طائــــِرُ الوفــــَاء
(طيور مهاجرة من أقصى شمال العالم تأتي للسودان للاستدفاء وتعود عند مجيء الصيف لبلادها الباردة .. إلا طائرا )
(بالأمس مَرّ أوَّلُ الطُّيُــور فوقــَنا
ودار دورتيْنِ قبل أن يغيبْ )*
لمحته .. رأيته يكاد يستريح فوق أيكةٍ .. ببيتنا
وفجأة يقرِّر الإياب !
وذاب في مواكِبِ الغرُوبْ
وخلتُــه يجيءُ ثانيا ليستجِمّ عند دارِنا الرحيبْ
أهل تُـرى يعودُ في مواسم الخريف مُقْبِلاً ؟
أهل ترى يسوق رَحْلَه لأرضِه التي هناك ؟
أما له مآرب ٌ تعيده لعالمِ الشتاءِ والهلاك ؟
أما هناك زوجُــه المهيضة ُ الجناح ؟
تودّ لو تطير كالجميع في ارتياحْ
تود لو تكون كالضياءِ حُرَّةً كنسمة تجيء من صَبَا *
تقول مرحباً يا مُقبلَ الصَّباحْ
وتفرد الجناحَ بينَما يخونُــها صديقُها الجناح
تغازل الشُّموسَ والزُّهورَ والأقَــاحْ
ويضحك الجنونُ مِلْءَ مايشــَاءْ
فقبلَما يزورُنا ككُلِّ عامْ
صديقُـــنا القديمْ
فتضحك المروجُ والغصون والأديمْ
يعيدُه حنينُــه إلى التي هناك في سُجونِ قيْــدها
ويهزأ الزمانُ بالغرامِ والهوَى وبالشُّــجون
ويرجِــعُُ الحبيبُ للحبيبِ .. للشِّــتاءِ والمَـــنُون
ليحضِنَ القَرينْ
وقد تدثَّـــرا.. كلاهما .. بِحُلَّةٍ من الصقيعِ والجليدِ والبَرَدْ
وأغمضا.. كلاهما .. لواحظ َالحنينِ والهُيامِ في جَلَدْ
ومثلما تلاقيا في سالِفِ الزَّمانِ والمَكان
ومثلما تصاحَــبا في رحْلةٍ غريبةٍ إلى هُناك
إلى عوالِمٍ تضِجُّ بالوفيرِ من غِذاء
وتحضن الجُسومَ والقُــلُوبَ في اعْتناءْ
تَصاحَبا في رحلةِ الفــَناءْ
وعندما سترجع الطيور عند صيفِها
ستبصر الّذيْنِ أصبحا هياكلاً .. دليلَ كبرياءْ
وقصـــَّةً لمنتَهى الوَفاء!
شعر : عبد السلام كامل عبد لسلام
تلفزيون السودان الرمز البريدي 14411
ص ب 1094 أم درمان السودان
هاتف 0129092503
المقطع من قصيدة (العودة إلى سنار ) للشاعر السوداني محمد عبد الحي
الصَّبا : الريح الباردة تأتي من الشرق
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة