طوباك يا حجر السلطان
مرثية عن مأثر الاب الخالد فيليب عباس غبوش
بقلم / ايليـــا أرومـــي كــوكو
1
طوبي لك يا حجر السلطان
لانك ولدت رجلاً هو نبيلاً هو من اعظم النبلاء
و طوباك يا مندي
لان ابنك كان من شريفاً من اشرف الشرفاء
فلا تبكوا و لا تحزنوا يا أهل جبال النوبة
لانكم قدمت للسودان رمزاً وطنياً يحتذي به و يفاخر
فاليوم أنتم أهلاً بالفخر به كما كان جريئاً في الدفاع عن قضاياكم
****
2
كان نمراً من أعتي نمور الغابات و الجبال
ففي عيونه العسلية سكن الصدق و المهابة
وفي شواربه وجهة المستدير توهج معاني الرجولة و البسالة
لبس علي رأسه تاجاً من بياض شعره الناصع
لانه كان أميراً لكل المقهورين المسحوقين و كان ملكاً بلا قصور
لم يمقم في أي قصر و لو من الطين في الاطراف البعيدة
فقد اختار طوعاً السكن في قلوب من أحبهم في تلك المنافي النائة
****
3
هو صاحب اليد البيضاء الطاهرة النقية
في زمان تلوثت فيه كل الايدي بأموال الفقراء بلا استثناء
و هو لسان كلمة الحق الصريح المصادم
الذي لا يهاب و لا يخشي في قول الحق شي
و بسلاح الكلمة الحرة حارب الظلم و الظالمين
و بقوة قول كلمة الحق ناضل و كافح لاجل المحرومين
لم يتردد او تيراجع و لم يخجل و لا تخاذل
****
4
كان ثائراً قومياً مسالماً كما كان صنديدا عنيداً ً ذو شكيمة
و في الثورة كان أخاً لمارتن لوثر
و في عناد الصمود هو نداً لنلسون مانديلا
وتلميذاً تدرب علي نهج السلم من المهتما غاندي
فأنحني للعواصف و الرياح العاتية لكنة لم ينكسر
اذ قاوم بمثابرة و ثبات و شموخ وعزة النفس الابية
التي لا تعرف الصلفو الغرور و لا الكبرياء ولاذدراء
****
5
هو من نادي في الناس بأن الدين لله و أن الوطن للجميع
كان السودان في فكره وطناً يسع كل أهله
بلا تفريق لجنس او لون و لا تميز لدين طائفه وقبيله
كان فليب عباس غبوش مدرسة وطنية مفتوحة لكل أهل السودان
و كان كتاباً مفتوحاً لعلوم الوطنية الحقيقة الخالصة
كان نهجاً سهلاً و مفهوماً لدورس معاني الوحدة السودانية الجاذبة
و قد تخرجة من مدرسته أجيال ستكتب للسودان غده المشرق
****
6
هو تمساح الجبال و الكهوفو قد لا تعرفوه جيداً
لم يكن في يوم من الايام منافقاً و مطبلا او خوافاً جباناً ً
فلتماسيح البحار دموعها الشهيرة بالخدعة و المكر
اما دموع تمساح جبال النوبة فهي دموع الانحاء للعواصف
فعلي الذين يحسبونها عليه جبن و عار قرأتها من جديد
علي أولئك الشامتين الذين في نفوسهم بغض غرض
عليهم انصاف الرجل فهو لكل أهل السودان أب و قلب محب
****
7
كأن اسداً شجاعاً و حارساً أميناً لعرين وطنه السودان
حمل علي منكبيه كل هموم الوطن مناضلاً
و ظل وفياً منادياً بغد افضل لجميع السودانيين
كان نصيراً شديداً للضعفاء و حليفاً قوياً للبوساء
فكل المنابر تشهد بوطنيته و كل المجالس تخبر عن وفائه
رفض الذل و الاهانة بكل اشكاله و الوانه و اوصافه
فحرض السودانيين المغلوبين علي السمو بكرامتهم الانسانية
****
8
نعته الظالمين الكاذبين مرات و مرات زوراً و بهتاناً و افكا
وصفوه بالعنصرية وهي سمة من السماتهم المتأصل فيهم
قالوا عنه كل قبيح الكلام وذميم الحديث
جروه بايديهم الاثمة الي الزنازين و السجون الاسر
اما هو و بعفة عضمة لسانك لم يرد علي اقوالهم بالمثل
و بيديه الشريفتين لم يمسهم بسوء
فنال أستحقاق الاحترام من الجميع حتي الذين عادوه
****
9
سنتذكر مأثرك و أفضالك و نبلك و نضالاتك
و في اليوم الثالث من فبراير شباط من كل عام
و ستكون الذكري ناقوس لنهضة الاوطان
سنخبر بنينا عن قصة الرجل الحكيم و اولاده السبعة
و عن العيدان السبعة التي لا تتكسر ان اجتمعت
و ان تفرقنا تكسرت وحداناً
سيقص بنينا لابنائهم و ابنائهم الي بني بنيهم الي الجيل العاشر
****
10
ستبقي خالداً أيها الاب فيليب في وجدان كل السودانيين الاوفياء
ستقبي رمزاً حياً للكفاح الحر ضد الخضوع و الخنوع و الانكسار
ستبقي منارة للشموخ و للاباء و الكرامة و النبل و النقاء و العفة
سيهتدي بهديك جموع المسحوقين المهمشين في كل مكان
ليس لثأر او انتقام و لكن لنيل حقوقهم و تحقيق العدل و المساواة
ذلك لان البشر يتساون في الظلم و في القهر و الاضطهاد
فليس للظلم دين و ليس للقهر و الاضطهاد و الاستبداد جنس
****
11
لم تمت أيها الاب العظيم لانك سطرت للاجيال طريقاً للانتصار
فأنت باق في كلماتك الحية و أقوالك المأثورة
أنت خالد في الصفحات البيضاء التي تحوي في طيأتها سجل العظماء
وكل الثورات القادمة في شتي الارجاء ستتبع نهجك لنيل
فأنت حيا في القلوب التي أحبتك لانك أحببتهم اولاً
******
فطوباكي يا حجر السلطان وطوباكي يا مندي يا أم الثوار الاحرار
لانك من الان ستدخلين التاريخ السوداني من اوسع الابواب
و طوبي لك ايها السلطان عجبنا و الميراوي يا أباء الثورات
لانكم أبقيتم للسودان رحماً ولوداً للثوار
أثبتم عكس ما كان في الظن بأن النار تلد ناراً
و لجبال النوبة الحق في ان تفتخر بأبنها بطلا من ابطال السودان الشرفاء
سيتذكر الجميع اسم الاب فيليب عباس غبوش عند كل ذكر السودان المناضلين
ايليـــــا أرومــــي كوكـــو
20 / 2 / 2008
الابيض
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة