صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات : قصة و شعر English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


بقـــايـا عطـــــــــر - قصة مشتركة قصة مشتركة : سمر عوض / عوض عثمان عوض
Apr 5, 2008, 20:42

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع
 
جلس هشام وحيدا على طاولة المقهى المليئة بالرواد من الجنسين , أخرج صحيفة يومية من حقيبته وبدأ يقلب في صفحاتها , أراد أن يكتشف المدينة عبر هذا المكان لإعتقاده أن المقاهي هى أكثر الأماكن إقترابا وحميمية من المدن , كان هذا إسبوعه الثاني في هذه المدينة التي يزورها لأول مرة وذلك بغرض إنهاء مجسمات فنية من تصميمه لإحدى الشركات الأجنبية في هذا البلد , أثناء إطلاعه على الصحيفة لمح على القرب منه فتاة باهرة الجمال و لها عيون ساحرة ووجه مشرق يشع وسامة , جذبته من النظرة الأولى دون سائر الحضور في ذلك المقهى , وزع نظراته بالتساوي بين الصحيفة و بين سحر عينيها وتقاسيم وجهها ..
سرح في تفكيره عن سر إهتمامه بها و عن سبب هذا الاحساس نحوها دون أن يجد أجوبة شافية , سأل نفسه هل رأيتها من قبل أم أن الأمر مجرد تخيل وتهيؤات فقط ؟ حاول أن يطرد فكرة معرفته بها من ذهنه , لكنها في الواقع ظلت مهيمنة على تفكيره تماما وأصبح تركيزه كله منصب حولها ..أقفل الصحيفة وأدخلها بحقيبته ثم إقترب من الفتاة وهو يستجمع شجاعته , لم يسبق له أن صادف مثل هذا الموقف حياها بإبتسامة على وجهه وصوت منخفض :
-هل بإمكاني أن أجلس هنا لو سمحتي ؟
- بأستغراب .. تفضل أجلس
- لدي سؤال محيرني .. هل إلتقينا من قبل ؟؟
- ردت بدهشة : لا .. لا أعتقد إننا إلتقينا من قبل
-عذرا لإزعاجك .. أحيانا نلتقي بأشخاص لأول مرة ونشعر بأننا نعرفهم من قبل ..
- أنت محق في قولك .. (لحظة صمت) عن أذنك أني مضطرة للذهاب الآن لأعود للعمل فأنا في فترة راحة وفرصة طيبة ويومك سعيد ...
- أنا الأسعد ويومك سعيد
ذهبت وتركت خلفها بقايا عطر نفاذ ملأ المكان و الزمان وتغلغل في أعماقه وسكن روحه وهو مازال مأخوذا بجمالها المتعدد الزوايا , نبرات صوتها العذب زادت الأمر حيرة وربكة فقد شعر أن الصوت نفسه مألوف لديه من قبل و لا يدري أين سمعه ؟ الفتاة نفسها في طريق العودة للعمل كانت تفكر في سؤاله و تفاصيل شكله وأحست أنها تعرفه من قبل ودارت أسئلة كثيرة في مخيلتها دون الوصول لخيط محدد لحل هذه التساؤلات ..
عاد إلى غرفته في الفندق بعد أن أنهى جزء كبير من عمله في الشركة , حاول أن ينام مبكرا لكن دون جدوى , صوت مقطوعة موسيقية شرقية جميلة يملأ صمت المكان وسكون الليل , أخرج أدوات الرسم من إحدى الحقائب وبدأ في رسم لوحة إستغرقت معه وقتا و أنجزها تماما عند أول خيوط الفجر , ذهب في اليوم التالي للشركة لوضع اللمسات الأخيرة لتصميماته , ثم إتجه بعد ذلك إلى المقهى عند منتصف اليوم وهو في حالة لهفة لرؤية تلك الفتاة لا يعلم مصدرها من أين , جلس لأكثر من ساعة دون أن تظهر الفتاة , أصابته حالة من الغضب بدت مرسومة على ملامح وجهه وسأل نفسه هل هى طيف عابر ؟ هل سألتقيها مرة أخرى ؟؟ فقد تبقى لى أسبوع فقط لمغادرة هذه البلد ...
في اليوم الثالث بعد أن أكمل بقية المجسمات في الشركة , ذهب إلى المقهى وهو مشدود بين أمل اللقيا و إنتظار السراب .. جلس على الطاولة بعد أن طلب عصير ليمون , ولم تمضي لحظات قليلة حتى أطلت الفتاة من على البعد وقدمت نحوه مباشرة حيته بأبتسامة مضيئة وقالت له :
- هل يمكن أن أجلس هنا ؟؟
- بالتأكيد يمكنك الجلوس .. إني إنتظر قدومك منذ آلاف السنين ..
لحظات صمت .. كل جزء من جسديهما ينطق دون كلمات , رعشة خفيفة في اليدين يلاحقها لهث أنفاس حارة , نظرات طويلة و عميقة تود قول الكثير و الكثير , نبضات قلب مسرعة بإيقاع واحد ...
تحدثا في أشياء كثيرة ومتفرقة وشعرا كأنهم يعرفا بعضهما منذ زمن طويل , إلتقيا لأكثر من مرة بعد ذلك وخرجا لأماكن مختلفة فهى تعرف تلك المدينة جيدا , وعندما أخبرته بأن إسمها سلافة رن جرس هذا الإسم في أذنه وأستعاد شريط ذكريات بعيدة قال لها ( لقد صدق حدسي إذن أني أعرفك من قبل , وإندهشت حين ذكر لها تفاصيل كثيرة مشتركة بينهم في مرحلة الطفولة و الحي ومشاهد تلك المدينة الحالمة التي فتحوا أعينهم فيها ..إنها لمصادفة عجيبة أن نلتقي بعد كل هذه السنوات الطويلة وفي هذا المكان تحديدا ) ... حدثها عن آخر سنواته بالسودان وفصله من الجامعة في السنة النهائية بسبب نشاطه السياسي في بداية التسعينيات , ثم غادر إلى المجر وأكمل دراسة الفنون في جامعة بودابست ..
ثم هاجر و أستقر بعد ذلك في نيوزيلندة و أخبرها بأنه أقام معارض فنية لرسوماته في أكثر من عشرون بلدا حول العالم , وحدثته هى عن نفسها كثيرا أيضا عن دراستها بالسودان وعن قدومها لهذا البلد وعملها الحالي في إحدى وكالات السفر و السياحة ...
كل شئ حولهم كان يوحي بالسعادة و الصفاء و يدل على المحبة و الإنسجام , كل دقيقة تمر وهما يتحدان أكثر ويتعلقا ببعضهم أكثر من قبل , شكرا بداخلهم الصدفة و القدر الذين جمعاهما مرة أخرى ..
- لماذا تأخرت كل هذه السنوات الطويلة ؟ كم أحتاجك الآن بقربي أكثر من أي وقت مضى ؟؟
- هذه اللحظات معك تساوي زمنا لا حساب له .. تيقنت الآن أنني ولدت من جديد , كنت هائما في هذا العالم مثل الغجر , فقدت شعور الإنتماء للوطن حين لفظنا مثل النفايات وحرمنا من حق التعليم فقط لأختلافنا الرأى مع ذلك النظام الذي ما يزال ينهش في جسد الوطن , اليس الأمر مهزلة أن تفتح لنا البلدان أبوابها على مصرعيها بالحفاوة و ينكرنا الوطن ممثلا في تلك الحقبة المظلمة ؟؟؟ لكن هذه الأيام معك أعادت لي حنين عميق وشوق جارف نحو الوطن وجدته في شخصك , وسوف أكسر طوق عزلتي التي إمتدت خمسة عشر عاما وسأنزل للوطن قريبا ...
- أخشى أن أفقدك مرة أخرى وتكون هذه الأيام مجرد ذكريات جميلة ؟ ..
- أرجوك لا تقولي هذا الكلام .. لن يبعدني منك مرة أخرى إلا الموت ..
وكان هشام قد وعدها بأنه سيعود لها مرة أخرى بمجرد أن ينهي بعض الإلتزامات هناك ..
قال لنفسه (كيف سأقوى على فراقك ؟ كيف لي أن أحمل هذه الذاكرة المثقلة بالحنين إليك ؟؟ مؤكد ستكون الأيام القادمة حزينة لهذا الفراق ...)
أخرج من حقيبتة ورقة ملفوفة وقال لها تذكريني بهذا الإهداء البسيط ريثما أعود لك مرة أخرى قريبا , و حين طلب منها فتح الورقة الملفوفة شاهدت لوحة لها رسمت بدقة فائقة لفنان ماهر ومحترف ..
- كم هى رائعة .. كيف رسمتني دون أن أكون جالسة أمامك ؟
- إبتسم .. منذ أن رأيتك أول مرة ظللتي مطبوعة في ذاكرتي و مخيلتي تماما ..
دقات الزمن تقرع جرس الوداع و الفراق إلى حين , لحظات مليئة بالدموع ولوعة الفراق و الألم ..
رغم ذلك تلوح في الأفق بشائر أمل قادم وإنتظار أيام محمولة بموعد فرح جديد ,المشهد يبدو حزينا ذهب هشام وهو جسد بلا روح , لا يحمل معه غير بقايا عطرها الذي يفوح بداخله ويعطر مسام جلده وروحه ..
 قصة مشتركة : سمر عوض / عوض عثمان عوض

© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

قصة و شعر
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • عصفور يا وطن د.امال حسان فضل الله
  • حيرة/أحمد الخميسي
  • لغة العيون/ هاشم عوض الكريم
  • أحلام يقظه/هاشم عوض الكريم – بورتسودان
  • صديقي المصاب بمرض الايدز سيظل صديقي بقلم / ايليا أرومي كوكو
  • مشتاق/محمد حسن إبراهيم كابيلا
  • شكل الحياة/ ياسر ادم( أبو عمار )
  • قصة قصيرة " شجرة اللبخ تحاكى النحل " بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • المفلسون بقلم الشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • بدرويش توفي ألف شاعر/كمال طيب الأسماء
  • انهض بقلم الشاعر السوداني / حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • لو بتحب بلادك جد!/الفاضل إحيمر/ أوتاو
  • قراءةُ اللّون إلى:- أحمد عبد العال/شعر:- عبد المنعم عوض
  • عايز أقول أنو الكلام القلتو دا/د. شهاب فتح الرحمن محمد طه
  • قصة قصيرة " الجــمـــــــــل " بقلم: بقادي الحاج أحمد
  • غــانــدى/أشرف بشيرحامد
  • ما أظنو ../محمد حسن إبرهيم كابيلا 30
  • دموع طفلة بريئة- أنوريوسف عربي