قصة الميلاد العجيب
بقلم / ايليــا أرومــي كوكــو
أرتبطت أعياد الميلاد المجيد و أعياد رأس السنة الجديده في الفهم العام لدي الكثيرين حتي كادا ان يصيرا عيداً واحداً .. فبالرغم من الفرق الكبير جداً بين ذكري أعياد ميلاد المسيح المجيدة كمناسبة دينية و رحية خالصة ... نجد ان احتفالات اعياد رأس السنة هي في الاساس تقليد دنيوي بحت .. فتاريخ الاحتفالات برأس السنة عند الاباطرة الرومان و اليونان هو تاريخ سابق لميلاد المسيح بقرون عديدة .. و يبقي عامل الربط بينهما هو التزامن و التقارب الزمني و ارتباط اعياد رأس السنة لاحقاً بأعياد الميلاد من بعد ايمان روما بالمسيحية .. كما يربط بينهما اقترانهما الوثيق بالسنة الميلادية التي تؤرخ لميلاد فادينا و مخلصنا يسوع المسيح .
و نسبة لأثر أغتلاط تقاليد الاعياد الرومانية و اليونانية القديمة بالمسيحية .. فقد تصاهرالتقليد الدنيوي لاحتفالات اعياد رأس السنة بالعقيدة الدينية المسيحيةلاعياد الميلاد المسيح بالطقوس الوثنية التي كانت تقام في اعياد رأس السنة... و اليوم يكاد البعض حتي من المسيحيين لا يفرقون بين عيد الميلاد و رأس السنة .. و الادهي هو ان كلا العيدين قد اتخذا بعداً دنيوياً أكثر من بعدهما الديني طالما ارتبطا بذكري ميلاد المسيح المجيدة .. و السائد اليوم لدي غالبية الناس هو ان عيدي الميلاد و عيد رأس هما مناسبات و اعياد و احتفالات دنيوية خالصة ليس للدين او الروح فيهما مكان.. اذ يتم فيهما تبادل النخب و الرقص و اللهو و العربدة و خم الرماد او فعل السبعة و ذمتها .. و عيد الكرسمس اليوم يحسبه بعضهم عيداً للعبث و اتيان كل الموبقات بعيداً جداً عن معناه الديني و قصده الروحي ..
فما هو المعني الديني و البعد الروحي الذي يمكننا استلهامه لعيد الميلاد المجيد و رأس السنة الجديد .. أن عيد الميلاد المجيد هو ذكري افتقاد الله للبشرية التي ضلت و تاهت من بعد خطيئة ابينا أدم و أمنا حواء .. فبعد طرد ابوينا الاولين من الجنة بسبب عدم الطاعة والعصيان صارت الهوة الفاصلة بين الله و بني ادم هوة كبيرة و شاسعة جداً. و لان عدالة الله العلي القدير القدوس المنزه تكره الشر و الخطيئة .. فقد حتمت عدالة الله و قداستة ان يكون الانسان الخاطيئ بعيداً عن محضره .. كما أن محبة الله الخالق عز و جلت قدرته تجاه الانسان كانت محبة ايدية .. هذة المحبة الالهية فائقة الوصف للانسان رغم شره هي التي جعلت الرب الاله أن يقول للانسان في أية من أيات الكتاب المقدس .. ( محبة أبدية أحببتك لذلك أدمت لك الرحمة ) . و قد تمثلت محبة الله الكاملة و رحمته الابدية للانسان بميلاد طفل بيت لحم اليهودية يسوع المسيح المخلص ..
اذاً فعيد ميلاد المسيح العجيب الفريد هو عيد للروح .. ذلك لان ( الله روح و الذين يعبدونه فبالروح و الحق ينبغي ان يعبدوا ) كما عيد ميلاد المسيح هو عيد لافراح السماء و الارض .. و لا غرابة في ان تنزل الملائكة الي الارض في ليلة الميلاد لتبشر البشر بالميلاد قائلة للرعاة البسطاء .. ( لا تخافوا. فها أنا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب . أنه ولد لكم اليوم في مدينة داؤد مخلص هو مسيح الرب ).. لم تكتف الملائكة بالطمأنينة التي بشرت بها البشرية جمعاء بأن لا يخافوا فيما بعد .. فالملائكة كانت تدرك كم الازمنة السحيقة التي قضتها البشرية في الخطيئة في الخوف من العقاب الذي يستحقونه جراء فعل الخطيئته .. ارادات السماء من خلال الملائكة ان تبث في النفس البشرية سلام الله الذي يفوق كل عقل الذي لم يكن البشرية تعرفه .. كما اردات ان ترجعه الي السماء التي طردوا منها بسبب الخطيئة ... و قد حشد الله لهذا الامر العظيم الجلل جمهور من جند السماء .. و قد تغني هذا الكورال السماوي الموصوف بجمهورمن جند السماء الذي لا نستطيع تخيل عدده .. انشد و ترنم بأعذب و أجمل و أسمي نشيد كانت البشرية و ما زالت تتوق الي سماعها ... و سيظل البشر في مشارق الارض وفي مغاربها ابداً تواقين مشتاقين متلهفين لسماع شدو غناء الملائكة التي ملائت السماء و الارض معاً بصدي البشارة السارة .. تلك البشارة التي تقول ان ( المجد لله في لاعالي و علي الارض السلام و بالناس المسرة )
فهل تسمع معي صدي هذا اللحن الروحي الملائكي الشجي الاخاذ.. فسحر موسيقاه توحد كل البشر و ان اختلفت مللهم و اديانهم ..و قوة الفاظه تعد علي الاطلاق من اقوي الكلمات الاليهة التي تربط الارض بالسماء و تعيد للانسان علاقته التي كانت مقطوعة مع بالله .. و الرابط الذي يربط السماء بالارض هو الطفل الذي تنبأ به النبي اشعياء قبل ميلاده بنحو خمسه قرون قائلاً ( لانه يولد لنا ولد و نعطي ابناً و تكون الرياسة علي كتفه و يدعي اسمه عجيباً مشيراً الهاً قديراً اباً ابدياً رئيس السلام )
و هذا هو المعني الروحي العميق جداً لعيد ميلاد فادينا و مخلصنا يسوع المسيح ... فهل تجد في هذه المعاني الروحية السامية ما يمت بصلة الي أي عبث او فوضي و عربدة .. اننا مدعون جميعاً الي استنباط القيم الروحية الجميلة التي تعكس الروح المسيحية الحقيقة التي بشرت بها الملائكة الرعاة .. كما نحن مدعون ايضاً الي اتباع خط سير الرعاة ساعة سماعهم لنبأ ميلاد الطفل يسوع المسيح .. فأسمع معي ما قاله الرجال الرعاة لبعضهم فور سماعهم لنشيد جمهور جند السماء .. ( و لما مضت عنهم الملائكة الي السماء قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض لنذهب الان الي بيت لحم و ننظر هذا الامر الواقع الذي أعلمنا به الرب ) ..
ايليـــــا أرومــــي كوكـــو الابيض
24 / 12 / 2007م
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة