قراءةُ اللّون
إلى:- أحمد عبد العال
(1946-2008)
(1)
لا شيءْ
(ليس هناكَ مُتّسَعَاً من الوقتِ لكي تحزم الزّهورُ حقائبَها وتعبر حدودَ الحديقةِ المنزليّةِ إلى فضاءِ البياضِ الكثيفْ)
للمرّةِ الأخيرةِ لم يوقفها للوداعِ والمُعاتبةْ
(إنّها تَهْبِطُ إلى مسرّاتِ اللّونِ تحت ظلالِ المصابيحِ لتشهد الكائنات الخفيَّة ذاكرته اليوميّة المُعبَّأةَ بحكاياتهم البسيطةْ)
إنّهم يتسرّبُونَ إلى رائحةِ اللّونِ في الغيبْ،
ويختبئُونَ خلفَ ريشتِهِ تنحتُ أسماءَهم في نسيجِ البصرْ
وينسلّونَ كخيوطِ المطرِ الدّفئْ،
يتطايرونَ كالدّرَاوِيشِ في الهواءِ،
يتطايرونَ من سقفِ الشّجنْ
(2)
لا شيءْ
إنّه لا يتعالى عليكمْ
إنّه منكمْ
فقط يستأذنكم في قراءةش صورتِهِ الأولى في المدنِ الأجنبيّةْ
وصورتِهِ الأخيرةِ في بِيُوتِ الوطنْ
كي يَسْتَفِيْقَ من حلمِ براءَتِهِ الأولى
ليستريح على كفِّهِ المُنبسِطْ
(كان يستأنسُ الصّدى في أوانيَ الكتابةِ وفي شكلِ الخطِّ العربي
ثمَّ يجرحُ الخَشَبَ باللّونِ
من وخزةِ الفكرةِ في دمهِ إلى وجهه المختبئْ)
(3)
لا شيءْ
ليس مفاجأةً أن تنامَ الطّواويسُ مُبكِّرَاً
فالطَّواويسُ مُنهَكَةً من رحلةٍ في الشَّتَاءِ الأخيرْ
(دعهم يتسامرونَ قليلاً
دعهم يتسامرونْ
دَعهُم..)
يعرفُ أنّه الوقتُ يَهْرَعُ بين التَّأَنُّقِ في مظهرِ الموتِ، وبينَ مرورِ اللّحظاتِ الدّفينةْ
فأصلحَ من جُلبَابِهِ وتَهَيَّأَ للبياضِ الكثيفْ ...
شعر:- عبد المنعم عوض
لندن، 27/10/2008.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة