صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات : قصة و شعر English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


صديقي المصاب بمرض الايدز سيظل صديقي بقلم / ايليا أرومي كوكو
Nov 18, 2008, 03:42

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

صديقي المصاب  بمرض الايدز سيظل صديقي

 

قصة قصيرة

بقلم / ايليا أرومي كوكو

 

                 العنوان اعلاة هو ملصق كبير من مصلقات منظمة اليونيسيف الدولية  رأيته معلق في غير مكان و موقف وفي ناصيات الشوارع الكبيرة في مدينتنا عروس الرمال .. لمرات كثيرة اجتزت عابراً بها دون ان اعيرها أدني اهتمام .. فالمرء منا في مثل هذه المواقع المذدحمة بالمارة و السيارات  غالباً ما يكون منقسماً علي ذاته بين همومه و مشغولياته و التفكير في العبور بأمان ..

              اتذكر أنني رفعت رأسي في مرت من المرات بأتجاه الملصقة و علي عجل من أمري ألتقطت عينأي من بين الكلمات  المكتوبة كلمة مصارف أي ( بنوك ) . وفي الجانب الاخر من الملصق شاهدت رجلآ يرحب برجل اخر .. لم اكلف نفسي كثيراً  عناء التمعن في الملصقة بل ذهبت الي حال سبيلي .. لكن علقت شيئين من يافطة اليونيسيف في ذهني و رسخت في عقلي الباطن .. كلمة مصارف و صورة الرجلين أحداهما بالزي السوداني التقليدي  جلابية عمه و طاقية و الاخر بالافرنجي قميص بنطلون اخر قيافة .. كلمة مصارف عنت لي ان بنكاً جديداً  لتقديم القروض و الهبات قد أنشيئ  في مدينتنا الفاضلة .. و ها هو الرجل الافرنجي بأريحية و بشاشة  يرحب بالرجل الاغبش عند مدخل البنك ليقرضه بل قل ليهبه بعض الاموال لتحسين احواله ... قد تستغربون و تندهشون لهذا الشطط و التخريف و لكنهم في المدينة الفاضلة يفعلون كذلك ..  فالاغنياء يرحبون بالفقراء في  دور وقصورهم .. والاثرياء و رجالات المال و الاعمال  يشركون العاطلين و المساكين  في اموالهم و اعمالهم لان الناس هنا شركاء لا اجراء .. فتذكرت اخر نظريات العقيد معمر القذافي في توزيع ثروات بلاده لمواطينه مباشرة دون ان يطالها  ايدي اللصوص من الوزراء ووكلاء الوزارات .. أظن ان القذافي سينزل بذات شخصه للقيام بمهمة التوزيع .. و الا فعليه أن يأتي بلجان ثوريه من كوكب اخر  ..                                                                                   في الايام الاخيرة داهمت خزائني عفاريت الفلس من كل حدب وصوب لتتركها خاوية علي عروشها بلا قرش ابيض و لا أسود .. ساعتها تذكرت الملصقات الكبيرة  في واجهات المدينة فأسرعت خطأي الي حيث الملصقة الاقرب الي مكان عملي ..

في طريقي الي هناك كنت أمني النفس بتلقي بعض الاموال من مصرف الاثرياء المفتوح للفقراء .. لم اعكر صفاء امنياتي بما سيلاقيني من بيروقراطيه و روتين موظفي البنوك و المصارف  ..  دقائق قلائل كانت كافية لأيصالي الي الملصقة  دنوت منها بشوق و لهفة كما لم افعل من قبل .. هذه هي المرة الاولي التي لم انس فيها نظارتي الخاصة بالقرأة فالامر جد جلل .. وقفت علي بعد ثلاث او اربعة امتار  اليافطة هي مسافة مناسبة تمكنني من الرؤية المريحة .. رفعت رأسي الي بميل معقول لأحدق في الجمل المكتوبة و ادقق في الصورة المرفقة .. وأأأأأأأأأأأأأأأأأأأو هكذا صحت صارخاً حتي اللتفت نحوي المارة الذين كانوا بالقرب مني .. خلعت نظارتي و مسحت الادمع من عيوني و استعدت بعض توازني و وعيي محاولاً السيطرة علي اعصابي المنهارة تماماً .. اعدت القرأة هذه المرة بصوت مسموع  فليس من رأي كمن سمع .. و هذا ما سمعته من فمي بأذني بعد ان كذبت بصري :-

( صديقي المصاب بفيروس و مريض بالايدز سيظل صديقي )

          بعدها تأكدت يقيناً بأن عالمنا يشهد انهيارات مالية و أزمة اقتصادية حادة .. و علمت وادركت بأن دولتنا ليست بمنأي عن هذه الازمة كما سبق ان تبجح تشدق بعض اولات  أمرنا .. فالعالم اضحي قرية صغيرة و السودان ليس استثناءاً من سائر دول العالم  .. و ما يصيب أي ركن من اركان حتماً سيتأثر بة سائر دوله ..

             الايدز هو طاعون عصرنا الحاضر المخجل الفاضح .. هو مرض مرعب مخيف و قاتل هالك .. تسرب  كلمة  الايدز الي اسماعنا باستحياء في منتصف ثمانينيات القرن الماضي ..  و قيل وقتها  بانه مرض القرود و بعض من البشر الاشرار الشاذين  جنسياً . كما قيل ايضاً بأن الايدز موطنه ادغال افريقيا الاستوائية في المنابع العاليا  في يوغندا  و كينيا و الكنغو برازافيل .. لم تكن روندا و بروندي معروفتان  و اكثرنا وقتذاك لم يسمع بقبيلتي الهوتو و التتسي الشرستين ..

        و في التسعينيات زحف فيروس فقدان المناعة  الايدز  بأتجاه  اطراف السودان البعيدة في الجنوب و الشرق و نادراً في الغرب .. و قد ارتبط انتقال هذا الطاعون في اذهان الكثيرين بمتحركات الجيوش كراً و فراً و سائقي الشاحنات القاريين .. و من وقت لآخر كان الناس يتهامسون سراً في مجالسهم الخاصة  بأن فلاناً او فلانة متهمة بالمرض الكعب .. فالسودانيين حتي عهد قريب كانوا يتحاشون او يتهيبون من نطق كلمة الايدز الا اضطراراً .. اما  الحكومة السودانية صاحبة مشروع النظام الحضاري  فقد ظلت علي الدوام و باستمرار تنفي نفياً قاطعاً وجود الايدز في السودان.. تعمدت حكومة السودان المكابرة و المجاهرة بنفي ان يكون الايدز او فيروسه قد عبر  او دخل الاراضي السودانية و لو عن طريق الخطأ .. فالسودان قطر تحرسه الشريعة الاسلامية  ، و الوازع الديني في شعبنا درع واقي و كافي جداً  للحماية  من الاصابة بالايدز ..

وهذه قصة موجزه عن اشهر ضحية مرض الايدز

وفاة «عمدة» الإيدز في السودان بـ «السكتة القلبية»

شارك في 2000 محفل دولي لمكافحة المرض

الخرطوم: اسماعيل ادم
توفي، بالسكتة القلبية، في الخرطوم امس اشهر مصاب بمرض الايدز على مستوى الدول العربية وشرق افريقيا المواطن السوداني محمد طه التوم الملقب بـ«العمدة»، اي عمدة المصابين بمرض الايدز.

وسقط «العمدة» امس اثناء تقديمه محاضرة امام مؤتمر اقليمي لتدريب رجال الدين حول مكافحة الايدز من اعلى المنصة، ودخل في حالة غيبوبة فارق اثرها الحياة في الحال، وقال شهود عيان ان موت العمدة المفاجئ امام المنصة سبب حزنا عميقا وسط نحو 180 من رجال الدين الاسلامي والمسيحي والخبراء الاقليميين المشاركين في الورشة. ووصفت منظمات مكافحة الايدز في الخرطوم والبرنامج السوداني لمكافحة المرض موت «العمدة» بأنه خسارة لبرامج التوعية بمكافحة المرض في السودان وشرق افريقيا والدول العربية».

وأصيب العمدة، 46 عاما، بالمرض في العام 1986 مع 14 آخرين اصيبوا بالمرض بعد ان نقل اليهم دم يحمل فيروس «اتش اي في» الناقل للمرض اثناء تلقيهم العلاج من امراض اخرى، وقد مات جميع المصابين بالمرض في الحادث منذ عشرة اعوام مضت متاثرين به.

وظل العمدة منذ تلك الفترة في حالة بدنية وصحية جيدة على عكس مرضى الايدز، ولم يتلق علاجا، وظل يردد بأنه قاوم المرض بالتغذية السليمة وقراءة القرآن الكريم. وظلت جميع المنظمات العاملة في مجال مكافحة الايدز في الخرطوم والعواصم المجاورة تستعين به في سرد تجربته الممتدة مع المرض لـ20 عاما منها صندوق الامم المتحدة للسكان الذي ينفذ برامج حول مكافحة المرض في السودان. وشارك العمدة خلال هذه المدة في اكثر من 2000 ورشة عمل داخليا وخارجيا للتوعية في مجال التعامل مع المرض )

                 المرة الاولي التي اقرأ فيها قصة العمده و الايدز كان علي ما اذكر في العام 1995م عبر صفحات جريدة الصحافة السودانية فقد سرد العمدة قصتة بطريقة دراماتيكية تجعلك تذرف الدموع احياناً و في اخري تكاد ان تنفجر من الضحك .. عمل الرجل الكثير في سبيل جسر هاجس  الرعب و الخوف و الهلع من العالق اذهان السودانيين عن مرض الايدز .. ركب العمدة في يوم من ايام ازدحام مواصلات الخرطوم حافلة متجة الي ام بدة .. و بعد وقت وجيز استدرج جاره الذي يجلس بجواره للحديث متعمداً الحديث عن مرض الايدز .. لاحظ العمده  القلق والضيق و الاختناق الذي اصاب محدثه دون ان يغير مجري الحديث .. ختم العمده حديثه مع  جاره مصرحاً بصوت عالي بأنه مصابة بالايدز .. و في  لحظات قلائل فقز جميع الركاب من نوافذ لحافلة هي تسير بسرعة لا تقل عن ال 80 كلم / الساعة  .. قفز الركاب غير مبالين بأرواحهم  .. فالموت تحت اطارات السيارات كان أرحم كثيراً للركاب من من البقاء داخل حافلة لبضع ثواني  مع شخص مصاب بالايدز ..  عندما  اللتفت السائق كان العمدة هو الراكب الوحيد الباقي في المركبة فالكمساري نفسه  قفز من المركبة وقبل الركاب و فر بجلده ..

              حكاية اخري رواها العمدة و هي قصته مع الحلاق  .. اذ كان مداوماً علي الحلاقة في صالون حلاق محدد  و اعتاد احضار امواس الحلاقة  عند كل زيارة للحلاقة .. و كان حريصاً علي اخذ الامواس المستعملة عند الانصراف .. كان الحلاق  كعادة كل الحلاقين بشوشاً دائم الابتسامة  لا يفتر من الحديث مع الزبائن في شتي دروب الكلام .. في السياسة الخارجية و الداخلية و في الاقتصاد العالمي قبل الانهيارات المالية  الاخيرة . في مجال  الرياضة  هو سيد العارفين فاذا كان الزبون هلالابي  فهو يشجع الهلال و يسب المرخاب الصهاينة . وفي  حال كان الزبون مرخابي فهو مرخابي علي السكين  فالمهم عنده هو ضمان عودة الزبون اليه عند  الحلاقة القادمة .. استقبل الحلاق زبونه العمدة هذه المرة بترحاب اكثر حرارة و بسرعة تناول منه علبة الامواس داعياً اياه لأخذ مكانه علي اريكة الحلاقة .. اكمل صاحبنا طقوس الحلاقة المعروفه دون ان ينسي بخ عميله بعطر الكالونيا الباريسي الاصلي حسب ادعاه .. فبدأ عمله و كلامه معاً يتناغم و سلاسة  و تطرق في مجمل كلامه الي مرض الايدز بصفة عامة و العمدة كله اذاناً صاغية انتهت الحلاقه و المحاضرة معاً  .. و قبل ان يهم العمدة بالانصراف اخبر صديقه الحلاق بأنه مصاب بفيروس ومرض الايدز .. كاد ان يغمي علي حلاق من شدة الصدمة .. و بعدها حاول العمدة عبثاً شرح و ايضاح اسباب المرض الذي هو واحد من ضحايا الاصابة عن طريق نقل الدم .. طرد الحلاق العمدة من صالونه طالباً منه ان لا يراه او  يزوره مرة اخري .. 

            الا رحم الله العمدة بقدر ما قدم في سبيل نشر ثقافة الايدز و جسر الهوة السحيقة التي كانت و مازالت تفصل المصابين ليس من مجمتمعهم  بل من اسرهم .. سبق العمدة بجهوده الذاتية و هو  مريض كل مجهودات  الحكومة السودانية ممثلة في وزارة الصحة . و بفضل الله و مثابرتة الشجاعة  تمكن من ازالة بعض من هواجس فوبيا مرض الايدز الرهيب  .. و كان عوناً  نفسياً و معنوياً جد شديد للمرضي المعزولين اسرياً و اجتماعياً .. و قد شكل العمدة بحضوره في المنتديات  و المؤتمرات الخاصة بالتوعية عن مرض الايدز زخماً تجاوز دوره اطار المحلي و الاقليمي .. ساعد المرضي كثيراً في امكانية تقبل المرض و جعل المجمتع اكثر قرباً من  فكرة معني التعايش مع مريض الايدز  . فقد ذهب البعض بعداً في التطرف اذ نادوا بأحراق المصابين بالايدز حرقاً جماعياً في الساحات العامة ... و مرات صوروه مرضاً خاصاً بملة من الملل فسيروا مواكب الطلاب في الشوارع تهتف لا خماره ولا دعاره الايدز مرض النصاري  ...

                 ذاق المصابين بهذا الداء العضال كل المرارات فهم موصومون بالرذيلة والخطيئة موسومون بعار الزني و فضيحة ممارسة البغي الدعارة .. استطاعت يوغندا المعروفة بمسوطنة  الايدز الاول في افريقيا استطاعت بفضل تقدم وعي حكومتها  و ادراكها للموقف استطاعت من التغلب و الحد من انتشار هذا المرض .. اما  في السودان فقد حدث العكس تماماً و الارقام التي تصدر من آن لاخري لا تبشر بالخير ابدأ ..   

 

ايليا أرومي كوكو

الابيض


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

قصة و شعر
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • عصفور يا وطن د.امال حسان فضل الله
  • حيرة/أحمد الخميسي
  • لغة العيون/ هاشم عوض الكريم
  • أحلام يقظه/هاشم عوض الكريم – بورتسودان
  • صديقي المصاب بمرض الايدز سيظل صديقي بقلم / ايليا أرومي كوكو
  • مشتاق/محمد حسن إبراهيم كابيلا
  • شكل الحياة/ ياسر ادم( أبو عمار )
  • قصة قصيرة " شجرة اللبخ تحاكى النحل " بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • المفلسون بقلم الشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • بدرويش توفي ألف شاعر/كمال طيب الأسماء
  • انهض بقلم الشاعر السوداني / حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • لو بتحب بلادك جد!/الفاضل إحيمر/ أوتاو
  • قراءةُ اللّون إلى:- أحمد عبد العال/شعر:- عبد المنعم عوض
  • عايز أقول أنو الكلام القلتو دا/د. شهاب فتح الرحمن محمد طه
  • قصة قصيرة " الجــمـــــــــل " بقلم: بقادي الحاج أحمد
  • غــانــدى/أشرف بشيرحامد
  • ما أظنو ../محمد حسن إبرهيم كابيلا 30
  • دموع طفلة بريئة- أنوريوسف عربي