خَاطِـرٌ
خَاطرٌ قد زارنِي
في هَدأة الليلِ فأرقنَِي البُكَاء
يامنْ بذلتَ الرُوحَ رخِيصة مِن أجلِها
أترضَى لها قدراً شقَاء
أستذَل البُؤس خَاتمة المطَاف
تضَاحَكت مِنك النهَايات الرَديئة
وارتوَى في حَضرة اليَأس الرجَاء
رهِقتْ تجَاوِيفِي وحوْقَلَ خاطِري
ودبَ في الجسدِ العنَاء
ما معنَى الحيَاة بِغيرِ عِشقٍ
أفهلْ يكُونُ البحرُ غيرِ مَاء
إن كَان المُنىَ عسرٌ مُحَال
ِإذن لمَا وُجِدا لدوَاء لِكلِ دَاء
قَالت تُداعِبُ خاطِري :
لمِا تَرتجِي- مُتلهِفاً - هَذِي السُحب
الشَوقُ أم النَهرُ صَار هُو السَبب
أنذرتُكَ ...
سَقطتْ بِطَاقَاتُ الهُوِية مِن يَدِي
كَمْ مِن مَرةٍ حَذرتُك ..
أرجُوكَ - مهلاً - لا تثِبْ ..
آمر عَقلكَ بالرجَاءِ فما العَجَب
اهذي نهَاياتُ الطَوافُ .؟. ا لا تجِب؟
أَم أنت جِنيٌ يُحلِقُ في السمَاءِ ويحتَجِب
سألتُهَا :
كَمْ قد بقىَ من عُمرنِا الفَانِي وهَل
الحِسُ والوِجدَانُ والجسدُ اليبِيسُ
مُقعَراً
يرنُو إلىَ بُؤرِ الأَملْ
قُولِي لهُم هَذي سِني عُمرِي التي
هِي زَهرةٌ مِن عُمرِه الفَانِي
قَطفتُها عَمداً- فَحسبُكَ - لا أمَلْ
ولفظتُها كيمَا تكُونُ كعَلكةٍ
فَهل منْ يُحاسِبُني .. وهَل
بِمَزاجِي- القصدِيُ - لو تدرِي
أُسيرُك الأمَام ...إلى الوَرَاء
ولا تَسلْ
وسَقطتُ في نارِ التفحُمِ
مُزعَةٌ مُتسَاقِط الأشلاء.. ما وعَيتُ
ما دَريتُ كيفَ التبرُك بالوَجلْ
أعِبَادة ٌما كُنت تأتِي سَالِف الأيَامِ
حيرتنى كيفَ الفكَاكُ ومالعَملْ
كفرتُ بِك ..
آمنتُ بِي ..
فلا صنماً عَبدتُ ولآت عُزة أو هُبَل
الآن ..
أنا حُرٌ طَليقُ القلبِ أعشقُ لا أملْ
والشِعرُ أرسلُه بحُوراً
لا سوَاحِل تحبِسُ أحرُفيِ جُهداً
ولا رِمالُ الشَطِ تمنعُهَا تصِلْ
أحضِنُ في اشتِهَاءِ
كُلَ أرجَاء السمَاءِ- تبرُكاً-
وتارةً في غمرةِ الطَيشِ الجمِيل
- تكرُماً- ألقَى القُبلْ
شــعر : ســعد الدين يحي علي
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة