بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من الحزب الوطني الإتحادي
الى جماهير الشعب السوداني
في الذكرى الرابعة والخمسين لاستقلالنا الوطني نخاطبكم في الحزب الوطني الإتحادي المعبر الأصدق والأوفى عن تطلعات الشعب وراية استقلانا الوطني التي رفعها الزعيم الأزهري والقادة الوطنيين ووحدة بلادنا تواجه المخاطر والمؤامرات المتمثلة في الدعوة الإنفصالية والسيطرة الشمولية والإنهيار الاقتصادي والتفريط في السيادة الوطنية.
دعوات الإنفصال في الجنوب قديمة وارتبطت بالمظالم التي عاناها الجنوبيون والمعروفة لدى الجميع لكنها أيضاً لم ترتبط بحركات التحرر الإفريقية وانما كانت مرتهنة للجهات الإستعمارية والمشاريع المشبوهة . ويعتبر نشوء الحركة الشعبية لتحرير السودان ودعوتها للسودان الجديد تطوراً هاماً داخل الحركة السياسية الجنوبية والشمالية معاً وقد أعطى ذلك الأمل والبشرى في بناء سودان جديد ديمقراطي وموحد تسوده العدالة والحريات ينهي اللإحتراب ويعزز السلام والسيادة.
فرض ميزان القوى السياسي والعسكري والدفع الإقليمي والدولي توقيع اتفاقية نيفاشا والتي رغم أهميتها كانت صفقة مساومة بين طرفين ولم تكن بحال من الأحوال تعبيراً عن إجماع وسط القوى السياسية السودانية كافة واستمدت شرعيتها من الخارج مقدمة ايقاف الحرب على كل اعتبار آخر مثل مستحقات الديمقراطية والعدالة التي حادت عنها الفترة الإنتقالية ولم يتمكن الجنوبيون والشماليون من التعبير عن إرادتهم الحرة واحتدم الصراع حول تنفيذ الإتفاقية التي وضعت أمامها العقبات الكأداءوحوصرت بالتآمر والصمت عن الحقوق وبدا لكل ذي بصيرة أن السلطة السياسية الحاكمة تعمل حثيثاً للإنفصال وتوفر الحجة لكل انفصالي سواء في الجنوب أوالشمال،وكان ذلك واحداً من العناوين المهمة التي ساعدت على تغذية الإتجاهات الإنفصالية التي كانت قد تغذت في الاصل من العصير المر للسياسات والمناهج الرعناء للحكومات السودانية المتعاقبة عسكرية ومدنية عندما تبنت الحلول العسكرية والأمنية ولجأت الى القمع والمجازر وصالت بالإستبداد والتجبر وتكميم الأفواه والإستعلاء العنصري والثقافي والتحيز العرقي ونبذ التعدد التنوع وحقوق المجموعات السكانية المختلفة وتقويض أسس الحياة الإجتماعية السوية والسلم الأهلي بالنهج الإقتصادي الجبائي سييء الصيت الذي مكن لكافة أشكال الظلم وأرسى الضغائن والمرارات وسلب عائد العمل والانتاج وجعل المال دولة بين الأغنياء وترك الغالبية في شظف العيش والمعاناة بينما زمرة الأقلية ترتع وتنهب المال العام وتقوض اسس الإنتاج الزراعي والصناعي وتبيع البنيات الأساسية للقطاع العام بالخصخصة وإعادة الهيكلة وتسعى لتحويل المشاريع الزراعية الكبيرة الى اقطاعيات خاصة. وصارت الحياة المعيشية اليومية دائرة من العذاب متصلة وتحول المواطنون الى جيوش من المفصولين والعطالى والجوعى والمتسولين واللاجئين والنازحين تحت رحمة المنظمات الدولية والمانحين. وفوق هذا التفريط المهين في سيادة الوطن والقبول الذليل بالمخططات الأجنبية والوجود الأجنبي ورهن الإرادة للقوى الخارجية.
تضافرت السياسات السابقة والحالية جميعها لتقوية مواقع الإنفصاليين وزعزعت مواقع الوحدويين خاصة داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان واضطر قادتها امام عزوف الشريك عن الوفاء بالإتفاقية أو تقديم أي صيغة تضمن وحدة البلاد الى التنازل حتى عن مانفستو الحركة والخضوع لتيار الإنفصاليين. إننا نشك شكاً عميقاً في أن هذا التيار الإنفصالي ليس هو تيار الأغلبية في الجنوب ونحن على تمام اليقين أن إرادة الجنوبيين مهددة بالتزييف طالما أن عناصر الإنفصال تحتل مواقع مهمة في حكومة الجنوب والشمال الى جانب الأصابع والمصالح الأجنبية الساعية بدأب كي تعترف بدولة الجنوب ، فالقوى المتصارعة في بلادنا ادخلت الأجنبي عميقاً في الشأن السوداني فصاروا وسطاء ورعاة للمفاوضات وضامنين وحملوا معهم مطامح ومصالح بلدانهم في بلادنا وأصبحوا أهل الحل والعقد يسوقون من خضعوا لهم بالعصي والجزرات صوب ما يريدون وضاع استقلالنا وقرارنا الوطني وصارت الوطنية زعيقاً بلا معنى والبلاد في تبعية مريرة تحرسها الجيوش الاجنبية باسم الأمم المتحدة.
في ظل هذه الظروف المعقدة وغير الطبيعية يجب أن لا يحملنا أحد على إحترام نتائج أي انتخابات أو استفتاءات دون تبصر في استيفائها لشروط حرية الإختيار والتنافس النزيه خاصة وتجربتنا مع هؤلاء الرعاة والوسطاء والضامنين سلبية فقد غضوا الطرف وصمتوا صمت صاحب الحاجة والغرض وهم يعلمون القصور عن أي معيار محلي أو إقليمي أو دولي.
أمام هذا الواقع الصعب تقع على عواتقنا مهام كبيرة ومعقدة تتمثل في التمسك بالوحدة مهما كانت المجريات والتحديات والمخططات والمؤامرات. إن تيار وحدة بلادنا شمالاً وجنوباً تيار جماهيري جارف ومهما كان فهو المرتكز في ضمان وحدة السودان وضمان استعادة وحدته، والفئات الطامحة لحكم الجنوب المنفصل وتلك التي تريد أن تستمر في حكم الشمال منفردة عليها أن تعلم أنها لن تهنأ مطلقاً بوطن مجزأ. إن القوى الجماهيرية الهائلة التي صنعت ثورة أكتوبر وانتفاضة أبريل المجيدة والتي احتشدت حول شعارات الوحدة والسلام والعدالة والسودان الجديد مرات عديدة والمتطلعة لإرساء الحقوق الديمقراطية والعيش الكريم قادرة على صنع المعجزات وهي تتقدم رافقة شعاراتها التواقة للتجديد والتغيير والعزة الوطنية وهي على القناعة والمعرفة والوعي بأن الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها يتطلب قبل كل شييء تغيير نظام الإنقاذ الإنقلابي العسكري المقيت وفتح الطريق أمام تطور بلادنا بضمان الحريات والحقوق الأساسية وضمان صيغة دستورية جديدة ترضي مكونات البلاد ثقافة وأعراقاً وأدياناً.
لنرفع الأيادي عالياً لوحدة القوى الوطنية في الشمال والجنوب.
ولنوقف عربدة الأجندة الأجنبية ومخططاتها المشبوهة من أجل عزة السودان واستقلاله.
ولنسقط صوت الفتنة والفصل العنصري صونا لوحدة السودان.
الحزب الوطني الإتحادي
الخرطوم نوفمبر 2010
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة