساسة والساخنة ( مثلأ ابيي , حفرة النحاس , تركاكا , منطقة جودة ) قبل وبعد الاستفتاء ! والهدف من ذلك صد اي هجمات متوقعة من جيش المؤتمر الوطني ضد دولة جنوب السودان الجديدة !
في هذا السياق , صرح القائد العام لجيش الحركة الشعبية ( الأحد 24 اكتوبر 2010 ) بأن جيش المؤتمر الوطني ,لا يزال معسكرأ في هذه المناطق , في مخالفة صريحة لاتفاقية السلام الشامل !
رابعأ :
طلب الرئيس سلفاكير من السفيرة سوزان رايس , علي أنفراد , أن تدرس ادارة اوباما أمكانية تحويل المناطق الحدودية الحساسة والساخنة التي سوف تحتلها القوات الاممية الجديدة , الي قواعد اميركية دائمة مستقبلأ !
وافقت السفيرة , من حيث المبدأ , علي دراسة طلب الرئيس سلفاكير , وطلبت منه أن يحاول أقناع السناتور كيري, رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي , الذي من المتوقع أن يزور جوبا يوم السبت 23 اكتوبر 2010 !
خامسأ :
عرض الرئيس سلفاكير استضافة القوات الامريكية الافريقية (الافريكوم ) في رمبيك , بدون اي شروط وبدون أي مقابل ! وكما هو معروف فأن الافريكوم هي قوات امريكية مقاتلة ( هل سمعت بطير الابابيل ؟ ) مهمتها قتال القاعدة واخواتها في افريقيا ! ولكن الرئيس سلفاكير يسعي لاستضافتها , ليس لمحاربة القاعدة , وانما لمحاربة وصد اي هجوم شمالي ضد دولته الوليدة !
كذلك وافقت السفيرة , من حيث المبدأ , علي دراسة طلب الرئيس سلفاكير , وطلبت منه أن يحاول أقناع السناتور كيري, رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي , الذي من المتوقع أن يزور جوبا يوم السبت 23 اكتوبر 2010 !
ويشير الرئيس سلفاكير , قي هذا السياق , الي نجاح تجربة دولة قطر في استضافة القاعدة الجوية الامريكية في العيديد , كترياق مضاد لاي أعتداء سعودي ضد دولة قطر الصغيرة !
سادسأ :
نجح الرئيس سلفاكير في أقناع مجلس الامن بالاستعداد والجهوزية لتحويل دولة شمال السودان الاسلامية الجديدة الي عراق أو أفغانستان جديدة ! وأرجاعها الي العصر الحجري ؟ أن هي فكرت في غزو دولة جنوب السودان الجديدة !
لماذا نجح الرئيس سلفاكير في كل مساعيه , وفشل نظام الانقاذ رغم أنه يفور بعفاريت الانس والجن , الذين يغوصون له , ويعشمونه بعرش سلفاكير قبل أن يرتد اليه بصره ؟
أسمعك تتحدث , يا هذا , عن المؤامرة واللوبيات الصهيونية ؟
المؤامرة واللوبيات الصهيونية ؟
نعم ... نظام الانقاذ يكثر الحديثَ عن تآمرٍ متواصلِ ضده ، ويتناسون بديهيّة أنَّ أيَّ تآمرٍ لا ينجح ، ولا يقوم أصلاً ، إلا في بيئات صالحة له ؟
كما ذكرنا في مقالة سابقة , نظام الانقاذ يتبرع بتقديم البيئة الصالحة , والحاضن الدافئ الذي يسهل علي اللوبيات الصهيونية تفريخ مؤامراتها ؟
نظام الانقاذ , بسياساته الخرقاء طيلة العقدين المنصرمين , يوفر بيئة مُثْلى لانتعاش المؤامرات والاستهدافات ضده !
بل قل هو المتأمر نمرة واحد ضد نفسه وضد شعبه ! وكأنه يتلذذ بالتآمر على نفسه , وتعذيب شعبه في سادية قلّ نظيرها !
.
وهناك معينات ورافعات انقاذية كثيرة لتسهيل تفريخ مؤامرات الانقاذ وغيره من المتامرين ( حقيقيين وخياليين ) في بلاد السودان , منها , علي سبيل المثال لا الحصر , أصرار نظام الانقاذ الاسلاموي , علي الدولة الدينية , بدلأ من الدولة المدنية الديمقراطية , واعتماد نظام الانقاذ , القوة , لحل مشاكله !
الحرب الكونية ؟
راجع , يا هذا , الوثائق التي ينشرها موقع « ويكيليكس » عن الحرب على العراق ! لتعرف أن السودان , بالاسم , قد تمت قنطرته , ليتبع الموديل العراقي !
لا تحتاج , يا هذا , ألي بلورة سحرية لقراءة الغيب ، ولا تحتاج الي وداعية لاستشراف المستقبل ! الكتابة واضحة علي السبورة , وفي الوثائق التي ينشرها موقع « ويكيليكس » عن الحرب على العراق ! راجع هذا الموقع , لتتأكد بنفسك ! عدة نقرات علي الكيبورد تكفي ؟
الحرب الكونية قادمة ضد بلاد السودان , أذا لم يمتثل نظام الانقاذ للمخطط الامريكي , الذي يهدف الي تمزيق وتفتيت بلاد السودان , عبر بوابة عمليتي الأستفتاء في الجنوب , ومنطقة أبيي ! بدأأ بفصل الجنوب ومنطقة أبيي عن شمال السودان ! مرورأ بفصل منطقة الانقسنا في جنوب النيل الازرق , ومنطقة نوبة الجبال في جنوب كردفان , عن شمال السودان , وضمهما لدولة جنوب السودان الجديدة ! وأنتهأءأ بفصل دارفور , في دولة مستقلة , كما كانت دومأ , وقبل ضمها , بالقوة العسكرية , الي شمال السودان , بواسطة المستعمر البريطاني في عام 1917 !
المخطط الامريكي الصهيوني يهدف الي تقطيع أوصال بلاد السودان , وتمزيق نسيجه الاجتماعي , واغراقه في حروب دينية , وعرقية , وجهوية , ومذهبية ، وطائفية ! وأبقائه علي ذيل قائمة الدول الفاشلة ، وعلي ذيل قائمة الدول الفاسدة والمارقة والمنبوذة ! وتحويله الى دولة ملطشة ومداسة يتدخل الجميع , حتي الصومال , في شؤونها !
ولكن نظام الانقاذ قد قرأ وأستوعب جميع وثائق موقع « ويكيليكس » عن الحرب على العراق !
وفهم نظام الانقاذ الكلام !
بيت الكلب ! أدخل الامريكان نظام الأنقاذ في
وعملأ بفقه التقية الذي يتقنه نظام الأنقاذ , وجيدأ , فسوف ينبرش نظام الأنقاذ , وينبطح , ويمرر كل الاجندة الانفصالية , وغيرها من الاملاءات الامريكية ( بدون بغم حلوم ) !
يفعل ذلك , طواعية , فقط , وفقط لكي يبقي علي سرج السلطة في دولة شمال السودان الاسلامية , المنزوعة الأسنان , المقطعة الأوصال , والأطراف !
ولا نلقي الكلام علي عواهنه , ولا من فراغ !
الم يقل الرئيس البشير بوضوح ( الاحد 24 اكتوبر 2010 ) أن أنفصال الجنوب ليس نهاية العالم ؟
وسوف يقول غدأ أن أنفصال منطقتي الأنقسنا ونوبة الجبال ليس نهاية العالم ؟
وسوف يقول بعد غد أن أنفصال دارفور ليس نهاية العالم ؟
وربما كان من الوقاحة لأن يقول بعد بعد غد بأن أنفصال الشرق ليس نهاية العالم ؟
ولكنه لم يستطع أن يقول , الان , ان أنفصال الجنوب ليس نهاية السودان الموحد الواحد الاحد ؟
وكأن بقاء السودان موحدأ ليس من اولويات الرئيس البشير ؟
وكأن بعض البعض المتبقي من بلاد السودان يكفيه , وزيادة !
عجبي ؟
نواصل
|