مرثية الزعيم الراحل /فيليب عباس غبوش
الأوطان لا تموت
وكنت دائما ً ببيرق
وموكب
ولحظة انتصار
سكبت في عروقنا نبضك الأبي
وارتديت قامة الوطن
اغتسلت بالدموع والدماء يا فيليب
وامتطيت صهوة النزال
لم تلين يوماً حين فرت الخطى
لم تبيع العهد
لم تخن
حدقت كالسكون في جراح شعبك المهان
تجرعت منه الأه
والدموع
والالم
بذرت في حقوله الأمل
ونبت فيه كبرياء
فأنت أنت لم تمت
وإن توار ى في التراب رسمك
وغابت الظلال يافيليب
لأنك كنت في سنين التيه شمعة في أخر النفق
ودمعة في أعين الرجال
وكنت في قلوبنا وطن
والأوطان لا تموت يافيليب
ولن يصبها العقم
فبقدر ما زرعت من أحلام يافيليب
بقدر ما وطنت فينا من رؤى
بقدر هذا الشوق
والرجاء
الامل
سوف يشرق الصباح في سوداننا الجديد يا فيليب
ويزهر الزمان صرخة
وخافق
ولحظة انتماء
فالكل في ترقب وفي انتظار
الكل في تلهف للقادم الأكيد
فنم لأنك انتصرت
لأنك أديت ما عليك
لأنك كا لشمعة أنرت ألف درب واحترقت
فنم في حضن عشقك القديم
في مراتع الصبا
في كركراية في حجر السلطان في النتل
في مير ي في رشاد في الموريب في الدلنج
نعلم أنك قد رحلت عنا ولن تعود
حزمت كل الأمتعة
ودعت الدار والرفاق والأهل
أوصيت القادمين أن يصونوا ا العهد
ويرعوا حرمة الوطن
قبلت في عيوننا الدموع يافيليب
وأمتطيت صهوة القلوب
وكنت أنت الدرب والمسير والخطى
أيقظت الحلم من سباته
زاحمت بالشموع ليل الانكسار
وكنت في القلوب خافق
وفي الشفاه القبلة
وفي ملامح القادمين نشوة ورقصة وعيد
كتبت بالصمود أن الصبح قادم
وأن الحق لا محال منتصر
وكنت أنت الشاهد الوحيد يا فيليب
لأنك احتضنت في عروقك الوطن
واقتفيت موكب النضال
وكنت الشوق والرجاء والأمل
صرخت في وجوه النازيين أن الحلم واحد
وأن الدرب واحد
وأن الدم واحد
وأن الأصل واحد
وكلنا سواء
لا فرق بين أن أكون أنت
أو تكون أنت أنا
فهكذا سنعبر الجراح يا فليب
ونهزم المحن
ونبني في عيوننا الرؤى والصبر والجمال
هكذا كنت أنت يافيليب
شامخاً كقامة الوطن
وموغلا ً في الانتماء كالتاريخ
شاهقاً كالجبال التي توسدتك تأئراً
وعاشقاً
ومنتصر
أرهقت بالعطاء صمتك النبيل يافيليب
أينعت كالربيع في حقول البائسين
وكنت أنت خبز كل جائع
ومعدم
أرويت بالوفاء الكاس والزمن
فتحت للنضال ألف باب
وأشرعتنا تلهفاً ورغبة وكبرياء
علمت هذا الشعب معنى الانتصار
نزعت من عروقه الوهن
ومضيت يافيليب
بعد أن أيقيظت في عيوننا الرؤى
وسكبت في دمائنا الكفاح
وراهنت ان الفجر قادم
وأن الليل سوف يندثر
ومثلما كان الرجال
كنت أنت يافيليب
مثل جومو
مثل لوممبا
مثل نكروما
مثل يوسف
مثل جون
كواكب أضاءت الطريق وأنطفات
وتمدد ت كالشوق كأ لأحلام كالوفاء
في دموعنا
في حزننا
في جراحنا
في كبريائنا
وفي انتصار الحب والوطن
وهكذا مضى الرجال يا فيليب
وهكذا مضيت
حاصرت الخوف في زمان التيه والضياع
وكنت الزهو في ملامح الرجال
وشمعة في أخر النفق
وموطن في كل قلب
والأوطان لا تموت يافيليب
الشاعر / الباشا أدم أحمد الباشا
من أبناء النوبة
الجماهيرية / طرابلس
14/2/2008 ف
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة