صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات : قصة و شعر English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


كوكو في اجازه بين القبور/بقلم / ايـليا أرومي كـوكـو
Aug 27, 2008, 07:42

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

كوكو في اجازه بين القبور

***********************

قصه قصيره

بقلم / ايـليـــــا أرومـــــــي كـوكـو

Kuku30@hotmail.com

 

              درج  كوكو في الاونة الاخيرة علي  قضاء فترات اجازته السنوية بين اهله في جبال النوبه.. ففي الاعوام السابقة و منذ توقيع اتفاقية سلام  في جبال النوبة بسويسرا .. انتظم في تمضية ايام اجازاته السنوية  التي تبدأ في مايو ايار  و تستمرحتي نهاية  يونيو حيزران .. و في كل اجازة تنقضي ايام كوكو سريعاً ليجد نفسه في ايام الحكومة ..  فعقارب الساعات و تعاقب الليل و النهار وسط الاسرة و الاهل تسرق منه الزمن و الايام تمضي مسرعة .. فطقس  البلد معتدل علي مدار النهار .. و الغيوم و السحب المتسابقة في تتابع تحجب الشمس لأيام متتالية  فيشتاق الناس لرؤية اشعةالشمس ودفء الجو وحر الهجير .. و شهر ايار الذي يلي نيسان  في تلك البقاع هو امتداد لايام افراح الطبيعة  و الربيع و ما  به من اخضرار و ازهار .. و ما به من شذي الورود و تحليق الطيورو الفراشات والنحل .. في منتصف مايو يبدأ فصل الخريف وهطول الامطار و انسياب مياة الغدير الي الجداول و الخيران..  فيه الطل و الندي عند الصباح وفيه الزيفه وروائح البخور وعطور النساء عند المساء و الغروب ..  و الطبيعة في ايام عرسها تذدان و تتزين بالاخضر المطرز بألوان الطيف و القوس قزح... الطبيعة  تترنم و تغني .. الطبيعة تتشح بالابيض الناصع حيناً و بالازرق الفاتح في  احيان اخر.. و البشر هنا في جنان و فراديس و نعيم و لكنهم لا يدرون  او قل انهم لا يبالون و لا يقدرون .. !!

القبر الاول

        في ذات صباح حار و مشمس علي غير عادة البلده .. كان كوكو خارج الدار لقضاء بعض الاعمال المنزلية الخفيفة مثل كنس الاوساخ في الشارع و حش الحشائش او اصلاح زريبه الشوك و الحوش المشيد بعيدان قصب الذره.. تقابل كوكو مع أحدي عماته عند الباب ..

 سألها كوكو:  اين كنتِ يا ماما و الصباح لسه بدري ؟

اجابته :  انا جايه من بيت اخوك تموره و ( تموره )  هو لقب بطل قصتنا ..  واصلت العمة كلامها ..  العساكر المددجين بالسلاح محاصرين بيت تموره .. و تموره قاعد يحفر في قبره جنب قبر ابوه ..

قال لها كوكو مستغرباً مندهشاً  .. بحفر في قبره جنب قبر ابوه دي كلام شنو يا يمه.. لم ينتظر كوكو الاجابة .. سألها : وقبر ابوه تموره دا موجود وين  ؟

أجابت عمته قائلة  : قبر ابوه ما  موجود في حوشهم  جوه بيتهم  .. واصلت العمه كلامها  انا حاولت امشي ليهو في مكان القبر لكن هو  رفض لي   أصلو ... تموره حالتو الليله كعبه شديد جد ... انا ما عارفه الولد دا الحصل ليهو شنو ..  واستدركت العمه قائلة كلو دا من كلام الناس .. الولد دا اكيد  عملوا ليهو عمل وضروه .. و ألسنة الناس الكتيره دي فيهو ما بتمشي ساكت ..

           حاول كوكو تطيب خواطر عمته المجزوعة الخائفة علي مصير أبن أخيها الذي انتهي به الحال الي ان يحفر قبره بيديه..

قل لها كوكو : سأذهب الي تموره علي التو و سأعمل ما يمكنني فعله و اثنائه عن افعاله المشينة هذه .. تركها و طلب منها ان ترجع الي بيتها فذهبت  و هي شبه مطمئنة  وقد ارتاحت لكلام  كوكو بعض الشي ..كان تموره مطلوباً من قبل قيادة القوات المشتركة ( الحركة الشعبية لتحرير السودان ) لاسباب امنية تتعلق بمشاجر في بيت شراب .. فقد اشعل شخص مجهول النار في قطية عجوز كانت تبيع الخمور البلدية و لخلافات ما اشعل النار في قطيتها... و عندما صاحت النسوة المتواجدات.. النار النار.. الحريقه الحريقه الحقونا يا ناس الحلة  .. في تلك اللحظة هب كمنق جارياً من مكان الحريق في الاتجاه المعاكس .. و  عندما تصادف مع بعض اقرباء صاحبة القطية التي تتحرق ظنوه الشخص الذي  اشعل النار في القطية .  و بدلاً من الاسراع بأتجاه الحريق و اخماده احاطوه واوسعوه ضرباً مبرحاً كادت ان ترديه قتيلاً .. و في تلك الاثناء مر تموره بالمكان و عندما شاهد تباري الشباب في ضرب اخيه كمنق بالعصي و الهروات تدخل تموره لنجدة كمنق و لكنه نال حظه من الضرب و اللكم .. أصيب تموره في تلك المعركة اصابة بالغة في احدي عينيه .... كان تموره مع واحد من زملائه الضباط .. اتهم كمنق بحرق القطية و اودع في الحبس هو و الضابط الاخر بينما ترك تموره حراً طليقا لتلقي العلاج ..لم يكمل تموره علاجه قبل ان يدخل في مشاجرة اخري في بيت اخر من بيوت الشراب.. انتهت المشاجرة الاخيرة بربط احد افراد الجيش السوداني ( المؤتمر الوطني ) و ضربه بالسياط  .. و السبب هو  اقدم هذا الجندي الي عمل استفزازي فاضح دون ادني مراعاة لمشاعر تموره و من معه .. و عندما حذره الحاضرين من سوء تصرفاته أثارهم اكثر و طعن في رجالاتهم  .. كان الجميع في حالة من الشبع و السكر .. تأزم الموقف وسط القوات المشتركة من الجانبين.. وهذا  ما دفع قائد القوات المشتركة  من الحركة الي المبادرة و ارسال جنوده للقبض علي تموره  تخفيفاً لحدة التوتر الناشب..

           دخل كوكو بيتهم  و أستأذن من أمه و خرج مسرعاً الي حيث تموره  دون ان يخبرها بشي..  سار كوكو في طريقه و هو شارد الذهن مشتت الفكر  تستبد به بعض الارهاصات و الهواجس و كثير من المخاوف و... ..

               اما  تموره هذا فهو واحدُ من قدامي الضباط  في الحركة  في الشعبية لتحرير السوداني ، وهو من المشهود لهم بالكفاءة في الجندية والخدمة العسكرية .. و بحسب العمل العسكري مشهود به و يعتبر من الابطال الاشاوس الشجعان ..  و يقال بأنه قد همش من قبل القادة الكبار في الحركة الشعبية بعد توقيع السلام .. وهذا ما رسب في دواخله غبن و شعور ببعض الظلم  و الاقصاء... هذا ما يبرر به البعض تصرفات تموره الهوجاء و عصيانه علي رفاقه و قادته  الكبار..

          وصل كوكو الي المكان ووجدت نحو سته من الجنود المسلحين يقفون علي بعد نحو ثلاثين متراً من تموره ... استأذنهم طالباً منهم السماح له بمقابلة تموره فأذنوا له بالذهاب اليه و مقابلته ...

              كان تموره منهمكاً في الحفر و كان غاية في الجدية و الصرامة رغم التعب و الفتور و الارهاق الذي أصابه .. فقد علم كوكو بان تموره باشر الحفر منذ امسية الليلة الفائته  و استأنف الحفر  باكراً في صبيحة هذا اليوم  مواصلاً  ما انقطع من عمل.. سلم  كوكو علي تموره ورد تموره التحية بمثلها ، استفسر منه  عن ما يفعل و عن مدي سلامة عقله قائلاً له .. انت صحيح نصيح يا تموره أخوي   ...

           فقال له تموره انا قاعد اجهز في قبري بيدي لانني سأموت اليوم .. اليوم سأنتحر و سأضع نهاية لحياتي ليرتاح الناس مني  .. اريد ان يتم دفني هنا بالقرب من أبي ..  لا اريد ان يتعب احداً بعد موتي في حفر قبري..

  قال  له كوكو : ما بك يا أخي يا تموره هل اصابك مس من الجنون .. و طلب منه ان يخرج من القبر و يترك العبث الذي يفعله .. و كان يرد عليه بأصرار بأنه ذاهب اليوم لا محال .. فقد اعد كل شي و ترك اوصيته  لزوجاته  و قسم لهم امواله و معيشته .. حاول كوكو  جاهداً استدراجه و اخراجه من الحفرة  لكن بلا جدوي .. و كان تمور من جانب اخر يلح علي كوكو بالخروج من القبر و تركه لحاله  ..

            كان تمور يطلب من كوكو الانصراف والذهاب  و تركه لحاله ليكمل عمله .. وصل الحفر قد الي المستوي الذي يبدأ منه حفر حفرة ود اللحد .. فشلت كل المحاولات التي جربها  كوكو لأقناع تموره و العدول عن رأيه و الخروج من الحفرة .. عبثاً كان  يتكلم معه كما كان يفعل رفاقه الجنود من بعيد .. ذهب كوكو الي الجنود و طلب منهم الذهاب الي الحامية و تركه مع تموره لفترة عسي و لعل ..... !. استجاب الجنود لطلبه و للتو غادروا المكان و انصرفوا ..  

             حضر الي المكان بعض االشباب و كان اغلبهم لا يقوي علي فعل أي شي او قول كلمة لتموره فالكل هنا يعرف طباع تموره الحادة وردود افعاله المفرطة التي يخشاها الجميع ..

            حضر كوتي فطلب منه كوكو فعل شي او التحدث الي تموره .. اجاب كوتي قائلاً الا تعرف تموره فهو يخشاك و يقدر كلامك اما نحن هنا فلا احد يجروء  من مواجهته و مجرد الاستفسار منه لو  بكلمة واحدة .. في تلك الاثناء حضرت بعض النسوة و في وجوهن مشاعر و احاسيس متفرقة تشوبها القلق و الخوف و علامات الحزن ..

         دب اليأس في نفس كوكو فتناول الكوريك  من تموره...

قائلاً : مادمت مصراً علي الحفر و الموت دعني اذاً اساعدك في  حفر قبرك .. فضحك تموره لأول مرة حتي بانت اساريره و انتفخت وجنتيه  و انزاحت صرامته.. لكنه و بحزم  العسكراستدرك قائلاً هل انت مرسل من قبلهم لاستدراجي حتي يتمكنوا من قبضي .. فقال له كوكو انت لست بحاجة الي الاستدارج فها هم رفاقك  انفسهم يترجونك منذ الصباح و انت لا تستجيب لهم .. انت لا تستمع و لا تقبل كلام جميع أهل البلد فالكبار و الصغار و قد تعبوا منك و ملوا منك ..  افعالك و تصرفاتك تزعجهم و ترهقهم لدرجة ان بعضهم يتمنون لك الموت   ..

قال تمور : لكوكو اذاً دعني اكمل عملي فبعد قليل سيرتاحون مني و من افعالي  الي الابد .. انهمك الاثنين في الحفر و العرق يتقطر من اجسادهم حتي ابتلت ملابسهم و زادت ضربات قلوبهم و تقطعت انفاسهم .. خرج تموره من القبر و اخذ مقاس لطوله بقصبة لزوم  التأكد من طول  حفرة ود اللحد ..في تلك الاثناء حضرت أحدي قريباته فطلب  منها  كوكو الذهاب الي المنازل القريبة و ارجاع زوجات تموره و اطفاله الي بيتهم .. فقد اخرج تموره زوجاته و اطفاله وارسلهم الي بيوت الجيران لشي كان  في نفسه .. عادت النساء و الاطفال الي الدار و اتنهزها كوكو فرصة  للخروج من  القبر الورطه...

قال له كوكو :   انا خلاص تعبت من الحفر و جعت انت ما جعان خلي النسوان يجهزوا لينا  الفطور .. شعر تموره بنوع الارتياح فامر زوجاته بأعداد الفطور الذي  كان جاهزاً اصلاً .. اخيراً  تمكن كوكو من اخراج تموره  من القبر و دخل الاثنين البيت كالعادين من الحرب... رأي كوكو نحو نصف دسته من الاطفال الصغار جلهم ذكور و لا يتجاوز اكبرهم عمرأ الخامسة .. ناداهم ابوهم بأسمائهم  و عندما اقتربوا اليه وفي عيونهم  البريئة شرود و غروب  تعبر عن مخاوف مجهولة تنتابهم من تصرفات ابيهم المتهورة  ..

قال تموره لكوكو : مبتسماً هؤلاءالاطفال ولدتهم لأدعم بهم نضال الحركة الشعبية لتحرير السودان .. و لكن و يا  للآسف ها هي الحركة الشعبية تفعل بنا السبعة و ذمتها ... الحركة الشعبية تلاحقني و تطاردني و تنوي القبض علي . فضحك الاثنين ضحكاً  مجلجلاً وشر البلية ما يضحك و يبكي .. حضر الفطور ابتدي الاثنين  في الاكل و  الشرود والسرحان و التوهان .. كان تموره متوجساً و غير مرتاح علي الاخر ، كان قلق و متوتر ،  فالموقف لا يسمح و لا يتسع لغير القلق و الترقب و الحذر..  و بحس الجندي في ايام الحرب كان تموره  ينظر الي الخارج  من حين لاخر من خلال فتحات الحوش المعمول من قصب الذره .. رأي تموره جندياً قادماً من بعيد بأتجاه منزله ..  فقفز كمن لدغته عقربة و خرج مسرعاً عائدا الي القبر .. لم يستطع كوكو  الاستمرار و المواصلة  في الاكل فغسل يديه ليلحق به في القبر .. في تلك الاثناء عاد الجنود بأوامر جديدة طالبين من تموره رفيقهم مرافقتهم الي الحامية ..

             في قبر تموره رأي كوكو شيئن لاول مرة في حياته .. ففي تلك الاثناء اقتربت احدي قريبات تموره من القبره و تأملته جيداً  ..

فقالت  لتموره : يا خالي القبر دا  كفايه  خلاص اطلع ..

قال تموره لبنت اخته : انت قلتي القبر كفايه يعني خلاص اقتل نفسي .. فأخرج القرنيت من احدي جيوبه الكثيرة التي كانت مليئة بالقرنيتات ... اخرج تموره القرنيت محاولاً فك تيلتها فقفزت بنت اخته راكضة و هي تصرخ و اهلع والجزع يكادان ان يصرعانها .. و عند صارت علي مسافة و مأمن طلبت من كوكو الخروج من القبر و الابتعاد و النجاة بنفسه  من الموت .. وكانت تلك هي المرة الاولي التي يري فيها  كوكو القرنيت في حياته  ...  و قد ادرك كوكو في لحظتها سبب وقوف الجنود بعيداً من تموره  ، و هم يترجونه  الخروج .. فقد كانوا خائفين من انفجار قنابل القرنيت  المزروعة في  جيوب و سائر اجزاء جسد تموره  ..

               عرف كوكو السبب و بطل العجب و عرف تماماً  مدي الخطر الذي يمكن ان يصيبه في أي لحظة من  لحظات تهور تموره الذي يعد نفسه للانتحار .. مرت اللحظات والدقائق و الساعات رتيبة و مملة  و سرت معها و الانهاك و الارهاق و التعب البدني في كاهل و جسد تموره .. احس تموره بفتور ووهنت همته و بردت انفعالاته .. هدأت خواطره بعض الشي وقد دب دبيب الغرم في اوصاله فتحسس جيوبه .. و بين عبوأت القرنيت في الجيوب الامامية لمس تموره لفائف التبغ .. اخرج احداها وفتح كيس النايلون  ، كان بالكيس توابل تشبه الي حد كبير حبيبات الكسبره .. انها حبيبات البنقو تذكر كوكو قصص ود نفاش وحكاوي السطل و احاجي المساطيل ... تذكر كل الروايات التي سمعها في الصغر و الكبر ... لكنة شاهد و رأي بأم عينيه و بكامل وعيه رأي البنقو و شم رائحتها و هي نيه .. و كانت تلك هي المرة الاولي التي يري فيها كوكو البنقو بشحمها و لحمها .. و لا ينكركوكو بانه شم رائحة دخانها لعشرات او بالاحري قل لمئات المرات  كسائر السودانين  لكنه من يرأها ..

              قام كوكو بجولة من المفاوضات بين تموره وقائد القوات المشتركة و هو يتبع الي  الحركة الشعبية لتحرير السودان .. فقد استأذن كوكو من تموره السماح له بالذهاب الي قائد القوات المشتركة للنظر في مشكلته .. تمكن كوكو من مقابلة القائد و التحدث اليه و الي بعض الضباط فادرك بنفسه مدي تأزم المشكلة و تشعباتها و تعقيداتها .. و ادرك ايضاً القرار الذي اتخذه قائد القوات المشتركة بشأن تموره .. طلب كوكو من القائد فرصة اخيرة للتفاوض مع تموره قبيل اقدامه علي أي فعل مما اتخذه و ققرره ذكره تجاه تموره ..

              عاد كوكو الي تموره .. و عندما رأه  تموره  يقترب اليه بنحو عشره امتار اخرج تموره فتيلة قرنيت من جيبه مهدداً كوكو بعدم الاقتراب و الا فسيقتله .. توقف كوكو برهة و الوجوم و الاندهاش تستولي عليه .. صاح كوكو في تموره .. هل انت تعني ما تقوله يا تموره  ..

تموره : أرجوك ان لا تقترب مني سأقتلك  ..

كوكو : انت مجنون و لا شنو يا تموره هل ستقتلني حقاً يا تموره ..

تموره : سأقتلك يا كوكو اذ اقتربت من ..

              تقدم كوكو نحو تموره بأرتجال قائلا ً : أقتلني يا أخي يا تمور اذا كان موتي سيحل مشكلتك .. لقد اختلف الامر تماماً و تغير الموقف لابعد الحدود لم يعد بمقدور كوكو فعل أي شيئ لتموره فقد بات هو نفسه مهدداً من قبل تموره ...                في النهاية يأس كوكو و شبع قرفاً  من قريبه تموره فقد  بأتت كل محاولاته لأخراجه من الحفرة او القبر بالفشل و ذهبت جهوده المضنية ادراج الرياح بل صار هو مهدداً من تموره... أخيراً استلم كوكو للامر الواقع  و خرج من القبر تاركاً تموره .. كان تموره مسترخياً و هو  يلف سيجارة البنقو بورقة من كراس العربي او الحساب وربما كراسة الانجليزي  .. تركه وهو منتشياً و في جو اخر قد يشبه اجواء المساطيل في المقابر و الليالي او الامسيات المطرية             ذهب كوكو و اخرج زوجات تموره و اطفاله و ارسلهم الي بيوت الجيران من حيث اتوا ... فعل كوكوذلك  خوفاً من مصير مجهول قد يصيب تموره  و يصيبهم معه .. غادر كوكو المسرح و الجنود لا يزالون مطوقين لدار تموره الذي يدخن سيجارته و الدخان الاسود الداكن يتصاعد من القبر  .. تصاعد الدخان من حفرة تموره كتلك الخان الذي شاهدتموه و انتم صغار في قصص المطالعة  تلك الدخاخين التي تتصاعد من جرة الساحر او الشيطان  عند شاطيئ النهر ..

            وقد فعلت هذه الدخاخين المتصاعدة افعاعيلها بتمور ..  أطفئت السيجارة المحترقة نيران تموره المشتعلة .. واخمدت حبيبات  البنقو المخدرة فوران تموره و سكنت  هياجه .. فقد ارتخت اعصاب تموره و تغير حاله من العداء السافر لدرجة  الاقدام علي الانتحار .. تغير الي الهدوء و الي  شخص اخر يتجاوب و يتحاور مع رفاقه بصفاء وود و اخاء ..

              و اخيراً استسلم تموره و خرج من القبر مستسلماً للجنود يدعوهم الي مرافقته الي الحامية .. و الجنود غير مصدقين  لا بل  مندهشين مستغربين .. دخل تموره الي بيته و افرغ جيوبه المحشوة في بالقرنيتات و الحشيش و النقود .. و خرج الي الجنود مستسلماً لهم ، لكنهم كانوا يترجعون منه و هم مرعبين مفزوعين كلما اقترب منهم ...

             استسلم تموره و سلم  نفسه الي قائد القوات المشتركة .. فاودع في حبس مع رفيقه الذي شارك معه في معركة قطية العجور الذي احرق .. شيده القوات المشركة سجن فيمعسكر القوات التابعة للحكومه  بتلك النواحي من البلدة .. كانت القوات المشتركة  بأنتظار من يفتتح  لهم السجن الجديد  و لم يخيب تموره ظن السجان .. اودع تموره السجن و اما قبره فقد ظل مفتوحاً  هو الاخر منتظراً من يدفن فيه  ... !!

 

القبر الثاني  

                هو قبر لطفل بريء لم يتجاوز  عمره عام  واحد .. والد الطفل شاب  في منتصف  العشرينات اسمه كجوجو و والدته فتاة قاصرة لكنها أم لطفل اخر عمره عامان و نصف العام .. هذه واحدة من زيجات  فترة الحرب و السنين التي تلتها .. فالسنين التي تلت الحرب لا تزال تحمل في جنباتها كل اثار الحرب و تداعياتها او بالاحري متاعبها و اوجاعها .. مشاكلها و همومها.. عاش والد الطفل و امه في خلافات و شجار مستمرين .. وفي الايام الاخيرة اضطرت الزوجة الي البوح و الجهر بخلافاتهم الزوجية الي جاراتها .. لم تقف الزوجة عند هذا الحد لكنها خطت خطوات  متقدم في الشكوي و عدم الرضي و شكت زوجها  كجوجو لبعض من اقاربه الكبار من الجيران و المعارف..

                مرض الطفل في ذات صباح بقيئ و اسهال شديدين ، لم يكترث ا كجوجو لمرض الطفل كثيراً . خرج الاب الي عمله كالعادة فهو جندي بالقوات المشتركة الموجود ة المنطقة طرف المؤتمر الوطني  .

               انشغلت الام هي الاخري بأمورها من شئون و تدابير تخص بيتها .. و في منتصف النهار عند القيلولة حرصت علي  مواعيد شرب القهوة و الونسه  و تبادل الشمارات مع الجارت تحت ظل النيم ظليل  .. لم يتوقف الاسهال عن الطفل و استمر الاستفراغ فقد الطفل السوائل  و أصيب بالجفاف .. وفقد شهيته للرضاعة  فهزل جسده النحيف اصلاً .. و عند المساء اسرعت به والدته الي المستشفي لكن بعد فوات الاوان .. حاول المساعد الطبي عمل اللازم لاسعاف الطفل بالدربات و بعض المضادات الحيوية و ملح الرويه ..و بالكاد عثروا علي وريد لا ينبض بة و عاجز عن نقل الي القلب دعك القيام بنقل السوائل الي باقي اجزاء جسم الطفل و اطراف البعيدة .. تأملت الام الي طفلها المثجي علي الفراش الابيض بحالته تلك فأنحدرت من عينيها دمعتان حارتان من دموع الام قلب الحنون ..

                لم ينم الطفل الليل كله و سهرت معه امه و كان الاب غائباً .. و في صبيحة اليوم التالي تغيرت ملامح الحياة في وجه الطفل و بانت علامات الموت  علي محياه..   لم ينتصف النهار تماماً اذ صعدت روح الطفل الي باريها الكريم .. حضر والد الطفل الي المستشفي بعد ان غادرها روح الفطل .. بكي كجوجو بكاءاً مراً بل ولول و ناح و ضرب الخدود بالكفين و الحضور صامتين صمت القبور .. خرج الاب من المستشفي هائماً علي وجهه  هو لا يدري الي أين .. ذهب و هو مغرورق العنين بالدموع منقبض القلب و بكلمات متقطعة و مبهمه طلب أدوات الحفر من احد الاخوان .. ذهب الاخ الاخير الي كوكو يطلب منه الازمة و الكوريك و هي الادوات التي تستخدم عادة في حفر القبور الاموات و بناء المساكن للاحياء .. استفسر كوكو عن المكان الذي سيتم فيه الدفن حتي يتمكن من الحاق بهم ريثما يعد نفسه  .. فضل والد الطفل المتوفي بان يحفر القبر في فناء منزلهم  .. فالطفل صغير و لا حاجة يستدعي دفنه في المقابر كعادة اهالي البلدة .. فقد اراد الاب ان يكرم طفله في موته  ارضاءاً لضميره الذي كان  يؤنبه  علي غيابه ولتقصيره  و اهماله للطفل.. تقابل كوكو في طريقه الي القبر مع احد الاقارب و كان واحدأ من الذين اشتكت اليهم زوجه كجوجو قسوة  زوجها ...

 تبادل كوكو الحديث مع عمه و قال له : كجوجو حزين جداً لموت ابنه و هو يبكي بحزن و حسرةً شديدين .. وقتئذ كان كجوجو علي مقربة منهما .. و كان يمشي علي غير هدي كمن فقد عقله. أجاب  الرجل كوكو قائلاً ( يبكي شنو داا راجل مستهبل ) ..

             وصل ثلاثتهم  الي مكان القبر حيث سبقهم اليها بعض الشباب .. تم حفر المقبرة و وري الطفل التراب علي عجل ..  و عندما هم الجميع بالانصراف ذكرهم الاب كجوجو المثكول بقرأة الفاتحة علي روح ابنه  ...

القبر الثالث :

               يعد كجونو  واحد من الشباب الاوائل الذين انضموا الي جيش الحركة الشعبية لتحرير السودان.. و فيما بعد تركها حيناً من الزمان و من ثم عاد اليها في الفترات الاخيرة منضماً و مجنداً .. و قد استوعب في شرطة الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد التنظيم الذي تم في قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل . كان كجونو شخصية مثيرة لبعض المشاكل هو الاخر رغم انتسابه الي الشرطة الجيش الشعبي لتحرير السودان ... لم تسره  القبض علي تموره وسجنه في سجن يتبع لحراس من جنود المؤتمر الوطني .. بل استفزت مشاعره هذه الانباء و اثارت حفيظته .. كان لكجونو بعض الخلافات و المشاجرات مع ضابط من القوات المشتركة  جناح المؤتمر الوطني ان صح التعبير .. ذهب كجونو الي السجن الذي حبس فيه تموره  .. و في زيارته اخذ معه خمراً في اناء من كرستال البارد علي سبيل التحدي او اظهار العضلات .. ذهب كجونو  و هو لا يعلم بانه ذاهب الي حتفه الاخير..

              اما عن السجن فقد تم تشيده و بنائه بواسطة جنود الحكومة (  جيش المؤتمر الوطني ) و هذه هي التسمية التي تطلق علي الطرف الخاص بالقوات  الشعب المسلحة .. تطلق التسمية  من افراد قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان  للتميز وربما لامور ما. .. زار البعض هذا و قد وصفوه بعدم الملائمة لسجن البشر .. فالزائر لا يستطيع البقاء بداخله لاكثر من خمسه دقائق حتي تتبلل ملابسه بالعرق و تنتابه حالة من الشعور بالحاجة الي القيئ و الغثيان   . لم يتم  او يكتمل عمليةالدمج و الانصهار الكامل لقوات  الطرفين الذين  يشكلان القوات المشتركة ... فالعلاقات لا تزال تشوبها ترسبات أزمنة الحرب من حين لاخر ..  كما ان لتأخر دمج القوتين بصورة كاملة أثارها السالبة التي تلقي بظلالها علي مجمل الاوضاع الامنية بتلك المناطق .. .

                لم يكن يرد بخلد كجونو او بخاطر أي شخص من اهالي المنطقة  بأن كجونو سيسجن او يحبس مع تموره  و سيعود اليهم بعد ايام قلائل جثة هامدة .. اما الجنود من الحراس فقد كانوا كالصائد الذي  ينتظر صيدته او كالوحش الذي  يترقب فريسته .. او بالاحري قل كانوا كالخصم الذي يتربص بعدوئه ..  تم القبض علي كجونو و اودع الحبس مع تموره .. فسرت الشائعة في البلدة الا ان الجميع لم   يعير الامر ادني اهتمام  لكثرة مثل هذه الاحداث بالمنطقة تشابهها  ..

                و في اليوم الثالث ذهب الضابط من المسئول من الشرطة الي قائد القوات المشتركة طالباً  اخلاء سبيل كجونو و تسليمه للشرطة  .. فستتولي الشرطة التي ينتسب اليها  كجونوامر التحقيق معه بخصوص  مخالفاته العديدة .. تم اقناع الضابط بوجود بعض الاجراءات و الاستجوابات لم تكتمل بعد ..  لكنهم  وعدوه خيراً باطلاق  كجونو غداً صباحاً .. و في صبيحة اليوم التالي  احضر الجنود كجونو ميتاً  .. تم نقل جثة كجنو الي مركز الشرطة .. رفضت الشرطة استلام الجثة و طالبت بالتشريح لمعرفة اسباب الوفاة  .. أحتار الجنود في امرهم من جهة التصرف في جثة كجونو .. فقاموا بترحيلها الي منزله ، انزلوا الجثة و ادخلوها في القطية  ..  ادخلوها الجثة  الي القطية التي غادرها صاحبها قبل ايام قلائل و هو يمشي علي قدميه بصحة يحسده عليها أجعص فرس من فرسان السباق .. ترك الجنود الجثة في القطية علي عجل و محاولين مغادرة المكان قبل ان يستوقفهم بعض الجيران .. و في دقائق  تجمع الاهالي   في المكان بعد ان تفشي خبر موت كجونو بين الناس كأنتشار النار في الهشيم  .. و كان اليوم هو يوم السوق و الكل منشغل بتجارته او بحاجاته ..

             انتشر خبر موت كجونو بين المواطنين فثار و هاجوا وماجوا .. طالبوا بتشريح الجثة لمعرفة اسباب الوفاة فقد كانت  الجثة في هيئة تدل علي ان كجونو دفن حياً و اخرج من القبر بعد اختناقه .. فالجثته تغطيها التراب في العيون و الاذنين وفي الانف و اثار ربط في اليدين  .. ارسلت الجثة الي مستشفي ريفي قريب للتشريح .. وفي تلك الاثناء ذهب كوكو وبعض الشباب الي المقابر لحفر القبر و تجهيزه حتي يتم ستر الجثة ودفنها حال ارجاعها من التشريح .. انقضي نهار كوكو و الشباب  بطوله  في الحفر ..  فالمقبرة تقع في أرض شبه حجريه او طينيه قوية و صلدة عصية عصية الحفر بعكس قبر تموره و تريته اللينة الهشه سهلة الحفر.. تم حفر القبر و تجهيزه فأتفق الجميع علي الذهاب الي بيت المرحوم و انتظار عودة الجثة لتجهيزها ودفنها ..

             تم احضار الجثة دون تشريح مما اثار موجة جديدة من الاضطراب وسط الشباب وذوي الميت ..  دار جدال و شد وجذب و تبادل الكلمات و الانفعالات في جو مشحون و متوتر  .. رفض اقارب كجونو رفضاً  باتاً استلام الجثتة بدون تشريح مهما كلف الامر .. حاول قائد القوات المشتركة اقناع ذوي كجونو باستلام الجثة  ودفنها .. وقد اجري قائد القوات المشتركة حواراً عن طريق جندي من اقارب كجونو ..و عندما ادرك الشباب بأن القائد يرفض مبدأ تشريح الجثة وهو يعد العدة لدفنها في حالة فشله في اقناع ذويه باستلامه و دفنه .. في خطوة تأكد رفض الاهالي لاستلام الجثة ودفنها قام الشباب بدفن المقبرة التي حفروها و أعدوها لدفن قريبهم كجونو .. و قد قطعوا بذلك أي شك باستعداهم   لاستلام الجثة او دفنها او قبول مبدأ الدفن بدون تشريح ..

            علم قائد القوات المشتركة بما تم بخصوص القبر الذي طمر بالتراب .. حدثت بعض المشادات الكلاميه بين قائد القوات المشتركة و ضباطه بخصوص مصير الجثة .. و في النهاية تم الاتفاق علي دفنها بسرية كاملة و تغطيه أمنيه مشدده بشرط ان يتم ذلك في ساعة الصفر المتفق عليه ..  شهد ذلك اليوم نزول مطر قليل و اسدل الليل البلدة بستار  من الظلام الدامس .. و كعادة أهل الريف فهم يأوون الي فراشهم باكراً في الليالي العادية .. اما هذه الليلة فهي ليلة استثنائية بكل المقايس .. فجثة الشرطي الذي مات بأسباب مجهولة لم تواري الثري بعد .. و من جهتة اخري كان تم ضرب صفارة الكبسة  في الجانب الاخر من القوات المشتركة ( المؤتمر الوطني ) ..رفع درجة الاستعداد الي اللون البرتقالي  تحسباً لآي طارئ .. و انذر الجنود بعدم  مغادرة المعسكر لآي سبب من الاسباب او الذهاب السوق او دخول الاحياء .. و لا عذر لمن انذر و علي المخالفين تحمل مسئولياتهم الفردية .. اما في جانب معسكر الجيش الشعبي لتحرير السوداني فقد كان الوضع متوتر علي الاخر ..

                و ساعة الصفر هو الساعة الحادية عشر ليلاً .. حيث كان كوكو و شخصين اخرين من اقارب الميت هم من باتوا تلك الليلة في منزل المرحوم .. و منزل كجونو يجاور معسكر الجيش الشعبي و منه يمكن مشاهدة ما يدور في المعسكر .. لم ينم كوكو رفيقيه تلك الليلة بل ظلا يراقبان ما يدور في المعسكر من تحركات الجنود و محاولين اللتقاط الكلمات .. و في الساعة الحادية عشر تماماً تحركت العربة التي كانت تحمل الجثة بأتجاه الجنوب بنور منخفض جداً و بصوت غير مسموع و سرعة بطيئه .. ظل الثلاثة يراقبون العربة التي كانت تشق الظلام  بدون صوت و بدون نور .. توقفت العربة في الطريق الرئيسي حيث توجد مقبرة من مقابر ايام الحرب و هي تتاخم البيوت .. لم يحس سكان تلك البيوت بأي شي فقد اغلقوا ابواب بيوتهم مبكراً و دخلوا الي مضاجعهم علي غير العادة .. و بالقرب من الشارع و البيوت تم تأمين المكان تحسباً لآي طاريئ .. و هنالك تم حفرحفرة علي عجل انزلت فيه جثة  كجونو في اسرع عملية دفن لانسان بتلك النواحي .. أنتهي الحفر و الدفن ان صح التعبير في نحو اربعين دقيقة .. و في الساعة الثانية الا عشرون دقيقة عادت العربة الي المعسكر .. كان السكون الذي يحيط بالمعسكر يشبه  صمت القبور ... اوقف الجنود وابور الكهرباء وذهب كل الي خيمته علي عجل  فقد  انجزوا المهام انتهوا من المهمة بسلام ..

            و في صباح اليوم التالي  ذهب بعض الشباب و دفنوا قبر تموره الذي  كان لا يزال مفتوحاً حتي ذلك الوقت ..و عند المساء ذهب كوكو برفقة اخرين الي مكان قبر كجونو ... وقفوا عند لدقائق قلائل سادها صمتلم  يعرفوا مخزاه . و خوفاً من نبش الكلاب للقبر واخراج الجثة غطوه بالشوك الي أجل غير مسمي ...!

             بين اربعه قبور قضي كوكو اجازته .. القبر الاول حفره تموره لنفسه .. لكن تموره لم يمت وظل القبر مفتوحاً .. القبر الثاني هو لطفل بريئ  استلمت الملائكة روحه  اما جسده فقد رجع الي التراب .. والقبر الثالث فهو قبر اعده اقارب كجونو .. لكنهم عادوا و طمروا دون ان يدفنوه فيه .. اما القبر الرابع فهو قبر حفر في الظلام لاسباب مجهول كموت كجونو المجهول .. و من يدري بيوم سيأتي ينبش فيه قبر كجونو ويخرج عظامه للتشريح  ..و من يدري ان يعاد دفن كجونوفي القبر الذي أعد له لا نه مات موتاً طبيعياً في سجنه.. .. ؟؟

 

ايليا أرومي كوكو

الابيض

25 / 5 / 2008 م



© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

قصة و شعر
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • عصفور يا وطن د.امال حسان فضل الله
  • حيرة/أحمد الخميسي
  • لغة العيون/ هاشم عوض الكريم
  • أحلام يقظه/هاشم عوض الكريم – بورتسودان
  • صديقي المصاب بمرض الايدز سيظل صديقي بقلم / ايليا أرومي كوكو
  • مشتاق/محمد حسن إبراهيم كابيلا
  • شكل الحياة/ ياسر ادم( أبو عمار )
  • قصة قصيرة " شجرة اللبخ تحاكى النحل " بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • المفلسون بقلم الشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • بدرويش توفي ألف شاعر/كمال طيب الأسماء
  • انهض بقلم الشاعر السوداني / حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • لو بتحب بلادك جد!/الفاضل إحيمر/ أوتاو
  • قراءةُ اللّون إلى:- أحمد عبد العال/شعر:- عبد المنعم عوض
  • عايز أقول أنو الكلام القلتو دا/د. شهاب فتح الرحمن محمد طه
  • قصة قصيرة " الجــمـــــــــل " بقلم: بقادي الحاج أحمد
  • غــانــدى/أشرف بشيرحامد
  • ما أظنو ../محمد حسن إبرهيم كابيلا 30
  • دموع طفلة بريئة- أنوريوسف عربي