صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات : قصة و شعر English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


سودانيزأونلاين .. تحت الشجرة- بقلم : وائل فحل - الخرطوم
Nov 26, 2007, 09:52

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

سودانيزأونلاين .. تحت الشجرة

 

                                                     بقلم : وائل فحل - الخرطوم

 

منطقة فى وسط المدينة تزدحم بالناس أشكالا وألوانا , أصوات مرتفعة ومتباينة , باعة ينادون على بضائعهم , أغنيات مبثوثة من محلات الكافتريات القريبة , بعض المارة يمضون بسرعة , وآخرون يتوقفون هنا وهناك , وفى وسط كل هذا المشهد الصاخب تبدو للناظر حلقة من أشخاص يتناثرون حول ظل شجرة كبيرة يبدو أن لها من العمر أكثر كثيرا من الجالسين تحتها , بعضهم جلس على (بنبر) , وآخرون تخيروا (مصطبه) فى الجوار , بينما اكتفى الزاهدون منهم ب(علب) صغيرة فرشت عليها قطع من كرتون , وكانت النقطة المركزية لهذه الحلقة سيدة (تتوهط) على كرسي بلاستيكي وأمامها منضدة صغيرة صفت عليها مجموعة من الأدوات اللازمة لإعداد الشاى والقهوة , يجاورها موقد لا تكف ناره عن الاشتعال , وكأن له صلة قرابه بجهنم !.

            "عليك الله شاي سكرو تقيل يا خاله" .. يأتى الصوت من شاب أتخذ له بنبراً فى نهاية الظل , فتأتي الاجابة التلقائية : "حاضر" .. بينما أحد الزبائن ممن تبدو عليهم سمات موظفى المصالح الحكومية ينظر بدهشة لا تخلو من الاعجاب الى (ست الشاي) هذه , وكيف توزع حواسها ما بين الاستماع الى طلبات الزبائن والرد عليها , ومحاورتهم فى كل المواضيع , بينما تظل يداها فى حالة من الحركة الدائمة : تصب شاياً هنا , وتحرك قهوة هناك ,  وترسل فى طلب البن من الدكان القريب , ومع هذا لا تغفل عيناها عن متابعة مشاهد الشارع والحياة اليومية فيه بفضول , دون أن تغفل من مشاهدة (ناس الكشه) قبل أن يأتوا !.

            " بالله يا شاب لو سمحت كدي الجريدة دي لحظة " ... هتف أحد الجلوس بالمصطبه , وهو يشير الى زبون فى طرف الظل , فناوله هذا الأخير الجريدة بينما بدت عليه علامات امتعاض مخفى من هذا الفضولى الذى قطع عليه رغبته فى قراءة الجريدة (بمزاج) مع كوب الشاي ! وما لبث صوت (ست الشاي) ان جاء من بعيد : " الليله الجريده قالت البلد حاصل فيها شنو؟ " فتأتى الاجابة من زبون يبدو جليا انه ( زهجان) : " يعني حيكون حاصل شنو ؟ ما الحالة سجم فى سجم , حمى نزفيه , مشاكل فى الحكومة , مواصلات بقت صعبه , وفوق رده كمان المره قالت دايره ليها توب جديد ! " .. تتعالى الضحكات من الزبائن , فترد (ست الشاي) : " خلاص انت طلقها وأنا بعرسك , وما دايره لي منك تياب ..! "  وهنا يرتفع صوت الزبون الممسك بالجريدة قائلاً : " دا شنو ؟ ديل خلّو كل حاجه بقو على سودانيز اونلاين ؟! " فيرد زبون اخر : " سودانيز اونلاين دى شنو ؟ " فتبادر ست الشاي بالإجابة : " (سودانير) دي ما الشركة حقت الطيارات السودانية , ما بتعرفها ؟ قالو دايرين يشلعوها ويبيعوها خلاص ! "  وهنا يأتى صوت زبون آخر : " لا يا خاله , مش سودانير , دا سودانيزاونلاين , موقع سوداني " .. ثم تمر لحظة من السكون  يتبعها صوت (ست الشاي) متسائلاً : " موقع ؟ يعني مالو ؟ برضو دايرين يكسروهو ويبنوهو عمارات ؟! " فترتفع ضحكة عالية من الزبون الممسك بالجريدة ويوضح :" لا ياخ .. دا موقع فى الانترنت " وهنا يتطوع زبون آخر فينزع نظارته ويخاطب (ست الشاي) قائلاً : " دا موقع بيكتبو فيهو الناس مقالات " فتبدو على ست الشاي علامات الإقتناع وتهمهم : " أيوااا , زي جريدة يعني "  ويسير الحوار على وتيرة متنوعة :

-         ايوا زي جريدة , لكن كمان فيهو حاجات متنوعة تانية , يعني اغاني , تعارف بين الناس , أخبار , مناقشات , معلومات , وبحل مشاكل كمان !

-         طيب ومالهم معاهو ؟

-         والله ما عارف , كدي خلى الاخ الشايل الجريدة دا يقرا لينا الحاصل شنو؟

-         فى الجريدة هنا مكتوب انو فى صحفى طالب الحكومة انو توقف الموقع دا لأنو فيهو مقالات بتاعت ( نبز ) !

-         نبز كيف يعنى ؟ نبّزو منو ؟

ولا يلبث الزبون الممسك بالجريدة ان يأخذ رشفة كبيرة من كوب الشاي , قائلاً :

-         فى الجريدة دي قالو انو الصحفى ده قال انو الموقع دا قبل سنتين نشر مقال فيهو اساءة للدين !

-         طيب, وحاجة حصلت قبال سنتين , ما يتذكرها الا هسع ؟

-         لكن صحي هو الموقع دا كتب كلام زي دا ؟

-     مكتوب هنا انو ناس الموقع قالو انهم عندهم قوانين تمنع الاساءة للدين فى الموقع , والكلام البقولوهو دا كتبتو  بت , وفعلا البت دي فصلوها من الموقع زمان .

-         أها وبعد فصلوها أدوها حقوقها وللا صالح عام ؟!

وهنا تعلق (ست الشاي) : " كمان البنات خلّن كل شي قبلن على الدين ؟ "

-     لكن قول فعلا هم نشرو المقال دا , الزول دا يطالب انو يقفلو الموقع كلو ؟ هسع كان هو زاتو فى الجريدة نشر مقال بطّال , حيقفلو الجريدة كلها عشان مقال واحد ؟!

-     ياخوي دا بكون عندو غرض , هو عليك الله المصايب البتكتب فيها الجرايد دي كل يوم لو فى زول بحاسبهم عليها كان فى جريدة بتبقى شغاله لسع؟ ما كل يوم شابكننا داك فعلتو , وديل قبضوهن وين , وديك اهلها متبرّين منها !

ويدخل الى الحلقة زبون جديد , شيخ كبير العمر , يخاطب (ست الشاي) صائحاً : " أديني جبنه ساده سكرها خفيف " .." حاضر يا حاج " وسرعان ما يعتدل الحاج فى جلسته مخاطبا الحضور : " بتتناقشو فى شنو يا اخوانا ؟ " فيرد عليه حامل الجريدة : " بنتكلم عن خبر هنا , قالو يطالبو انو يقفلو موقع سودانيزاونلاين "  وكأن الحاج كان ينتظر الاجابة , فقد صاح فوراً : " بالله دا ياهو ال(سامسونايت) الأتكلم عنو الامام فى خطبة الجمعة الفاتت ؟ " وهنا يتوشح الحضور بحالة من الانتباه والتركيز , وتسأل (ست الشاي) : " أجي ! كمان جابوهو فى الجامع ؟ " ويرد الحاج : " أيوا , الامام قال انو ديل ناس فارغين وبنبزو الدين , وقال انو قرا الكلام دا فى الجريدة.. انا زاتي ما عارف ( سمسونايت ) البنبزو فيهو دا شنو , قمت سألت الزول القاعد جنبي فى الجامع , قال لى ( سامسونايت) دا شنطة بشيلو فيها المنشورات حقت النبز دي ! "

وهنا تتصاعد الضحكات من الحضور , بينما تجدها ست الشاي فرصة لاستعراض معارفها اما هذا الزبون فتقول : " شنطة شنو يا حاج , دا موقع فى سوق الانترنت ! " فيقول الحاج : " أيواا , تلقى ناس المحلية كلمو ناس الجريدة يهاجموهو عشان هم يجو يكسروهو ويبيعوهو للخليجيين يعملوهو استثمار ! "  ويعود الزبائن للضحك من جديد , بينما (ست الشاي) تناول الحاج قهوته قائلة : " والله ما بعيد ! "  وهنا يهتف احد الزبائن معلقاً : " ياخي الامام زاتو ما قرا الكلام المكتوب فى الموقع , وناس اذاعة لندن عملو معاهو لقاء سألوهو عن الموقع قال انا ما بعرف مكانو وين ! "  فترد (ست الشاي) : " طيب وكت ما اتأكد بي نفسو , الشلاقه البيهو شنو ؟ ما كان يسأل اول حاجة ويتحقق بي رقبتو عشان ما يظلم الناس ساي "  وهنا يعلق الزبون الممسك بالجريدة : " كمان اسمعى قالو شنو فى الجريدة , قالو الصحفى الهاجم الموقع دا قال انو الاعضاء بتاعين الموقع ديل كلهم سواويق تكاسي وزباين ستات شاي ! "

وفجأة تكهرب الجو فى حلقة (ست الشاي) وسقطت الملعقة من يدها وهى تقول بغضب : " كمان الصحفى دا بنبز فينا ؟ مالنا نحنا ؟ ومالهم الناس البقعدو معانا؟ بنسقيهم عرقى؟ ما بشربو شاي وجبنه , وبعدين هو الصحفى دا بيدفع ليهم حق الشاي من جيبو ؟ ونحنا مالنا ؟ بنسرق؟ بننهب؟ بنشحد الناس؟ بنشكّر الناس بالكضب فى الجرايد عشان يرضو علينا؟ بنسكت عن الظلم الشايفنو ؟ بالله شوف الزول العجيب دا ؟ هى القعدة مع ستات الشاي عيب وللا حرام ؟ " , وبدأ الزبائن يحاولون تهدئة ست الشاي من انفعالها , فإذا بزبون اخر يقذف بمفتاح سيارته امامه ويصيح : " كمان بنبز سواويق التكسي ؟ مالهم ؟ انا سواق تكسي.. كمان دي عيب ؟ هو قايل الفهم مقسوم لي ناس الجرايد براهم وللا شنو ؟ هو هسي لو صحي صحفي , كان يتكلم عن الظلم الظالمننا ليهو ناس المرور ديل , يشيلو يقطعونا فى الايصالات , والشوارع زي الزفت , وكلها حفر , طيب قروش الايصالات دي بتمش وين؟ "  وهنا ارتفعت حرارة النقاش , ويعلق زبون : " والله الموقع البهاجمو فيهو دا مفيد جدا , يعنى هسي نحنا طلبه بنرجع ليهو كتير وبنستفيد , لو حجبوهو يكونو ضرّو الناس ساي " , فيعقب عليه زبون اخر : " ياخي يحجبو شنو ؟ انت نايم وين ؟ ما عارف انو المواقع المقفولة دي كلها الناس قاعدين يفتحوها بالطريق الساهلة الكل الناس عارفينها ؟ كدي انت امش اى محل انترنت شوف الطلبه والمراهقين ديل جنس المواقع الفاتحنها , كلها ممنوعة بس بتنفتح بسهولة وناس الاتصالات نايمين فى العسل ! " .. فتنسى (ست الشاي) قليلا من غضبها وتعلق ضاحكة : " والله كان كدي إلا يشوفو ليهم فكي ( يحجبو ) ليهم ! وناس الجرايد ديل فايقين , الناس بشترو الجريدة الصباح  ,الضهر بجدعوها او بيلفّو بيها كيس الخضار ! "

وبينما النقاش مستمر , فجأة عمت المكان حالة من الفوضى , وبدأت (ست الشاي) تلملم اشياءها بسرعة وتوتر , بينما من بعيد يصيح احدهم : " الكشه جات " !.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

مخرج  :   من أبيات لمحمد الحسن سالم حمّيد :

 

" ما يقبضو الباعوض .. ما يقبضو الضبّان .. إشمعنا نحنا وليش ؟

الأرزقي السمسار .. الما بيدور فـتــّـيش ..

نحنا الحراميين .. ولّلا البدسـّـو العيش ؟! "

 

وائل فحل - الخرطوم

 

 

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

قصة و شعر
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • عصفور يا وطن د.امال حسان فضل الله
  • حيرة/أحمد الخميسي
  • لغة العيون/ هاشم عوض الكريم
  • أحلام يقظه/هاشم عوض الكريم – بورتسودان
  • صديقي المصاب بمرض الايدز سيظل صديقي بقلم / ايليا أرومي كوكو
  • مشتاق/محمد حسن إبراهيم كابيلا
  • شكل الحياة/ ياسر ادم( أبو عمار )
  • قصة قصيرة " شجرة اللبخ تحاكى النحل " بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • المفلسون بقلم الشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • بدرويش توفي ألف شاعر/كمال طيب الأسماء
  • انهض بقلم الشاعر السوداني / حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • لو بتحب بلادك جد!/الفاضل إحيمر/ أوتاو
  • قراءةُ اللّون إلى:- أحمد عبد العال/شعر:- عبد المنعم عوض
  • عايز أقول أنو الكلام القلتو دا/د. شهاب فتح الرحمن محمد طه
  • قصة قصيرة " الجــمـــــــــل " بقلم: بقادي الحاج أحمد
  • غــانــدى/أشرف بشيرحامد
  • ما أظنو ../محمد حسن إبرهيم كابيلا 30
  • دموع طفلة بريئة- أنوريوسف عربي