علي من تطلق السهام ..؟!
By [unknown placeholder $article.art_field1$]
Apr 16, 2009 - 5:57:29 PM
علي من تطلق السهام ..؟!
بقلم الصادق الرزيقي
من الطبيعي ان تستعر الاوضاع في جنوب السودان وتشتعل نار الصراعات القبلية في اعالي النيل وجونقلي وشرق الاستوائية والبحيرات وواراب ومناطق اخرى. وقد التهم هذا الحريق المدمر كل مؤشرات الامن والامان والاستقرار ، وحصد المواطن الجنوبي الذي ظل يحلم بالطمأنينة والسلام ثمار الاتفاقية المُرة . ورائحة البارود والدم والأشلاء ، ومن حق الفريق اول سلفاكير مياردريت رئيس حكومة الجنوب والحركة الشعبية والنائب الاول لرئيس الجمهورية ان يصف هذه الصراعات والاوضاع بالخطيرة خلال مخاطبته امس الاول احتفالات عيد الفصح بكاتدرائية القديسة تريزيا كوتو ، لنه في الوقت نفسة اطلق اتهامات عامة غير محددة لمن سماهم "بالسياسين" وانهم وراء إذكاء نار الحرب القبيلة في الجنوب لعرقلة السلام والتعايش السلمي ، وسعيهم لتدمير الاتفاقية بنفس الطريقة التي دمروا بها اتفاقية اديس ابابا عام 1972م ، وذهب لاكثر من ذلك في محاولة لتبرئة الحركة من لوثة مايجري الان بقوله : ( لم يكن هناك صراع قبلي عندما كنا نحارب في الغابة ..) ، ذلك يعني ان ماحدث هو طارئ جديد لم تكن الحركة طرفاً فيه ، انما يحاول البعض إشعال هذه النيران نكاية في الحركة وتعويقا لها كسلطة حاكمة في الجنوب.
لكن الذي يتوجب قوله في التعليق علي حديث السيد سلفاكير رئيس الحركة وحكومة الجنوب . ان الصراع القبلي الذي تدور رحاه الان في الجنوب هو من صنع الحركة الشعبية نفسها ونتيجة حتمية لسوء ادارتها للجنوب ، والتطفيف في ميزان عدالتها وبطشها بالاخرين وعدم انضباط قواتها وقلة خبرتها في ادارة شؤون الجنوب .
منذ 2005م تغيرت الاوضاع في الجنوب بدخول عامل جديد في الحياة الامنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ، ونشأت سلطة جديدة بمستوى ارفع من الحكم ممثلاً في حكومة الجنوب ، هيمن علي المستوي الولائي ومن تحته الحكم المحلي ، وسلب هذا المستوى الجديد كل صلاحيات الحكم الولائي وادي ذلك لاوضاع معقدة سياسياً وماليا ، وبانفراط النسق والنظام ، تفشي الفساد وقلت المراقبة وانتشرت غلواء العصبية الجهوية والقبلية ، وترافق معها عدم الضبط والربط في صفوف الجيش الشعبي ، واستخدمت السلطة بشكل سئ لم يسبق له مثيل في تاريخ الجنوب ، وتجلي البطش بيد الجيش الشعبي لقهر المواطنين ولإسكات كل صوت يصدع بالحقيقة.ثم حلت الطامة الكبري عندما سعت مجموعات سكانية وقبلية في الجنوب لفرض هيمنتها وسطوتها ، كما حدث بعد اتفاقية اديس اباب عندما تكونت سلطة الاقليم ورئاستها في جوبا . ولا يخفي لكل ذي عينين ان من بين الاسباب الرئيسية لتفاقم القبلية واحترااتها في الجنوب الان طبيعة الهيمنة القبلية داخل مؤسسات الحكم ومفاصل السلطة في الجنوب ، ولعبة التوازنات القبلية التي يتم التعامل عبرها في ادارة شأن الحركة ، ويظن اكثر الناس ان قبيلة الدينكا تجني مازرعته في الجنوب بحكم سيطرتها الكاملة علي الاوضاع وتورط عدد كبير من قيادتها في تأسيس مفاهيم سلطوية ادخلت الجنوب في هذا النفق المظلم ، ويستدل البعض بجملة حقائق واقوال وافعال ، ولا يبرئون حتي السيد رئيس حكومة الجنوب من مايحدث خاصة الحديث الذي نسب اليه عام 2007م خلال زيارته للولايات المتحدة الامريكية ، عندما تحدث عن المورلي في ندوة عامة حديثاً اساء لهذه القبيلة الجنوبية وأهانها ، فضلاً عن ممارسات كثيرة تجري الان في الجنوب.
من حق السيد سلفاكير ان يتهم سياسين بأنهم وراء مايحدث في الجنوب ، لكنه لو فكرقليلا واسترجع بعض الحقائق والمعلومات ، لوجد ان السياسين من داخل الحركة الشعبية هم المتهم الحقيقي بإشعال نيران النزاع القبلي وانفلات الامن.
ومن حقه ان يجزع ويفزع من خطورة الاقتتال في ولايات الجنوب من اقصاها الي اقصاها ، لكن عليه ان يوجه
سهامه نحو الهدف الحقيقي ، ويبدأ في معالجة جذرية شاملة ويقدم مبادرات جادة وفعالة ، بدلاً من التحسر واطلاق التهم ، فالوضع خطير ومدمر وسيتطور الي ما هو اخطر من ذلك ان لم يتداركه بالحكمة وحسن الادارة.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة