زفرات حرى
الطيب مصطفى
قطر والإنجاز التاريخي
سعدت كثيراً لفوز قطر باستضافة نهائيات كأس العالم عام 1922، متفوقة على أمريكا بكل هيلها وهيلمانها وخيلائها وعظمتها وغطرستها وكذلك على اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية.
فوز قطر يبيِّن بجلاء ويثبت أن العبرة ليست في الوزن الدولي أو القوة الاقتصادية والعسكرية أو المساحة الجغرافية أو عدد السكان، فكل ذلك لا يعني شيئاً أمام التخطيط السليم وحسن
الإدارة والتصميم على تحقيق ما يبدو في نظر الإنسان العادي مستحيلاً وعدم الاستسلام، فما من دولة في العالم الثالث تجرؤ على مجرد الحلم بأن تحقق ذلك الإنجاز التاريخي وتتفوق على أمريكا وتصرعها رغم جبروتها وهيمنتها على العالم ولذلك لا غرو أن يحتج الرئيس الأمريكي أوباما مدفوعاً بجنون العظمة الذي جعله يُنكر على دولة صغيرة أن تتجرأ وتخطف من أمريكا ذلك الفوز الكبير.
إن قطر تثبت للناس كل يوم أنها تملك من المؤهلات ما يجعلها تصرع الكبار، فإذا كانت بعض الدول تنكر عليها «تطاولها» وتجاوزها الحدود وتحقيق النجاح فيما فشلت فيه بما في ذلك الأزمة اللبنانية وتسلم ملف أزمة دارفور وغير ذلك من المبادرات السياسية فإن فوز قطر على أمريكا والدول الأخرى المنافسة يُلقم من يغارون من قطر ويظنون أنها أصغر من أن تزاحم الكبار حجراً كبيراً ويردهم على أعقابهم ويحملهم على التواضع قليلاً ويقنعهم أن قطر أكثر تأهيلاً منهم للعب الأدوار السياسية التي يعجزون عن لعبها كونها تستطيع أن تنتصر وتهزم الكبار بمن فيهم أمريكا.. فهلاّ كفوا عن وضع المتاريس في طريقها وأعانوها على إخماد حريق دارفور وغيره من القضايا بعد أن عجزوا عن ذلك؟!
إن قطر التي علّمت العرب جميعاً بل والمسلمين أنها تستطيع أن تحقق إعلامياً ما لا يستطيعون معشاره، وأعني قناة الجزيرة التي تفوقت على القنوات الغربية العالمية، وقادرة على تحقيق المزيد من الإنجازات في مختلف المجالات، ولا أملك إلا أن أهنئ قطر شعباً وحكومة، ذلك أن فوزها فوز لنا جميعاً... فوز يرفع من معنوياتنا في زمان الإحباطات والهزائم.
وما أدراك ما عرمان!!
تتجه الحركة الشعبية من خلال قطاع الشمال الذي يتولى إدارته ياسر عرمان إلى إنشاء كيان عسكري لها في الشمال عقب الانفصال، وذلك بتجميع أبناء الشمال بمن فيهم جنود الجيش الشعبي من دارفور وأبناء النوبة والنيل الأزرق في جسم واحد!!
وهكذا شأن الشيطان دائماً لا يهدأ له بال ولا يقر له قرار ولا يتوقف عن إلحاق الأذى بالأقربين والأبعدين ولا يكف عن تسميم الأجواء وتوتيرها، وهكذا يظل عرمان على الدوام خميرة عكننة لا بل شيطان رجيم ينشر الشر ويعكر صفو الحياة والأحياء!!
عرمان لم يكتفِ بالحرب التي شنها على أهله وبني جلدته من خلال الانضمام للجيش الشعبي والحركة الشعبية بعد أن ارتكب فعلته الشنعاء وفر هارباً في ثمانينات القرن الماضي ليواصل جرائمه وخيانة أهله وتقتيل خيرة أبناء الشمال لكنه عاد عقب نيفاشا وشهدنا كيف بدأ «نضاله» من خلال لجنة الدستور التي أرّخت لمعركته الكبرى ضد إيراد آية «بسم الله الرحمن الرحيم» في صدر الدستور الانتقالي وهل يعادي الشيطان شيئاً مثل عدائه للبسملة التي تطرده وتطارده أينما حلّ؟! ثم خاض الرجل معاركه الكبرى من داخل البرلمان الذي قاد من خلاله المعارضة بالرغم من أن حركته هي الشريك الأكبر في الحكومة التي تعارضها ولن أطيل في سرد ما فعله عرمان مع باقان رفيقه من قديم في «كفاح الطبقة العاملة» وغير ذلك من شعارات الفكر الشيوعي الذي إليه كانا ينتميان.. لن أطيل فقد أسلنا مداداً كثيراً رافق مسيرة الرجل خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت نيفاشا وشهدنا «مصرع» عرمان عندما اُنتُزع من السباق على رئاسة الجمهورية في إذلال هو به جدير بينما كان يُمنّي النفس بأن يقدمه شعب السودان الشمالي الذي فقد أرواحاً عزيزة على يديه الملطختين بالدماء.. يقدمه لكي يصبح رئيساً للسودان ويا لهوان السودان الذي يتجرأ أمثال عرمان ويتقدمون لقيادته وهم ألدّ أعدائه!!
اليوم يعود عرمان من جديد بعد الانفصال طامعاً في أن يكون له دور في مستقبل السودان الشمالي ليس من خلال «النضال» السلمي وإنما من خلال العمل المسلح فيا سيحان الله!!
عرمان الذي مهّد لخطوته هذه بالحديث عن الجنوب الجديد الذي يعني به أن يتمدد الجنوب في الولايات المجاورة من أرض الشمال لم ينسَ بالطبع كما لم ينس من وظّفوه لإقامة مشروع السودان الجديد في أرض الشمال بعد الانفصال في إطار ما سمّاه مستشار الحركة الشعبية الأمريكي روجر ونتر بالخطة «ب» أن الخطة الجديدة تتضمن العمل المسلح من خلال استخدام الحركات الدارفورية والقوى اليسارية والعلمانية وتبدأ من الجنوب الجديد وتستمر في العمل السياسي والعسكري لإنجاز ذلك المشروع.
هل فهمتم قرائي الكرام لماذا ترفض الحركة بإيعاز من أمريكا ترسيم الحدود قبل الاستفتاء وهل أدركتم لماذا يطالب عرمان وباقان والأمريكان بمنح الجنسية المزدوجة لأبناء الجنوب في الشمال وبالعدم منحهم الحريات الأربع حتى يكونوا طابوراً خامساً ليُستخدم في الوقت المناسب لإحداث البلبلة والفوضى والاضطراب على غرار ما حدث يوم الإثنين الأسود تمهيداً للاجتياح وإقامة مشروعهم الشيطاني؟!
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة