تمرد
نظر حوله بلا مبالاة.. ثم جلس واتكأ برأسه إلى الوراء ..أشعل سيجارة وجذب نفساً عميقا.. لفظ الدخان إلى الخارج..
أنا متمرد!
رائحة الدماء تنتشر في الأفق ولون داكن ينفرج عنه المساء..الشمس غابت عن مسرح الأحداث والحرب لا زلت مستمرة من سينتصر ياترى؟ سؤال لم يجد له إجابة..ولم يشغل نفسه بالتفكير فيها.
جذب نفساً آخر ورفع السيجارة إلي وجهة وتمعن فيها وضحك.. ضحك حتى بانت مؤخرة حلقة وسالت دمعة علي خده. ربما لم يضحك منذ زمن طويل فاستمرأ ضحكة أو ربما كان الضحك هو الفعل الوحيد المتاح في تلك اللحظة.
من أنا؟
رنت في يافوخه.. أخذت به الحيرة و تجهم وجهة.. رفع يده في محاولة يائسة لفعل شئ ما لا يدري ما هو ثم أعادها إلي وضعها السابق.
لم يبق غير نفس واحد في سيجارته.. تطلع إلية بدهشة قبل أن تطويه ذرات الهواء وتفنيه رياح العدم ثم صرخ:
أنا متمرد!
تجمع تفكيره عند هذه النقطة.. علت وجهة صفرة باهتة جذب النفس الأخير ثم لملم أشتات جسده المتناثر وواصل سيرة.
أنا متمرد!
لكن من أنا؟
معتصم كدكي – الخرطوم
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة