في الذكرى العاشرة لرحيل فقيد السودان الزبير محمد صالح / صلاح مرسى
الوحدة تصرخ
ارجعي يا حروف بعد غيب طوال واسكب يا دموع على ابن الشمال
مات رجل ما عاهدناه يوما قد توانى على درب النضال
كان في الشمال نخلة معطاء تمضى إلى العلياء ولا تبالي
تقيك من حر السموم بظلها وتجود ما طاب من العلالى
وكأنه في الغرب تبلدي راسخ في الأرض رسوخ الجبال
لا ينحني للريح ولا يأبه له وذلك دأبه مع تلال الرمال
واسألوا ناصر في الجنوب مناصر للحق باع فيه الغالي
من زرع الأرض إخوة ومحبة من أفشي السلام داخل الأدغال
وفى الشرق كتوتيل يحكى لنا بطولات أجيال من ماضي أبطال
واكتسى البحر هناك من دماءك لونا بل الزمرد واللآلئ
هلا عرفت الحال بعد رحيلك وكأنما مضت معك أحلام أجيال
الوحدة تصرخ وليس من يسمعها والكل في منأى عن الآمال
وتربصت بنا من حولنا الأعداء تربص ذئب لفتك غزال
اليوم الجنوب ومن جاوره وغدا يكون النوبة في الجبال
باعوا الجنوب باسم السلام كما باعوا من قبل أطراف الشمال
ما جدوى السلام أن لم يكن لوحدة أو يكن لوقف قتال
يقولون نحن وما هم إلا شتات قوم قليلي الفعال
يشيدوا من الأوهام قصورا ويبنوا الواقع في الخيال
يقولون وكأنهم بالقول سيبنوا مجد أمة أو يحسموا أمر النزال
سفينة الإنقاذ بعدك يا زبير تقاذفها في اليم أمواج الليالي
لا شاطئ الأمان قد بلغت بنا ولا أبقت على أرواح الرجال
وأي سفينة فقدت ربانها آيلة لا محال إلى الزوال
14/3/1998 الخرطوم
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة