صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات : قصة و شعر English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


حكايات الحلة...المنتحرون........هلال زاهر الساداتي
Dec 2, 2007, 11:00

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

حكايات الحلة

المنتحرون

 

صروف الدهر غير متوقعة , وقد تنزل علي المرء كصاعقة تنقض من السماء في يوم مطير , فلا يجدي ازاءها حذر او ملجأ , ويستسلم المصاب لمصيبته بعد ان تغلبه الحيلة , وتصير الدنيا برحابتها في عينيه اسود من لون السكن , فلا يجد مخرجاً من تلك المحنة القاهرة سوي ترك هذه الدنيا الظالم اهلها في نظره , وربما يصحو المنتحر من غيبوبته المأساوية , ويراجع قراره النهائي فيتردد هنيهة , وربما يقلع عن الفعل او ينتحر ويمضي الي غير رجعة من دنيا العذاب والشقاء !

أحد هؤلاء المنتحرين كان شاباً في مطلع الشباب من عائلة مستورة الحال , وقد أكمل المرحلة المتوسطة في دراسته في الزمن الذي كان فيه التعليم مقصوراً علي هذه المرحلة والمرحلة الثانوية , كما كان التوظيف الحكومي قاصراً علي خريجي هاتين المرحلتين . عمل الشاب موظفاً في احدي المصالح الحكومية , ولكنه انغمس في شرب الخمر وادمنها , ولم ينصلح حاله , فكان مصيره ان فُصل من عمله وتشرد . وفي ذات يوم قرر الانتحار . اشتري زجاجة من الجاز (كيروسين) , وذهب الي مؤخرة منزلهم وصب الجاز علي ملابسه واشعل النار . ولما احس بحر النار وسعيها في جسده أخذ في الصياح : ( يابا الحقني – يا ابوي الحقني ) ولحقه جميع من في الدار واطفأوا النار المشتعلة , واسرعوا به الي المستشفي , حيث مكث عاماً كاملاً يتعالج من حروقه حتي تعافي .

وفي حالة اخري كانت النار هي وسيلة الانتحار , ولعل الانتحار يعدي وبنفس الوسيلة وفي نفس المحيط ! وكانت ضحية الفعل المدمر هذه المرة فتاة في زهرة العمر , ولها نصيب وافر من الحُسن كوردة يانعة بهية تفوح عطراً و أريجاً . تلك الفتاة البارعة الحسن أجبرها أهلها علي الزواج من رجل بالرغم منها , فهي لا تطيقه ولا تريده وتبغض رؤيته . وتم الزواج القسري , وتم الفراق الابدي بعد شهر واحد منه , فقد اشعلت الفتاة النار في جسدها الغض واحترقت , وفاضت روحها الي بارئها , وذبلت وتلاشت تلك الزهرة اليانعة في غير أوانها !

ورُوِعت الحِلة بضحية اخري للنار . فقد كانت امرأة صغيرة السن متزوجة من رجل قاس شرس مدمن للخمر والبنقو , وكان يسئ معاملتها ويضربها , وسار علي هذا المنوال بالرغم من تدخل الاهل والاصدقاء , فكان يمتنع عن هذا السلوك فترة وجيزة , ثم يعود الي سيرته الاولي من الاساءة والاذية الي زوجته المسكينة . وفي مرة بعد ثورة منه وضربه لها  اسرعت الي المطبخ وسكبت الجاز في ملابسها وأشعلت النار , وجرت وهي مشتعلة اليه لتمسك به , فجري في هلع وفتح باب المنزل هارباً منها , وهي تطارده وهو يصرخ وهي تصرخ , حتي وقعت علي الارض جثة هامدة وقد أكلتها النار .

وأما الشاب الاخر فقد كان وحيد ابويه , وكان والده ضابطاً متقاعداً من الجيش , وكان الولد هو الوحيد مرفهاً ومدللاً من الام والتي كانت تستجيب لكل ما يطلب , ولم تقل له لا ابداً مهما كانت طلباته , وكان الشاب يلجأ لمزيد من الضغط فيهدد دائماً بأنه سيرمي نفسه في البحر اذا لم يحققوا طلبه , وكان هذا يعني بأن يلقي الواحد بنفسه في الماء ليغرق . وفي ذات مرة طفح الكيل بالأم وردت عليه بأن يرمي نفسه في البحر غير مأسوف عليه , وكان منزلهم بالقرب من النهر , فجري الشاب الي باب المنزل وهو يقول بأعلي صوته : ( شوفوا لو تلقوني تاني – أهو انا ماشي ارمي نفسي في البحر ) . وصرخت الام في هلع : ( ووب عليّ – ووب عليّ(1)) ونادت علي زوجها ( الحق الولد – الولد ماشي يكتل روحو) , وخرج الوالد من الحجرة حاملاً في يده مسدساً وجري يطارد الولد , واستمرت المطاردة حتي اقتربا من البحر , وصرخ الوالد في الولد : ( والله يا ابن الكلب لو مارجعت حاضربك بالرصاص , حاضربك يا كلب بالرصاص) . وهنا توقف الولد وانصاع لكلام والده .

وأعادت هذه الحادثة الي ذاكرتي مثلنا القائل ( الحداث ما سوآي ) , وربما كان الشاب جاداً في نيته بأغراق نفسه في الماء ولكن آثر الغرق علي الموت بالرصاص , او بالسم او الحرق او الشنق بالحبل و أكيد انه لم يعرف قول الشاعر

من لم يمت بالسيف مات بغيره     تنوعت الاسباب والموت واحد

ولكن بعض المنتحرين يؤثر ان يختار وسيلة منيته بيده حرقاً او غرقاً او سماً !

 

هلال زاهر الساداتي

 

(1) ووب : كلمة تستعملها النساء في السودان للتوجع الشديد والاستنجاد .

 

 

 

 

 

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

قصة و شعر
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • عصفور يا وطن د.امال حسان فضل الله
  • حيرة/أحمد الخميسي
  • لغة العيون/ هاشم عوض الكريم
  • أحلام يقظه/هاشم عوض الكريم – بورتسودان
  • صديقي المصاب بمرض الايدز سيظل صديقي بقلم / ايليا أرومي كوكو
  • مشتاق/محمد حسن إبراهيم كابيلا
  • شكل الحياة/ ياسر ادم( أبو عمار )
  • قصة قصيرة " شجرة اللبخ تحاكى النحل " بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • المفلسون بقلم الشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • بدرويش توفي ألف شاعر/كمال طيب الأسماء
  • انهض بقلم الشاعر السوداني / حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • لو بتحب بلادك جد!/الفاضل إحيمر/ أوتاو
  • قراءةُ اللّون إلى:- أحمد عبد العال/شعر:- عبد المنعم عوض
  • عايز أقول أنو الكلام القلتو دا/د. شهاب فتح الرحمن محمد طه
  • قصة قصيرة " الجــمـــــــــل " بقلم: بقادي الحاج أحمد
  • غــانــدى/أشرف بشيرحامد
  • ما أظنو ../محمد حسن إبرهيم كابيلا 30
  • دموع طفلة بريئة- أنوريوسف عربي