القـــلائـد
للشاعر السوداني / حسن إبراهيم حسن الأفندى
[email protected]
http://hasanalafandi.blogunited.org
بمناسبة اليوبيل الذهبى للخريجين
ياشاعراللحن الجميل الحانى= ترجم لليلات ببعض معانى
لا لست أقبل منك غير منمق= عذب الحديث حوى رفيع بيان
قالت لي الحسناء حين غدا بها= شوق إلى الشعر الرصين البانى
مالى أعود إلى قصيدك لا أرى= من كان أعلم منك بالأوزان
مالى أطالع فى معانيك الهوى= و أضل بين أزاهر و جمان
و رأيت مزهرك الذى تشدو به= قد عالجته أنامل الفنان
ماذا يضيرك لو سعيت إلى الملا= كالنيل تروى حرقة الظمآن
مالى أراك كأن مثلك لم يكن= و إذا بأشهر منك كل فلان
قلت انتهى عن ذا الحديث لعله= فى كل يوم غصّنى و لحانى
أحيا كحسنك يا فتاة لو اقتنى= للكبرياء و ردّ أيّ هوان
ما عشت أنظم للقريض مجافيا=قدسية الألفاظ و الألحان
أو طأطأت رأسى بقولة باطل= كلا و لم انطق بغير لسانى
أو سُقت شعرى بالرياء مداهنا= أبدا و لم أطلب إلى إحسان
آمنت بالأدب الرفيع رسالة= تسمو على مرٍّ من الأزمان
آمنت بالشعر الرصين قداسة= مثل المعلم فى علو مكان
آمنت بالتعليم حتى أننى= آثرت دنيا الفقر و الحرمان
وغدوت أرثى فى المعلم حظه= وأودّه بالمدح والتحنان
إن فاته حظ الذين تسمحوا= بالمال و الرحلات و البنيان
يكفيه أن الله بدّل حزنه= بالعلم و القول الرضي الهانى
يكفيه أن رصيده فى العيش آ= لاف من النجباء و الأذهان
قد كان يمسح جهلهم فى حكمة= ويزيل عالقة من الأدران
هم بددوا ليل الصدور و حولوا= حزن النفوس إلى رفيع معانى
لولاه لم تحظ الشعوب بوعيها= بعد الخلاف بفوهة البركان
لولاه ما عرف الجميع طريقه= يجلو العقول بنير مزدان
لولاه ما نالت بلادى حقها= علم يرفرف فى ذرا السودان
*****
يا ملهمى اسماعيل ألف تحية= من أمة شكرت بكل لسان
لم تنس أمجاد الرجال ولم تزل= تحيا بتاريخ لكم رنان
إن حاول الطغيان طمس معالم=هيهات لم ترجب مع الطغيان
كنت المعلم لم تزل بقلوبنا= أبدا ستبقى الرمز فى إيمان
ما قد لمسنا فيك غير حصافة= للعقل ما جنحت إلى خسران
بالجدّ قوّمت الأمور و لم تكن= فى حاجة لتسلط عميان
أكبرت رأي الجاحدين فقدروا= و هفوا إليك قصيّهم و الدانى
لا يبخلون عليك فى ذكراهم= ثوب الثناء و زاكي العرفان
حسب ابن آدم أن يظل بسيرة= محمودة فى الناس دون طعان
لو لم تكن بالحق تأمر و الحجى= ما أكبروك و لا استقام بيانى
سنظل نذكر فيك جلّ محاسن= شماء تستعصى على أوزانى
و نعيد مدحك كالنسيم قلائدا= للناس فى سر و فى إعلان
*****
يا رب جاءك أزهري مبرأ= من كل عيب يمتطى للشان
أكرم به نزلا لديك بجنة= و امنح له فيضا من الرضوان
و اجمع لديه الصالحين من الألى= لم يعرفوا للجبن و الإذعان
ما هادنوا كيد الدخيل و لا ارتضوا=للذل و الإذلال يوم هوان
*****
بارك لأحمــد خير فى أيامه=واجعل به عوضا عن الأقران
يا رب ما زلـــنا إليه بحاجة = للرأي يجلو ظلمة الأحزان
******
حاولت يا وطنى أوفى بعض ما= أوليت من دين و من إحسان
حاولت جهدى أن أكون مجردا= مـن كل قصـد يعترى إنسانى
إشتقت فى شط الخليج بسحره= للنيل أبكى البعد عن أوطانى
يا حبذا عمر لديك قضيته= لاقيت فيه الصدق من أقرانى
أدركت يا وطنى بأنك مالكى= مهما أكتّم للأسى و أعانى
ناصرت قومى رغم بعدى ذاكرا= أمجادهم أشدو مع الشجعان
غنيت شعبى حين ظل مناهضا= للظلم و الجور المريع القانى
غنيت للمهدي أمدح جنده= كم للفضيل و صفوة الأخوان
غنيت للقرشى وجئت مفاخرا= للكون فى أبريل بالألحان
سطرت أروع ما يقال تحية= للجند فى شرق وفى قيسان
لكّن لى رأيا أردت بقولـه= نصح الأمين لقومه المتفانى
ضموا الصفوف فليس تجدى فرقة= وتذكروا عهدا قريب أوان
حين انشغلنا بالخلاف عشية= فأتت بليل زمرة الشيطان
سلبوا لأخلاق الرجال و غيّروا= شم الصفات إلى حضيض مكان
جعلوه سودان الشموخ مطية= للساقطين الرعن للغربان
ضموا الصفوف فإن خير هدية= فى عيدنا الذهبي وحدة شان
ما حققت أمل البلاد قصائد= تتلى على شعب بعذب أمانى
بل فاعملوا ليلا نهارا جهدكم= حتى نحقق نصرة السودان
13/2/1988
نشرت بجريدة الجريدة السودانية مخطوطة باليد
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة