بسم الله الرحمن الرحيم
مؤتمر السودان الشامل (الضرورات )
منذ التاسع عشر من ديسبمر عام 1955م ، لازالت بلادنا تسعى لإستعادة ذلك الإجماع الوطنى الذي وحد إرادة السودانيين خلف مطلب الإستقلال ، وذلك لمواجهة قضايا ومشكلات مرحلة ما بعد الاستقلال . ومنذ ذلك الوقت خاض أبناء وبنات شعبنا تجارب عديدة من أجل الوصول لذلك الهدف في مختلف منعطفات التطور السياسي للبلاد لذلك ظلت الوحدة الوطنية والوئام الوطنى والوفاق والتراضى قضية حية في وجدان الشعب وقواه السياسية ، لم تطفئ جذوتها النكسات والتجارب الفاشلة والآن فإن بلادنا ، التي تعيش ظروفاً اشبه ما تكون باوضاع ما قبل الإستقلال ، تمتحن فيه قدرتها وجدارتها في أن تكون أو لا تكون ، تجد نفسها أحوج من أي وقت مضى ، لحشد الارادة الوطنية ، مرة ثانية ، لمواجهة مسألة مصيرية ، لا تقل أهمية عن معركة الإستقلال ، هي معركة الدفاع عن وحدة البلاد شعباً وأرضاً . وتلك ليست هي المرة الأولى التي تمتحن فيها وحدة البلاد وشعبها . فقد اجتازت البلاد ، بفضل وعى شعبها في الشمال والجنوب ، إمتحان الوحدة ، فخرجت أكثر تماسكاً في مؤتمر جوبا عام 1947م وأكثر عزيمة للمضى على طريق الوحدة الراسخة رغم بذور الشقاق التي أوجدها المستعمر وما افرزته من عدم ثقة ونزاعات وحروب .
لقد كانت مفاوضات نيفاشا ، التي انهت آخر حروب الشمال والجنوب فرصة تاريخية لتعزيز وحدة البلاد على قاعدة من التوافق حول مختلف القضايا التي تشكل جذور النزاعات على الأرض السودانية . وعلى الرغم من ملامسة إتفاقات نيفاشا وبرتوكولاتها لقضية الوحدة الوطنية والإجماع والمصالحة والتعافى ، والتي ظلت تزداد أصداءها في الإتفاقات اللاحقة التي وقعتها القوى السياسية في القاهرة وأبوجا وأسمرا وغيرها إلا أن التقدم لمعالجة إشكالاتها على الأرض لم يتحقق بالشكل المطلوب . ويكمن الخلل الجوهرى في مقاربة هذه القضية المفتاحية ، هو الطابع الثنائي لتلك الاتفاقات وعلى رأسها اتفاقية نيفاشا .
لذلك يظل المدخل الصحيح للوصول للإجماع الوطنى ، في المرحلة الراهنة والحاسمة في تطور البلاد ، هو الانطلاق من واقع التعدد الثقافى والسياسي للبلاد ، وضمان مشاركة مختلف المكونات الاجتماعية للسودان ، في صياغة رؤي الاجماع الوطنى بالتوافق على حلول مشكلات الواقع السودانى المختلفة . لقد كان المؤتمر الدستوي أو القومي أحد الصيغ المقترحة لتحقيق ذلك الاجماع ، عليه فان الدعوة لقيام مؤتمر السودان الشامل ، يمثل الآن ضرورة وطنية لمواجهة احتمالات إنفصال جنوب السودان ، بتعبئة كل قوى الشعب السودانى ، لاسيما في الجنوب ، لدعم خيار الوحدة وتدارك مخاطر الانفصال ، ويعنى المؤتمر باعادة تأسيس مفاهيم الوحدة الوطنية والوفاق والوئام الوطنى والمصالحة والتراضى ومترادفاتها على قاعدة من الوضوح حول القضايا الاساسية . ومع ذلك فان الوضع الراهن ، يحتم على أي مؤتمر ، مواجهة قضية الازمة الاقتصادية ، وقضية الحريات وقضية السلام في دارفور ، بجانب قضية الوحدة ، كأولويات لاسبيل للقفز من فوقها .
إن مشاركة مكونات المجتمع السودانى كافة ، عبر ممثليها ، بمختلف خلفياتها الثقافية والاجتماعية وتوجهاتها السياسية ، هو ضمان شمول المؤتمر وقوميتة .. بجانب أن مشاركة الاحزاب الحاكمة وعلى رأسها الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى ، يوفر الضمانة الكافية لتنفيذ ما يتم التوصل إليه من توصيات وقرارات تصدر من المؤتمر .
وسيتعين على المؤتمر ، حال عدم مشاركة أحزاب الحكومة ، خاصة المؤتمر الوطني ، النظر في امكانية إيجاد وإبتكار وسائل تنفيذ بديله قادرة على إنجاز توصياته عبر آليات واضحة ومحددة . تلبية لنداء المسئولية والواجب الوطنى حتى تحقق تطلعات أبناء شعبنا في وطن موحد وحياة حرة كريمة .
اللجنة التحضيرية لمؤتمر السودان الشامل
الخرطوم 28 سبتمر 2010م
CAPT./ SIDDIG ABUFAWAZ
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة