تأليف مصعب الهلالي
(من ديوان خيمة العربي)
[المُدَرْدِشُ الرابع عشر]
حين بدأنا التعارف
أنا و مُـدَرْدِشَتِـي سَـحَـرْ
بنت التاسعة عشر
وضربنا مواعيد اللقاء
على الفضاء
كِدْتُ أضْمُر وأنزَوي
أهضِم نفسي
من فـرط الحياء ....
وقد جاء إسمي
في الترتيب الرسمي
على المستوى العربي
وقائمة الانتظار العالمية
عند رقم الألف وأربعمائة
كأنّني في معسكر نازحين
ومخيّـم لاجئيـن
أستجدي الطعام
في موائد اللئام
من نخاسة الأمم المتحدة
ومنظمات العون الشيطاني
تحت اشعة شمسٍ نهارية
وحدها السّخِيّة
في مجاهل القارة الأفريقية
أو أرغب في شراء خبـز بلدي
وقرطاس طعمية
داخل حي شعبي
في القاهرة الفاطـمـية
..........>>>>>>>>..............
كل الأثرياء ....
النُدْرَةُ الأتقياء
والكَـثَـرَةُ اللصوص
وأصحاب النفوذ
أرباب التملّق والرياء
السماسرة والوسطاء
الأوغاد والأشرار
في باحات الفنادق
وقاعات الانتظار
وغرف الاجتماعات الصفراء
وعلى الموائد الخضراء
وتحت المصابيح الحمراء
في الملاهي
وصالات المقاهي
يسهرون ويستيقظون
يحلمون دون سكون
بإضافة أصفار جديدة
وأرقام مديدة
على يمين ثرواتهم المالية
وأرصدتهم البنكية
وأنا وحدي
على جناح الشّــات
أنام ملْ جفوني المسبلات
على البساط الأخضر النضير
وأدمن المقيـل
على ضفاف نهر النيل
أتقلّب على ظهري
ويُمْـنِي ويُسْـري
أحلم بتقليل الأصفار
في الغدو والأسحار
عن يمين مُدَرْدِشَــاتِي
وعزيز صويحباتي
............<<<<<<<<<............
كانت خطتي في غاية البساطة
ولا ينقصني من الجأش الرباطة
والتنفيذ ساهل معروف
بذلت لها معسول الكلام
ويعاسيب الحروف
تـزلّفتُ .....
تملّقتُ ......
بكيتُ ......
طلبت الرضـا
أبديت الخنوع
وذرفـتُ أنهار الدموع
مددتُ يدي
ذليل أستجدي
تسلّقتُ العَتَبَات
تجرعت المرارات
قبـّلْت الحَصَا المرمر
وأحرزت النجاح المُؤَزّر
حذفت كل الأصفار
أمام رقم الانتظار
وأصبحت وسط صفوف البشر
برُتْبَةَ المُدَرْدِشُ الرّابع عشر
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة