كلمات رثاء للشهيد البطل إبراهيم الزبيدي
أخي يا نبض الفؤاد ، يا نسيم الروح .. أيها الساكن داراً خيراً من دارنا ،أيها الاكرم منا كيف
أرثيك وأنت الشهيد .. أي لسان يعطيك حقك وقد سماك الله شهيداً.. الزبيدي : أظن أن
اسمك كان صدفة ولكنك نلت كل معنى من العلياء يا سيدي .. يا سيد الكبرياء في
الزمن المأسور بالصمت .. أيها الصاعد إلى عالم الانعتاق .. أيها التارك للزوال إلى
البقاء .. أي دمٍ رائعٍ هذا الذي منك قد سال .. أي عبق هذا الذي منك قد فاح .. أبيت
الا الصعود فوق القمم .. أبيت إلا مكاناً فوق النجوم .. وقفت والشمس في موضع ،
تشرق فينا بإشراقها وتغرف عنا بغروبها .. شروقك فينا نور لا يفنى ، وغروبك عنا
ذكريات لا تنسى .. يا سيدي ,,في مقامك هذا لات حين بيع الرثاء منا : بطولتك ،
شجاعتك ،
إقدامك ، ايثارك ، صبرك ، فداؤك كلها ترثيك في اليوم ألف مره .. أقسمت أنك أقوى من
زمانك ، أعظم من جراحك ، أحلى من حياتك ، أسبق من فواتك ..
أتذكرك لحظات من عمري مرت كما مر السحاب بلل الأرض بماء الحياة ثم
رحل فأنبت ظله زهوراً فاح أريجها في أرجاء الوطن .. أتذكرك بطلاً مقداماً محباً
للثورة عاشقاً للشهادة .. أتذكرك بقولك المفضل وأنت تقول "الكفاح الثوري مستمر
" فكنت أيها البطل غراً صعباً عليهم .. أتذكر معيناً من الحياء يزينك في كل حين ..
عجبا! أن أرى فيك ذلك وقد رأيت فيك مدرسة في كل شيء .. رأيت فيك وجوهاً من
عظمةٍ فعلمت أن البطن الذي أنجبتك والأب الذي رباك كانا أعظم .. ولا أعظم خلقاً
رأيت فيك كيف تفدي رفاقك بروحك الطاهرة فتغطي هفواتهم بجسدك العملاق.
أي شهيدٍ أنت يا الزبيدي ؟! أي سيدٍ للشهداء أنت؟!
أي شعاع من الشمس أنت تضيء مدارج الصاعدين خلفك؟!
مت صامتاً إلا من صوت الرصاص يخترق أجساد عدوك .. مزقتهم غيظاً ..
أحرقتهم قهراً .. أرعبتهم خوفاً .. عظمة إيمانك بقضيتك اعتلت دباباتهم .. بسمة انتصارك
اعتلت طيرانهم .. أذقت الروح يا رفيق حلاوة الشهادة وأذقتهم مرارة الهزيمة فأي
شهيدٍ أنت يا بطل؟! وكأني بك وأنت تقتلهم تقول:
أنت الشهيد فدىً لأرضك وشعبك لا تمت
من غير ندٍّ أو قصاصٍ أو ثمن
فما مت من غير ما أردت يا رفيق فأعطاك الله منهم انداداً وأثماناً ..
.. دمك الأحمر لون أماسينا بجمره الحنون وأضاء الوطن بأمل الانتصار .
. دمك الأحمر لن ينسى ومظلمتك لن تبلى .. دمك الأحمر في رقابنا قلادة من أمانةٍ ،
فإن نسيناه فقد خنا الأمانة..فارفع جبينك فوق ضوء الشمس فما زلت حياً لم ترحل
وإن واروك التراب ، فصبحك ينبت ألف صبح ، ودمك ينبت في الميادين الزهور ..
أنت في ضمير الأحرار والثوار حي .. وفي ضمير التاريخ نصنع من بياض .. أنت للحق
المغتصب جولةً وصولةً وقوةً .. طهارتك جزءٌ من طهارة أرضك .. عظمتك جزء من
عظمة دينك .. إقدامك جزءٌ من سيرة أمجادك .. لقد كان جسدك الطاهر شراعاً للحق
والانتصار يموج على أكتاف الرجال .. أبصرته كل دارفور..وغردت فوقه كل حرائر
الأطيار .. وهتفت به كل حناجر الأطهار .. كل من يعرف عنك شيئاً ظن أن الطيور في
السماء تغرد فرحاً بإ ستشهادك وتخفق إعجاباً لصبر أبيك وأمك حين خرجوا يحملوك هدية
إلى الثورة.. زفتك النساء والرجال والشيوخ والأطفال..حتى الطيور والأشجار ..
أيها الرفيق سنمضي علي دربك .. وما زلنا على ثقةٍ بنصر الله وفرجه .لأنه السبيل
الأوحد للوصول إلى العزة والكرامة إنه طريق النضال الذي سلكناه .. نعلم مبتداه ومنتهاه
ولذلك دخلناه .. فمنا من قضى فيه نحبه شهيداً حميداً سعيدا مثلك أيها البطل .. ومنا
من ينتظر .. وتلك سنة الثورة التي تاكل من بنيها.
لقد اختارك الله في يومه المبارك فكان رميك على عدوك مبارك فبوركت يا بطلاً شهيدا
بين الشهداء وبورك البيت الذي شع نورك منه لتكون أهدافك التي خرجت من اجلها امل
ونوراً لا تبدده الأيام .. فستبقى يا أخي بكلماتك وأهدافك هذه تعيش بيننا وأنت تقول
لهم " موتوا بغيظكم فانا قادمون
طلقات رصاصك تدوي بأذاننا إلى الآن يا بن عريس ....
جاء موعد اللقاء فنزلت الملائكة واصطفت لاصطحاب روحك الطاهرة إلى بارئها ،
فيما تزينت الحور العين لاستقبال زوجها البطل ، وتجهزت الطيور الخضراء لتسكنك
حواصلها ، هكذا وليسدل الستار على أخر صفحة من صفحات نضالك وحياتك الدنيا
أيها الفذ العملاق ، وتبقى ذكراك حية ترتعش في قلوبنا ووجداننا ، وتبقى ملامحك
ترتسم أمام عيوننا في كل حين.
إلى جنات الخلد يا شهيد نا ود عريس سنجعل من يوم 5 /10/2010 يوم محفور بقلوبنا
وسيكون الرد في الوقت المناسب لأنك لم تمت بقلوبنا ولن تمت يا سيدي ’’
كل الدموع على فراقك يا الزبيدي
إلى جنات الخلد يا الزبيدي
رفيقك حافظ إبراهيم عبدا لنبي
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة