|
إذا رأيتَ الماءَ على النهرِ قدْ صفا ولم تهُب عليهِ |
ريحٌ فراق واصطفى فذاك وجهُ الحبيبِ محمـــدَ |
|
فالنــــورُ يضيءُ صُـــــبحاً من وجههِ وكأن القمرَ |
أمــــــام حُـــسنِة وجمــــــــــالهِ مُــــــــتجــــعِدَ |
|
فمــــــن يكونُ لبشرٍ غَير رســــولُ اللهٍ فيٍ الكونٍ |
أجملً طلــعةً بِنورِ مـــــــحيــاهُ الـــجميلِ المتوردَ |
|
وُســــــــَر مـــــــن رأى وجـــــــــهُ بُرهـــــــةً |
فقدْ نال منهُ الـــــــخـــيرَ بِشفاعـــةٍ ُمــــــــــَتزودَ |
|
ذاكَ رسـُــــــــــــــولُ اللهِ مـــــــــحمـــــــدَ ُنـــوراً |
يلــــــوحُ فيِ الكونِ قِنْدِيـــلاً لكافةِ الناسِ مــوقـدَ |
|
وفــَمــــــــهُ مِـــــــــسكٌ يَـــــــنْطِــــقُ بِــــــعِلمِهِ |
فقد صَاغَتْ الكلمات نفسها حُـــــــــباً لهُ بتأكــــد |
|
وتَأمْــــــــلْ الكلمات بشفاهة تجـــــود لــه تذللاً |
مـــدفوعة بهمة وحياً مــــــن القرآنِ بــِـتَجَــرُدِ |
|
وكَــــــأنَ فيِ نـُـــطْقِـــــهِ حـَـــــــلاوةٌ أَذْهَـــــلتْ |
الأَفْهــــــــــامِ مِــــــــــن َصوتِهِ الجميل المــتغردِ |
|
إِذا رًأيَتً السماءَ قدْ صَـــــــفَا صــــَباحُها بَاكراً |
والسُحُبُ تَسِيرُ بِتَودُدِ فَذاكَ وجهُ الحبيبِ محمــدِ |
|
وجبينه أبيض ناصـــــــع مـــــــن الـــــــــحسن |
تكـــــــادُ تراهُ كأنهُ طائرٌ يجــــــــــــولُ بالمـوردِ |
|
وإذا رأيت النيل ذي زرقة وكأن قاعه على سطحة |
وطاف الحمام حوله ابيضاً يداعب أسماكه بتودد |
|
فذاك النيل يهفو فرحاً مستبشراً للقاء مــــسبق |
للحبيب مــــــحمد يلقـــــــاه بالــجنة عند الموعد |
|
وفـــــــــكره ثاقــــــب مـــــــــن الـــــذكاء فطنة |
لاتُفــــــــــــــارِقُهُ كُنورِ يطلُ عليهِ يزهُو ويشهدَ |
|
كــــــــــــذا إذا رأيــــــــــتَ ثـــــــغْرهُ باســـمــــاً |
فترى الكــــــــــونَ حـــــــــولكَ فـــــرحاً مُتـجددَ |
|
فالإسراء أسعد موعد لأمة الإسلام وحــــــبيبها |
دنى وتدلى ونال قرباً وحـــــــباً من الله بــتأدب |
|
فـــأستشف مـــن نور الـــــعرش جــــمـالاً وهيبة |
دانت لــه صروح المــــلك في الأرض بتـــــــودد |
|
فقدعُرضــــت له الدنيا جــــبالها ذهباً خـــــالصاً |
فأبي النعيم ثوباً زائلاً لينال الــــجنة عند الموعد |
|
سعي لله مستغفراً متذللاً يرجــــــــــو رحمة ربه |
فتفطرت قــــــــدمــاه من قيام وطــــول تســـهد |
|
ياليت عمـرى فديناك أبا وأما وأهلاً فعنا تحـــــملتم |
كل ضيق وكــرب وكنت الخاتم لدين الله الأوحد |
|
إذا رأيت الـــــماء من الينبوع يضطرد ودنت منه |
أشعة الشمس لتضم قـــــطرات الندى بـــــــتودد |
|
ثم هبت نسائم الـــــجبال تشدو بـــــــــطيب زهره |
وعـــــطر ورده فذاك روح الحبيب الودود محمد |