العيد وافى وما فى العيد من طرب |
بعد وشوق وأحلام من الكذب |
فلا الأحبة قربى فى مآثرهم |
ولا المسافة تطوى غائر الحُجب |
ولا الزمان كما كنا يلاطفنا |
ولا المكان وجدنا فيه من أرب |
بيد وما البيد إلا فى دواخلنا |
بعد الأحبة فى ضرب من الوصب |
هل للأمور إذا ما قلت طاوعنى |
منها القليل له من كيد محترب |
يا رب عمر مضى يمضى به قدر |
ما كان أقساه فى التبريح والكُرب |
لئن مددنا يدا تهْوى مداعبة |
تهوِى علينا بما لم يأت فى الكتب |
حالى وما حال مثلى فى تباعده |
إلا ابتلاء مع الليلات والحقب |
وكان أحرى بنا لو دام سامرنا |
دنيا تسامرنا بالهم والتعب |
وما نزال مع الآلام نرقبها |
أن لو أتت ببصيص الضوء فى عجب |
مالى أُمنّى لنفسى بعض سانحة |
والعمر لا شك يجرى منكرا طلبى |
فرُحت أرنو إلى الأحداث أسألها |
ما بال قومى وأين الصِيد من عرب ؟ |
وأين دين لنا يروى ظوامئنا |
وأين أين رسول الله خير نبى ؟ |
ماذا فعلنا وشر الناس ترجمه |
زورا وما عمدت يوما إلى سبب ؟ |
بل أين قدس لنا تبكى مآذنها |
والرافدان بلا أهل ولا نسب؟ |
أخشى أبوح وفى نفسى مساءلة |
لما رمونا إلى الإرهاب فى رهب |
يا طالما كان من عدل يؤازرنا |
نبنى به لحياة العز فى غلب |
كنا صياما وكان النصر رائدنا |
وبدر تشهد دحر الجحفل اللجب |
يا عيد هلا تعيد العزم سابقه |
كيما أغنيك بعد الموت والعطب ؟ |
***** |
مالى أحرّك أشجانا تؤرقنى |
والعيد أقبل فى حزن وفى لهب ؟ |
قد كنت أحسب ان العمر يسرقنى |
ولا أبالى بسهم ضارب يلب |
من كان مثلى مع السبعين يرهبها |
فربما تُخْمِد السبعون من صخب |
لكننى وعراق اليوم أحزننى |
والقدس والنيل والصومال فى نهب |
بأي وجهٍ تُرى ألقاك مبتهجا |
والناس حولى بلا مأوى وفى سغب |
وكلنا فى بلاد الله لاجئها |
وليس من موطن يحمى بنى العرب |
إسلامنا ضيعوه شر ما فعلوا |
من المساوئ , حدثْ دونما عتب |
همومنا صيّرتنا فى كآبتنا |
العيد عيد لمن قد عاش فى طرب |
لا لا أنادى صلاح الدين ثانية |
ولا لمعتصمٍ فى الموقف العصب |
كم مستحيل مع الأحداث نطلبه |
ما أسخفَ الأمرَ لولا شدةُ النصب |