صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات : قصة و شعر English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


يأهل جَزِيرَتِنَاالخَضْرَاءِ/د. حمد النيل محمد الحسن-كلية الآداب- جامعة الخرطوم
Jul 16, 2008, 20:08

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

يأهل جَزِيرَتِنَاالخَضْرَاءِ

 

ردًا على قصيدة (قطار الغرب) للشاعر محمد المكي إبراهيم الذي حملته جهويته وعنصريته البغيضة إلى الانتقاص من قدر أهلي أهل الخير والإحسان بولاية الجزيرة، فقد قال عنهم في تلك القصيدة المشئومة:

 (ها نحن دخلنا ما بين النهرين

الناس هنا جنس آخر

فقراء وثرثارون ولهجتهم في لين القطن

والباعة ملحاحون وحلافون

ولهم آذان تسمع رنة قرش في المريخ

هذا نوع في كل نواحي القطر تراه

جنس رحال منذ بدايات التاريخ

أرض الذهب البيضاء بهم ضاقت

رغم الخزان المارد والذهب المندوف بهم ضاقت

فانبثوا في كل متاهات السودان)

......................

 

عذراً عذراً

يا أجدادي شعراءَ السودانْ

يا مَنْ بقصائدِكم حقَّقْتمْ وحدتَنا

مِنْ (أسكلة) الخرطوم إلى (الرجاف)

يا مَنْ بالحبِّ تغنَّيتم لجزيرتنا

وشددتمْ أنْهَارًا فيها أوتاراً مِن حبٍّ

وعزفتمْ أحْلَى المعزوفَاتْ

عن شعركمُ...

ما غاب(القاشُ)ولا(السُوبَاط)ولا(مَرَّةْ)

وبسطتم أجنحةَ الأشواقِ وحلَّقْتُمْ

فبلغتمْ في الحبِّ السَّامي أعلى الدَّرجاتْ

أشواقُكمُ قد كانتْ (حِمْلَ قطارْ)

ولذا لـ (قطارِ الشوقِ) تغنَّيتُم

ما أجملَها! تلك الأصواتْ

وقطارُ الشوقِ يسيرُ بطيئاً في تلك الفلواتْ

ياليتَه يَعْرِفُ أنَّه يَحْمِلُ منكمْ مَتْبُولاً وَلْهَانْ

في قلبهِ تضْطرمُ النيران

ما ذاق مناماً مذ ذاق الحِرْمَان

ياليتَه يَعْرِفُ أنَّه يحملُ أجْسَاداً ..

طَارتْ مِنْها الأرواحُ تُسَابِقُها

لِتُعَانِقَ مَحبوبَاً مشتاقاً في أقصى الوديانْ

قَدْ ظلَّ يُسَائلُ عنكم -مُذْ غبْتُم-..

تلك القضْبَانْ

***

يا أجدادي شعراءَ السودانْ

يا مَنْ لقطارٍ ولَّى توسَّلتم

أن يُرجعَ مَنْ قد (شَالَه) مِنْ أحبابِكمُ

وتردَّدَ لحناًُ في كلِّ السمواتْ

وتغنَّيتم

(إنْتِ شِلْتُو تَجِيبُو يَاالقِطَارْ)

ما أروعَها تلكَ الكلماتْ!

كم غنيتم لقطارٍ مرَّ وفيه حبيبُكمُ

ومزجتم شوقَ القلبِ الوالهِ بالدمعاتْ

وتغنَّيتم

(القطار ال مَرَّ فيهو مرَّ حبيبي)

ما أجملَ عصرَكمُ! وقطارَكمُ!

يا مَنْ صيرَّتم دمعَ العينِ لُحُوناً مَعزُوفاتْ

يا مَنْ ذدتم عن أرضكمُ

وسلاحُكمُ حدُّ الكلماتْ

بقصائدِكم قد أحييتمْ منَّا الأمواتْ

لو لاكم... لولا قصائدُكم

ما كانَّا غيرَ رفاتْ

آهـٍ ...آهـٍ

والشعرُ اليومَ يثيُر غباراً حقداً في كلِّ الطرُقُاتْ

***

عذراً عذراً

يا أجدادي شعراءَ السودانْ

بالأمسِ قراءةُ شعرِكمُ

كم كانتْ تُذهبُ عن نفسي الأحزانْ

قد كانتْ تُطفئُ في جوفي حرَّ النيرانْ

أما في ذا اليومِ....

من هولِ قصائدِنا

في الجوفِ يثور البركانْ

وتُعشِّشُ في القلبِ الأشجانْ

فالشعرُ اليومَ قنابلُ مَوقُوتاتْ

لغماً مدفونًا في كلِّ (الحيشان)

في كلِّ شوارعِنا ومدارسنا

وملاعبنا ومساجدنا

ومزارعِنا حتى بين الأغصانْ

ما عُدْنَا نَلْمَحُ طيفَ أمانْ

فالخوفُ جميعاً كبَّلنا

والشِّعْر لقد صار الخَنْجَرْ

في كَفِّ ظَلُوم غَضْبانْ

قد جاء إلينا يحملُه

كي يغرِسَه ..

عَمْدًا في خاصِرةِ السودانْ

و(بَصِيرَتُنَا) قد كانتْ حاضرةً

 لتباركَ فِعْلتَه!!

فالقريةُ ما فيها غيرُ النسوانْ

بشطارةِ (أمْ حَمَدٍ)

لم تسلمْ (بُرْمَتُنَا)!!

لم يسلمْ ذاك الثورُ المسكينْ

قد راحَ ضحيةَ غفلةِ راعيهِ السَّجَّانْ

***

في عصرِ سيادةِ فوضى الحريَّة

عصرِ الهمَّازين اللمَّازين العُمْيَان

كلُّ الأكوامِ قد اختلطتْ

(وتلخبطتِ) الألوانْ

فتساوى الكلُّ جميعًا في الميزانْ

قد أصبح أن لا فرقَ فلا تعجبْ

مابين النَّسْر الباسِل والجِرْذانْ

ما بين الحابلِ والنَّابِلْ

ما بين إياسٍ أو بَاقِلْ

حكماءِ القريةِ والخِرْفَانْ

ولذا...وبلا عَجَبٍ

(فالقَمْرَا يَخْطِبُها الجُعْرَانْ)

*** 

عذراً عذراً

يا أجدادي شعراءَ السودانْ

إن كان صِرَاخي أزعجَكمْ

أو أن زفيري صارَ دُخانْ

أو لو دوَّتْ حرَّى مني الأنَّاتُ

أو احترقتْ من شِعري الصفحاتُ

فأنا حقًا ..حقًا غضبانْ

غضبي ..

عنه قد ضاق الكونُ وقد ضاق الوجدانْ

فلكمْ مني كلُّ العُتْبَى

فأنا عبدٌ مأمورٌ والشعرُ السلطانْ

يتسلَّطُ في كلِّ الأحوالِ وفي كلِّ الأحيانْ

مَنْ مِنَّا يعصِي أمراً للسُّلطانْ؟؟؟

***

صمتاً صمتاً

قد لاح بعيداً في أقصى الآفاقِ دُخانْ

وتمدَّد مثلَ سحائبَ مِنْ قَطِرانْ

قد ذكَّرني درسًا....

عُنْوَانُ الدرسِ (الجَرَّةُ والشيطان)

صمتاً صمتاً

فقطارُ الشِّعرِ يَمرُّ الآنْ

وكمثلِ جَرادٍ منتشرٍ

أو قُلْ مثلَ الطوفانْ

قد عمَّ غبارُه كلَّ الأرجاء

ولذا ...

من ذاك الحينِ تُسمى الأرضُ جميعُها بالغبراء

حتى أرض الذهبِ الخضراء

يا للخسرانْ!

قد صيَّرَها جرداء

يا ليته ما مرَّت عجلاتُه قربَ جزيرتِنا

أو ليت جزيرتَنا بِعُدَتْ عنها القضبانْ

أو لو ثأرتْ لكرامتها

ممن قد دنَّس تربتَها

أو أيْبَسَ خضرتَها

أو أذهبَ نُضْرَتَها

في دفترِ شعرٍ سطَّرَه

أو جرَّد فيها تلك الوديانْ!

مِن ثوب زِفَافٍ دثَّرَها عبر الأزمانْ..

كَذِبٌ ..

زيفٌ ما قاله شاعرُهمْ

ما زالَ القطنُ يضيء صباحَ مساء

والقمحُ تمايلَ مِنْ طربٍ جذلانْ

ما زالتْ سيقانْ الذُّرَة النَّشْوى

تَتَراقصُ ما هبَّتْ أنسامْ

والموزُ المُثْقلُ في الوديان

والزهرُ يضوعُ عبيراً في الشطآنْ!

***

يا سوءَ مقالتِه عنكمْ!

يأهلَ جزيرَتِنا

قد قال بِجَهْلٍ يَبْهَتُكمْ :

(الناسُ هنا جنسٌ آخر

فقراء وثرثارون...).

كلا.. كلا ما أنصفَكمْ ..

مَنْ يحسدُكم في خيركمُ

مَنْ يغمضُ عينه عن علياءِ مقامِكمُ

من يبغضُكم..

كلا.. كلا لن ينصفَكمْ

يأهلَ البِّرِّ الزائدِ والإحسانْ

من يُنكر قدرَكمُ..

يتساوى لديه الطينُ مع المرجِانْ

مَنْ يجهلكمْ ...

حتمًا لا يعرفُ مقدارَ الإنسانْ

من يُنكركم ...

قد أنكر جهلاً تاريخ السودان

ما أعظمَ هذا الكفران!

***

ما كلُّ كلامٍ ثرثرةً

يا شاعرَهمْ

مَنْ لم يعْرِفْ  ذكرَ الرحمنْ

أو كان نصيراً للشيطانْ

قد يحسَبُ ذكرَ القوم كلاماً ثرثرةً

فليسأل عما يجهله أهلَ القرآنْ

أو يسأل مَنْ يلقاهُ مِنِ (الحيرانْ)

لا شكَّ بأنّه قد حُجِبتْ عنه الأنوار

فغدا يتخبَّطُ في تِيهٍ وهو الحيرانْ

فمقامُ القومِ بعيدٌ مرتفعٌ

كلا..لا يدركه الكسلانْ

***

من قبلِ قراءةِ شعرِكمُ..

يا شاعرهم:

(ولهم آذان تسمع رنة قرشٍ في المريخ).

ما كنتُ أصدِّقُ أنَّ القولَ الحقَّ يُرادُ به البُهْتَانْ

ما أصدقَ قولِك يا مَنْ تجهلهم!

وأزيدُك عنهم قولاً فاعرفهمْ ...

بل أنفسُهمْ تشقَى كي تجْلبَه

لا كي يبقى محبوسًا في (الجُزْلان)

لكن.. لتُقَدِّمَه

قدحًا.. لحمًا.. لبنًا.. للمحتاجين وللضيفانْ

ولذا فهمُ (الفقراء)

لكن..

ما حَالَ الفقرُ يوماً عن كرمٍ

وبرغمِ الفقرِ القابعِ يلزمُهمْ

فالكلُّ أتاهم يَقْصِدُهمْ

في أرضِ الخيرِ الدافقِ والخزَّانْ

من أقصى الشرقِ وأقصى الغربْ

مِنْ أقصى فجاجِ الأرضِ وكلِّ مَكَان

إن كنتَ بحقٍّ تجهلُهمْ

فاسألْ عنهمْ أهلَ (الديوان)

أو فاسمعْ ما قد ردَّدَه (الفنان):

( وَكِتْ العِيشْ صَارْ بالقُبَضْ

دِيوَانْ النَّعِيمْ ولا بِتْسَدْ).

واسألْ:.....

مِنْ أي بلادٍ هذا مَنْ قد كان نعيماً للجوعان؟؟!!

كلا كلا.. والله

ما ضاقتْ أرضهمُ يوماً بالسُّكانْ

ها قد وَسِعَتْ..

كلَّ الأحبابِ مع الأغرابِ مع الضيفانْ

فالناس هنا أبرارٌ.. أهلُ صَلاحْ

والذِّكْرُ بسوحِهمُ فوَّاحْ

ووجوههمُ نورٌ ومِلاحْ

وجبالٌ من خبزٍ و(مُلاحْ)

و(أبو خرسٍ) ملآنْ

ما فرّقوا بين الأجناسْ

فالكلُ سواءٌ عندهمُ

من إفريقيا أو تكساسْ

ولهذا أحبَّهمُ الناسْ

مِنْ أقصى الشرقِ إلى (فاسْ)

فالناسُ هنا إخوانْ

ولهذا أحبهمُ الديَّانْ

***

ونفوسُهمُ بيضاء

منها لوزُ الأقطانْ

وزهيراتُ (التَّبَرِ) النَّدْيانْ

وأياديهم غرَّاء

تمتدُّ فما كلَّتْ بعطاء

منها المطرُ الهامي

ليعيدَ حياةً للصحراء

منها النيلُ المتدافعُ والفيضانْ

قد عمَّروا أرضهمُ

بسواعدَ مثلِ جُذوعِ الدَّوحِ الرَّيَّانْ

ما كلَّتْ يوماً عَنْ عَمَلٍ

فاسألْ عنهم أرضَ القِيزَانْ

وبصدقٍ قد عزمُوا

ألا يبقى شبرٌ بُوراً ..

في السودانْ

ولهذا كان وجودُهمُ..

في كلِّ مكانْ

إن قصَّرَ قومٌ عن أرضِهمُ

فهمُ يروونَها من عَرَقٍ

وهمُ قد صاروا للأرضِ الشِّريانْ

***

ونساؤهمُ..

بِيْضٌ زُهرٌ وحِسَانْ

فنعُومَتُهنَّ.. كما الكتَّان

منهنَّ يفوحُ الرَّيَحانْ

منهنَّ القمحُ اختار نضارَتَه

والفولُ اختار عفَافَاً..

إذ يَتَبطَّنُ جوفَ القِشْرةِ مختبئًا..

من كل عيونِ الأغْرَابِ

ولهن قوامٌ مَمْشُوقٌ

إنْ رُحْن  يَمِسْنَ مَصُونَاتٍ

لتوارى مِنْ خجلٍ منهنَّ البان

أو صار يقلدهنِّ حزيناً في المَيَسَانْ

***

ما أصدقََكم يا شاعرَهم!:

(لهجتُهم في لينِ القطن).

ولعلَّه ما قد أغرَاكم بِهجائهمُ

حقاً في لينِ القطنِ حديثُهمُ

إن جئتَ تُسامِرُهم

وتؤانِسُهمْ

أو جئتَ بودٍّ تطلبُهم ودَّ الإخوانْ

لكنْ ...!!
ما بالُ كلامِكَ مبتوراً ؟؟!

كلا ما قصَّر عن إتمامه عجْزُ بيانْ

أو أن الباقي في طي النسيان

فإليك تمامُ مقالِكمُ:

أمَّا إن جِئتَ تُصادِمُهم

فحديثُهمُ...

منه لهبُ النيرانْ

وصغيرُهمُ..

ثورٌ عند الهَيَجَانْ

أو....

فأسألْ عنهم..

أو عن رجلٍ..

قد سُمِّي (ود حبوبةَ) في تاريخِ بلادٍ أسموها السودان

أو فاسمع ما قد ردَّده (الفنَّان):

(ودحبوبه قَامْ رَتَّبَ الأنصارْ

وفي كَتْفِيَّه دِيكْ كَمْ شَبَّعِنْ صَقّارْ

سِيفَكْ للفِقَرْ قَلَّامْ)

والباقي ...كثيرٌ بل أعظمْ

ما ضَاقَتْ عنه أوراقي

أو كَلَّ لسانْ

لكنِّي بقلبي أُكتِّمُه

من أجل مُرَاعَاةِ الإخوانْ

***

ما أشرفَكم! ما أكرَمَكم!

يأهلَ جزيرتِنا

فثغورُكمُ لم يدخلْها خبزٌ

إلا ما قدْ زرعتْه أيديكمْ

ما امتدَّتْ تطلبُ عونَ الأمريكانْ

أن جاعَ الناسُ بأي مكانْ

فإليكم مقصدُهمْ

يا مَنْ أقسمتمْ منذُ زمانْ

أن ليس يبيتُ بأرضكمُ جَوعَانْ

يا مَنْ أشبعتمْ حتى الطيرِ...

وكلَّ هوامِ الأرضِ مع الحيوانْ

فطيور الأرضِ خِمَاصَاً قَدْ جاءتْ

لتغادرَكُمْ أسْرَاباً وَهْيَ بِِطَانْ

ما أطيبَ (كِسْرَتَكم)!!

تسعى لتؤانسَ ضيفَكمُ

قد أخفى سمرتَها طبقٌ منْ لحمِ الضانْ

ودِثَارُه كاساتُ الألبانْ

إن قومٌ أشقاهُم ظمأٌ

فإليكم موردُهمْ

يا مَنْ أرويتُم حتى الأرض

ما فيكمْ من ظمآنْ

إن خافَ الناسُ عَدُوَّاً في بلدٍ

فإليكم ملجؤهمْ

لتقرَّ عيونُهمُ...

وتنام قلوبُهمُ بأمانْ

***

مِنْ أرض (مَحَنَّتِنا)

مِنْ كلِّ نواحي جزيرتنا

قد شعَّ النورُ الثاقبُ منذ زمانْ

لينيرَ الدربَ إلى الرحمنْ

والناس جميعاً كانوا في ظلماء

في (ود مدني)

فاضَ (السُّنِّي)

مَنْ حَكَّم شرعَ القرآن

مِنْ (طَابَتْ) طَابَتْ كلُّ الأرضِ بأبناءِ (الحَفْيَان)

في (طيبةَ) (أعْرَاكٌ) همْ أحفادُ (أبْ صُوبَان)

إن فاضَ الخيرُ غزيراً في بلدٍ

حتماً سَتعُمُّ غَزَارَتُه الجيرانْ

ولذا فاسألْ عن فيضِهمُ في أم درمانْ

عن (حمْدالنيل) ِ الفائضِ كلَّ أوانْ

عن ذاكَ الشيخِ (الصائمِ) والقوَّام

والباقي كثيرٌ لا يُحْصِيه أيُّ لسانْ

في كلِّّ بقاعِ الأرضِ لقَدْ كانوا الأركانْ

كانوا أصحابَ الفضلِ وأهلَ الشأنْ

مَنْ - غيرُ جَحُودٍ-يُنكِرُ فضلَكمُ

يأهل الإحسانْ؟

مَنْ يُنكركمُ ..

قد أنكرَ فضلَ الهادي والرِّحمنْ

***

مَنْ يُنكر فَضْلَكِ يا أرضَ الخزانْ؟

لم تُفتحْ مدرسةٌ أو جامعةٌ

لم يشمُخْ مبنىً أو عمرانْ

لم يفتحْ مشفىً أو..قل قد ما شئته في السودانْ

إلا قد كان الفضلُ العائدُ  للخزَّانْ

 (مكوارٌ) يا(مكوار)

يا هذا الساكنُ منَّا في الوجدانْ

يا موردَ نعمتنا

يا مصدرَ عزَّتنا

قد عمَّ عطاؤك كلَّ مكانْ

يا قِبلةَ كلِّ الخائفِ من جوعٍ أو فقر

يا حِصْنَ أمانْ

لولاك لكنَّا (شحَّادِين) عُراةً في البلدانْ

مازلتَ كريماً معطاءً

ما قلَّلَ جُودَكَ جَحْدُ الجاحدِ أو خذلانْ

لو ماؤك صار مِدَاداً منذُ زمان

وسهولُ الأرضِ غدتْ صفحاتٍ..

وانْبسطتْ معها الكُثْبانْ

وعزمْتُ على تدوينِ الشكرِ الساكنِ بين جوانِحِنا

لكَ يا هذا الخزَّان ...

حتماً سيكونُ نفادُ الماءِ ولم تنفدْ ...

كلماتُ الشكرِ مع العِرْفَانْ

فالكلُّ مَدِينٌ للخزانْ.

***

 د. حمد النيل محمد الحسن-كلية الآداب- جامعة الخرطوم 3/7/2008م



 

© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

قصة و شعر
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • عصفور يا وطن د.امال حسان فضل الله
  • حيرة/أحمد الخميسي
  • لغة العيون/ هاشم عوض الكريم
  • أحلام يقظه/هاشم عوض الكريم – بورتسودان
  • صديقي المصاب بمرض الايدز سيظل صديقي بقلم / ايليا أرومي كوكو
  • مشتاق/محمد حسن إبراهيم كابيلا
  • شكل الحياة/ ياسر ادم( أبو عمار )
  • قصة قصيرة " شجرة اللبخ تحاكى النحل " بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • المفلسون بقلم الشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • بدرويش توفي ألف شاعر/كمال طيب الأسماء
  • انهض بقلم الشاعر السوداني / حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • لو بتحب بلادك جد!/الفاضل إحيمر/ أوتاو
  • قراءةُ اللّون إلى:- أحمد عبد العال/شعر:- عبد المنعم عوض
  • عايز أقول أنو الكلام القلتو دا/د. شهاب فتح الرحمن محمد طه
  • قصة قصيرة " الجــمـــــــــل " بقلم: بقادي الحاج أحمد
  • غــانــدى/أشرف بشيرحامد
  • ما أظنو ../محمد حسن إبرهيم كابيلا 30
  • دموع طفلة بريئة- أنوريوسف عربي