صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات : قصة و شعر English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


الملكية العمرية .../قصة قصيرة /بقلم / ايليــا أرومــي كوكــو
Dec 14, 2007, 20:42

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

الملكية العمرية ...

قصة قصيرة

بقلم / ايليــا أرومــي كوكــو

 

                  بحسب حكايات جدته و امه و ابيه عن سنة ميلاده ، يمكنك ان تستخرج له شهادة التسنين بهذا التاريخ 1 / 1 / ----- م .. أضف أي عام من اعوام القرن الماضي فأنت علي صواب ... وقد تزيد او تنقص من عمره عدة شهوراو عقد من الزمان و هذا لا يفرق بقليل او كثير .. أن تاريخ ميلاده مقرون بسنة المجاعة الذي ضرب قريتهم و اسم رئيس دولة ما تقع في  ما وراء البحار .. انه الرئيس  الذي اغاث أهله بالذره و القمح  و بعض من الزيت ... و لو لا فضل ذلك الرئيس و احسان تلك الدولة  لعد واحداً من الاطفال الاموات في تلك السنة ..   حيث  حصد غول الجوع  أروح المئات من  المواليد و الكهول من سكان تلك القرية  علي حد سواء ...

               الاهالي في تلك الاصقاع لا يهتمون بل يبالون كثيراً بشهادات الميلاد ..   كما ان الداية او  المولدة و الحكيم  في الشفخانات الريفية  في كثير من الاحاين لا يولون أي أهتمام بمسئلة شهادات الميلاد .. و قد تستخرج الداية او التمرجي شهادة الميلاد عند الطلب و الدف .. الا ان هذه الشهادة ستكون عرضة لمخاطر لا حصر لها .. فبعض الاباء يحسبها ورقة بلا قيمة مادية و بالتالي فهو لا يهتم بتسجيله و يعجزعن دفع قيمة استخراجه ..  مع ان جهات الاختصاص يحرصون علي الكتابة عليها باللون بأنها تستخرج  مجاناً .. و بعض الاباء  يعرفون قيمتها الرمزيه التي ستذكرهم بسنة ولادة نجلهم البكر أي ولي عهدهم .. اما الاباء من الفاهمين و المتعلمين المدركين لقيمة شهادات ميلاد الاولاد و البنات، فهم يحتفظون بها في القطاطي القشية او في غرفهم نومهم  الطينية .. انهم يضعونها في شنط الحديد او في كوة القطية .. و شهادة الميلاد دئماً ما تكون معرضة لمخاطر الحرائق التي تلتهم منازل القرية في كل صيف .. و ان سلمت الشهادة من حريق قطية القش في الصيف المنصرم .. فهي سوف لن تسلم ابداً  انهيار أوضة الطين في الخريف القادم  بفعل السيول المرتقبة .. و حتي ان سلمت فهي بقايا شهادة ممزقة صدئة ..  بقايا شهادة تلاشت فيها ألاحرف و الارقام التي دونت عليها بخط يد الداية او الحكيم  بقلم الكوبيا ..

              و المحظوظون فقط هم من تهتم الداية و الحكيم بأرسال تواريخ ميلادهم الي المسجل العام للمواليد .. فتدون في ارشيف  سجلات المواليد و الذين يسجلون هم قلة نادرة جداً من سعداء الحظ.. و لا غرابة ابداً  في ان يكون جل السودانيين  مولودين في يوم 1 / 1 / ----- م..  و صاحب قصتنا واحد من الذين كانت لهم شهادة ميلاد وقد رأي شهادة ميلاده بعينيه الاثنين في صباه الباكر .. كان اباه مهتماً جداً بالشهادات و كان يحرص علي دسها في كتبه القديمة الموجودة بدارهم العامر ... كبر صاحبنا و تدرج في مراحل تعليمه الي تلك المراحل العمرية التي يسأل فيه المرء عن عمره و سنة ميلاده ...و السؤال عن العمر يلازم الانسان كما يلازمه سؤال  الناس عن اسمه .. وانت تسأل عن عمرك  متي زرت أي طبيب لمداوة مرض الملاريا التي لا تفارقك حتي في الربيع دعك من الخريف .. و تسأل عن عمرك و شهادة ميلادك عندما تطلب الوظيفة الحكومية حتي ان كانت تلك الوظيفة هي وظيفة بواب بمستشفي الخرطوم التعليمي في العهد القديم او في العصور الغابرة عندما كان لحراس ابواب المستشفيات صولاتهم و جولاتهم .. مع العلم بأن وظائف كل البوابات أضحت تتطلب   الحصول علي الشهادات الجامعية و مواصفات الشخصية المدعومة بالوساطة و التذكية ..

                و يسألونك عن شهادة ميلادك لحصرك ان كنت طالباً ضمن قائمة الطلاب المطلوبيين لقضاء الخدمة الوطنية او  الاجبارية ... و ان كنت موظفاً فعمرك ايضاً مطلوب  لنفس المهمة ألزامياً او أجبارياً  .. و هنا مربط الفرس فعندما كانت الخدمة الالزمية هي للفئة العمرية بين 1960 الي العام 1964 استخراج بطلنا شهادة تسنين بتاريخ  1 /1 / 1965 م ... تمكن صديقنا منقو من الانفلات من اداء الخدمة و دارات الايا م  و استدارت السنين .. اتسعت الرقعة الزمنية للمطلوبيين للخدمة الوطينة بحسب اتساع رقعة الحروب الاهلية في الخارطة السودانية  .. لتشمل الفئة العمريةما بين العام 1976 الي العام 1958 م ... جن جنون بطلنا سوف لن تسلم الجرة في كل مره .. انه لا يريد قضاء الخدمة الوطنية و لا يطيق ابداً سماع الاوامر العسكرية حتي تلك التي كانت تمارس في مدارس الاولية عند طابور الصباح من صفا و انتباه ...

              لن يعدم الحيلة لمن يبحث عنها .. طرق ابوب السجل المدني  العام هذه المرة باحثاً عن تاريخ ميلادة الحقيقي حتي يتمكن من زمامية الملكية العمرية التي تناسب مرحلته الراهنة.. لم يعثر صاحبنا علي اسمة في سجل مواليد السودان لا في قريته و لا في ولايته  و لم يجده حتي لدي مكاتب السجل المركزي بالخرطوم  .. كان  يعلم علم اليقين بأن له شهادة ميلاد اصلية بتاريخ ميلادة الحقيقي .. تلك الشهادة التي فقد ربما بفعل الارضه التي تكثر في منطقته الرطبة .. و الارضة للذين لا يعرفونها تلك الحشرة الصغيرة التي تجرب أكل كل شي حتي الحديد و الحجر . و كان الشك في بعض الاحيان يراوده بأن تكون الشهادة واحدة من المفقودات .. تلك المفقودات التي ضاعت من شنطة والده في الليلة التي سرقت فيها عنزتهم البيضاء ..

               اجتهد كثيراً حتي يخرج من ورطة الخدمة الوطنية التي صارت بعبعاً يخافه الكثيرين من الموظفين في كل القطاع العام .. ما عدا القلة التي لها ظهور تسندهم و حوائط يتكئون عليها عند الشدة .. ذلك لان عدم ادائها يهدد مستقبلهم بفقدان وظائهم التي يأكلون منها عيشهم اليابس ..تمكن اخيراً من استخراج شهادة ميلاد اصلية يتوسطها صقردجيان كبير بلون اخضر جميل ...  و قد تمكن الصقر الاخضر  من انقاذ صاحبنا من اداء الخدمة الوطنية لان الشهادة التي استخرجه بأمضاء المسجل العام تقول بأنه من مواليد العام 1957م .. و هذا كافي لاثبات خروجه من الفئة العمرية المستهدفة لاداء الخدمة الوطنية او الخدمة الالزامية .. و لكن الشهادة التي استخرجها اخيراً كافية ايضاً لأحالته الي التقاعد او المعاش و فقدان الوظيفة .. لا زال  القلق  و الرعب الوظيفي يساوره في الحل  و الترحال ..

                فيا تري بماذا تنصح صديقي   في هذه المرة ايضاً حتي لا يحال الي المعاش مبكراً .. فهو رب اسرة كبيرة و عياله صغار... أنني أرجوك بان لا تتعب نفسك  عناءاً  حتي تمد له طوق النجاة ... فهو كفيل بأنقاذ وظيفته .. فقط أرجو ان  لا تستغرب ان جاءك غداً بشهادة ميلاد يثبت فيه بأنه من مواليد العام  1977 م ..

 

 

ايليـــــا أرومــــي كوكـــو

الابيض      

14 / 12 / 2007م

© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

قصة و شعر
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • عصفور يا وطن د.امال حسان فضل الله
  • حيرة/أحمد الخميسي
  • لغة العيون/ هاشم عوض الكريم
  • أحلام يقظه/هاشم عوض الكريم – بورتسودان
  • صديقي المصاب بمرض الايدز سيظل صديقي بقلم / ايليا أرومي كوكو
  • مشتاق/محمد حسن إبراهيم كابيلا
  • شكل الحياة/ ياسر ادم( أبو عمار )
  • قصة قصيرة " شجرة اللبخ تحاكى النحل " بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • المفلسون بقلم الشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • بدرويش توفي ألف شاعر/كمال طيب الأسماء
  • انهض بقلم الشاعر السوداني / حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • لو بتحب بلادك جد!/الفاضل إحيمر/ أوتاو
  • قراءةُ اللّون إلى:- أحمد عبد العال/شعر:- عبد المنعم عوض
  • عايز أقول أنو الكلام القلتو دا/د. شهاب فتح الرحمن محمد طه
  • قصة قصيرة " الجــمـــــــــل " بقلم: بقادي الحاج أحمد
  • غــانــدى/أشرف بشيرحامد
  • ما أظنو ../محمد حسن إبرهيم كابيلا 30
  • دموع طفلة بريئة- أنوريوسف عربي