بسم الله الرحمن الرحيم
الجبهة الوطنية العريضة
اللجنة التمهيدية – ولاية الجزيرة
نداء لكل الشرفاء
إلى جماهير شعبنا الوفية
عشنا جميعا إطلالة عيد الفداء في ظل غلاء طاحن وكلنا نرزح تحت ظروف معيشية خانقة في ظل أيام الارتفاع الجنوني المتزايد يوميا لكل السلع دون مبرر مقبول . وتلك هي وعود أهل الإنقاذ بعد أن رفعت الدعم الحكومي عن السلع الحياتية ( سكر , دقيق, زيت ) وتخلت عن واجبها في الرقابة على الأسعار وتحديدها لتترك أمرها لمافيا المؤتمر الوطني وتجاره ليضاربوا ويزدادوا غنا من أرزاق وقوت الفقراء , فأصبح ضيق الحال دافعا قويا لهجرة الكثيرين من أبنائنا باحثين عن حياة أخرى في بلاد المهجر علهم يستطيعوا أن يقدموا دعما بغربتهم لأسرهم يستر حالها . بارك الله فيهم ورد غربتهم . فإلى متى يبقى الحال هكذا ؟ بعد أن أكدت واحد وعشرون عاما من حكم الإنقاذ أن أهل الإنقاذ فشلوا وعمقوا أزمات الوطن وأن سياساتهم وخططهم الاقتصادية ( النهضة والنفرة وغيرها من الأكاذيب ) لم تزل فقرا ولم تخلق تنمية بل زادت الحال سوءا وأفقرت الكثيرين وأصبحنا جميعا فقراء إلا من والاهم وزبانيتهم من المنتفعين والطفيليين .
أيها الشعب العظيم
إن السودان الذي نعرفه مهدد الآن بالتمزيق والتقسيم وخطوات التقسيم تتسارع يوميا منذرة بمستقبل مظلم وبمزيد من التمزيق بعد أن تأكد أن الجنوب سينفصل ويكون دولته المستقلة بعد أن مرت سنوات الفترة الانتقالية من 2005م في ظل تشاكس واختلاف بين شريكي الحكم أقنع الجنوبيين باستحالة العيش في سودان المؤتمر الوطني ويئسوا من أي وحدة في ظل نظام يكيل للجنوبيين وقادتهم السباب كل يوم ويدعوا قادته وصحفه للتعالي والعنصرية والتفرقة بين أبناء الوطن بشكل فاضح دون أن يجدوا من يردعهم من أجهزة الدولة التي يفترض فيها إن تعمل للوحدة وتحميها وترغب فيها, ...ياشعبنا الصابر... المؤتمر الوطني لا يتمنى الوحدة ولم يعمل لها ويتباكى عليها خوفا من غضبكم ولعنة التاريخ الحتمية والآن يحاولون جاهدين وتحت مسميات وخدع متعددة أن يشركوا معهم الآخرين حتى لا يتحملوا خطيئة الانفصال وحدهم . فلتعي وتتعلم قيادات القوى السياسية مكرهم إن كانت تحسب للوطن وللشعب.
أيها الشعب الصابر الوفى
يا طليعة وكوادر القوى السياسية وقواعدها
يا جماهير المحايدين والمستقلين الذين يئسوا من إخفاقات الفعل السياسي المتكرر
أيها الطلاب الشرفاء.. يا نصف الحاضر وكل المستقبل.. يا روح الثورة وشرارتها الأولى
أيها المزارعين .. يا من إخضرت أرضنا بضربات معاولكم وأخرجت من باطن الأرض بعد التوكل على الله خيرا وغذاء لكل الناس .
إليكم جميعا نتوجه بالنداء .. نداء الشرفاء .. فالوطن في أشد حوجته لفعلكم وقولكم الحق , لتردوا للوطن شموخه وعزته ليعود وطنا للجميع نعيش فيه حياة العز والكرامة لا حياة الذل والخوف والهوان . إن الجبهة الوطنية العريضة تدعوكم لفريضة الدفاع والحفاظ على السودان وشعبه بعد أن عاثت فيه حكومة الانقاذ فسادا وإفسادا وأدخلت السودان في فلك المصالح الدولية والإقليمية وأستباحت سيادة ترابنا المنظمات الواجهية لاستخبارات الطامعين .فكانت النتائج أن فقدنا قرارنا الوطني في حل قضايانا الوطنية ومشاكلنا الداخلية وأصبح الإجنبى في ظل هذا النظام هو سيد القرار الوطنى . بل وأصبحت وصفات العلاج تـاتى من خلف الحدود وتتلقفها حكومة المؤتمر الوطنى دون حياء .
أيها الشرفاء
إن قضايا الوطن واحدة لا تتجزأ وليس هناك دم رخيص ودم غالى في السودان ، فكل قطرة
دم سودانية هي حرة وغالية ومرتفعة الثمن وسيعانى من أراقها هدرا سهر الليل ونوم الكوع ، كذلك فمدني وجوبا والفاشر وحلفا وكسلا وغيرها ، كلها مدن سودانية حرة ومن يسكنها سودانيون أحرار.. وعلى هذا الأساس ننظر للوطن وقضايا الوطن .فقضايا التهميش تشمل كل السودان والفشل في تحقيق أو خلق تنمية متوازنة وعادلة وتمييز الأقاليم والمناطق الأكثر فقرا والتي تضررت بالحروب والكوارث وتعزيز وتعميق الوحدة الوطنية في ظل سودان متنوع الأعراق والأديان والثقافات وصيانة التراب والسيادة الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية وترسيخ الممارسة الديمقراطية كلها عناوين فشلت كل الأنظمة المتعاقبة على الحكم في تحقيقها وإنزالها لأرض الواقع بسبب طبيعة هذه القوى الحاكمة وبسبب غياب البرنامج الواضح وصراعاتها ونزاعاتها الحزبية الضيقة أو التردد من الإقٌدام على خطوات معالجة جريئة تضر بمصالح قوى متمكنة سياسيا واقتصاديا على حساب قضايا الوطن المصيرية . وتبقى في تقديرنا أن هذه العناوين المذكورة تشكل خط الشر وع الوطني المتفق عليه بين الجميع كأساس لوحدة وطنية راسخة ومتجددة وأساس لحياة كريمة تتحقق فيها حياة كريمة لكل المواطنين دون تمييز بسبب اللون أو الجهة أو العرق أو الدين.والجبهة الوطنية العريضة تقولها صراحة .. لا سبيل لتحقيق هذا البرنامج إلا برحيل هذا النظام الذي تسبب في هذه الأزمات وعمقها ونظام أكدت سنوات حكمه الواحد وعشرون واتفاقاته الكثيرة التي وقعها وتعاهد عليها بشهود أكدت التجربة أنه نظام غير جاد ولا يراعى ويحفظ العهود وأن أكذوبة التحول الديمقراطي سراب يجرى ورائه الظمآن فلا يجده .وعليه فإننا ندعوكم جميعا للالتفاف حول البرنامج السياسي والإقتصادى للجبهة الوطنية العريضة لنعمل جميعا لتحقيق أولى الخطوات لإنقاذ السودان من حكم الإنقاذ
يا طليعة وكوادر القوى السياسية الوطنية
إن التاريخ علمنا أن التغيير لا يحدث إلا بقوة الإرادة وقوة الإيمان والتضحيات الغالية التي تقدمها الشعوب وطليعتها من المناضلين والمثقفين الذين يرسون الوعي ومعالم الطريق، وهؤلاء هم أنتم. إن الجبهة الوطنية العريضة لا تدعوكم للتخلى عن عناوينكم الوطنية ومواقعكم الحزبية لتنضموا للجبهة بل تدعوكم لتعميق ارتباطكم بالمبادئ والقيم التي تؤمنون بها وأن تتقدموا الصفوف وتحاربوا قوى الخديعة والنفاق وتزييف الإرادة داخل تنظيماتكم التي تحاول تعطيل طاقاتكم وإبعادكم عن الالتحام الحي بقضايا شعبكم وتحاول عابثة أن تنقل إليكم عدوى الخمول وروح اليأس من التغيير بعد أن ضعفت همتها وأتعبها سفر النضال ، فقاوموا هذه العقليات المنهزمة وعمقوا تجاربكم النضالية داخل تنظيماتكم وأصلحوا المعوج في هياكلها وافضحوا واعزلوا المنهزمين والنفعيين تعود لقواكم الحياة الحرة وتأكدوا بأننا نثق في وطنية وشرف مبادئ عناوينكم الحزبية وتاريخها المشرف بالمواقف الوطنية وستجدوننا معكم في خندق واحد لأن العدو واحد ...
أيها المحايدين والمستقلين
نحن نعلم بروحكم الوطنية وحرصكم العالي على الوطن وأكيدين من شرفكم وسمو أخلاقكم ، ونقدر أن إخفاقات الفعل السياسي المتكررة والفشل في تحقيق كل العناوين والمطالب العادلة لشعبنا مضافا لها ممارسات النظام القمعية التي شردت الشرفاء وفوق ذلك ضائقة الحياة وشظف العيش الذي نعانيه جميعا ، إن كل ذلك مجتمعا أدى إلى تحجيم أو إضعاف عطاءكم الوطني وعطاء الكثيرين من الشرفاء لكننا نقول أن ذلك لم يكن إلا امتحانا عسيرا لكشف معادنكم النقية ومواقفكم المشرفة وها هي الجبهة الوطنية العريضة تمد لكم الأيادي بيضاء لنفعل معا ما يقود الجميع إلى بر الأمان فالجبهة الوطنية العريضة ليست حزبا سياسيا بل هي مظلة وطنية لكل السودانيين وهمها كل أهل السودان ومناطق السودان وقراه فلا تحرموا الوطن من عطاءكم الذي خبرته الجامعات والمعاهد والثانويات وتشهد له سجون وزنازين المتسلطين ويفخر به شعبنا .
يا جماهير شعبنا العظيم
النظام يحاول أن يبث اليأس في النفوس بزرع الخوف وإشاعة إن النظام يستحيل تغييره ورموزه يتفاخرون بهذه الخدعة بعد أن عملوا لتحقيق عهد التمكين بتقسيم الأحزاب السياسية وإضعافها وزرع في صفوفها عناصر موالية له أو إشتراها بحر ماله وإغراءاته لتقدم للنظام كل المعلومات التنظيمية لاستخدامها في ضرب وحدة كل حزب وفركشة كل محاولة من الأحزاب الوطنية للاتفاق حول أي مشروع وطني يعكر صفو النظام أو يعمل على إسقاطه .. وإذا كان العمل الجبهوى هو الطريق المجرب لشعبنا لإسقاط الحكومات العسكرية فان العمل الجبهوى بتجاربه الكثيرة التي عشناها وعاشها شعبنا حافل أيضا بالسلبيات والانتكاسات التي تعود للاختراقات الأمنية من النظام أو لظروف وتطلعات وتوازنات حزبية حكمت قيادات القوى المكونة لهذه الجبهات ( التجمع الوطني ، قوى جوبا وغيرها ) ونعتقد بأن أولى خطوات التصحيح تبدأ من داخل القوى الوطنية نفسها في فضح وكشف المندسين وعزلهم والالتزام بمقررات العمل الجبهوى وتغليب الهدف الوطني على الهدف والمصلحة الحزبية .وبالمقابل يعلم الجميع أن الحزب الحاكم لم يسلم من الانقسامات هو أيضا رغم اختلاف الأسباب والدوافع والان تدب في داخله التناقضات وصراعات مراكز القوى التي تشكلت بفعل المصالح والجهويات( مهزلة انتخابات التشريعي الأخيرة وصراع القمم ) ويعلم الجميع أيضا أن المؤتمر الوطني معزول عن شعبنا ( وهم يعلمون ذلك ) وأن من يدافع عنه من المطبلين هم ليسو سوى فئة المنتفعين وطالبي المناصب أو الساكتين عن الحق والساكت عن الحق شيطان أخرس .
يا أبناء الجزيرة ومزارعيها
تعاملت الإنقاذ ومنذ مجيئها مع مشروع الجزيرة وكل مشاريع السودان بالإهمال المتعمد وتشريد وعزل الخبرات والكفاءات لتعين أهل الولاء والطاعة وبدأت في تجفيف موارد المشروع وخلق المشكلات الفنية والإدارية بتعمد وإصرار لتهيئ الجو المناسب لتمرير قوانين وسن تشريعات تتيح لها تنفيذ سياستها في تدمير مشروع الجزيرة وتصفية أصوله وبيعها وتمليكها عطاء من لا يملك لمن لا يستحق ... في ظل هذه الظروف وفى ظل اتهامات باطلة بخسارة المشروع وأن المشروع بخسائره المتكررة أصبح يشكل عبئا على خزينة الدولة وخلق ممارسات أضرت بالمزارعين وزراعتهم أدت بالنتيجة لعسر المزارعين عن سداد ما عليهم من التزامات تجاه المشروع في ظل هذه الظروف هندست عصابة الإنقاذ قانون 2005م لتسرق منكم مشروع الجزيرة وغيره من المشاريع المنتجة التي كانت تشكل رقما أساسيا في اقتصاد السودان فلو أن الإنقاذ أنفقت ربع ما تنفقه على الدستوريين وشراء الذمم وإرضاء المحاسيب وربع ما تنفقه على أجهزتها الأمنية .. لو أنفقت ربعه على الزراعة أو الخدمات الصحية والتعليمة لما كان هناك فقير أو معدم في السودان ولما تشرد أهل دارفور في المعسكرات يقتاتون من ما تجود به المنظمات الأجنبية ولما ماتت واحدة من حراير الشرق عند مخاض الولادة . لكن النظام شطب من قاموسه أى إهتمام بالانسان والسودان .
إننا إذ نرفض قانون 2005م نؤكد بالمقابل دعمنا لتحالف مزارعي الجزيرة والمناقل ككيان وطني مطلبي يدافع عن حقوق المزارعين وعن المشروع بعد أن أتت الإنقاذ باتحاد مزارعين لا يمثل المزارعين بل يعبر عن السلطة ولا يعبر إلا عن توجهات النظام والمؤتمر الوطني ، وندعو للالتفاف والتلاحم الوطني من كل القوى الوطنية مع تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل وتطوير فعاليته في مناهضة قانون 2005م وكل السياسات الرامية لتدمير مشروع الجزيرة وبدء حوار وطني جاد لدراسة الوضع الحالي للمشروع وإمكانيات المستقبل والاهتمام بآراء الخبراء والدراسات الفنية التي تتعلق بفقدان الأرض لخصوبتها أو ضعفها ومشاكل الري والتحضير وبحث جوهر العلاقة بين المزارع وإدارة المشروع والحكومة وكيف تكون مستقبلا والدورة الزراعية بالمشروع والمحصول الاساسى بعد أن أبعد القطن من الدورة وهل يعود القطن فى ظل المنافسة العالمية أم علينا أن نتجه لمحاصيل أخرى ... كل تلك القضايا تدرس بما يخدم ويحقق مصلحة الأطراف الثلاثة .. لننهى بذلك حالة الفوضى المتفلتة التي خلقتها وعمقتها حكومة الإنقاذ .ولنرسم جميعا مستقبل افضل للزراعة والمزارعين بالمشروع يفارق فيه الفقر بيوت الناس .
عاش السودان حرا موحدا
عاش الشعب
والله أكبر وليخسأ الخاسئون
الجبهة الوطنية العريضة
اللجنة التمهيدية.. ولاية الجزيرة
مدني في
29نوفمبر2010 |