صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات : قصة و شعر English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


الشاعر السوداني الكبير محجوب شريف يكتب كي يوقظ الضمير الإنساني !-يحيى غازي الأميري
Nov 26, 2007, 11:00

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

 

الشاعر السوداني الكبير محجوب شريف يكتب كي يوقظ الضمير الإنساني !

 

(نغني ونحن في أسرك              وترجف وأنت في قصرك) من أشعار محجوب شريف

 

 

يحيى غازي الأميري

أيلول 2007

 

رب صدفة خير من ألف ميعاد ، أحد الأمثال التراثية  المتداوله في عموم منطقتنا العربية نتداوله  فيما بيننا بشكل تلقائي عندما يكون لقاءك وعن طريق الصدفة جميل ومثمر ولطيف وناجح عندما يكون بدون مواعيد مسبقة ومعدة لهذا اللقاء ،هكذا جاء  لقاء الشاعر السوداني الكبير محجوب شريف بإخوانه العراقيين في مقر الجمعية الثقافية في مالمو ، مساء الجمعة 21/9 / 2007

صورة رقم 1 الأستاذ هادي المالكي أثناء تقديمه الشاعر الكبير محجوب شريف

 

حيث أتحفنا الشاعر المعلم القدير محجوب شريف بحديث شيق نقل خلاله ما يحمله من حب وطيبة وصدق وتضحية  لشعبه و أبناء بلده والى الإنسانية في كل مكان، مطرزا ً حديثه بقصائد شعبية  غنائية جميلة نابضة بالحب والحياة والعزيمة لمواصلة الدرب مسلطا ً الضوء على مأساة شعبه ومعاناة أهل بلده أنها بحق أشعار تتحدث عن الهموم الكبيرة والمعاناة المستمرة المريرة التي يعيشها شعب السودان .

لم تكن الجمعية الثقافية العراقية في مالمو على موعد مسبق مع الشاعر !

هكذا عرفت أنها الصدفة التي جاءت به إلى السويد ومالمو ، إذ ألمت بالشاعر الأستاذ محجوب شريف وعكة صحية تطلبت منه أجراء فحوصات وعلاج خارج السودان فساهم أصحاب المروءة والشهامة بتوفير فرصة لعلاجه في لندن .. وبعد إتمامه مشوار العلاج  جاء لزيارة السويد وعندما سمع الأستاذ هادي المالكي رئيس الجمعية الثقافية العراقية في مالمو، بوجود الشاعر الكبير  في مدينة  (مالمو ) بذل جهود كبيرة أثمرت بترتيب لقاء مع الشاعر  ليحقق لنا أمسية رمضانية جميلة شرفنا وأسعدنا و أطربنا الأستاذ محجوب وكريمته(  مي ) بها !

وقد شكر الشاعر المناضل محجوب  شريف اخوته العراقيين الذين  بعثوا له رسائل لغرض المساهمة والمشاركة بدفع مبالغ مالية  بتكلفة علاجه معلل رفضه للمساعدة بقوله لهم بعد شكرهم أن إخوانكم و أهلكم في العراق  أكثر حاجة ً للمساعدة مني في هذا الوقت الصعب والعصيب الذي يمر به الشعب العراقي .  

 

في بداية الأمسية قدم الأستاذ هادي المالكي ضيفة للحضور مرحبا ُ ومعرفا ً به بكلمة قيمة أشار و أشاد فيها إلى المسيرة الطويلة الطيبة والحافلة بالعطاء والنضال التي خاضها دون كلل أو ملل  الشاعر الكبير محجوب شريف من اجل الخير و الأخوة والمحبة والسلام  لشعب السودان و من أجل القيم والمبادئ الإنسانية النبيلة !

 

سنين طويلة حرم العراقيون من التعرف بآلاف من أدباء وكتاب وشعراء وعلماء ومناضلين ووووو  إخوانهم في اللغة و(الوطن الكبير)كما يسمونه أو كما يقال عنه ! وذلك  لاسباب عديدة كثيرة لست بصدد تعدادها ، وفي الحقيقة ليس العراقيون هم  فقط  الذين حرموا من التعرف على مبدعين وطنهم الكبير  بل عموم شعب هذا الوطن الكبير،حرمهم من ذلك جور الحكام والسلاطين وظلمهم واستبدادهم !

لقد حرم العراقيين من مبدعييهم وعلمائهم ومناضليهم  فكيف بمدعين الوطن العربي الكبير ولكن وللحق كانت الشعارات والأناشيد التي وصلتنا عن الوطن العربي كثيرة وأهمها بلاد العرب أوطاني ! وأمة عربية واحدة ! ونفط العرب للعرب! وغيرها العديد من الشعارات والهتافات  فحفظناها  والحمد لله على ظهر قلب!؟

  

سنين عديدة وطويلة محملة بالظلم والضيم  والجور والخراب ضربت العراق أبعدتنا مجبرين عن مواكبة  الفنون والآداب والعلوم وما تنشره الطليعة المثقفة في العالم والتي  سارت بخطوات سريعة وكبيرة بينما كنا نصيبنا الحروب والموت والخراب والحصار الذي تعددت أشكاله وكثرت غاياته وأهدافه!

 

رغم قصائده التي تتحدث عن الويلات والمآسي التي تضرب السودان بشكل متواصل و بغير رحمة لكن الجو المرح والفرح ساد القاعة ومن فيها !

 فقد كان الشاعر محجوب شريف  كثير النكتة ظريفا ً بشوشا ً ، رغم ما تحمله قصائده من  الأدب الثوري والتنويري المشبع بالمثل الإنسانية النبيلة  التي تحاكي الوجدان والضمير، كانت أحاديثه وقصائده  تدخل القلب بلا استئذان أجل فهو يكتب عن الهموم الحقيقة للشعب  وينسج من مشاهداته اليومية  صورا ً فنية أدبية رائعة حقيقية  دون تكلف وتزويق ،فهو يكتب للناس التي أحبها وعمل ويعمل بكل قواه وطاقته من اجلها .

 

 كان من ضمن حديث الشاعر محجوب شريف انه تلقى عدة دعوات للحضور إلى مهرجانات العراق الشعرية أيام مهرجانات المربد السنوية لكنه رفض المشاركة لقناعته بان سبب المأساة والأسى  العراقي يكمن في رأس سلطتها وقيادتها التي ترعى هذه المهرجانات وأن دوافعها وأغراضها لغايات وأهداف بعيدة عن أهدافه ومبادئه .

 

 

 

ببساطة الكبار وبتواضع غاية في الأدب وحسن المنطق أحيا  الشاعر والمناضل سهرة امتدت إلى أكثر من ساعتين وسط انبهار و انشداد الحضور لقصائده وحلاوة حديثه ولصوت ساحر خلاب رافقه  في أمسيته صوت أبنته الشابة الجميلة السمراء ( مي ) وهي تغني بصوت عذب قوي يداعب الأحاسيس ويلامس شغاف القلب، شد الحضور له وسحر بسماعه وقاطعه لمرات عديدة بحرارة التصفيق !

صورة رقم 2 الفنانة ( مي محجوب ) تنشد بصوتها الساحر وهي تقف جنب والدها الشاعر الكبير محجوب شريف

 

 بلغة شعبية  سودانية وعلى إيقاع موسيقي وبلحن غنائي نسج ونظم الشاعر السوداني القدير قصائده ، كل قصيدة منها تحكي حكاية من الواقع ، وتسلط الضوء عليها وعن آثارها و أسبابها ، وأنا أستمع وأستمتع أحسست ان الشاعر المناضل قريب جدا ً من أسلوب الشاعر المصري  الكبير عبد الرحمن الأبنودي و كذلك الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم  ، فكما يتحفنا الشاعر الكبير عبد الرحمن  الابنودي بقصائده الرائعة جاءت قصائد شاعر السودان محجوب شريف .

 أنه ابنودي السودان أنه ينقل صوره من الواقع بكلمات رشيقة منتقاة يطوع فيها اللغة الدارجة ، والتي  تنم عن خيال واسع و مقدرة وتجربة كبيرة وغنية  يتمتع بها  الشاعر ، صانعا ً منها قلائده الرائعة الجمال الثمينة القيمة !

لقد  جعلني الشاعر محجوب اسرح بخيالي على مدى اكثر من ساعتين بين سهول السودان وسنابل حقولها وفيضان نيلها  سارحا ً في مدنها وأشعارها وجوع أهلها وصراع جنوبها ومآسيهم ، بعدها رجعت إلى البيت و رحت  استرجع صور عن السودان طبعت بذاكرتي !

 

معظم أهلنا في العراق ومن جيلي يعرفون ويحفظون أسماء من السودان قد كثر ترددها في وسائل الأعلام العراقية المتاحة وابرز هذه الأسماء  سواء كان من  المطربين أو الكتاب أو الشعراء  أو المناضلين الأشداء التي ترسخت  بذاكرتي ... كيف ننسى المطرب الكبير سيد خليفة الذي أتحفنا بصوته المتميز الجميل والحان أغانيه المرحة الخفيفة بإيقاعها الموسيقى السريع  وحركاته الرشيقة التي يؤديها مع أغانيه  ومن أشهر أغانيه  التي لم تغادر ذاكرتي أغنية ( الممبو سوداني ) وأغنية ( ازيكم أنا لي زمان ما شفتكم ... ازيكم ).

 

والكاتب الروائي الكبير الطيب صالح صاحب العديد من  الروايات الشهيرة التي رسم فيها صورة معبرة حية  عن الواقع السوداني ومن أبرزها وأكثرها شهرة رواياته

  عرس الزين

2ـ موسم الهجرة إلى الشمال

  مريود

4ـ دوامة ود حامد

  ضو البيت

لقد قرأت الرواية الأولى والثانية خلال سبعينات القرن الماضي وسنحت لي فرصة إعادة قراءتهما مرة ثانية و كذلك قراءة الروايتين الأخيرتين ( دوامة ود حامد وضو البيت ) في عمان عام 2002 .

 

ولن يغيب  عن ذاكرتي  اسم الشاعر السوداني الكبير محمد الفيتوري رغم مساندته السلطة الغاشمة ومشاركته و حضوره المستمر لمهرجاناتها ، سامحه الله وهداه ....  فهو  شاعر كبير مشهور وقامة شعرية عالية وله مكان مرموق في مجال الشعر الحر وأحد رواده .

 

لقد انشد وكتب الجميل والرائع من الأشعار للشعب الافريقي والسوداني والوطن العربي والمثل الإنسانية وحارب بدون هوادة الظلم والاستبداد ، لقد أثارت  قصائده بحق  الشهيد عبد الخالق محجوب ورفاقه غضب وغيظ  بعض الطغاة !

وأدناه مقاطع صغيرة من أشعاره 

 

في حضرة من اهوي عصفت بي الأشواق
فحدقت بلا عين ورقصت بلا ساق

 

 عشقي يفني عشقي وفنائي اســــــــــــتغراق
مملوكك لكني ســــــــلطان العشاق

..............

 

أمس قد مر طاغية من هنا
نافخا بوقه تحت أقواسها

وانتهى حيث مر

 

قرأت في مقالة أو دراسة نقدية منشورة على صفحات الانترنيت كتبت كمقدمة لديوان الشاعر محجوب  شريف ( الأطفال والعساكر ) المقدمة بقلم الأستاذ المرحوم الدكتور جيلي عبد الرحمن وهي شهادة رائعة بحق الشاعر المناضل محجوب فيقول فيها ( يعتبر الديوان وأشعاره بعض من أشعار صاحبه وأنه قمة للفن الثوري الأصيل !

ويستشهد بالعديد من المقاطع الشعرية موضحا ً أبعادها والمناسبات  التي كتبت فيها ! واخترت بعض المقاطع الشعرية من قصائد الشاعر محجوب شريف التي وردت في مقالة الدكتور الأديب المرحوم جيلي  عبد الرحمن مع تعقيباته عليها

 

(( فينشد هذه القصيدة وهو يعاهد قمر ليلة !

 

وحياة أمنا الخرطوم

أشيل شيلي وأشد حيلي

و أموت واقف على حيلي

وأقولك يا أعز الناس

على الوعد القديم جايين

وبين الثورة والسكين

شيوعيين

حتى الموت شيوعيين ))

 

 وفي مقطع أخر من مقالة المرحوم  د. جيلي عبد الرحمن يقول (( ويغوص الشاعر في عواطف إنسانية  خالصة ... تكشف فجأة عن بطولة الصمود ... ليس صمودا ً بلا ثمن أو رحلة في الخلاء ، ليس بطولة زائفة ... وإنما آلام حتى النخاع ... دون أن يستسلم أو تخور قواه ... ما يمنحه لمريم هو ذلك القلب الكبير الذي أفعم بأحزان شعبه وأشواقه .

طوال النهار و الليل

في عيني شايلك شيل

لكني شادى الحيل

 والخوف علي داهم

هاك قلبي ليك منديل

الدمعة لما تسيل

قشيها يا مريم

 

ويتداخل تحدي السجان مع رفض الموت فيصيران تحديا ً واحداً مزلزلاً

 

ولسه ولسة عبد الخالق المغوار

يقود الصف

ونحن وراه كف فوق كف

وهاشم قاطع الحدين

لسه و لسه يملا العين )).

 

 

 

لقد كانت القصائد الجميلة التي قرأها الشاعر محجوب  في أمسيته  في مالمو قد قربت للحضور كثيرا ً صورة التشابه الكبير في المحنة والمعاناة  والفواجع  والحروب التي تضرب الشعبيين السوداني والعراقي كان و كأنه يقرأ قصائده ويتحدث عن هموم الشعب العراقي ومعاناته !

 

وعندما ذكر بحديثه الهوس الديني و التعصب الديني والتطرف والاستبداد والاستعباد  ومروجين أفكارها  قال ( هؤلاء خصومي وأني عدوهم اللدود )

ليقرا لنا قصيدة من قصائده الكثير ة التي كتبها عن مريم و بالمناسبة فأسم مريم أسم أمه وأسم أبنته الكبرى وكذلك يعتبرها رمز إلى  الأم بكل معانيها الرائعة !

 

وأدناه مقاطع من قصيدة يا والدة يا مريم والتي يقول فيها :

 

يا والدة يا مريم ... يا عامرة حنية
أنا عندي زيك كم ... يا طيبة النية

بشتاق وما بندم ... اتصبري شوية


يا والدة يا مريم


ما ني الوليد العاق
... لا خنتّ لا سراق
والعسكري الفراق ... بين قلبك الساساق

وبيني هو البندم
... والدايرو ما بنتم

 
يا والدة يا مريم


عارف حنانك ليّ راجيك تلوليني

دايماً تقيليني وفى العين تشيليني

ألقاه عز الليل قلبك يدفيني

ضلك
عليَّ مشرور قيلت فى سنيني
أنا لو تعرفيني لو تعرفي الفيني

أنا كم بحبك كم

والعسكري الفراق بين قلبك الساساق

وبيني هو البندم ... والدايرو ما بنتم

يا والدة يا مريم


طول النهار والليل فى عيني شايلك شيل

لكني شادّي
الحيل لا خوف عليَّ لا هم
هاك قلبي ليك منديل الدمعة لما تسيل

قشيها يا
مريم
والعسكري الفراق بين قلبك الساساق

وبيني هو البندم ... والدايرو ما
بنتم
يا والدة يا مريم

 

لتكمل جمالية القصيدة وتزيدها تقربا ً للقلب والأحاسيس من  بعده  أبنته ( مي ) بغنائها  للقصيدة  بصوت ساحر عذب ،

كان صوت (مي ) ينقلني إلى (الأم العراقية ) وكم من الفواجع التي ألمت بها وكم من أنهار الدموع سالت على وجناتهن !  لقد سالت دموعي مع نغمات صوتها وأمتلئ صدري بالعبرات ،حيث نقلني صوتها إلى صوت بكاء أمي كلما خابرتها من غربتي فهي تعيش الآن بوطنها العراق غريبة هي الأخرى مهمومة حزينة تحيط  بها الأهوال والمصائب وفوق كل هذا لا كهرباء و شحة  في الماء والدواء كذلك فر عنها من الهلع ورعب البلاء الأبناء والأصدقاء ؟

 

صورة رقم 3 يحيى غازي الأميري كاتب سطور هذه المقالة مع الشاعر الكبير محجوب شريف

 

 

من الذكريات المؤلمة التي لم تبرح ذاكرتي الصورة المأساوية التي انتهى بها قادة انتفاضة تموز 1971 في السودان وما حل بالسودان بعدها من تدهور كبير متسارع .

لقد كتب  الشاعر محجوب شريف قصائد عديدة لرفاقه والى انتفاضتهم الباسلة التي حدثت في تموز عام 1971 بقيادة هاشم عطا التي تكالبت عليها قوى الشر والحقد والعمالة لتحبط ثورتهم بالمهد بعد ثلاثة أيام  إذ شهدت في وقتها تلك الأيام  تطورات دراماتيكية  كبيرة من دول عديدة شاركت بإخماد الانتفاضة ورجوع النميري للسلطة مرة ثانية وما أن تسلم  جعفر نميري السلطة حتى نصب المشانق وملء السجون بالشيوعيين وبحكم دكتاتوري سار بالبلد بخطى متسارعة إلى الوراء، ومن أبرز من طالهم الإعدام  الشهداء عبد الخالق محجوب ، الشفيع أحمد الشيخ ، هاشم العطا ، بابكر النور،

وهذا مقطع من إحدى قصائده يصف به الشهيد عبد الخالق محجوب فيقول فيها :


إسمو عبد الخالق

ختاي المزالق

أب قلبا حجر

يا أرض الوطن

يا أمو العزيزة

ختالك
ركيزة
دائما باقية ليك

في الحزب الشيوعي

طيري يا يمامة

وغني يا
حمامة
وبلغي اليتامى

والخائفين ظلاما

عبد الخالق حي

وبالسلامة

 

وفي مقطع من قصيدة أخرى يصف الشهيد عبد الخالق محجوب فيقول :

رجل نكتة

عميق مهذب

...

قاطعني ..... يعني الإعدام

الشعب يقرر من الحي ومين الميت

 

 أعود إلى جو الأمسية فالحديث عن السودان يثير الشجون  ... لقد قرأ  لنا الأستاذ محجوب قصيدة أعتقد ان اسمها كان  ( السنبلة )وفيها  تحدث عن العلاقة الاجتماعية المفعمة بالحب والإنسانية التي تسود الزوجين !

 

وتبعها بقصيدة ( الحرامي ) وهي تحكي حكاية شخص حرامي  ألتقى به  في السجن الذي كان معتقل به الشاعر  محجوب شريف . وتبعها بقصيدة تصف حدث مر به ليخلد ذكراه بقصيدة تصور السلطة التي تدعي حراسة الشعب وتحافظ على ممتلكاته كيف سرقت ( الغويشه ) ــ الغويشة سوار من الذهب ـ  الخاصة بابنتيه ( مي و مريم )  المخبأة  بعناية وسرية في البيت(  مضمومة لأيام الحاجة والعوز كما نقول بلغتنا العراقية ) عندما داهمه العسكر وهو في بيته  بأمر استدعاء و تحري وتفتش البيت وكيف امتدت أيديهم لتسرق الغويشه من مخبئها ! وقد كانت قصيدة مؤثرة بديعة خلدت الحدث و أدانت الجناة !

 

يقص قصة الغويشة وهو فرح مبتسم يعرفها ( الغويشة ... الغويشاية )

ويبدأ قراءة قصيدته بتعريف لها والقصيدة طويلة فهي تحكي قصة كاملة  الفصول ،اخترت المقطع أدناه من القصيدة :

 

 هجين الدبله و الخاتم
سلالة كم وكم حاجه

متل الستره وهاجه

بحتم الدوله
لا حوله
باوراقا الثبوتيه

صبحت في خبر كان

للي كانت ليها محتاجه

المسيكينه

ما تسألني كم تمن الغويشايه

بل جاوبني كم تمن الطمأنينة

 

غويشة مي و مريومه
تماما زي حمامايه

 

وقد نقلنا إلى الصراع الدائر في السودان في دار فور المنكوبة التي يعيش شعبها  أقسى أنواع الظلم والإبادة والتعسف والفاقة والحرمان ، طلب الشاعر محجوب  من أحد الشباب الجالسين في القاعة ان يتفضل بالجلوس بجانيه وطلب منه ان يقدم نفسه فجلس على  جانبه شاب وسيم أسمر البشرة وبلغة عربية سليمة عرف نفسه :

 

أنا جبرائيل ابن أدم من السودان من دار فور أهلي يتعرضون بشكل مستمر للإبادة الجماعية ! و أضاف  يقولون لنا  ان الصراع عندكم بين الرعاع و الزراع ! و شرح للحضور جزء مختصر من مأساتهم الكبيرة !

ليكمل بعده الشاعر محجوب بكلام جميل ماذا يختلف عنا هذا الشاب  فلغته تشبه لغتنا وشكله كذلك  وأسمه أسم الملاك جبرائيل و اسم والده أسم أول أنبياء البشر !

 

ليحلق بنا الشاعر محجوب بقصيدة غنائية راقصة فيبادر إلى الرقص مع رفيقة الشاب الأسمر وبحركات عن رقصة  فلكلورية خاصة راح يدور بين الحضور !

 

صورة رقم 4 الأستاذ أبو إبراهيم الجواهري مع الشاعر الكبير محجوب شريف والأستاذ هادي المالكي

 

 

 

لقد أتحفنا بعدها بقصيدة غنائية أخرى راحت بعده الجميلة ( مي ) تغنيها بلحن جميل ،تبدأ  مقدمة  القصيدة 

 

تبتبا تبتبا تبتبا تبتب
باكر تعرف تقرا وتكتب

وياما ترتب

نحنا بنحلم وكم
نتمنى
هي تحقق كل ما تحب

تبني حياتا الند بالند

اي مكانة وخانة تسد

هدهدا هدهد كل الورد ينوم ويفرهد

زي عصفورة تطير وترك

تحبا وتمسك وتاني
تفك
سيبا تفكفك سيبا تلكلك عايزة تنطط

بكرة حترسم و ياما تخطط

بكرة حا
يبنوا مدائن ضو
ما بيعكر صفو الجو صفارة حرب

تشطب من قاموس الدنيا

الضرب الشك الخوف

ينعموا كم بالشم والشوف واغاني الحب

 

وقد قرا قصيدة رائعة سريعة الإيقاع تقول مقدمتها :

 

هم هم ..
هم هم ..

غم غم آخرتها دمدم

..
هم..غم..دم


عتمة وكتمة
وزنقة وذم

 

وكم كنت أتمنى أن يصل الشاعر محجوب  إلى مقطع  من إحدى قصائده  (( قصيدة مساجينك )التي يقول فيها :

 

مساجينك مساجينك
نغرد فى زنازينك

عصافيرا مجرحه بى سكاكينك

نغني ونحن في أسرك
وترجف وأنت
في قصرك
سماواتك دخاخينك


برغمك نحن ما زلنا

بنعشق فى سلاسلنا

بنسخر
من زنازنا
وبنسخر من زنازينك


للسودان مواقفنا

وللسودان
عواطفنا
ولما تهب عواصفنا

فما حيلة قوانينك

 

لكنه للأسف لم ينشد هذا المقطع، نعم أيها الشاعر الكبير محجوب نعم كل الطغاة ترتجف في قصورها وتعيش الفزع وهي تسمع صوت أنين  معذبيها وأسراها وضحاياها !!

لقد كانت من الاماسي الرائعة التي سوف يبقى لذكرها طعم ومذاق جميل فالشاعر الكبير محجوب شريف دون صفحات مشرقة خالدة عطرة لمسيرة ونضال وكفاح ومعاناة الشعب السوداني .

 

صورة رقم 5 يجلس الشاعر السوداني محجوب شريف وتحيط به مجموعة من المثقفات العراقيات و كذلك من السودانيات كل من زوجة الشاعر وكريمته مي والأستاذة ثريا .

 

لقد كانت أمسية رائعة وجميلة جمعت فيها العديد من الكتاب والأدباء والمثقفين العراقيين والسودانيين وكان ضمن الحضور زوجة الشاعر الكبير مححوب شريف و لم يكن ضمن الحضور زوج أبنته ( مي ) وهو فنان أشاد الشاعر محجوب بإعماله الفنية  ودماثة أخلاقه وقد أخبرنا الشاعر أن مهر (مي ) كان خمسة لوحات رسمتها ريشة زوجها الفنان قدمت كمهر لها ، وقد كان من ضمن الحضور  من الوجوه النسائية  السودانية المعروفة في مدينة مالمو الأستاذة العزيزة ( ثريا ) ذات الحضور المتميز في المحافل السياسية والثقافية والاجتماعية في مدينة  مالمو، بعد انتهاء الأمسية كانت فرصة جميلة لالتقاط الصور بين الجميع احتفاء بالشاعر وضيوف الجمعية الثقافية العراقية في مالمو ! 

 

يحيى غازي الأميري

مالمو في أيلول 2007

 

ملاحظة : اعتمدت المقاطع الشعرية من مواقع  صحفية  إلكترونية  عديدة على  شبكة الانترنيت والتي تتحدث عن  نضال وأدب وشعر الشاعر السوداني الكبير محجوب شريف .

 

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

قصة و شعر
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • عصفور يا وطن د.امال حسان فضل الله
  • حيرة/أحمد الخميسي
  • لغة العيون/ هاشم عوض الكريم
  • أحلام يقظه/هاشم عوض الكريم – بورتسودان
  • صديقي المصاب بمرض الايدز سيظل صديقي بقلم / ايليا أرومي كوكو
  • مشتاق/محمد حسن إبراهيم كابيلا
  • شكل الحياة/ ياسر ادم( أبو عمار )
  • قصة قصيرة " شجرة اللبخ تحاكى النحل " بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • المفلسون بقلم الشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • بدرويش توفي ألف شاعر/كمال طيب الأسماء
  • انهض بقلم الشاعر السوداني / حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • لو بتحب بلادك جد!/الفاضل إحيمر/ أوتاو
  • قراءةُ اللّون إلى:- أحمد عبد العال/شعر:- عبد المنعم عوض
  • عايز أقول أنو الكلام القلتو دا/د. شهاب فتح الرحمن محمد طه
  • قصة قصيرة " الجــمـــــــــل " بقلم: بقادي الحاج أحمد
  • غــانــدى/أشرف بشيرحامد
  • ما أظنو ../محمد حسن إبرهيم كابيلا 30
  • دموع طفلة بريئة- أنوريوسف عربي