عينان مروعتان
كانت يارا وهي وإخوتها الصغار داخل المنزل يلعبون ويضحكون ويتحركون في أرجاء الغرفة يمينًا ويساراً وفجأة قطع صوت ضحكاتهم صوتاً مدوياً اسكت الجميع أما هي فكاد قلبها ينخلع من الخوف تشجعت وأخذت تهدي من روع أخوتها الصغار بعدها تحركت تجرُ رجليها الخائرتين نحو الباب في ذهول لكي تراقب ما يدور خارجه. التصقت بالباب وتسمرت مكانها متشبثة به بكامل جسدها الصغير تلوذ به من الخوف وعيناها شاخصتان تحدقان بعيداً وبدأت الأفكار تدور في رأسها الصغير ماذا افعل يا ربي لو لم تعد أمي ولو ولو ....الخ
ظلت مكانها والألم يعتصر قلبها وأحداث الأمس كشريط يعرض أمامها ذات صباح بعد أن ودعها أبوها هي وإخوتها الصغار وذهب إلى عمله لكي يقوم بواجبه حيث يعمل في الشرطة لكنه لم يعد غاب للأبد بعد أن ذهب ضحية انفجار كما يحدث يوميا في بلدها الحبيب رحمك الله يا أبي وظلت الهواجس والأفكار تملاْ رأسها الصغير الذي لا يحتمل صدمة أخرى وتحجرت الدموع في مآقيها وهي تتمتم بكلمات مخنوقة يا رب تعود أمي بالسلامة تراقب وتدعو وكل ما ترجوه في تلك اللحظات أن ترى أمها وهي قادمة نحوها فهل تعود إليها أمها سالمة لتأوي إليها وترتمي في حضنها الدافئ الحنون ويزول ما بها من خوف ورعب وتعيش تهنا أيام طفولتها الحلوة كبقية الأطفال أم يطول انتظارها وتشيخ طفولتها ويظل الخوف رفيقها.
السيدة إبراهيم عبد العزيز
e.mail : [email protected]
13/3/2007م مسقط نشرت الشبيبة
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة